2018-01-06, 19:04
|
رقم المشاركة : 11 |
إحصائية
العضو | | | رد: التربية بالإستعانة | الأداة الثالثة: العجز من الأدوات التي أُعطيتها من أجل أن تُربي أبناءك أنك عاجز، ولَمّا تكون عاجز سيأتي من هنا الحَل. ورد في النص: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي}[9] كانا عاجزين أن يؤمن ابنهما أو يَرُدَّانهِ للإيمان، فماذا كان موقفهم؟ {وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ} لكن أهم شيء أنهم يقولون {وَيْلَكَ آَمِنْ} يعني لازال هناك كلام مع مشاعر العجز، فأنت أُعطيت الدعاء الذي هو {وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ} وأُعطيت أيضًا أنك عاجز عن أن تُغير شيء لهم إلاَّ أن تدعوا الله. ماذا يفعل العاجز؟ أو كيف يتصرف العاجز؟ أولاً: لابد أن نشعر بعجزنا عن أن نُصلح قلوبهم، من أجل هذا أتت الأدعية في القرآن: § {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي}[10] يعني أنت يا رب أصلح لي في ذريتي وأنا لا أستطيع أن أصلحها. § {هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}[11] يعني واقع في قلبك أن الأبناء من أجل أن يكونوا قرة أعين، هذا إنما هو هبة من الله وليس بيدك أن يكونوا قرة أعين. فالعاجز أولاً يشعر بعجزه. ثانيًا: العاجز هذا يُعامل ربه بالأدب، فيتأدب في الطلب حتى يأتيه الفَرَج.يعني كُن مؤدبًا وأنت عاجز، كن مؤدبًا بين يدي الله، اطلب منه العون، اطلب منه العطاء، وكن مُؤدّبًا لما تطلب. وانتبه لَمَّا تطلب منه العطاء لا تُوصف له، وتقول: يا رب ولدي ينجح بتقدير ممتاز ويطلع الأول! هل هذا هو الأدب ؟ ليس هذا هو الأدب أبداً، إنما الأدب أن تقول مثلا: أصلح لي في ذريتي، وفّقهم نجحهم، يسّر لهم أمرهم. الأدب أن تجعل الله وليّك، أنت تعلم أنّ الله –عزّ وجلّ– يدبِّر شؤون العباد وهو وليّ المتّقين، إذا دبّرهم، دبّر لهم أصلح ما يكون، أنت عاجز أصلا، فلما تتوسل إلى الله توسل إليه أن يُدبرهم على ما يوافق حكمته وأنت مؤمن أن ما يأتيك من عند ربك هو الخير والبركة، لا تَسْتَبْطئ. يا داعي! لا تَسْتَبطئ الفَرَّج، إنما تأدّب مع الله، واعلم أن انتظار الفَرَّج عبادة. يتبع | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |