2017-09-20, 22:13
|
رقم المشاركة : 13 |
إحصائية
العضو | | | رد: الأمس القريب |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوردية
يا لدهشة الطفولة أمام هول المشهد فها هو التراب خال من ( الذخر ) لم يعد فيه إلا آهاتا مبحوحة و أصواتا مخنوقة. وكم يشبه ذبول الخريف الذي يحاول التسلل إلى عتمة ليلك و ضياء نهارك ' لكنك تحسه غريبا عليك متغير الملامح ' وكأنه مفروغ من ذاته ' منزوع المعنى ' مفقود الممشى !
فهل هذا هو داب الذكرى التي كلما همت بالابتعاد ' ازدادت قربا ؟ بل توغلت إليك لتتوحد معك و تتمثل للحظاتك ؟
فلا زال ( للامس القريب) صدى في داخلك ' يرجع إليك خاويا على عروشه ... فهل هي صدمة الخيانة ؟ وقد تكون الخيانة العظمى ؟
ما أوجع ان يحتضن قلبك ' لحظاتك ' ثم بغتة تكتشف أنها فرت منك و اضمحلت كما طائر في مثلث بڕمۆدا !
والذي يجعله موجعا هو انك مازلت مغرما بها !
فيصحصح الحنين فجأة : لقد وقعت الذكرى في فخ الماضي !
ماض طافح ...
عبثا يحاول الأمس أن يجد ظله في يومك ! وعبثا تحاول استعادته و وضعه تحت قبضتك ...
ولكن هل في حفر ما مضى ' فائدة ترجى منه ؟ هل كان ( ذخرا) يستحق العناء ؟ فقد يكون الأمس ذخرا لغد غير آت ' او ربما آت ' ولكن ماذا لو تحول ( المدفون) لشئ من العدم ؟
وهل يحفر أعمق قليلا و يجتاح باطن التراب ' لعله يجد فيه أحلامه المقبورة ؟ فينقذ الذي وأدوه ؟
نعم للحياة خيباتها ' مآلاتها ' مفاجئاتها !
إنها الحياة المصابة بالشيزۆ ! بين الحلم الجميل والواقع الردئ ' ونحن المصابين باللهث 'جراء الركض وراءها وكأننا نخالها سارقا يجري بأشياءنا المسروقة بعيدا
بعيدا... شكرا أخي أحمد لنصك البديع الذي يشع منه بريق التأويل '
وقد أثر في ذهننا سؤالا ' ماهو المبحوث عنه تحت التراب ؟ ؟ نبشتم تراب أرضي بمعاول أكثر صلابة فأنبتت أقحوانا وياسمين ...
لو حفرتُ عميقا قد أصاب بخيبة أمل وتبقى أرضي جرداء قاحلة..أو العكس قد ينبع الماء وتصبح مخضرة يانعة...
أما الخبيئة أو المبحوث عنه فهو بيت القصيد ...(أمل الصبا في الوصول الى هدف جميل لم يتحقق لظروف قاهرة وبعد مرور سنين طويلة ...)
سيدتي كوردية :الأمس يلقي بظلاله على يومنا أبينا أو كرهنا ...وما نحن بقادرين على نسيانه أو التغاضي عنه...
استطعت سَبر أغوار افكاري ...بورك القلم المبدع
تقديري | التوقيع | يبقى الصمت أفضل
حين يغيب الرد
| |
| |