لا أحد منا يستطيع ان ينفي أوينكر ان أستاذ التلميذة نادية قد ارتكب خطأ تربويا فادحا وأنه اخل بسرية المهنة وكل رجال الميدان ونساؤه وجميع من ينتمي لهذا الميدان الشريف سوف يجمع على ان الاجدر بالأستاذ ان يتعامل مع تعثر التلميذة نادية بطريقة بداغوجية تربوية تساعد المتعلمة الصغيرة على تجاوز تعثرها ...لكن لا ينبغي أن يتم تهويل الأمر وتضخيمه والنفخ فيه من قبل وسائل الاعلام الرخيصة والمبتدلة والغير المسؤولة والتي ما فتئت تعمل على تشويه سمعة التربويين والتربويات والمس المستهدف لهيئة التدريس بالخصوص و للاطرها وكوادرها وكل المنتمين والمنتميات لميدان التربية والتكوين وهي تجهل أو تتجاهل ان مستوى تقدم وازدهار الأوطان يتحقق بالتعليم وبالتقدير والاحترام للاستاذ والأستادة أذ هم من يربي الاجيال ويصنع الشخصيات ويرفع من همم النفوس لترقى للمعالي وتحقق المجد والتطور للوطن من أجل أن يشق طريقه نحو مستقبل زاهر وواعد متسلحا بالعلم والفكر .
صحيح أن الأستاذ قد أخطأ وارتكب زلة مهنية فادحة على المستوى التربوي ومن حق الادارة أن تصدر عقوبة محددة ومرنة في حقه مثل الاندار والتوبيخ ...أما أن تتخد بشأنه أقصى العقوبات التوقيف دون مرعاة لوضعه الاجتماعي والمهني والأسري فمعنى هذا أن وزارة التربية الوطنية أصبحت مع كامل الأسف أداة طيعة في يد الصحافة الاليكترونية والورقية الانتهازية والنفعية التي تفتفد لحس الضمير الإ نساني النبيل وللاليات العمل الصحافي المسِؤول الذي يعالج ويتطرق للمشاكل الجوهرية والحقيقية لا أن يقتصر على هفوات وزلات الناس اليومية يتصيدها ويجعلها مادة داسمة يسترزق ويستجدي بها ويتسول من أجل كسب دريهمات معدودة......
لكن سوف يظل المربي والمربية منارة شامخة ترشد الاجيال وشموع تحترق في صمت لتنير الطريق لا تبالي بضربات من علمتهم يوما كيف يمسكون القلم فتنكروا اليوم للجميل ....