وزير التربية الوطنية وبيداغوجيا الخطأ . - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2012-03-09, 08:18

رقم المشاركة : 1

abo fatima

نائب مدير الإشراف

إحصائية العضو

abo fatima غير متواجد حالياً

وزير التربية الوطنية وبيداغوجيا الخطأ .

وزير التربية الوطنية وبيداغوجيا الخطأ

موقع الآن – ابراهيم العدراوي :

اكتشف وزير التربية الوطنية أن بيداغوجيا الإدماج هي البيداغوجيا الخطأ في المنظومة التعليمية.
بناء على تقديره، فقد عجل بمذكرة تطالب بتوقيف هذه البيداغوجيا بالسلك الإعدادي، وبتخيير مديري وأساتذة التعليم الابتدائي بالعمل بها أو تركها.
والقرار يَجُبُّ بيداغوجيا معتمدة، صرفت عليها الملايير، وشحنت بها عقول المربين والناشئة شحنا، وأقيمت على شرفها المآدب والملتقيات، وشكلت لأجلها اللجان، وغلغلت في زمن التمدرس، وسالت التنظيرات والترجمات لعرابيها والمسترزقين منها، والفضوليين الذين يتطوعون للشرح والترجمة والتفسير والتبسيط.
هل بيداغوجيا الإدماج كانت خيارا خاطئا؟
سؤال لا يستطيع الإجابة عنه في المجتمعات المتحضرة إلا مؤسسة ذات مصداقية تربوية، وتتحلى بالموضوعية وما إلى ذلك من مواصفات الضبط والعلمية.
هل الخطأ في الخيار لا يصبح خطيئة عندما نكتشف أنه كلف الملايير؟
إن اتخاذ القرار في كل العمليات هو نتيجة لتقويم، وفي المقابل طرح البدائل، وتحديد المسؤوليات. ومعه المحاسبة لحماية المال العام، وبناء التعاقدات، وكفالة عدم الإفلات من المساءلة، وهو من المطالب الملحة للمجتمع.
انتفض المفتشون أخيرا بعد اكتشافهم أنهم آخر من يستشار في قضية مصيرية في حقل التربية والتعليم. وهم الذين اعتبروا أنفسهم أهل الحل والعقد في أمور من صميم اختصاصهم لسنوات طويلة.
والحال، والله أعلم، أنه غرر بهم من طرف "بوشعكوكة" وهذه ثقافة جديدة في التقييم أدخلها وزير التربية القادم من بلاد "الصامبا".
النقابات التي تحولت إلى عصب فاقدة الهوية، لاتملك إلا وصفات للحضور في اجتماعات الحركة، والترقيات المخدومة، تفتت إلى حدود أصبح كل أستاذان يشكلان فئة، وهما في الأصل فئتان.
النقابات كالعريس المغفل في الزفة، آخر من يملك منظرا مجتمعيا للتعليم. سايرت الاتفاقات واتفاقات الاتفاقات.... ومازالت تبحث عن ملف مطلبي.
هل المجتمع اليوم عاجز عن إيجاد تصور لتعليمه؟
الجواب، نعم. لأن المنظومة بكاملها، بنيت على هدر الطاقات البشرية ومنها تهميش رجال ونساء التعليم، بل وتبليدهم، وتحييدهم عن الصراع الاجتماعي، وجعلهم شعوبا وقبائل لتباغضوا.
أما عن طوابير المعطلين الذين خرجتهم منظومة التعليم، فلا يمكن فصلها عن الفساد المستشري في السياسة والاقتصاد والمجتمع.
فالحكم على المدرسة خارج سياق تفاعلها، هو حكم على الوهم. فاقتصاد الريع، ومشاريع الوهم، وتنمية لوبيات الفساد، وتعاظم الارتشاء...هي أصول ورأسمال مايقدمه المحيط للمدرسة.
فالشباب اليوم، يطالب في المدارس بالحق في الغش، والحق في الزطلة، والحق في الغياب....
وهم بالضرورة حطب جهنم الذي أفرزته سياسة هدر الشباب، وإلهاؤه، وتهميشه عن قضاياه المصيرية.
إن الميتم الذي يحاول البعض تشييع المدرسة "المغربية به"، لا يليق إلا بمخرج مبتدئ يحاول لأول مرة أن يوزع الأدوار بين ممثليه.
فلعبة "غمالا" التي ينهجها مسير الشأن العام، ستستمر.. وسنكتشف أنه لا بيداغوجيا الإدماج، ولا بيداغوجيا الأهداف، ولا بيداغوجيا الدمياطي...ستنفع فعقلية مدبري الشأن العام، تنطلق دائما من بيداغوجيا الخطأ.
مع الأسف إن التاريخ علمنا أن هناك أخطاء لايمكن تصحيحها، وقديما قالوا: هل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟
نحن اليوم، بقرارات وزير التربية الوطنية، لسنا أمام جديد، بل أمام مكرور يفتقد لحس اعتبار الثروة البشرية أساس التنمية.
وأن القرارات لا تتخذ نتيجة انطباع أو فتوى. وأن الخيارات المصيرية يجب أن يحاسب مدبروها مهما كانت مكانتهم ومرتبتهم.
إن التعليم ليس شان "كزافيي"، ولا شأن "الأساتذة" ولا شأن "المفتشين" ولا شأن "الفاسيين" أو "المراكشيين"
إنه شأن الشعب الذي مازال ينتظر أن يكون يوما ما، في تاريخ ما، ليس محددا ولكن حتميا مصدر السيادة في اتخاذ قراراته، واختيار التعليم الذي يرتضيه لأبنائه.
والخلاصة، إن إصلاح التعليم لن يمر من بوابة وزارات تتعاقب على تجريب "بيداغوجيا الخطا"، فالخطأ أصبح خطيئة.