2011-12-17, 08:10
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | سطور الألم -قصة -بقلم:ز-ر-ج -9 - | بسم الله الحمن الرحيم
- 9 -
وما أن سمع المحامي الطيب القلب قصته حتى منحه بعض المال ليشتري به ملابس لائقة ثم حسن من راتبه الشهري, وطابت الحياة لعادل من جديد, واطمأنت أمه الى الدنيا لأول مرة بعد وفاة زوجها, وفيما عدا فترات من الذهول كانت تنتابها من حين لآخر كانت تصرفاتها كلها تنبيء عن الاتزان والاستسلام للمقادر, وكان الذي يتفرس قسماتها الشاحبة والسطور العميقة التي حفرها الألم على جبهتها والغضون التي تملأ صفحة وجهها, ثم الشعر الأبيض الذي يتوج كل تلك الملحمة الحزينة التي سطرها الزمن العاتي على وجه امرأة تعسة يشعر بقشعريرة رهيبة تسري في بدنه ولا يسعه الا أن يسأل نفسه عما تخبؤه لها الأقدار
ولكن المرأة التي ناصبها القدر العداء طول حياتها لم تكن قد فقدت بعد طعم الحياة, ولم تكرهها بدليل أنها سألت عادلا يوما من الأيام اذ الم يكن ينوي الزواج, وقالت له أن لها مطمحا واحدا, وهو أن تحمل نجله بين ذراعيها وبذلك تحس أن حياتها قد اثمرت. وفي هذه المرة رحب عادل بالفكرة وسألها أن تجد في البحث عن عروسه, فتكفلت بالمهمة في حماس وفرح, ولعل أسعد فترات حياتها كانت تلك الفترة التي تمت فيها تمهيدات الزواج, ولكن ما كاد عادل يصبح زوجا حتى بدأت هموم أمه تطل برأسها من جديد , فلم تكد تمضي على الزفاف بضعة أيام حتى بدأت زوجة عادل تتجهم لأمه, واستعانت المرأة التي عانت كثيرا من غدر الزمن بالصبر الجميل, وبذلت كل ما تستطيع لاسترضاء زوجة ابنها ولكن عبثا, اذ أن هذه كانت تختلق أسباب الشجار اختلاقا, وعبثا حاولت أن تكتم عن ابنه كل شيء اذ أن الزوجة كانت تبادره بالشكوى والدموع, وأخيرا رأت الأم,والحزن يقتلها أن الحاة مع ابنها أصبحت مرة أخرى مستحيلة تماما, فآثرت أن تنسحب قبل أن تهب العاصفة من جديد.وجدت في البحث عن سكن في المدينة العتيقة..وجدت مالا يلائمها:غرفة قذرة رطبة في منزل مظلم بأحد الأزقة الضيقة..غرفة لا فرق بينها وبين القبر..ذلك هو المكان الذ قدر لأم عادل أن تقضي فيه ما تبقى من أيامها.. وتوسلت الى عادل أن يزورها الفينة بعد الأخرى, وأن يمنحها ما يقيها شر الموت جوعا, فواعداها بذلك في كلمات فاترة مغتصبة, ولكنه لم يبر بوعده, وكان عذره أنه لا يستطيع الانفاق على منزلين, وأنه لم يطرد أمه من المنزل بل خرجت بمشيئتهاو والحقيقة هي أن زوجته لم تكن تستريح الى أي بادرة عطف أوحنان يبديها عادل نحو أمه, وكانت تحاسبه على ما ينفق حسابا عسيرا.
وراحت المرأة التعسة المنكودة الحظ تؤدي خدمات في البيوت جراء حصوله على ما تقتات به, واستطاعت بذلك أن تعيش , ولم تكن حاقدة على أحد بل كانت تتردد على عادل في فترات متباعدة وتؤكد له أنها سعيدة وقريرة العين..ولم يكن أسعد منها ذلك اليوم الذي رزق فيه عادل بغلام..
ومضت الأيام تسر وتسيء...يتبع | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=477815 آخر تعديل hamide boukili يوم 2011-12-17 في 08:40. |
| |