2010-12-10, 16:10
|
رقم المشاركة : 1 |
 إحصائية
العضو | | | 
|  مبادرات بيداغوجية عالمية طريفة و مفيدة. مواطن العالم د. محمد كشكار
|  |
مبادرات بيداغوجية عالمية طريفة و مفيدة. مواطن العالم د. محمد كشكار
المبادرة الأولى في جينيف
كان أستاذنا الكبير "أندري جيوردان" يدرّس أطباء المستشفى تعلّمية البيولوجيا
Didactique de la biologie عند أول درس و في آخر النهار، يسحب الأستاذ طلبته الأطباء إلى حاويات مهملات المستشفى الذي يشتغلون فيه، يفتشونها بأيديهم باهتمام و جدية، يرتبون الأدوية غير المستعملة الملقاة فيها و يقارنوها بالأدوية التي وصفوها لمرضاهم في نفس اليوم.
و يا لخيبة الأمل، يكتشف الأطباء المجتهدون أن المريض لم يقتنع بوصفتهم و رمى جلها أو كلها في سلة المهملات حتى يتخلص منها و من هنا تُطرح إشكالية الدرس: لماذا لا يستعمل المريض دواءه؟ هل لعدم نجاعته؟ هل لتعقيد في استعماله؟ هل خوفا من الأعراض الجانبية؟ هل لعدم ثقة في طبيبه؟
عند الدرس الثاني، يواجه الأستاذ طلبته بما أنتجه مرضى السرطان من تصورات علمية و غير علمية تصف مرضهم لحظة بلحظة، يتصفح الطلبة ما أنتجه هذا النوع من الأساتذة الجدد الذين لم يروا مثلهم في الجامعة و يندهشون لغزارة المعارف و دقة الوصف الذي لا يقدر عليه غير المرضى مهما علت شهائده الأكاديمية في الطب. هل المريض وعاء فارغ يملأه الطبيب بما يشاء؟ هل المريض صفحة بيضاء يخط عليها الطبيب وصفته؟ هل الطبيب يعلم أكثر من المريض؟ هل الطبيب المختص في عضو فقط قادر على علاج هذا العضو من المريض دون الاهتمام بالأعضاء الأخرى؟ هل يحق للطبيب فرض علاجه على المريض؟ هل يحق للمريض رفض علاج طبيبه؟ هل يحق للمريض التدخل في كيفية علاجه و توقيته؟
أستغل هذه الفرصة و ألفت نظر القارئ إلى اهتمام العالم المتقدم بهذا العلم الجديد - تعلّمية البيولوجيا أو فلسفة تعليم البيولوجيا- و تعميم تدريسه في كل الاختصاصات و ليس التعليم فقط و انظر كيف نهمله نحن في تونس و لا نوليه أية أهمية و لا ندرّسه حتى لأساتذة المستقبل لا بل نهينه و نتركه لغير أهل الاختصاص يشوهونه عن غير قصد
المبادرة الثانية أيضا في جينيف
حدثت مع نفس الأستاذ المبدع "أندري جيوردان" الذي ورث مهمة العالم "جان بياجي" في مخبر الإبستومولوجيا بجينيف. بينما كان الأستاذ يقوم بدرس علمي داخل مخبر العلوم، إذ بمهرج "كلون" يقتحم القسم و يقوم بحركات بهلوانية فيضحك التلامذة و يمرحون مع الممثل لمدة ربع ساعة. يغادر المتطفل خفيف الظل – المبرمَج من قبل الأستاذ- القاعة و يرجع التلامذة إلى الجد و العمل بروح يقظة و تركيز أكبر
المبادرة الثالثة في تونس
حدثت بمعهد نموذجي تونسي. زارت بعثة تعليمية بريطانية المعهد و في نطاق تنشيط التلامذة أثناء الراحة، طرحت عليهم هذه البعثة "وضعبة - مشكل": طلبت منهم قيس طول العمود الخشبي أو المطاطي الرافع للعلم الوطني. حاول التلامذة حل المشكل بشتى الطرق المعقدة كما تعودوا في تعليمهم النظري، استعملوا قواعد رياضية و قاسوا ظل العمود و تسلّقوا العمود و لكن لم يصلوا إلى الحل الأبسط و هو قيس طول الحبل الذي ينزل عندما يصعد العلم. في مدارسنا و معاهدنا و جامعاتنا التونسية، نملأ عقول تلامذة الثانوي بمعلومات كثيفة و معقدة لحل مسائل نظرية لا وجود لها في واقعنا المتخلف و نتجاهل تعليم أولادنا توظيف معلومات بسيطة لحل مسائل بسيطة كمشاكلنا اليومية مثل تغيير فانوس محروق أو إبدال مربع زجاجي مهشم أو إصلاح عطل كهربائي أو تحضير وجبة غذائية متوازنة في المنزل أو في المعهد
المبادرة الرابعة في فرنسا
حدثت و ما زالت متواصلة حتى الآن. أستاذ تاريخ و جغرافيا يرى أن الأعداد المسندة في الامتحانات إلى التلامذة قد تحبطهم و تحط من عزائمهم لذلك ارتأى هذا الأستاذ القدير إسناد 20 على 20 لكل تلامذته و في كل الامتحانات. أستاذ مبدع في عمله: مثلا، عندما يدرّس المقاومة الفرنسية للألمان، يكلف تلامذته بإجراء بحوث ميدانية و مكتبية و الاتصال بالمقاومين الأحياء و تسجيل بحوثهم في أقراص بالصوت و الصورة ثم ينشر بحوث تلامذته بأسمائهم في مجلات علمية مختصة فيجعل منهم كتاب المستقبل. أثناء تدريس محور المقاومة، يستدعي مقاوم حي أو كاتب متخصص في المقاومة إلى القسم و يدير حوارا بينه و بين التلامذة. تخيل أيها القارئ ما يحدثه هذا النوع من التدريس في عقول التلامذة على صغر سنهم و ما سيتركه من آثار نفسية إيجابية في تكوين شخصيتهم و تدريبهم على روح المبادرة و الثقة بالنفس و المغامرة و الإنتاج الكتابي و المصور. تسعى وزارة التربية الفرنسية بكل جهدها إلى إقالة هذا الأستاذ العبقري المناضل أو على الأقل تحويله إلى عمل إداري. لم توفّق الوزارة منذ عام و نيف في سعيها و إن شاء الله لن توفّق. لم تجد الوزارة مبررا قانونيا واحدا يمنع الأستاذ من إسناد العدد الذي يراه هو مناسبا لعمل التلميذ. أُنشئت جبهة مساندة لهذا الأستاذ العبقري متكونة من تلاميذ و أولياء و زملاء و لا زالت قضيته تهز الرأي العام الفرنسي حتى الآن
المبادرة الخامسة في غار الدماء
سنة 1980، كنت أدرس محور "التناسل عند الإنسان" لتلامذة الثالثة ثانوي (التاسعة أساسي الآن) بإعدادية غار الدماء. تغيبت على عملي أسبوعا في الكاف و ذلك للمشاركة في تربص تكويني في الميكروبيولوجيا. فوجئت بوصول رسالة باسمي إلى الكاف و اكتشفت أن الباعث تلميذ من تلامذتي النجباء بغار الدماء. يقول في رسالته هذه أن أستاذ الرسم الفني – المتدين حديثا - استغل غيابي عن الإعدادية و شن حملة مضادة لشخصي منتقدا تدريسي للجهاز التناسلي البشري و مكذبا المعلومات البيولوجية التي سجلناها في القسم. قال هذا الزميل غير المختص في البيولوجيا أن الحيوانات المنوية للرجل تأتي من الصلب كما يقول القرآن الكريم و ليس من الخصيتين كما يقول أستاذكم في العلوم. عدت من الكاف و اتصلت مباشرة بمدير المعهد و أبلغته ما قرأته و سمعته من تدخل سافر في اختصاصي من زميل غير مختص و لم أطلب منه التدخل بل اكتفيت بإعلامه أنني أسير وفق البرنامج الرسمي و استقي معلوماتي من مصادر علمية موثوق بها. أما ردي فهو الآتي: حملت مجهري و أرنب ذكر و طاولة نصبتها وسط الساحة أثناء راحة العاشرة صباحا، التف حولي تلاميذ المعهد و كلهم تلامذتي، خدرت الأرنب الضحية و بالمبضع قطعت خصيته و وضعت مسحة منها بين صفيحة و صفيحة ثم طلبت من تلامذتي مشاهدة الحيوانات المنوية الأرنبية و هي تتحرك برشاقة و ترقص بذيلها الطويل كأنها تساندني الرأي ضد هذا المتعصب الأعمى للدين. و قلت لهم: منذ الآن، لا تقولوا، قال أستاذ العلوم بل قولوا شاهدنا بأم أعيننا الحيوانات المنوية في الخصية. أقول الأعمى، وصفا لزميلي و ليس سبا و شتما فيه و العياذ بالله، من سوء حظه أن القرآن و العلم الحديث في هذا الموضوع بالذات لا يختلفان بل يتكاملان في عقول أولي الألباب و أهل الذكر من علماء الأجنة الماديين التجريبيين. يبدو لي أن الخلايا الجذعية الجنينية جمعاء تنشأ في صلب الجنين ثم تهاجر شيئا فشيئا و يختص بعضها في التناسل و تستقر في الخصيتين و قد يكون لعلم الأجنة 2010 رأي أحدث من هذا. أود أن يتصل بي كل من يختلف معي في هذه المعلومة حتى أستفيد من علمه
المبادرة السادسة في حمّام الشط
في أوائل التسعينات، كنت أنشّط نادي البيئة في إعدادية حمّام الشط. اقترحت على تلامذتي النشاط التالي: تجولوا في حيّكم و صوروا بالكاميرا كل ما يظهر لكم مخالف لسلامة البيئة و ابعثوا الصور إلى رئيس بلدية حمّام الشط و ادعوه في نفس الوقت لحضور الحصة القادمة. فعل التلامذة ما كلفتهم به على أحسن وجه و حضر رئيس البلدية و مساعده و أدرت بينهما و بين التلامذة المحتجين حوارا شيقا و ديمقراطيا
أمضي مقالي كالعادة بجملتين مفيدتين: "أنا أكتب - لا لإقناعكم بالبراهين أو الوقائع - بل بكل تواضع لأعرض عليكم وجهة نظر أخرى"....."على كل مقال سيّئ نردّ بمقال جيّد لا بالعنف اللفظي |
: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=304598 |
|
|  |
فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ :
مسابقة استوقفتني آية
|
ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج
