هم السابقون و نحن اللاحقون

من بين اسباب الهروب الكبير لرجال ونساء التعليم عن طريق التقاعد النسبي هو الخوف ان يشملهم الاصلاح المشؤوم لصندوق التقاعد والوقوع في ثالوثه البغيض بالاضافة الى الظروف المزرية التي اصبحت تزاول فيها وظيفة الاستاذ من عنف واستبداد وبنيات مهترئة ونقابات لا تعبر عن طموح وتطلعات الاساتذة.
لكن في الاونة الاخيرة سينضاف سبب آخر وهوانسداد افق الحركة الانتقالية خصوصا في التعليم الابتدائي حيث اصبحت المناصب الشاغرة في المدن حكرا على اصحاب الالتحاق بالزوج مما أدى الى ظاهرة تقاعد رجال ونساء التعليم في البوادي.
واصبح محاربة ظاهرة تمييز النوع سيف دو حدين نستعمله كلما كان في مصلحتنا والفاهم يفهم.
كما ان التحفيز الذي يجعل الاستاذ يزاول عمله بمناطق صعبة وهو راض عن نفسه وادائه قد قبر مع مجيء هذه الحكومة حيث لم يعد يطرح التعويض عن العمل بالمناطق القروية.
الكل يتحدث عن فساد واستبداد القطاعات المختلفة لكن يتناسون ان قطاع التعليم نخره الفساد والمحسوبية وباك صاحبي فبقدرة قادر تسند مهمات دون مباريات وتكليفات دون مذكرات وتكوينات دون اخبار واقصاء فئات من مباريات دون حياء وغلق الداخليات والمطاعم نهاية شهر ماي وارسال لجان تفتيش في الوقت بدل الضائع إضافة الى تطبيق فصل التوظيف عن التكوين والتوظيف بالعقدة لينضاف الاستبداد الى الفساد وكذلك انسداد افق الترقية وانحصارها في السلم 11لبعض الفئات.
لهذا الاسباب وأخرى يكون التقاعد النسبي الحل الوحيد للاساتذة خصوصا للهروب من تعليم لم يعد تعليما بل تجارة بائرة فاسدة.

أصبحنا نفكر في التقاعد كل يوم

نعم اختيارنا للتقاعد النسبي لم نقدم عليه حبا وهروبا من حياة البذل والعطاء لفلذات أكبادنا ، بل أرغمنا على ذلك ، للفساد والمعاناة والمحسوبية والارتجالية والسلطوية التي تمخر حياة رجال ونساء التعليم ، حتى المنابر التعليمية ـ القناة الثانية كنموذج ـ تتخذ من رجل التعليم كاضحوكة لمهرجيها ، أما بعض المسؤولين ، فحدث ولاحرج ، بل عامة الشعب بكثرة التهريج ضد رجل التعليم في قنواتنا ، أصبح لا يعير أدنى اهتمام لمن يربي له ابنه ـ إلا من رحم ربي ، وهم قلة ـ وما خفي كان أعظم ...

الحكومة غير منزعجة من هذا الهروب بل بالعكس تماما
مغادرة طوعية بالمجان + سيتم تعويضهم بطبيعة الحال بالحل السحر و هو الضم