المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الورزازي المحمدي
بَــــــــــــــوْح قَلبـــــيْـــــن
دقَّ باب قلبها ..
أطلت من شرفتها ..
نهرتْه بحة من سعير صدرها ..
قالت : أيها العاق هجرتني بلا استأذان
بلا وداع ..
أصرَّ على اللقاء .. فأبَتْ ..
ألحَّ في التوسل والتودد
في البكاء والنحيب ..
فرضَخَتْ لصوت الفؤاد ..
كنتُ هناك أراقب البوح في خشوع ..
رفرفتْ طيور الدمع من عينيها وهي تكشف تفاصيل سر خنق أنفاسها ..
فهمْتُ من نظراتها أن الأحاسيس وذكريات القطيعة تموج في صدرها ..
إنها مختنقة بسخونة لا تشعر بلسعاتها إلا هي ..
ترجاها :
أيتها الساحرة لمَ أنت هاربه ؟
قالت : كل الطيور تهاجر ..
قال : ورغم الألم تؤوب ..
رغم المسافات تعود ...
رغم الأميال تحن إلى أوكارها ..
أيتها الأشجار
بينك وبين الطيور صبابة
فلا تقفي متفرجة مترددهْ ..
أخبري القصيد عن رقَّة النجوم لحالي ..
أخبري القريض عن بكاء الليل لسُهادي..
وهو الجامح العاصي لنداء الصبابهْ ..
أيتها الأماني
أخبري الحروف الهاربة عن أحلامي المنسوجة بظلال الأبجديهْ ..
أيتها الأحلام
بوحي بأسراري الأسيرة بسجن كلماتك المنحوتة
فوق جذوع الشجرْ ..
أيتها الأسرار
لا تقفي مشدوهة أمام عصيان العبارات لأوامر قلبي وتوسلاتي ..
أيتها اللغة الحزينة
كفاك حزنا
كفاك حِدادا
فمن تظنيه أسيرا نال شرف البيان ..
حاز ختم البلاغة
وقَّع اللسان على قلبه شهادة ميلادٍ
فانقادت له الحروف والكلمات والمعاني ..
على سفين بديع اللفظ ..
ولُجَيْن النحو لُجَّة
حملته إلى سماء العبارة
ليموج في بحور الكتابة ..
هو الملاح والأشرعه ..
محمد الورزازي المحمدي كِـرْكـاس