2016-07-24, 00:24
|
رقم المشاركة : 6 |
إحصائية
العضو | | | رد: لماذا تتزايد حدة التدافع القيمي في مجتمعنا ؟ | دور التنظير العلمي في فهم طبيعة الصراع إلى جانب تلك النظريات التقليدية التي استعرضت أصول الصراع في المجتمع البشري من وجهة نظر علم النفس الاجتماعي؛ فقد برزت نظريات أخرى معاصرة طورت من نتائج تلك البحوث بنظرة أكثر عمقاً وبمناقشة أشد تفنيداً. فقد طرحت هذه النظريات، في بحثها عن حلول عملية للصراعات، أسئلة رئيسية وهي: كيف يبدأ النـزاع بين المجموعات البشرية وفي أي اتجاه يسير، وما مواقف الأطراف عندئذ؟ وكيف يمكن للنـزاع أن تشكل الفكر الإنساني على مستوييه الفردي والاجتماعي وتؤثر فيه، وما هي الحلول ؟ كان تركيز هذه النظريات موجهاً بشكل أساسي نحو الكشف عن الأسباب الحقيقية للصراع بصورة عامة والبحث عن أقوم الوسائل لتنظيمه وإدارته بأسلوب سلمي لا بالعنف والاحتراب. وعلى الجملة يمكن ردّ أصول النظريات في هذا الصدد، من حيث المبدأ، إلى مدرستين فكريتين هما: مدرسة الرؤية المعرفية، ومدرسة الرؤية التفاعلية. إن الرؤية المعرفية أو النظرية المعرفية في محاولتها لفهم الصراع لا تهتم بالسلوك ولا بالتفاعل ولكن توجه جلّ همّها إلى ما يدور في عقل الإنسان. فوفقاً لهذه النظرية إن الإنسان خلق مكيّفاً على المصلحة، ومن مقدراته أن يستخدم المعلومات لتحقيق مصلحته الشخصية والاجتماعية في الحياة. ولذلك السؤال الذي ينبغي فهمه عن الصراع الإنساني وفق هذه النظرية هو: ما الأهداف والغايات التي يسعى إليها الإنسان وفي أي الأحوال ولماذا ؟ أما الرؤية التفاعلية فتذهب إلى أن السلوك الإنساني هو المحل الذي ينبغي البحث عنده عن أسباب الصراع. فبينما تركز الرؤية المعرفية على العمليات العقلية والتصورات التي تؤثر على السلوك فإن الرؤية التفاعلية تركز على السلوك نفسه. فهي ترى أن الأفعال والسلوك عبارة عن سلسلة من الأحداث والوقائع المترابطة، ولذلك يتأسس تفسير الصراع عبر تلك النماذج من الأحداث المتشابكة، مما يجعل معاني النـزاع لا يمكن فهمها إلا وفق سياقها من الأحداث. أي أن مشكلات الصراع حقائق مترابطة ينبغي النظر إليها بصورة شمولية لا تجزيئية. فالرؤية المعرفية تفسر صراعاً محدداً بأنه بناء معرفي أو مشروع يحمله الناس في أذهانهم. أي أن الموقف نفسه أمر ثابت وإنما له أحوال متعددة وفق نظرة أطراف النـزاع، وبالتالي فإن إدراكات الأطراف ومشاعرهم تجاه الموقف تؤثر في سلوكهم واستراتيجيات تصرفاتهم. وفي الجانب المقابل فإن الرؤية التفاعلية تكبّر الواقعة نفسها بصورة هائلة، وترى أن المشاعر والإدراكات رغم أهميتها في الحدث فإنها لا تفسر الواقعة ولذلك يكون التركيز على السلوك والأفعال. الصراع ظاهرة تفاعلية | التوقيع | أيها المساء ...كم أنت هادئ | |
| |