ذكرى تأسيس الاتحاد المغربي للشغل : ورقة حول بعض رواد الحركة النقابية الكفاحية - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2010-03-20, 22:23

رقم المشاركة : 1

ابن خلدون

بروفســــــــور

إحصائية العضو

ابن خلدون غير متواجد حالياً

ذكرى تأسيس الاتحاد المغربي للشغل : ورقة حول بعض رواد الحركة النقابية الكفاحية

ذكرى تأسيس الاتحاد المغربي للشغل : ورقة حول بعض رواد الحركة النقابية الكفاحية تحل اليوم الذكرى 55 لتأسيس الاتحاد المغربي للشغل.

ورقة للذكرى حول بعض رواد الحركة النقابية الكفاحية :

صالح المسكيني
***************
ولد سنة 1916 بدوار أولاد غانم في قلب البروج (بني مسكين). وولج الكتاب القرآني وتابع الدراسة في إحدى الابتدائيات هناك حيث أكمل مختلف مستوياتها. واضطر إلى العمل لمساعدة والده على تحمل مسؤولية أسرته الفقيرة، قبل أن يهاجر إلى الدار البيضاء. وربما لم يستقر بهذه المدينة إلا مدة قصيرة، إذ سرعان ما انخرط سنة 1939 في قوات القناصة المغاربة العاملين في الجيش الفرنسي إبان الحرب العالمية الثانية. وقد جرح في إحدى المعارك جرحا عميقا في أحد جنبيه خلف أثرا كبيرا على جسده، مما أدى إلى إعفائه وإعادته إلى المغرب مع توشيحه بوسام صليب الحرب والميدالية العسكرية.

سكن صالح حي كاريان سانطرال الصفيحي واشتغل في شركة كوزيما حوالي سنة 1943، وفي هذه المؤسسة، تعرف على العمل النقابي عن كثب واحتك بأوساطه وخالط قادته من الأطر النقابية الفرنسية والاسبانية وغيرها.، غير أنه فضل وجماعة من زملائه أن ينشئوا نقابة حرة ومستقلة خاصة بالمغاربة. ولا يُعلم هل كان للباترونات ضلع في تشجيع العمال المغاربة على غشاء مثل هذه النقابة، حتى يبعدوهم عن نقابة س.ج.ت ، أم أن الحركة الوطنية هي التي كانت وراء ذلك في البداية، كما تذهب إلى ذلك بعض الدراسات.

والمهم، وكما كان متوقعا، لم تتمكن النقابة المستقلة من إنجاز أي شيء، مما اجبر صالح المسكيني في ماي 1947 على الانخراط في اتحاد النقابات المتفرع عن المركزية النقابية الفرنسية المذكورة. وقد قام صالح بدور كبير في استقطاب كثير من زملائه إلى اتحاد النقابات، ومنهم وجوه معروفة فيما بعد في المقاومة في كاريان سانطرال(مثل رحال المسكيني و ومحماد الجراري المعروف بالفقيه "الماكني").

وكان لصالح دور مهم في مختلف المعارك النقابية التي خاضها عمال كوزيما في العقد الأخير من عهد الحماية من اجل تحقيق عدد من المطالب، ومن أهمها حق المغاربة النقابي والمساواة في الأجور. ولعل أهم تلك المعارك الإضرابات التي دامت أكثر من عشرة أيام في نهاية سنة 1949 وبداية السنة الموالية. فقد بدأت بالإضراب الانذاري الذي قرره عمال الشركة لمدة يوم واحد في 24 دجنبر 1949، وذلك بعد الجواب الذي تلقاه المكتب النقابي من إدارتها. وكان الإضراب ناجحا، حيث كانت نسبة المشاركة فيه مرتفعة جدا، مما اغضب إدارة الشركة فطردت في البداية النقابيين الحسين "لوبير" ومبارك بن البشير، قبل أن يشمل قرارها أيضا يوم 25 دجنبر 1949 نقابيين آخرين، وعلى الخصوص صالح المسكيني سكرتير نقابة مستخدمي كوزيما و ابراهيم ؤاليزيد ولحسن حبوب عضوي المكتب. فشن العمال سلسلة من الاضرابات المتوالية دامت 11 يوما، أجبرت الإدارة على الموافقة على الزيادة في الأجور، دون أن يعود صالح إلى عمله.

