2016-02-13, 17:05
|
رقم المشاركة : 9 |
إحصائية
العضو | | | رد: للنقاش: حدود مهمة المدرس؟ |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صانعة النهضة
أعود لسؤال طرحته في أحد مداخلتي ولم أجب عليه بعد، هل المناهج الدراسية بمقرراتها الطويلة العريضة ،وهل بيداغوجية التدريس بالكفايات تفتح للأستاذ حدودا واسعة لتمرير القواعد التربوية اللازمة ولو غير موجودة في المقررات ؟ أم أنها تغلق على الأستاذ هذا الباب وتجعله معلما يقدم التعلمات المبرمجة وعدم السماح له بأية تمريرات أخرى؟
جوابا على السؤال ،أجد أن الحوارات المتمدنة العلمانية منها واليسارية في هذا الموضوع توجه أصابع الإتهام إلى الأستاذ الذي ما يزال يجد فرصة سانحة - من خلال فجوات في المقررات والمناهج -لتمرير أفكاره التربوية بل وحتى المعرفية من خلال إيديولوجياته التي يؤمن بها .
ولعل هذه الإتهامات تروم مادة التربية الإسلامية على الخصوص .حيث يجد الأستاذ نفسه أمام نصوص شرعية تحتمل عدة تفسيرات ومعاني وتوجهات .
ولعل من بين هذه الأسباب نجد الخط العلماني واليساري منذ 2003 وهم يطالبون وينادون ويبذلون كل ما في وسعهم إلى تغيير مقررات مادة التربية الإسلامية (التعليم الديني) باعتباره -على حد قولهم ومزاعهم-
" نظراً لطبيعة العلاقة بين المتعلم و"المدرس الواعظ" القائمة على الفوقية والتسلط، والعلاقة بينه وبين "المضامين الاستقطابية" القائمة على القداسة والخلود،
والعلاقة بينه وبين "طرق تدريس المادة" القائمة على مفهوم الطاعة والامتثال وغياب السؤال والجدل."
فهؤلاء يريدون أن يمنعوا الاستاذ بطريقة أو بأخرى تمرير تربويات معينة وأفكار وتوجيهات قد يعتبرها البعض خطيرة على عقلية الشباب والمراهقين من التلاميذ.
أعود لرأيي الشخصي أقول أن التدريس بالكفايات تفتح الأفق أمام الأستاذ أثناء مزاولته مهمة التدريس أن يوصل ما يريده من خلال القيم والمهارات المستهدفة في كفاية الدرس .
وبطبيعة الحال في بعض المواد الدراسية كالتربية الإسلامية واللغة العربية والعلوم والإجتماعيات يمكن للأستاذ ان يختار وضعية مشكلة للدرس تخدم الكفاية وفي نفس الوقت يمرر من خلالها التوجيهات التي يريدها .
طبعا هو بهذه الطريقة ستكون مهمته مزدوجة بين مهمته كمدرس يقدم التعلمات وبين مهمته كمربي يوده النشء للقيم والمبادئ والأخلاق التي يريدها وغالبا ما تكون مرتبطة بالدرس .
عموما ...نعلم أن الدرس الناجح الجيد هو الذي يربطه الأستاذ بالواقع فينطلق من إشكالية يعيشها المجتمع أو المتعلم في حياته الخاصة حتى يكون للتعلمات والتوجيهات أثر بالغ .
هذا رأيي الذي أستقيه من خلال ممارستي لمادة التربية الإسلامية وهي مادة زاخرة بالتعلمات المبنية على القيم والمبادئ وأهمها القيم الإعتقادية والأخلاقية والوطنية والحقوقية والجمالية والتواصلية والمنهجية والبيئية ... بالأمس فقط قرأت لأحدهم موضوعا عنونه ب "مدرسون لا دعاة" تناول فيه قضية أساتذة التربية الإسلامية.
يبدو أن الكثيرين لديهم حساسية مفرطة تجاه المادة ولو لم يكن الأمر لوجهوا النقد ذاته لأستاذ العلوم الذي يزكي نظرية داروين، وأستاذ الفلسفة الذي يدافع ويدعو إلى دوركايم، وأستاذ اللغة العربية الذي يقدس أدونيس ويزرع حبه في قلوب تلامذته. | |
| |