الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات التواصل العام > منتدى النقاش والحوار الهادف > أرشيف مواضيع النقاش


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2011-03-01, 19:11 رقم المشاركة : 1
واصل بن عطاء
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







واصل بن عطاء غير متواجد حالياً


افتراضي الاستبداد : مفهومه و انعكاساته السلبية على الفرد و المجتمع



الاستبداد ظاهرة اجتماعية قلّما خلا مجتمع من المجتمعات على مرّ التاريخ من وجودها ، فضرورة الاجتماع البشري التي كانت تقضي دائما بأن ينقسم الناس على أنفسهم إلى حكام ومحكومين فسحت المجال_بطبيعة الحال_ لظهور العديد من النزعات الاستبدادية في المجتمع البشري، فظهر بذلك على مسرح التاريخ ألوان و أشكال لحكام مستبدين غلبوا على الناس و قهروهم،و استأثروا بالشؤون العامة للبلاد من دونهم بعد أن استحوذوا على جميع السلط و الصلاحيات بأيديهم، فسخروا ذلك كله خدمة لمصالحهم و رغباتهم و أهوائهم، و بنوا لأنفسهم عزا و قوة و مجدا على حساب حرية أبناء شعبهم و كرامتهم و حقوقهم التي أهدروها في سبيل تثبيت عروشهم و الحفاظ عليها، بل إن كثيرا منهم تحولوا إلى طغاة عتاة استرهبوا شعوبهم و استعبدوها ، وساموا أبناءها سوء العذاب ، و في سبيل إخضاعهم لأحكامهم و آرائهم و أهوائهم مشوا فيهم بشتى صنوف التنكيل و الإذاية حتى أحالوا الجميع إلى ما يشبه القطيع الذي لا حول له و لا قوة أمام قائده ، يأتمر بأمره و ينتهي بنهيه بلا اعتراض أو مجرد نقاش .
لقد تحول الإنسان في ظل تلك الأنظمة الاستبدادية التي سادت العديد من الأرجاء _ولا زالت في كثير من بلاد المعمور_ إلى كائن ضعيف مهزوز الكيان فاقد لأبسط مقومات الحياة الكريمة ، مهدور الحرية و الكرامة _معنى وجوده و عنوان آدميته.

تعريف الاستبداد

يرجع الأصل اللغوي لكلمة "استبداد" إلى اللغة اللاتينية القديمة حيث نجد أن "كلمة مستبد مشتقة من ديسبوتيس (despotes) التي تعني رب الأسرة أو سيد المنزل أو السيد على عبيده ، ثم خرجت من هذا النطاق الأسري، إلى عالم السياسة لتطلق على أنماط الحكم الملكي المطلق الذي تكون فيه سلطة الملك على رعاياه مماثلة لسلطة الأب على أبنائه في الأسرة، أو السيد على عبيده
و في القواميس العربية نجد في لسان العرب لابن منظور تحت مصدر "بدد" تعبير استبد فلان بكذا أي انفرد به. أما في قاموس محيط المحيط فلا نجد فيه هذه المفردة تحت المصدر عينه "بدد"، إنما نجد بدد أي فرق، و التبديد أي التفريق، و تبدد القوم أي تفرقوا. و يقال بدد الموارد أي بذّرها و أضاعها.
أما في القواميس الفرنسية (la rousse et robert) فهناك توافق على معنى مصطلح despote بالفرنسية المكافئ لمصطلح المستبد بالعربية. أصل الكلمة من اليونانية و تعني maître أو الحاكم الذي يحكم بسلطة اعتباطية، مطلقة و قمعية، أو هو حاكم يعطي نفسه سلطة مفرطة و اعتباطية.أما على المستوى الشخصي اليومي فالمستبد هو من يمارس على محيطه تسلطا مفرطا.
و على العموم نقول بأن الاستبداد يرتبط بذلك النزوع نحو الانفراد بالرأي أو القرار...عندما يتعلق الأمر بشأن مشترك، يكون من حق كل من يعنيهم هذا الشأن المشاركة فيه ، باعتبار ذلك حقا من حقوقهم.
إنه صفة تحمل البعض على إلزام الغير و إجبارهم على الاعتقاد أو التصرف في أمر ما على نحو معين ، ضدا على رغبتهم و إرادتهم تجاه ذلك الأمر .


و الاستبداد لا يقتصر على المجال السياسي، و إنما يمكن أن يحضر على مستويات و مجالات أخرى متعددة، فنتحدث مثلا عن "الاستبداد الاجتماعي" )الطبقي( و"الاستبداد الديني" و "الاستبداد الإداري" و "الاستبداد الأسري" و "الاستبداد الاقتصادي"...الخ.
و على الجملة، نقول بأن مستويات الاستبداد تتعدد بتعدد أنماط السلط التي يمكن أن نجدها داخل المجتمع ، فحيثما وجدت سلطة ما ، فثمة إمكانية لنشوء الاستبداد وظهوره.
و لكن يبقى ل"الاستبداد السياسي" حضور متميز في وعي الناس و مساحة تفكيرهم و اهتماماتهم بالمقارنة مع غيره من الأنواع الأخرى. و يرجع ذلك_في تقديري_ إلى مجموعة من الأسباب، من جملتها:
_إن "الاستبداد السياسي" يرتبط بأهم الميادين الحساسة من داخل المجتمع: الميدان السياسي، و يلتصق بأقوى السلط و أخطرها : سلطة الحكم، و هذا يجعل لنتائجه و آثاره الوقع الأشد و التأثير الأكبر في حياة الناس بالمقارنة مع غيره من أنواع الاستبداد الأخرى.
_ المعاناة مع الاستبداد السياسي تكاد تشمل الجميع، في الوقت الذي لا يعنى فيه الاستبداد على مستويات أخرى إلا بفئات مخصوصة بعينها في الغالب.
_كل الممارسات الاستبدادية التي يمكن أن نعددها في مختلف مفاصل المجتمع الأخرى، ما هي في الأخير سوى انعكاس للثقافة الاستبدادية التي ينتجها الاستبداد السياسي في المجتمع، و يفرغها فيه.

وكل استبداد سياسي هو بالضرورة تعبير عن إشكال في نظام الحكم، وخلل في العلاقة ما بين الحاكم و المحكوم، يخرج بهذه العلاقة عن إطارها الطبيعي المبني على تعاقد بين الطرفين على أساس شروط و خيارات و توافقات معينة يحددها إطار مرجعي يسمو فوق الجميع، إلى انفراد طرف واحد_وهو هنا الحاكم_ بتقرير أصول العلاقة التي تنظم شؤون الحكم و طبيعة السلطة و مجال الصلاحيات دون الرجوع إلى الطرف الآخر: المحكومين، كما قد يكون الخلل ناتجا عن طريق غصب السلطة عنوة من الشعب، أو في حالة إخلال الحاكم بالعقود و نكثه للعهود و تصرفه بالهوى و بالرأي الأوحد في شؤون الجماعة حيث يفترض المشورة و الرضا.

و في كل تلك الأحوال فإن السلطة تتحول من أداة لخدمة الناس و تدبير شؤونهم بما يعكس إرادتهم الجماعية و يلبي طموحاتهم و رغباتهم، إلى أداة لا تعكس سوى طموح الحاكم و رغباته و نزواته. إنها سلطة انفصلت عن وظيفتها الطبيعية_أصل وجودها، لتتحول إلى أداة للسيطرة، غرضها توجيه المجتمع ككل و ضبط إيقاعه بما ينسجم و إرادة من يمسكون بزمامها.
و الاستبداد السياسي يجد له تعبيرا في العديد من أشكال الحكم، و إن كانت تتفق في مضمونها الاستبدادي السلطوي، إلا أنها تختلف من حيث الوسائل وطرق الاشتغال، وكذلك من حيث المنطق الذي يستند إليه كل شكل للحكم من هذه الأشكال لتبرير ممارساته و تسويغ استبداده.

و قد ميز عموم الباحثين بين العديد من هذه الأشكال، فتحدثوا عن النظام الأرستقراطي، حين تكون الطبقة الارستقراطية هي صاحبة القرار و الفعل السياسي، و غاية هذا النظام بالأساس هو ضمان الطاعة و حفظ التراتبية التي تحفظ للطبقة الحاكمة مكانتها و امتيازاتها في مقابل باقي الفئات الاجتماعية الأخرى. و تحدثوا عن النظام الأوليغارشي، حين يكون القرار بيد مجموعة من الأعيان و الوجهاء و أصحاب المصالح، و غاية هذا النظام هو حفظ مصالح النخب المتحالفة الماسكة بزمام السلطة، و تحدثوا عن الحكم الديني، أو ما يصطلح عليه بالحكم الثيوقراطي، و هو النظام الذي يكون فيه القرار بيد رجال الدين الذين يحكمون باسم الحق الإلهي، فآرائهم و قراراتهم و أحكامهم إنما هي حق أجراه الله على ألسنتهم، و كل رد أو خروج عليه، إنما هو خروج عن إرادة الله و عن طوعه، و هذا النموذج من الحكم هو ذلك الذي عرفته أوروبا بالأساس في القرون الوسطى حيث كانت السلطة متمركزة في يد رجال الدين المسيحيين، فكانت بذلك الكنيسة تجمع بين السلطتين الدينية و السياسية.
و في العصر الحديث ظهرت مجموعة من الأنظمة التي و إن كانت في ظاهرها تتمسك بالشكل الديمقراطي من خلال احتكامها إلى دساتير و قوانين، و اعتمادها على انتخابات و استفتاءات شعبية... إلا أنها تبقى في مضمونها أنظمة استبدادية تتخذ من المظهر الديمقراطي لحكمها واجهة تلمع به صورتها و تغطي على حقيقتها الاستبدادية، و من بين هذه الأنظمة نجد النظام الشمولي، و هو نظام يقوم على تذويب كل الأفراد و المؤسسات و الجماعات في سلطة الدولة، هذه السلطة التي يمثلها في الغالب قائد واحد يجمع في يديه كل السلطات. و مفهوم الديمقراطية في المذهب الشمولي هو أن آراء القائد أو الزعيم هي إرادة الشعب، لذلك غالبا ما يسعى القادة الشموليون إلى إثبات أن إرادتهم هي إرادة الشعب باللجوء إلى الاستفتاءات العامة و التصويت الاستعراضي الذي غالبا ما تكون نتيجته معروفة و محسومة سلفا،و يعتمد هذا النظام في توطيد أركانه و حشد التأييد الشعبي له على توظيف كل وسائل الإعلام و اللعب على الأحاسيس و العواطف و إلهاب المشاعر و إثارة الحماس بالخطب و اللافتات و الشعارات البراقة، بعيدا عن كل طرح عقلاني و جاد للأفكار لأن ذلك قد يثير جدلا و خلافا في الرأي و هو ما يتعارض مع الرؤية الشمولية التي توحد الجميع في كل واحد.
و كنماذج عن المجتمعات التي عرفت هذا النوع من الأنظمة الاستبدادية نجد المجتمع الإيطالي في عهد موسوليني، و المجتمع الألماني في عهد هتلر و اسبانيا في عهد الجنرال فرانكو و البرتغال في عهد سالازار.


يتبع






: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=348581
التوقيع

العوام هم قوت المستبد وقوته بهم عليهم يصول وبهم على غيرهم يطول . يأسرهم فيهللون لشوكته، ويغصب أموالهم فيحمدونه على إبقاء الحياة، ويهينهم فيثنون على رفعته ويغرى بعضهم على بعض فيفتخرون بسياسته، وإذا أسرف بأموالهم يقولون عنه أنه كريم وإذا قتل ولم يمثل يعتبرونه رحيما، ويسوقهم إلى خطر الموت فيطيعونه حذر التأديب، وإن نقم عليهم بعض الأباة قاتلوهم كأنهم بغاة .


عبد الرحمن الكواكبي
آخر تعديل واصل بن عطاء يوم 2011-03-01 في 19:15.
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مفهومه , المجتمع , الاستبداد , السلبية , الفرد , انعكاساته , على


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 01:10 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd