الوحدة المنهجية: أصول المعرفة الإسلامية: القران الكريم

1/ دراسة النصوص الشرعية
1- كتابة النصوص:

قال تعالى: "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالو أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال إني أعلم ما لا تعلمون، وعلم ءادم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم. " سورة البقرة

قال تعالى: " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين. " سورة النحل

2- توثيق السور
- سورة البقرة: مدنية جاءت في المرتبة الثانية ترتيبا في المصحف الكريم بعد سورة الفاتحة وقبل سورة ال عمران وعدد اياتها 286 اية، وتتناول جانب التشريع الاسلامي سميت بهذا الإسم لذكرها تلك القصة الغريبة الواقعة في بني اسرائيل زمن موسى عليه السلام، قال تعالى: "وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحو بقرة قالوا أتتخذنا هزؤا، قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين " سورة البقرة

- سورة النحل: مكية جاءت في المرتبة 16 بعد سورة الحجر وقبل سورة الاسراء وعدد اياتها 128 اية وتعالج جانب العقيدة الاسلامية مثل الألوهية، الوحي، البعث ... سميت بهذا الاسم لورود كلمة النحل فيها في قوله تعالى: " وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذ من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون " سورة النحل

3 - شرح المفاهيم الاساسية:
* الخليفة: النائب أو الوكيل والمراد به الانسان المكلف بتنفيذ أوامر الله تعالى واحكامه
* يفسد: من أفسد ومصدره الافساد ومعناه مخالفة الأوامر الالاهية وعدم تنفيذها
* سفك الدماء: قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
* نسبح: ومصدره التسبيح وهو عبادة تشمل كل من الذكر، الصلاة، الدعاء ...
* نقدس: ومصدره التقديس وهو تعظيم الله عز وجل والاعتراف له بجلال عظمته وقدرته
* ونزلنا: دليل قطعي على أن القران الكريم وحي منزل من عند الله على الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك تكذيب لمزاعم الكفار والمشركين
* تبيانا لكل شيء: أي توضيحا وبيانا لجميع الأحكام
* الهدى: هو الطريق المستقيم الذي يؤدي إلى الجنة
* رحمة: رفقا ولطفا بالناس
* بشرى للمسلمين: تبشيره بما ينتظره من نعيم الجنة

4- مضامين النصوص:
أ) النص الأول:
* الخلافة وظيفة الانسان الاساسية لعمارة الأرض واجراء أحكام الله فيها
* العلم خاصية أهلت الانسان ليكون مستخلفا في الأرض
ب) النص الثاني:
* بيان الغاية من نزول القران الكريم ألا وهي الهدى والرحمة وتوظيف الأحكام

2/ مفهوم المعرفة وأصولها:
1- مفهوم المعرفة:
المعرفة لغة مصدر من عرف الشيء يعرفه معرفة وعرفانا أي علمه. وفي الاصطلاح هي تلك التصورات الذهنية التي يكونها الانسان عن الوجود بما فيه الإنسان وحده
2- أصول المعرفة:
ترتكز المعرفة الانسانية عموما على ثلاثة أصول: القران الكريم، السنة النبوية واجتهاد العلماء المسلمين
3- وسائل المعرفة:
إن الله تعالى زود الانسان بوسائل يستعملها لاكتشاف السنن الكونية واكتساب المعرفة وهي العقل، الحواس المختلفة (السمع والبصر ... ) غير أن الانسان يجب عليه أن يهتدي بتوجيهات الوحي أثناء استعمال هذا الحواس حتى لا تتناقض معرفته مع حقائق التنزيل
4- مفهوم القران الكريم:
القران الكريم لغة مشتق من فعل قرأ بمعنى تلى أة بفعل قرى بمعنى جمع، وفي الاصطلاح هو كلام الله تعالى المنزل على خاتم الانبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه، المكتوب في المصاحف، المنقول إلينا بالتواتر المتعبد بتلاوته، المتحدي بإعجازه، المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس، المحفوظ من أي تغيير أو تحريف مصداقا لقوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" .

يتبع ...

3/ التعامل مع القران الكريم باعتباره الأصل الأول للمعرفة الإسلامية

يعتبر القران الكريم المصدر الأول للتشريع والمعرفة، ويقدم لنا حقائق علمية ومعرفة تابثة في عالمين مختلفين
- عالم الغيب: قال تعالى: " وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو " سورة الأنعام الاية 59
فهذا العالم اختص الله تبارك وتعالى بعلمه ولا يظهر عليه أحدا من خلقه إلا من ارتضى من الرسل مصداقا لقوله تعالى " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول. فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا " سورة الجن الاية 26*27 . وهذا العالم يشتمل على أحداث غيبها الله تعالى مثل وجود الملائكة والجنة والروح والنار والجن ... وهذه المعارف يقينية تابثة لأنها صادرة من خبر الوحي فلا مجال فيها للشك
- عالم الشهادة: ويشتمل على قسمين : الافاق والأنفس وكل منها يقبل الملاحظة والدراسة، وقد خص الله تعالى الانسان بالعقل بهدف إعماله في التأمل والتفكر والتدبر في ايات الله تعالى من هذا الكون قصد استكشاف اسراره الالهية واخلاص عقيدته لله تعالى وتصحيح سلوكه ومعاملاته وفق المبادئ الشرعية

4/ نماذج معرفية في القران الكريم
أ - التاريخ: وهو كل ما تتناوله القران الكريم من أخبار القرون الأولى ( قصة خلق ادم، قصة يوسف عليه السلام، قصة موسى وهارون مع فرعون ...) وكلها معارف يقينية لأنها صادرة من الوحي
ب - علوم الحياة والأرض: إن القران الكريم يتضمن حقائق علمية تابثة لم يكتشفها العلم إلا حديثا منها ما يتعلق بخلق الإنسان ومنها ما يتعلق بالتداوي والاستشفاء بالعسل وغيرها كثير في القران الكريم، قال الله تعالى: " وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون. ثم كلي من كل التمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس، إن في ذلك لاية لقوم يتفكرون " سورة النحل الاية 68*69
ج - الفلك: قال الله تعالى '' واية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون، والشمس تجري لمستقراها، ذلك تقدير العزيز العليم، والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم " يس الاية 37*39
يتبين لنا من خلال هذه الاية أن القران الكريم أشار إلى حقائق علمية لم يكن الناس يعلمون عنها شيئا، لكن العلم الحديث استطاع اثبات بعضها في القرون الأخيرة كحركة الشمس والقمر وتعاقب الليل والنهار
د - استنتاج
من أهم الدروس التي استخلصناها من هذا الدرس ما يلي:
* عدم تقديم أي شيء من كلام البشرعلى القران الكريم باعتباره الأصل الأول للمعرفة
* اتخاذ القران الكريم مصدرا أساسيا لكل دراساتنا وبحوثنا
* الاستعانة بالقران والرجوع اليه لايتنباط الحقائق المعرفية الموجودة في القران
* أن يكون القران أصلا للتربية والتعليم والتوجيه

khOya merci 3la les lessons mé 9oli wach doross dyal l3olom l'Inssaniya kif hOm kif dyal lAdab adi parce que ana je prépare pour bac libre j ai acun idéé merci khOya