نزهة بركاوي


احتجت النقابة الوطنية للتعليم (كدش) على ما أقدمت عليه عناصر الدرك الملكي في منطقة محاميد الغزلان في إقليم زاكورة، بعدما أخذت بصمات عدد من التلاميذ والأساتذة في الثانوية الوحيدة داخل تراب الجماعة، للجزم في ما إذا كانوا على صلة بكتابات وُجدت على جدران المؤسسة،
والتي كانت قد كتبتها جهات مجهولة، في ساعات متأخرة، حسب بيان لها توصلت «المساء» بنسخة منه.
وحمّل البيان مسؤولية ما وقع لنيابة التعليم في الإقليم، كما طالب بإسقاط كافة المتابعات التي قد تطال أساتذة أو تلاميذ المؤسسة. ودعا البيان نفسه نيابةَ التعليم إلى اتخاذ كافة الإجراءات من أجل الحفاظ على كرامة الشغيلة في المؤسسة وعلى كرامة التلاميذ وكذا حرمة المؤسسة، مع منع تكرار مثل هذا الحادث الذي حول مؤسسة تعليمية إلى «مخفر للشرطة»، يضيف البيان ذاته.
وقد نظم تلاميذ الثانوية التأهيلية المحاميد الجديدة وقفتين احتجاجيتين، يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، تنديدا بـ«اقتحام حرمة مؤسسة تعليمية من طرف رجال الدرك وأخذ بصمات مجموعة من التلاميذ والأطر التربوية من داخل المؤسسة، دون مراعاة حرمتها ودون توجيه أي تهمة لهم». وكان تلاميذ وأطر الثانوية قد تفاجؤوا، صباح الـ19 من أكتوبر الجاري، بمجموعة من الشعارات والعبارات التي كتبتها جهات غير معلومة على الجدران، وهو الأمر الذي دعا عناصر من الدرك إلى الانتقال إلى المؤسسة التعليمية وأخذ بصمات مجموعة من التلاميذ والأطر التربوية داخل المؤسسة، الشيء الذي خلق جوا من الرعب في صفوف التلاميذ وبعض الأطر العاملة وأثّر على السير العادي للدراسة.
وأفاد مصدر من المنطقة أن الكتابات الحائطية لم تقتصر على المؤسسة فقط، بل شملت جل أحياء البلدة، غير أن الاستغراب كان في الطريقة التي تعاملت بها السلطات مع المؤسسة دون غيرها من الأحياء السكنية.
وتساءلت مجموعة من آباء وأولياء التلاميذ عن المعايير التي اعتُمدت في فرز 17 تلميذا من أجل أخذ بصماتهم، دون باقي التلاميذ، رغم أنهم في الفصل نفسه وأن الكتابة تمت خارج أوقات العمل. وصرح بعض آباء هؤلاء التلاميذ بأنهم يخشون أن يتم تقديم أبنائهم كـ«أكباش فداء».
وفي السياق نفسه، اجتمع آباء وأولياء التلاميذ، رفقة الأطر التربوية العاملة في المؤسسة الثلاثاء الماضي لتدارس المستجدات التي وقعت في المؤسسة المذكورة.
ويذكر أنه تعذر على «المساء» أخذ تصريح درك محاميد الغزلان في الحادث الذي أثار استياء الرأي المحلي في المنطقة. وقد اتصلت «المساء» بعمر عدو، مندوب النيابة الإقليمية في زاكورة، غير أن هاتفه ظل يرن، دون مجيب.

المصدر: المساء