2017-05-18, 10:43
|
رقم المشاركة : 9 |
إحصائية
العضو | | | رد: التهمة: أستاذ | بالرغم من ان المعلم غير مكتف ذاتيا للقيام بمهامه الثقيل و الدور الذي نوط به في مهنته ''التعليم '' الا ان كونه حلقة وصل بين فلذات اكباد الأسر و المجتمع و الآباء ' يجعله في الواجهة دوما ' بمعنى آخر هو الطرف المؤدي للرداءة ! نعم. ليس هو من صنع القرار و لكنه هو الذي يطبق غالبا في صمت و الم .هو الملاحِظ '' بكسر الحاء '''والملاحَظة وسيلة جيدة للتعرف على المناخ التربوي العام.اذن الملام هو المعلم و الموبَّخ ( بفتح الباء طبعا ) هو المعلم و المقصِّر ( بكسر الصاد طبعا ) هو !
لايدري الشاب وكذلك عائلته من الذي حاك قميصه الذي يرتديه ولا اسم الشركة و لا منتج الأقمشة المستخدمة فيه ' ولكنه يعلم تماما من يدرس إبنه ' انه المعلم الجندي الغير مجهول! انه هو الذي يلتقي يوميا على الهواء مباشرة بتلاميذته في الصف ' مع ان تأثيره و هيمنته غير مباشرة على التلاميذ تماما ' إن لم نقل منعدمة !
هو الذي يجاهد في حشو المعلومة في ذهن طالب لا يملك أدنى فضول للتعلم 'لأنه ببساطة لا يعي نقص العلم في عقله و حياته ' وبالتالي يرى العلم غير ضروري ' او لا يراه على شئ أصلا ! اما المعلم 'فعلى أهميته ' يبقى ركنا من أركان التعليم فقط.
ولو تكلمنا عن مخرجات التعليم 'نراها نماذج مكررة من البشر و نسخ منسخة وجودها كعدمها ' طبعا مع وجود إستثناءات . و يساهم في تكريس هذا الوضع القائم ' مناهج هلامية 'تنعدم فيها العلاقة القوية التي يفترض ان تكون بين مخرجات التعليم و سوق العمل و الصناعة و الدليل هو انه حتى المعلم يجد صعوبة في إيصال ما تعلمه من الجامعة و ربطه بالواقع الوظيفي فلماذا لا يتحول المنهج الى سلوك يفعل و يعاش ؟ ' وما مدى مسئولية المعلم في ذلك ؟ هل فعلا لم يعد في يده شئ ؟ وهل الحق وحده يكفي ؟ ان الحق يحتاج الى قوة التغليب ' فاين قوة الاستاذ ؟ اين صوته ؟ وهل باله مشغول فعلا بجوهر القضية ؟ أليس هناك ما يعرض الاستاذ للانتقاد ؟ والارجح انه ليس مبرءا تماما من العيوب. ان على من يبحث في هذا المجال ' ان لا يقبل باللوم و التقريع على الاستاذ قبل ان يفكر مرتين و ان يتداول الاسئلة الصحيحة في هذا المجال ' و بنظرة شمولية فمثلا حين يكون الكلام عن تكلفة ( التربية و التعليم) ' مباشرة يذهب أذهانهم الى رواتب المعلمين فقط ! ولا يذكرون استهلاك الموارد المالية الذي تتطلبها الكتب و الأدوات المدرسية و مبانيها . إن تقريب الرؤيا بين المجتمع و المعلم و المعلم و المتعلم ' يساعد في فهم الوضع العام للتعليم والذي بدوره يساعد على إيجاد الحلول.. ان النقد النزيه هو ما نحتاجه فعلا ' نحن في حاجة الى معرفة الحدود الفاصلة بين التعليم الجيد و الرديء ' نحن بحاجة الى تقدير التعليم ' والذي بتطوره يتطور البلد ' فهل تطور بلد مثل القطر الا بعد التطوير بتعليمه ؟ علينا ان نصور صورة الطالب الذي نرنوا اليه والذي لا تزال ضبابية عندنا. هم يركزون على المعلم و تهيئته و يتناسون بان هناك نوعا من الطلاب لا يمكنهم الوصول الى الإزدهار في التعلم مهما كانت المعلمة فذة و ذات غزارة في العلم و سعة في الإطلاع و الصف مكيف شتاءا و مبرد صيفا و الصبورة لامعة و الماركرات ذات ألوان فاقعة . وايضا كل النقاشات تظل عقيمة و كل الحلول تصير تقليدية اذا لم تطبق على أرض الواقع و تطبيقها يحتاج الى مناخ ملائم و الا مهمة المعلم تكون كمهمة ذاك المزارع الذي يشتغل في ارض مليئة بالحشائش الضارة ' فيبدأ بإزالتها 'فلا يبقى لديه وقت للزرع . انهم ينتظرون من المعلم ' المعجزات '' خصوصا تلك الأسر التي فشلت في تربية ابناءها انهم نتظرون من المعلم ان ينشأ الطالب تنشئة اجتماعية 'انفعالية 'مهاراتية ' معرفية و حتى الصحية ' وان يمدهم بالدعم العاطفي و التوجيهي ' انهم يهيبون بالمعلم ان يكون '' سوپرمانا '' الى كل هؤلاء اقول : ان أزمة التعليم ليست ازمة '' الاستاذ '' فقط . | آخر تعديل كوردية يوم 2017-05-18 في 10:50. |
| |