2010-04-15, 07:35
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | إتمام الدراسة نعمة أم…نقمة؟؟ | إتمام الدراسة نعمة أم…نقمة؟؟ إسماعيل عزام نبراس الشباب : 15 - 04 - 2010 في كثير من الأحيان أجد نفسي اطرح هذا السؤال وأنا أشاهد يوميا عدد من الحالات التي تجيب عن هذا السؤال بالكلمة الأخيرة أي نقمة، فلم تعد الإجازة في كثير من الأحيان سوى مجرد شهادة كغيرها من الشهادات التي تزين السير الذاتية دون أي فائدة تذكر.
وأذكر مثال صديقان لي تخرجا مؤخرا من كلية الحقوق بمراكش، لكنهما وعوضا أن يشتغلا في القانون، يشتغلان حاليا في أحد التيليبوتيكات بأجر لا يتجاوز 800 لكل منهما.
قطعا، ليس هذا المثال هو الوحيد في المغرب ما دام عدد كبير من حاملي الإجازة يشتغلون في مهن أبخس، كذلك الخباز الذي تخرج من كلية الشريعة منذ وقت طويل وعوض أن يحقق أمنيته بان يكون أستاذا للتربية الإسلامية وجد نفسه يواجه نيران الفران وغبار الدقيق..
وربما أن حظ هؤلاء كان وافرا، فهم لم يصرفوا مبالغ ضخمة في سبيل أخذ شواهدهم، فهناك من صرف عديد أمواله في إحدى المؤسسات التعليمية الخاصة لكي يظفر بأحدالدبلومات، تخيلوا معي شخصا يدرس ب حوالي 1500 درهم للشهر دون احتساب مصاريف الإقامة والنقل، وبعد أن يكمل دراسته لا يجد ما كانوا يمنونه به في تلك المؤسسة، حتى إن وجده لا يتعدى أجره الحد الأدنى من الأجور المتفق عليها أي 2300، وذلك في أحسن الأحوال ما دامت هناك بعض العقود التي تشغل بثمن أقل من ذلك..
والأطرف من ذلك، إن هذه المؤسسات التعليمية الخاصة تدعي أنها تضمن الشغل لكل من يدرس داخلها، لذلك لا تتوانى عن ملئ الشوارع بملصقاتها الاشهارية، بحيث تبين لك أن الدراسة فيها كالعيش في الجنة، لتكون المفاجأة كبيرة بعد ارتيادها، فهي ليست سوى ذلك “العكر فوق لخنونة”، ما دام أغلبها لم يحصل حتى على الاعتماد من الوزارة الوصية ولا يقدم لطلبته حتى ضمانة الاستفادة من التدريب.
لذلك، فيكفيك أن تقوم بنشر إعلان فرصة عمل ولو على سبيل الفكاهة في أحد مواقع نشر إعلانات الوظائف، ليستقبل ايميلك عددا من السير الذاتية لشباب أخذوا كل الشواهد الممكنة، لكنهم لم يحصلوا على إمكانية أية عمل، وأكبر مثال على ذلك بوابة أكادير.نيت حيث تنتشر عدد من فرص العمل الوهمية التي لا تريد إلا الاستهزاء بالباحثين عن عمل..
هكذا، وفي الجانب الآخر، تجد أن الغالبية العظمى من الشباب الذين يتوجهون باكرا إلى مراكز التكوين المهني، أو الشباب الذين ينقطعون عن الدراسة باركا وينهمكون في الاحتكاك بالحرفة، تجدهم في أغلب الأحوال وقد استقرت بهم الظروف فضمنوا عملا قارا وضمنوا حياة ملؤها الاستقرار..
لكن، هل صحيح أن كل من أتم دراسته يحتل مقعدا في أقسام البطالة؟ هل يمكن أن نتجاهل من استطاعوا تحقيق أعلى المراتب بشواهدهم الدراسية؟؟
الحق يقال، أن الدراسة كثيرا ما كانت علامة خير على عدد من الناس، فالكثير من حملة الإجازة استطاعوا الالتحاق بمراكز التعليم، وكثير منهم استطاعوا الالتحاق بعدد من الوظائف المميزة سواء في القطاع الخاص أو العام، دون نسيان ذكر أن عددا من التوجهات بعد الباكالوريا تضمن لسالكيها مستقبلا مضمونا خاصة تلك التي تشترط شعبا معينة و نقطا معينة..
باختصار، فالدراسة لم تكن في يوم ما نقمة، لأنها تملئ الذهن وتتيح لصاحبها فرصة استكشاف ذاته والمهارات التي يتميز بها، ولن تكون نعمة بالمعنى المعروف بحيث تضمن لكل مجاز عملا قارا بفضل شواهده، فالمشكلة أن هناك الكثير منا ممن يعلق كل آماله في الدراسة وينسى أن الأرزاق بيد الله، نعم أنا أتفق مع كل من يقول أن المغرب بلد المحسوبية والزبونية، لكن إن كان رزق أحدنا في الدراسة، فليعلم أنه لا يوجد أحد على وجه البسيطة بقادر على حرمانه منه، أما إن كان قدر أحدنا في غير الدراسة، فهو لن يشتغل بفضلها حتى ولو حصل على الدكتوراه في الاقتصاد… | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=111186 |
| |