ثقل محفظة التلميذ ..ثقل في تحصيله الدراسي ...

أحمد ونناش

الأستاذ غير مسؤول على ثقل محفظة التلميذ ،فهو يطالب بإحضار جميع المواد المقررة يومه ،فعندما يمر التلميذ أمامك خاصة القروي ،وهو يرتدي ملابس لا تتناسب مع الظروف المناخية القاسية ،حيت الأمطار الغزيرة والثلوج ،يقطع فيها كيلومترات ،وعلى ظهره كيلوغرامات من الكتب ،بحثا عن معرفة ،لم يعرف لها سبيلا ،في ظل ما تعيشها من أزمات ،حالت دون إيجاد الحلول المناسبة لمشاكله....كل ذلك يفتح تساؤلات عن الاستراتيجيات المتبعة للتخفيف من معاناته..
في ظل هذه الظروف ينتظر فيها التلميذ فقط ،الفرصة للتخلص من ثقل الكتب ،وأحيانا يفضل فيه عقوبة الأستاذ التي تعتبر أخف من حالته ...
وقد تبن ذلك من خلال معاينتنا لمجموعة من التلاميذ أثناء فترة الاستراحة ،بحيث يضعون محافظهم من القرب من أقسامهم ،فيتخلصون منها من اجل دقائق من اللعب ...
ومع شروع لجنة تأليف الكتاب المدرسي ،في إعداد مقررات دراسية ،الذي يدخل في إصلاح المنظومة التربوية ،بعد تجربة بيداغوجيات لا تتناسب مع تربتنا ،بتواجد أكبر معيق لتطبيقها ،بدء من الاكتظاظ ،الذي تعاني منه جل مدارسنا ،يخلق معه شغب وانفعالات ،غالبا ما تصطدم بعنق من كلا الطرفين...
مع العلم أن هذه المقررات الدراسية ،هي مستوردة من الخارج ،دون مراعاة لخصوصية الطفل المغربي ، ،الذي يضطر معها للعيش خارج حدوده الجغرافية عبر خياله الذي يصعب معه إدراك محتواها ،نظرا لانعدام وسائل الاتصال .،والظروف المعيشية التي يعيشها الطفل البلجيكي ،والفرنسي ....
يسافر فيها المؤلف خارج الوطن ،ليقضي إجازته هناك ،وبتكاليف باهظة في أفخم الفنادق ،وقبل الرجوع بأيام يجمع مقررات هذه الدول وينقلها حرفيا ،دون أخذ بعين الاعتبار متطلبات التلميذ المغربي ،وصياغة جديدة للبرامج والمناهج والمقررات الدراسية ،والاقتراب من واقع الطفل ...
هل تستطيع لجن تأليف الكتاب المدرسي ،أن ن تعوض فشلها ،إلى خلق جو معرفي وفكري تعليمي ،نصنع بها المواطن الذي نريده لهذا البلاد ..؟
وهل تستطيع لجن التأليف دمج مجموعة من المقررات في كتاب واحد ،رأفة بالتلميذ ،الذي ينتظر فقط ،الوقت الذي سيتخلص فيها من الثقل الموجود على ظهره ،وهو السبب في نفوره من انجاز تمارينه الليلة ...؟
بحيث يدخل منهكا ومتعبا ،يراوده النوم مباشرة ،بعد وصوله إلى البيت ،يلقي بمحفظته من بعيد.،في انتظار غذ يحمل معه معاناة جديدة....

هذه الصورة التي رسمتها صحيحة الى أبعد الحدود حينما يتعلق الأمر بتلاميذ البادية أو تلاميذ الإبتدائي و قليل من تلاميذ الإعدادي، لكن اطلق بصرك نحو تلاميذ الثانوي التأهيلي فلن تجد شيئا مما رسمته إلا النزر القليل. تلامذتنا -سبحان الله- لا يجدون غضاضة في طي دفتر متآكل و وضعه في الجيب الخلفي محشو بداخل سلكه قلم - أو قل نصف قلم. هذه هي الصورة التي عليها معضم تلامذتنا. وإذا سألته عن باقي أذواته يجيبك بشيء من الامتعاض : إنهم مع صديقي الفلاني في (محفظته).

اسعدني مروركم وردودكم اضافة قيمة
تحيتي وتقديري