لمناقشة هذا الموضوع
سأبدا أولا بالحسد هل هو وارد أم انها غبطة و ليس حسد
فالحسد مرض مزمن يعيث في الجسم فسادا، وقد قيل: لا راحة لحسود فهو ظالم في ثوب مظلوم، وعدو في جلباب صديق . وقد قالوا:
لله در الحسد ما أعدله
بدأ بصاحبه فقتله
إنني أنهاكن يا نواعم المنتدى عن الحسد رحمة بكن، لأننا بحسدنا للآخرين نطعم الهم لحومنا، ونسقي الغم دماءنا ونوزع نوم جفوننا عليهم .
إن الحاسد يشعل فرناً ساخناً ثم يقتحم فيه . التنغيص والكدر والهم الحاضر أمراض يولدها الحسد لتقضي على الراحة والحياة الطيبة الجميلة .فبلية الحاسد أنه خاصم القضاء واتهم الباري في العدل وأساء الأدب مع الشرع وخالف صاحب المنهج .
هذا إن سلمنا جدلا أنه حسد فأن كان غبطة فأقول إن الناس في طبائعهم أشبه بعالم الأشجار . حلو وحامض، وطويل وقصير، وهكذا فليكونوا . فإن كنت كالموز فلا تتحول إلى سفرجل ؛ لأن جمالك وقيمتك أن تكون موزاً ، إن اختلاف ألواننا وألسنتنا ومواهبنا وقدراتنا آية من آيات الباري فلا نجحد آياته .أنتن يا نواعم المنتدى لكن طعم خاص ولون خاص ونريدكن أنتن بلونكن هذا وطعمكن هذا، لأنكن خلقتن هكذا وعرفناكن هكذا فمن آدم إلى آخر الخليقة لم يتفق اثنان في صورة واحدة، فكيف سيتفق جنسين أو صنفين من البشر على خلق أو طبيعة أو ميزة معينة .