هناك شرخ كبير بين التربية على القيم والاختيار والحرية والمسؤولية والحوار التي استند إليها الميثاق الوطني للتربية والتكوين وألقى على المؤسسة التعليمية ترسيخها في نفوس المتعلمين وبين تصرفات بعض المديرين الذين انسلخوا من بطانة التربية بمجرد ما يتقلدون منصب إداري فتراهم يلجأون إلى العنف سواء الملموس أو الرمزي لمعالجة مشاكل المراهقين هذه المرحلة التي يجب أن يفهموها حق الفهم للتعامل مع تلاميذ هذه المرحلة ويدخلوا في حوار هادئ وجدي مع كل التلاميذ الذين يظهرون تصرفات عادية بحكم اكتمال نضجهم العقلي والفكري وإحساسهم ببداية اكتمال شخصيتهم، ففي نظري أنا لا ألقي اللوم على قوات المساعدة لأن اللجوء إليهم يعني أن كل الحلول قد أغلقت في وجه المدير ومعاونيه في حل مشاكل المؤسسة، وأن هؤلاء بحك طبيعة تكوينهم في هذا البلد لا يستعملون إلا العصا والهراوة لفك النزاعات والأمثلة كثيرة في شوارع المدينة مع الباعة المتجولون، في حين أنهم لا يحركون ساكنا في قضايا الاجرام والمخدرات والسرقات المتكررة على المواطنين خصوصا في نقطة حافلة ألزا نحو أيت أورير و سيدي عبد الله غيات حيث يلاحظ مجموعة من اللصوص المحترفين المتخصصين في سرقة الناس على مرمى حجر من هذه القوات -ومقر شرطة باب اغمات- التي تدخلت بهذه الوحشية في حق تلميذ. كما أدعو مدير المؤسسة إلى تكوين نفسه ذاتيا وقراءة مؤلفات علم النفس بخصوص مرحلة المراهقة وأن يهضمها هو ومجلس تدبيره ومركز استماعه ومجلس تأديبه لأننا لا نلجأ إلى قوات الأمن إلا في حالة جريمة أو ضرب أو جرح مؤدي إلى العجز أو الوفاة أما المسائل الأخرى فتعالج ضمن خلية المؤسسة، ومن هنا ضرورة التكوين الأساس المتين ليس في المسائل الادارية فقط بل في المسائل السيكولوجية والإجتماعية للتقرب من التلاميذ وفهم خصائص المرحلة التي يمرون منها والذين تجاوزوا مرحلة الطفولة.