2010-08-02, 16:58
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | خطاب العرش يعتبرا لاندماج في مجتمع المعرفة و الاتصال مسؤولية جماعية | خطاب العرش يعتبرا لاندماج في مجتمع المعرفة و الاتصال مسؤولية جماعية يونس مجاهد الاتحاد الاشتراكي : 02 - 08 - 2010 يرسم خطاب العرش، في التقليد المغربي، المعالم الكبرى لسياسة الدولة، حيث يرصد الحصيلة و يحدد التوجهات الأساسية للمرحلة المقبلة، و هو بدلك يشكل المرجعية الرئيسية على المستوى الإستراتيجي، مما يتعين على الحكومة و كل المؤسسات المسيرة للشأن العام أن تنخرط فيه، دون أن يشكل بديلا للبرامج المطروحة أو تلك التي تم الشروع في تفنيدها.
لدلك فهو بحكم المكانة الدستورية للعرش في المغرب، يأتي على شكل توجهات عامة و إستراتيجية، يمكن تبين ملامحها الأساسية في الخطاب الأخير، الذي حدد التحديات الكبرى، التي على المغرب مواجهتها، و المتمثلة في ضعف التنافسية الاقتصادية و غياب منظور استراتيجي مندمج للمخططات، و مشكلة الخلل في تكوين الموارد البشرية.
و يهمنا في هده الورقة أن نناقش هدا التحدي الثالث، الذي اعتبره جلالة الملك، «تحديا اكبر»، مؤكدا أن الأمر يتعلق «بمسؤولية الجميع»، لاتخاذ «قرارات شجاعة»، من اجل «الانخراط في مجتمع المعرفة و الاتصال».
و نعتقد أن هدا المحور الثالث هو تحدي التحديات، و قد صدق الخطاب الملكي، عندما طالب الجميع بتحمل مسؤوليته، خاصة تجاه إصلاح النظام التعليمي، الذي «طالما واجه عراقيل ديماغوجية»، و الذي يؤدي إلى إهدار الجهود و الميزانيات و يضيع الطاقات البشرية للشعب المغربي و مواهبها، «في أنماط عقيمة من التعليم».
فما المقصود بهدا التشخيص الخطير، الصادر عن أعلى سلطة وطنية؟
من الواضح أن إصلاح النظام التعليمي يمثل المعضلة المستعصية، التي لا يمكن تصور أي إقلاع نهضوي لبلادنا، بدون معالجتها، وإذا كان الأمر يتعلق بضرورة الرفع من الميزانيات المخصصة لهدا القطاع، فإن مشكلة المحتوى تظل قضية أساسية في الإصلاح المرتقب.
و هنا لا يمكن التغاضي عن تساؤلات كبرى، من قبيل منهجية التدريس المعتمدة على الحفظ و التلقين، و ضعف الروح النقدية التركيبية، و غياب تكوين التلميذ و الطالب على الابتكار، بالإضافة إلى المشكل اللغوي، المتمثل في جمود مناهج تدريس اللغة العربية، و حصر الانفتاح على العالم، أساسا، في اللغة الفرنسية، و عدم المساس بالساعات المخصصة للتربية الإسلامية و مضامينها العتيقة التقليدية، التي تكرر نفس الدروس سنويا، في كل أقسام التعليم.
طبعا لا يمكن الاقتصار على بعض هده المظاهر، التي سقناها، للإدعاء أننا أحطنا بشمولية الإشكالات المطروحة، فمعضلة إصلاح النظام التعليمي، تؤرق كل البلدان، حتى المتقدمة، و منها فرنسا، التي نستوحي منها الكثير، حيث تتجدد المشكلات، مع التطور المعرفي و العلمي و التكنولوجي، الذي يشهده العالم، و التي تفرض التحديث المستمر للمعارف و المناهج، في إطار من التنافسية الشديدة، التي تتركز على الرفع من كفاءات الموارد البشرية، الثروة الأساسية، التي لا تضاهى في أية حضارة.
و هنا لا بد أن ننتبه إلى فكرتين رئيستين وردتا في الخطاب الملكي، الأولى تتعلق بضرورة أن يتحمل الجميع مسؤوليته، أي أن المهمة ملقاة على الجميع، حكومة و برلمانا و جماعات محلية و أحزابا و نقابات و جمعيات و إعلام و صحافة و مؤسسات تعليمية عمومية و خصوصية... و غيرها من الهيآت المتدخلة و المعنية بالشأن العام.
إن التحدي حقيقة مسؤولية جماعية، لكن على الدولة، كفاعل رئيسي في المجتمع، أن تكون القاطرة نحو هدا التوجه، الذي يؤهلنا لمواجهة التحديات الأخرى المطروحة، مثل القدرة الكبيرة على التنافسية و العمل بمخططات مندمجة، في أفق الاندماج في «اقتصاد و مجتمع المعرفة و الاتصال».
و هده هي الفكرة الثانية الرئيسية، التي وردت في الخطاب، حيث أن القدرة على التنافسية، تتطلب هدا الاندماج في الثورة التكنولوجية الهائلة، التي أصبحت تفرض على العالم تحديا اخطر من السابق، إذ لا يتعلق الأمر بالتطور التكنولوجي فحسب، بل بما يحمله من مضامين و منتوج علمي و فكري و فني، لا بد أن تنخرط فيه المنظومة التعليمية في تنسق إستراتيجي مندمج مع كل مؤسسات المجتمع، و من بينها الإعلام و الصحافة و الفكر و الثقافة و الفن. و إدا كانت للدولة مسؤولية رئيسية، فإن هدا لا يعفي باقي مكونات المجتمع من تحمل ما هو على عاتقها لينخرط المغرب في الحضارة العالمية. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=208062 |
| |