2015-09-22, 12:40
|
رقم المشاركة : 37 |
إحصائية
العضو | | | رد: زكي مبارك ليس اسمي الحقيقي وخالي الذي رباني أوهم الجميع بأنني ابنه | مبارك: وزير صيني قال لي: كنت أعتقد أن المناصب بالمغرب تنالها العائلة الملكية مبارك: وزير صيني قال لي: كنت أعتقد أن المناصب بالمغرب تنالها العائلة الملكية سرد كيف خرق البروتوكول ليستجيب لطلب الوزير الصيني بزيارة الأحياء الفقيرة الصحافي : محمد أحداد
سبتمبر 22, 2015العدد: 2789 حينما اعتقد الجميع أن صفحة جيش التحرير المغربي، بكل تناقضاتها، قد طويت إلى الأبد، ظهر رجل اسمه زكي مبارك، قادته الصدف إلى أن يضع يده على أخطر وثائق جيش التحرير حساسية. في سيرة زكي مبارك الكثير من الأحداث والشخوص. يقول إنه كان دائما يشتغل بجبة الأكاديمي، لكن خصومه من أحزاب الحركة الوطنية كانوا يعتبرونه «مؤرخا للمخزن». على كرسي «الاعتراف» يحكي مبارك قصة صراعه العنيف مع حزب الاستقلال، ويتذكر كيف خاطبه علال الفاسي يوما بلغة حازمة: إذا لم تبتعد عن هذا الموضوع -يقصد جيش التحرير- «تلقا راسك مليوح فشي بلاصة». على مدار حلقات طويلة يسرد زكي مبارك أحداثا عاشها مع المحجوبي أحرضان، علال الفاسي وإدريس البصري، ويشرح، بإسهاب شديد، كيف أصبح صديقا لعبد الله الصنهاجي، علبة أسرار عباس المساعدي، وكيف أخفى لمدة طويلة وثائق حساسة حول «ميليشيات حزب الاستقلال» والصراع العنيف بين محمد الخامس وأحزاب الحركة الوطنية.. – متى انتهت تجربة منتدى الفكر والحوار؟
< انتهت بالضبط حينما قرر أعضاء المنتدى الالتحاق بالمجلس القومي العربي، حيث استفرغوا كل جهودهم في المجلس وانتهت تجربة كانت جيدة جدا وساهمت بشكل كبير في الدينامية الثقافية بالمغرب وقتذاك. لم تنته تجربة المنتدى بسبب أي صراعات داخلية، وقد بقيت العلاقات الإنسانية طيبة بين الجميع.
– هل بقيت موظفا داخل وزارة الشبيبة والرياضة؟
< نعم، كنت مديرا للمعهد الملكي لتكوين الأطر. ودعني هنا أستحضر حادثة طريفة جدا.. إذ كان الصينيون قد عقد شراكة مع المغرب من أجل بناء بعض الملاعب في مدينة الدار البيضاء. بعد ذلك، زار وزير الشبيبة والرياضة الصيني، برفقة وفد كبير، المغربَ للقيام بزيارات لهذه الملاعب من أجل مراقبة الأشغال ومدى احترام مضامين الاتفاقية بين الطرفين. وكان أن كـُلـِّفت بمرافقة الوفد إلى مدينة الدار البيضاء. طبعا، لم يكن البروتوكول يسمح بأن يزور الوفد غير الملاعب. وقد تعمدنا أن يمروا عبر الأحياء الراقية بالمدينة، بيد أن أعضاء الوفد الصيني تفطنوا إلى الأمر، فقالوا للمترجم إنهم يريدون أن يعرفوا المناطق الفقيرة في مدينة الدار البيضاء.. وافقت على رغبتهم وطلبت من السائق أن يذهب بنا إلى الحي المحمدي. والحال أني كنتُ محرجا كثيرا لأني كنت أعرف تبعات هذه الخطوة. بالفعل، مرت السيارة بجانب البراريك؛ وحينما اقتربت من المنزل الذي كنت أقطن به مع عائلتي، قلت لهم ما يشبه هذه الجملة: هنا كنت أسكن عندما كنت صغيرا؛ فتملكت الدهشة أعضاء الوفد الصيني، ولم يصدقوا ما قلته لهم بل أخذوا ينظرون إلي بكثير من الاستغراب.
– ما كان مبعث تلك الدهشة؟
< كانوا يعتقدون أني من العائلة الملكية، فالاعتقاد الذي كان سائدا عندهم أن المناصب العليا بالمغرب لا تسند إلا إلى من كان قريبا من العائلة الملكية بالمغرب. وظلوا يلحون علي في السؤال: هل، بالفعل، سكنتَ في هذا الحي قبل أن تصير في وزارة الشبيبة والرياضة؟ وكنت أعيد نفس الجواب شارحا لهم أن ما كانوا يظنونه خاطئ جدا. في المساء، دعانا الوزير الأول المعطي بوعبيد إلى مأدبة عشاء على شرف الوفد الصيني، وكان عبد اللطيف السملالي حاضرا في تلك المأدبة. وكان الأخير قد علم بأمر الزيارة التي قمت بها مع الوفد الصيني، والأنكى من ذلك أن الوزير الصيني قال للسملالي إن أجمل ما قمت به اليوم هو أنني زرت الحي المحمدي، وأخذت فكرة عن الكثافة السكانية لمدينة الدار البيضاء. في الحقيقة، ارتكبت خطأ بروتوكوليا كبيرا، لأن سيارات الأمن التي كانت مكلفة بحراستنا لم تضع في الحسبان الزيارة المفاجئة التي طلبها الوفد الصيني.
– أعتقد أن السملالي كان غاضبا عليك بعد أن علم بأمر الزيارة؟
< لم يكن غاضبا وإنما لم تعجبه المبادرة، لكني شرحت له بتفصيل كيف جاء طلبي من السائق بأن يمر عبر الحي المحمدي.
– هل وصل الخبر إلى المعطي بوعبيد؟
< نعم، لكنه لم يعلق بأي كلمة.
– ما علاقتك بعبد الكريم الخطيب؟
< علاقتي بعبد الكريم الخطيب بدأت في الستينيات من القرن الماضي حينما كنت عضوا بالجمعية المغربية للتبادل الدولي التي كانت تنظم شهر صداقة الشعوب في مدينة الجديدة؛ وكان الخطيب وقتها رئيسا لمجلسها البلدي. كان الخطيب معجبا كثيرا بتجربة الجمعية وكان يحضر ندواتها، قبل أن تتوطد علاقتنا أكثر لما بدأت بالكتابة عن تاريخ جيش التحرير. وللأمانة التاريخية، فقد كان الوحيد الذي لا يعلق على ما أكتبه ولم يسبق له أن عبر عن موقف مناوئ لما كنت أنشره، بل كان يشجعني على الكتابة رغم أني كنت أنشر رسائل قوية وجهها إليه عباس المساعدي قبل مقتله. كانت تلك الرسائل قوية جدا، واستغربت كيف أن الخطيب لم يعلق على الموضوع ولم يثره أمامي يوما، فقد كنت أتوقع أنا في كل مرة أن يعاتبني على المواضيع التي كنت أنشرها، لكنه لم يفعل. احترمت فيه هذه الخصلة كثيرا وبقي احترامي الشديد له قائما إلى يوم موته. | |
| |