2012-01-22, 19:47
|
رقم المشاركة : 4 |
إحصائية
العضو | | | رد: أساطير وكذبة رأس السنة الأمازيغية | لماذا 13 جانفي؟
الجواب قد علمناه في الفقرة السابقة، وهو بكل بساطة لأنه الفارق الطبيعي بين التقويمين اليوليوسي والغريغوري للسنة الشمسية.
وأما عند الخرافيين الجدد (وهم دعاة علمنة وحداثة مع الأسف الشديد) فله تفسيرات علمية وتاريخية!! سنحاول إيقاف القارئ الكريم عليها.
التفسير الأول:
وهو تفسير يسمونه تاريخيا وهو أسطوري ويعتبرونه دينيا وهو مبني على الخرافة والوثنية، وذلك أن بعضهم ودون حياء من الله تعالى أو من عباده يكتب أن هذا اليوم (13 أو 12 جانفي) ارتبط بمعتقدات أمازيغية قديمة تحكي أن امرأة عجوزا استهانت بقوى الطبيعة واغترت بنفسها وأرجعت صمودها أمام برد الشتاء إلى قوتها، فغضب يناير رمز (أو إله) الخصوبة والزراعة من صنيعها فطلب من فورار (فبراير) أن يقرضه يوما لمعاقبة العجوز على جحودها، فحدثت عاصفة شديدة أهلكت العجوز وعنزتها وجميع ما تملكه، فتحوَّل ذلك اليوم إلى رمز للعقاب الذي قد يَحِلُّ بكلِّ من سوَّلت له نفسه الاستخفاف بالطبيعة! ويُعلِّل بعض الكتاب بذلك تسمية بعض الناس لهذا اليوم بيوم العجوز، تجنبهم الخروج فيه للرعي أو للزراعة خوفا من قوى الطبيعة، ومن جهة أخرى يجعلونه يوما للاحتفال بالأرض وما ينتج منها من الخيرات، ولعل في هذا جوابا عمن تساءل عن سر جمع بعض أهل منطقة أولاد نايل بين مظاهر الحزن والفرح في هذا اليوم!
ولنا وقفة مع هذا التفسير الذي نعتبره دعوة صريحة إلى معتقدات جاهلية وخرافية لا أثر عليها من علم ولا عقل من منطق، وتأملوا كيف يجرؤ دعاة الاحتفال بهذا اليوم بربطه بالاعتقاد في قوى الطبيعة وأن للطبيعة قدرة على الانتقام من العباد الذين لم يشكروها، إن هذا الاعتقاد وإن كان موجودا فعلا عند بعض الناس كما سنبينه فإنه ينبغي علينا إن كنا مسلمين أن نُحاربه ونسعي إلى محوه والقضاء عليه وعلى جميع الأفكار البالية التي ارتبطت به، لا أن ندعو إلى إحيائه وجعله مناسبة نحتفل بها ونجعلها عيدا وطنيا أو دينيا.
وحتى الخرافة التي حكاها هؤلاء الكتاب فيها تحريف وكذب لأن مدَّة البرد الشديد لا يعلم انتهاؤها في الثالث عشر من جانفي، بل في نهايته مع احتمال عودة البرد والثلوج في العشر الأول من فبراير، والذي تلقيته سماعا في خصوص هذه القصة أعني قصة العجوز أنها استهانت بيناير بعد انقضائه فهنا اضطر إلى أن يستعير يوما من فبراير ليتمكن من الانتقام من العجوز بالثلوج والبرد القارس، فكان فبراير سخيا وأعاره سبعة أيام ولياليها فقضى على العجوز وعنزتها، وهذه الأسطورة على سذاجتها وبطلانها أنسب لقضية الاستعارة، لأنه لا يمكن لفبراير أن يعير يناير يوما ليس له وهو الفاتح من يناير أو 13 منه حسب هذا الزاعم.
على أن هذه الخرافة لا اختصاص للأمازيغ بها لأن العرب في المشرق يحكون حكاية مقاربة لها عن أيام سبعة يسمونها أيام برد العجوز، أيام يعتبرونها ختام فصل الشتاء، وزعم أحدهم في موقع فلكي بعد أن عرَّف فيه بهذه الأيام وحكى حكاية العجوز أن هذا الاسم اسم محلي وشعبي خاص بدولة الكويت!! في حين إننا نَجد الاسم عربيا يرجع إلى الجاهلية، وأهل اللغة يجعلون لكل يوم من هذه الأيام اسما، وأهل الأدب يحكون عن هذه العجوز هذه الحكاية وحكايات أخرى غيرها تنظر في كتاب الأزمنة والأمكنة للمرزوقي (المتوفي سنة412هـ) وثمار القلوب في المضاف والمنسوب لأبي منصور الثعلبي (المتوفي سنة 429هـ) (ص310 وما يليها)
وأما التفسير الثاني:
وهو ما يسميه الكثيرون تفسيرا طبيعيا، فيقولون إن هذا اليوم مرتبط بالطبيعة، وقد وجدت منهم من يقول إنه يوم يفصل بين مدتين، مدة البرد القارس ومدة الاعتدال، ومنهم من يقول يُعتبر بداية السنة الفلاحية أو الإنجازات الحقيقية للأشغال الفلاحية، ومن ثَمَّ وُجِد من يُطلق على هذا اليوم رأس السنة الفلاحية.
والذي أعرفه أن أول السنة الفلاحية هو أول الخريف من حيث الجملة وليس أول يناير أو وسطه، لأنَّ أهمَّ أعمال الفلاحة هو الحرث وهذا يكون دائما مع أوائل نزول المطر في أواخر أكتوبر أو أوائل نوفمبر، وأوَّل السنة عند الفرس في القديم هو يوم المهرجان تاريخه يوم 26 أكتوبر، وذلك بمناسبة ما يسمى بالاعتدال الخريفي الذي يعبر عن بداية الموسم الفلاحي.
وأما كذبة الانتقال من البرد القارس إلى الاعتدال فأتفه من أن يجاب عنها، وتنفيها أيام برد العجوز التي هي من أيام شهر فبراير بلا خلاف.
يتبع.... | التوقيع | إذا الشّعب يوما أراد الحياة **** فلا بد أن يستقيم البشر
و لا بد للجهل إن ينجلي **** و لا بد للعلم أن ينتشر
و لا بد للشعب أن يرجع **** إلى عز دين به ننتصر
إلى رحب شرع إلى مسجد **** إلى نور علم به مزدجر
إلى سنة النبي المصطفى **** ففيها الهدى و الضيا و الدرر
... إلى نور قرآننا المنزل **** رسول كريم به قد نزل
إلى شرعة ربنا السمحة **** ففيها النجاة و فيها الضّفر
و فيها الخلاص و فيها المناص **** من الظلمات و من كل شر
فيا شعب إسلامنا الماجد **** أنيبوا و عودوا إلى مقتدر
و توبوا إلى الله كي تفلحوا **** و تنجوا و إلا فبئس المقر | |
| |