راتب الزوجة نعمة أم نقمة ؟ - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2010-08-10, 11:23

رقم المشاركة : 1

ابوعمران

بروفســــــــور

إحصائية العضو

ابوعمران غير متواجد حالياً

راتب الزوجة نعمة أم نقمة ؟

راتب الزوجة نعمة أم نقمة ؟

مع تطور الحياة المستمر وزيادة تعقيداتها ودوران عجلة التقدُّم التي لا تهدأ ولا تتوقف ولا تأبه بالواقفين أمامها
تدوس وتذهب ، وتسير وتتقدَّم نحو الأمام إن كنت محظوظًا ستسير معها أو حتى تستطيع مسايرتها ولو قليلاً ..!
يقال إن هذا الزمان أصبح مخيفًا صعبًا وتكاليف العيش باتت تحصل بالكد والتعب وقد تشقي وتعمل وما تحصل عليه من مال لا كاد يكفي توفير ما تحتاجه.
كلما أراد الإنسان القيام بعمل ما فهذا يعني زيادة في المصاريف ولأجل ذلك فإنه يزيد من تعبه ومن مقدار ما يعمله من شغل ومزيدًا من الإرهاق والتعب وصداع الرأس وفقد في الشهية وزغللة في النظر إلى آخره ، هكذا هي الحياة وهكذا يصبح حالنا يومًا بعد يوم ، وطالما عجلة التقدُّم تسير بتسارع نحو الأمام كلما زادت قائمة المتطلبات الأسريَّة على رب الأسرة الذي بات يشعر بأن هناك حبلاً غليظًا يلتفُّ حول رقبته في بطءٍ.
في بداية استلام المرتب – يا سلام – تجد الزوج عائدًا محمَّلاً بما لذَّ وطابَ منَ الأغذيةِ المعلبةِ والمغلفة والمحفوظة ، وبعد أسبوع أو أقل تبدأ آثار الأزمة المالية الأسريَّة في الظهور فيغتم ربُّ الأسرة وتغشى وجهه غمامة رمادية ، ويبيت مشغول الذهن ، مشتت الأفكار ومن هنا يكون التفكير في طرق لحل هذه الأزمة فيطلب الزوج من زوجته أن تقرضه بعض المال أو أن تتطوَّع المرأة بنفسها وتعطي راتبها أو جزء منه في محاولة منها لحل هذه المعضلة أو أن يقوم الزوج باقتراض مبلغ مالي من أحد أصدقائه أو أقاربه .

بعض الزوجات العاملات ترفض إعطاء راتبها أو جزء منه في حين إن بعضهن الآخر يقبل المساهمة بجزء منه فقط ، وكل منهن لها أسبابها ، ومن هنا نسأل:
هل مرتب الزوجة هو طوق النجاة للزوج للتخلص من أزمته المالية ؟ وهل هو الحل الأمثل للتغلب علي ثقل المصاريف الأسرية اليومية ؟ هل يقبل الزوج أن تصرف المرأة على المنزل والأولاد جزءًا من راتبها أو راتبها بالكامل ؟ وهل ترضى المرأة بهذا الأمر ؟ وهل أصبح معيار اختيار الزوجة يعتمد على راتبها ؟ وهل أصبحت المرأة العاملة هي المرشحة الأولى للزواج ؟
أسئلة كثيرة ومواقف عديدة ومواضيع متداخلة خاصة عند إثارة هذه النقطة تحديدًا سألنا بعض الزوجات وكذلك بعض الأزواج واليكم ما قد قيل .

في نظر احد الأزواج إن المرأة العاملة وراتبها الذي تحصل عليه هو نعمة ولا شك في ذلك فتكاليف الحياة أصبحت صعبة ولا يقوى الزوج الذي لا يتعدَّى راتبه ال 300 دينار على شراء ما تحتاجه الأسرة من حاجيات ، لذلك يكون راتب الزوجة بمثابة الحل الأمثل .
في حين إن أحد الأزواج قال إنه لا يقبل أن يأخذ من راتب الزوجة فلسًا واحدًا معلِّلاً السبب في أن كرامته كرجل لا تقبل هذا الأمر .
وعند سؤال السيدات عن هذا الموضوع قالت إحداهن ( إن الزواج تشارك وتعاون ومساعدة ، وأنا بصراحة أساعد زوجي في مصاريف المنزل فالغلاء جعل راتب الزوج لا يكفي )

في حين ترى غ .م ( أنا لا أصرف كل مرتبي ولكن إذا كان المنزل يحتاج إلى غرض ما فإنني أقوم بشرائه إلا أن مصاريف المنزل الباقية يتكفل بها زوجي )

في حين خالفتهن في الرأي السيدة و.ف ( راتبي خاص بي ، وزوجي هو من يتحمَّل مسؤوليَّة المصاريف كاملة وهذا هو واجبه اتجاهنا ) .

أما خ .غ فكانت تتبع سياسة أخرى في منزلها حيث أخبرتنا قائلة ( أنا أتكفل بدفع فاتورة الكهرباء والماء ، وزوجي يقوم بشراء ما نحتاجه من أغراض للمنزل ، ودفع الإيجار ، وهذا ما اتفقنا عليه منذ البداية ، وبهذا التنظيم يعرف كل منا ما له وما عليه ) .

أما ف . أ فقد كانت رافضة رفضًا قاطعًا أن تعطي شيئًا من راتبها ( أنا بصراحة لا أصرف شيئًا من راتبي إلا في شراء حاجيَّاتي الخاصة كما أنني لا أشجع الزوجات على إعطاء مرتباتهم إلى أزواجهن ، فعلى الزوج أن يعمل لتوفير كل ما تحتاجه الزوجة ، وإلا فإنه سيعتمد على راتب الزوجة في كل صغيرة وكبيرة )

وتخبرنا ر.ع ( إن معظم الشباب المقدمين علي الزواج يبحثون عن المرأة العاملة وقيمة مرتبها ، وأعلم صديقة لي تركها خطيبها بعد أن وجد امرأة أخرى مرتبها أكبر من مرتب خطيبته )

وعندما قمنا بسؤال بعض الأزواج هل يشترط الرجل المقبل على الزواج أن تكون المرأة عاملة ومرتبها جيد قال أ.ع ( بصراحة نعم ، فمرتب الزوجة يساهم قليلاً في مساعدة الزوج على مطالب البيت وهذا ليس طمعًا من الرجل ولكن مساعدة فقط من الزوجة لزوجها غير القادر )

أما خ .ر فقد كان عصبيًّا جدًّا وله حساسيَّة خاصة تجاه هذا الموضوع فقال لنا: ( أنا لا أرضى بذلك ولا أرضى أن آخذ المال من زوجتي ، كما أن زوجتي لا تعمل ولا أريدها أن تعمل )

أما م . ز فله رأي آخر حيث قال: ( أنا والحمد لله حالتي المادية ممتازة وغير محتاج لراتب زوجتي ، لذلك لا أطالبها بشيء منه )

ويقول ع.ع ( بصدق في بداية زواجي لم أطلب من زوجتي أن تساعد في مصاريف البيت ، ولكن عند قدوم أول مولود لم يعد راتبي يكفي لدفع الإيجار وفاتورة الكهرباء والماء ومصاريف المنزل لذلك كان لازمًا أن نتعاون مع بعضنا البعض على حل المشكلة ، وقد وافقت زوجتي عن طيب خاطر )

أما س.ر فله وضع خاص به فقد أخبرنا بحزن قائلاً: ( بصراحة بعد خروجي من الكادر وتحويلي إلى مركز التأهيل والتدريب وتأخر راتبي لمدة شهرين وأكثر كانت زوجتي هي من تعطيني راتبها لأصرف على البيت إلى حين قدوم راتبي المتأخر ، ولولا راتبها لكنا الآن نمدُّ يدينا طلبًا للمساعدة )

ويتهم خ.م الزوجة التي لا تساهم مع زوجها في مصاريف المنزل ولا تساعده بالأنانية ، فهو يرى أنه من الواجب على الزوجة مساعدة زوجها في كل شيء .

اختلفت الآراء ما بين مؤيد للزوج على أخذ راتب زوجته أو جزء منه ، وما بين رافض للأمر ، كما أن الزوجات أيضًا منهن من رفضت إعطاء الزوج راتبها بحجة أنه هو الرجل وهو من عليه أن يتولى شراء حاجيات المنزل دون غيره وما بين امرأة تؤكد أن الحياة الزوجية مشاركة ، وتساهم براتبها مساعدة لزوجها وما بين زوج يرفض تمامًا أخذ أي درهم من زوجته ، ويري أن هذا الأمر يمس بكرامته كرجل .
في حين يظهر جليًّا أن راتب المرأة كان طوق النجاة للكثير من الرجال خاصة في زمن أصبح غلاء الأسعار فيه نارًا يكتوي بها أصحاب الدخل المحدود ، وإن وافقت المرأة أو لم توافق على مساعدة زوجها فأنها تجد نفسها مضطرة إلى مساعدة زوجها خاصة وهي ترى أنه ما بيده حيلة ، وسواء كان الرجل يقبل بمساعدة زوجته له أم لا فإنه في النهاية يقبل بهذه المساعدة بدلاً من أن يمدَّ يده إلى الأغراب

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=213076

التوقيع

لآ يتواضع إلا كبير ولآ يتكبر إلا صغير
==================
من وجـد الله فمـاذا فـقـد ...ومن فـقـد الله فمـاذا وجد
------
(انا رجلا لا انحنى لالتقط شيئا سقط من نظرى)


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :