2011-10-18, 20:58
|
رقم المشاركة : 2 |
إحصائية
العضو | | | رد: شد الرحال إلى الأضرحة ودعاء أهلها |
تتمة الفتوى :
فالواجب على أهل الإسلام أن يعبدوا الله وحده وأن يخصوه بالعبادة، وأن يتفقهوا في دين الله، وأن يحذروا الشرك بالله عزَّ وجلَّ؛ فإن دعوى الإسلام مع وجود الشرك لا تنفع بل ينتقض إسلامه بشركه بالله، فالشرك ينقض الإسلام ويبطله فوجب على من ينتسب للإسلام أن يحقق إسلامه وأن يتفقه في دين الله وأن يحفظ دينه من أنواع الشرك بالله عزَّ وجلَّ حتى يبقى له إسلامه وحتى يبقى له دينه.
وهكذا يجب على كل أهل الأرض من المكلفين من جنّ وإنس وعرب وعجم أن يعبدوا الله وحده، وأن ينقادوا لما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، فهو رسول الله حقّاً وخاتم الأنبياء؛ لأن الله بعثه إلى أهل الأرض جميعاً من الجن والإنس ومن العرب والعجم إلى سائر الأمم، فيجب عليهم أن يعبدوا الله وأن ينقادوا لما جاء به رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، كما قال الله سبحانه آمراً نبيه: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا[22]، وقال سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا[23]، وقال عزَّ وجلَّ: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ[24].
فهو رسول الله للجميع من الجن والإنس ومن العرب والعجم من اليهود والنصارى والفرس وجميع أهل الأرض ومن الجن والإنس، عليهم جميعاً أن يعبدوا الله ويوحدوه ويخصوه بالعبادة ولا يعبدوا معه لا ملكاً مقرباً ولا نبيّاً مرسلاً ولا شجراً ولا ميتاً ولا صنماًَ ولا وثناً ولا غير ذلك.
بل عليهم أن يخصوا الله بالعبادة دون كل ما سواه، وعليهم أيضاً أن ينقادوا لما جاء به النبي محمد عليه الصلاة والسلام وأن يحكموه فيما بينهم، وألا يخرجوا عن هديه وطريقته، كما قال سبحانه وتعالى في كتابه العظيم: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا[25]، وقال سبحانه: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ[26]،عليه الصلاة والسلام، ويقول عزَّ وجلَّ: فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[27].
فالمفلحون كما توضح الآية هم أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أما الذين خرجوا عن دين محمد عليه الصلاة والسلام، ولم ينقادوا لشرعه ولم يصدقوه فأولئك هم الخاسرون، هم الهالكون، وهم الضالون وهم الكافرون، من أي جنس كان.
وقال سبحانه: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[28]، وجعل الهداية في ابتاعه، فدل ذلك على أن من خرج من شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو الخاسر وهو الضال غير المهتدي.
فالهداية والصلاح والنجاة في ابتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي إخلاص العبادة لله وحده، وفي تحكيم شريعة الله التي جاء بها رسوله محمد عليه الصلاة والسلام.
وبهذا يعلم أن الواجب على جميع الأمم توحيد الله والإخلاص له، وعلى جميع الدول أن تبعد الله وأن تلتزم شعوبها بعبادة الله وأن تدع ما هي عليه من الشرك والباطل، وهذا عام لجميع الدول ولجميع الناس.
ولكن المسلمين المنتسبين للإسلام الواجب عليهم أعظم وأكبر؛ لأنهم انتسبوا إلى دين الله فوجب عليهم حق دين الله، وأن يعظموا دين الله وأن يصونوه عما حرم الله، وأن يخلصوا العبادة لله وحده حتى يتحقق إسلامهم وحتى يكونوا مسلمين حقّاً لا بالانتساب، فالانتساب لا يفيد ولا ينفع، بل يجب أن يكون إسلامهم حقاًّ بعبادة الله وحده والإخلاص له وتعظيم أمره ونهيه وابتاع النبي صلى الله عليه وسلم، ويجب على الأمم الأخرى التي لا تنتسب للإسلام من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم من جميع الأمم التي لا تتبع محمداًَ عليه الصلاة والسلام، عليهم جميعاً أن يعبدوا الله وحده، وعليهم جميعاً أن ينقادوا للشرع الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، عليهم جميعاً ذلك لأنهم مأمورون بذلك مخلوقون لذلك، والله بعث محمداً عليه الصلاة والسلام إلى جميع أهل الأرض من الجن والإنس، لا يجوز لأحد منهم أن يخرج عن شريعة محمد عليه الصلاة والسلام كائناً من كان.
نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق والتفقه في الدين، ولا حول ولا قوة إلا بالله. من فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
******************************
[1] سبق تخريجه.
[2] سبق تخريجه.
[3] سبق تخريجه.
[4] سبق تخريجه
[5] سورة يونس الآية 18.
[6] سورة الزمر الآية 2، 3.
[7] سورة المائدة الآية 72.
[8] سورة النساء الآية 116.
[9] سورة الأنعام الآية 88.
[10] سورة الفاتحة الآية 5.
[11] سورة الإسراء الآية 23.
[12] سورة النساء الآية 36.
[13] سورة الزمر الآية 2، 3.
[14] سورة الجن الآية 18.
[15] سورة النحل الآية 36.
[16] سورة الأنبياء الآية 25.
[17] رواه البخاري: كتاب: الجهاد والسير، باب: اسم الفرس والحمار، رقم (2856)، ومسلم: كتاب: الإيمان، باب: الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة، رقم (30).
[18] سورة الذاريات الآية 56.
[19] سورة لقمان الآية 8.
[20] سورة الطور الآية 17.
[21] سورة الحجر الآية 45.
[22] سورة الأعراف الآية 158.
[23] سورة سبأ الآية 28.
[24] سورة الأنبياء الآية 107.
[25] سورة النساء الآية 65.
[26] سورة النور الآية 54.
[27] سورة الأعراف الآية 157.
[28] سورة الأعراف الآية 158.
فتاوى نور على الدرب المجلد الأول
| التوقيع | جميع من عاش في القرون الثلاثة المفضلة لم يحتفل بالمولد فلم نحتفل نحن ؟ هل نحن أعلم و أفقه منهم ؟ و لماذا غاب هذا الخير عنهم وعلمه من جاء بعدهم ؟ و لماذا لا يتحدث الناس عن يوم وفاته الذي كان يوم 12 ربيع الأول ؟ أغلب الناس الذين يحتفلون لسان حالهم : بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون من كان مستنا فليستن بمن سبق... اللهم أمتنا على السنة..
| |
| |