في المساء..
عندما يخنق الرمادي ضوء النهار
تضيق في الأسرار..
فأهرع نحوك ياظل أهرع
ألتقط الباقي من الصبح وأسرع
أسرع في شم الأخير من عبقك
لأن الخريف يطاردني ويطاردك
فلملم صحبتي الباقي من الصبح
واترك الزنابق فيك تتفتح
فقد آن للطفل فيك أن يفرح
وحان للطفلة في أن تمرح
فاسكن الباقي مني ياجميل
ولا تترح
*********

في المساء..
عندما يحضن اليمام حبيبته
أفتح نحوك جناحاي..
يكبر فيك مناي..
كلما صافحتني عيناك
ماتت فيك عيناي
**************

في المساء..
عندما يطردني وطني
أسافر نحوك..
أطوي قصائدي كلها
كي أكتبك..
أخلط ألواني كلها
كي أرسمك..
أرقبك فاراك..
ما أبهاك ..
تسامر الحرف في انتشاء
تغوص في لذة البوح
تتمرغ على صدر القصيدة
وأنا الشريدة
في لوعتك شهيدة
********************
مع كل الحب لكم

يقول أدونيس من بين مايقوله في رؤوس أقلامه:
ليست القصيدة الحديثة مجرد شكل من أشكال التعبير ،وإنما هي أيضا شكل من أشكال الوجود ولهذا فرونقها يزداد كل ازدادت سيمياءات النص وتشعبت أفكاره لتضم ماوراء السطور
إنها أسئلة المعاني
قصيدة تختزن طاقة عجيبة ومقدرة رهيبة على الانتصار على صمم الأشياء ولا مسلك للشاعرة هنا إلا التعلق بأستار التأويل الضاربة في أعماق المعاني
فالقصيدة تستوي بيتا فيما الدلالات منافذ تسمح بالنظر إلى آفاقها الواسعة.
عفوا لاتغلقي سيدتي كل النوافذ.

تغوص في لذة البوح
تتمرغ على صدر القصيدة








في أتون البوح طاقات مشدودة إلى قيم التعبير الجميل تمت اتصال جوهري بروح المعاني.
جميل ماأقرأ الآن في الهنا.

ما اروع الاحساس الشاعري...تتبلور كلمات القصيدة ...تتغلغل الى اعماق القارئ...تجعله يبحث في دواخله عن شيئيات تمر به...يحسبها بعضا منه....لا يتوانى عن رفع القبعة....شكرا للقلم المبدع....نتمنى من الاعماق مسيرة موفقة في ما هو آت...مودتي الدائمة...