انقطع صالح للمداومة في مقر الاتحاد العام للنقابات المغربية في زنقة لاصال (زنقة فرحات حشاد)، إلى جانب عضويته في الاتحاد المحلي. وبهذه الصفة، شارك في نشاطات الاتحاد العام بالدار البيضاء، ومنها على سبيل المثال أنه ترأس مهرجان فاتح ماي 1951 بملعب فيليب (ملعب العربي بنمبارك)، وهو مهرجان ضخم حضره 000 30 عامل، وفيه تناول الكلمة الطيب بن بوعزة و اندري لورواAndré Leroy الأمينان العامان للاتحاد وعبد الرحيم بوعبيد عن حزب الاستقلال وممثل الحزب الشيوعي.

تعرض صالح المسكيني، بسبب نشاطه، لقمع السلطات الاستعمارية الفرنسية. وفي هذا الصدد، واعتقل وبلعيد بن عبد الله عضو الاتحاد المحلي للاتحاد العام خمس ساعات في اكتوبر 1951/ واعتقل ثانية بكومسارية المعاريف في الدار البيضاء يوم 28 مارس 1952 ، فتعرض للضرب والتعذيب والشتم والاهانة قبل ان تقرر السلطات الفرنسية يوم 5 غشت 1952 نفيه إلى الجنوب وفرض الإقامة الإجبارية عليه في تالسينت. وفي هذه القرية، تعرف على عدد من رجال الحركة الوطنية المغربية الذين شملهم نفس القرار، أمثال المهدي بنبركة والفقيه محمد الحمداوي.

ظل صالح في منفاه حتى قررت سلطات الحماية إطلاق سراح كثير من القادة الحزبيين والنقابيين المعتقلين على اثر احوادث فرحات حشاد يوم 8 دجنبر 1952. وفي هذا الإطار استعاد صالح حريته يوم 18 دجنبر 1954ن بعد صدور قرار المقيم العام يوم 13 دجنبر 1954.

وقد ساعد صالح، إلى جانب نقابيين آخرين، الطيب بن بوعزة في مساعيه الرامية إلى إعادة بناء المؤسسة النقابية التي تضررت بفعل القمع الذي جرى في دجنبر 1952. وقد جرى ذلك في كامل السرية بتنسيق تام مع المنظمات الفدائية التي كان فيها بعض النقابيين (إبراهيم الروداني ومحمد الناصري"عباس المسعدي" ومحمد بن المكي "هوشيمين" واحمد الطويل). وأفضت تلك المساعي إلى عقد اجتماع بدار الطيب بن بوعزة في درب بوشنتوف (الدار البيضاء) يوم 20 مارس 1955، ترتب عليه تأسيس مركزية نقابية جديدة تحت اسم الاتحاد المغربي للشغل، انتخب صالح عضوا في مكتبه الأول إلى جانب ثمانية أعضاء آخرين.

توفي بالدار البيضاء يوم 17 دجنبر 1994.

نجيب تقي

مقال صدر بموسوعة معلمة المغرب – الجزء 21 الصفحتين 7141و 7142

مراجع كاتب المقال :

البير عياش، الحركة النقابية ج2 . 43 . 48 ترجمة نور الدين السعودي منشورات أمل.
الطيب بن بوعزة : ميلاد الحركة النقابية العمالية الحرة بالمغرب ، ترجمة عبد الله رشد ، الدار البيضاء 1992

Albert Ayache le mouvement syndical au Maroc .t 3

35 ;64 ;71 ;181 ;187-198

*

Les militants marocains de l union des syndicats confédérés du Maroc études de l histoire sociale marocaine ; éditions Okad alasas

*

Cahiers marocains de recherches en sciences sociales n 5-6 Janvier 1996 . p 135-136

*

Dictionnaire biographique du mouvement ouvrier du Maghreb : Maroc des origines à1956 . ed Eddif . Casablanca . 1998 p 172

عن التوجه النقابي الكفاحي
**********************
ذ- محمد أبرقي

منقول
مجلة المدرس الالكترونية

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=94087


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :