في الكثير من الأحيان نفقد السيطرة على مجريات حياتنا بسبب الضغوط اليومية التي تواجهنا في العمل وفي الأسرة ومع الأصدقاء والنتيجة هي اننا لا نستطيع ان نقيم مواقفنا ولا التحكم فيما يحدث لنا من عوارض نفسية وجسمية ولا نستطيع التحكم فيما نصدر من أحكام .
فكل موقف او حدث او مشكلة "سواء كانت داخلية اوخارجية " ادت الى حدوث توثر تسمى ضغطا
كنت ساتطرق مباشرة على كيفية التعامل مع الضغوط لكنني وجدت انه من المفيد ذكر الاسباب و العلامات و الانواع و المواقف التي تؤدي الى حدوث الاطرابات النفسية.
و لنبدأ من اليوم في التغير الايجابي الى الافضل، ادعوكم للتعرف عن مسببات و صادر الضغط النفسي لكي نتمكن من مساعدة انفسنا و الاخرين من حولنا .
ولنتذكر ان السعادة بيد الجميع.
مسببات و صادر الضغط النفسي
وهي نوعية وطبيعة العلاقة التي تربط فيما بين الفرد وبين ذاته وهي ذات طبيعة احادية التاثير لان الفعل هنا ينشأ في داخل الفرد ليولد ردة فعل تؤثر في الفرد ذاته.
وهنا يمكن تقسيم مسببات الضغط على حالتين رئيسيتين وذلك حسب دور الفرد ذاته في العملية:
تسبب الفرد ذاته بوصوله إلى مرحلة التعرض للضغط النفسي. والمقصود هنا هو دور وعي الفرد وممارساته اليومية وفقاٍ لإنتماءاته الفكرية والمهنية ومديات تقبله لمرحلة المخاطرة والمراهنة على تحقيق غاياته ومتطلبات دوره الحياتي للمحافظة على بقاءه وديمومته.
خضوع الفرد وبشكل خارج عن إرادته لمجموعة من الضغوط النفسية دون ان يكون له أي دور في تحقيقها أو العمل على تخطيها. وعادة ما تكون الضغوط السياسية والعسكرية خير مثال على وقوع الفرد تحت هذا النوع من الضغوط النفسية ذات المخاطر المتباينة.
كما لا يمكن بحث ودراسة وحتى معالجة هذه الظاهرة بمعزل عن العلوم الاخرى المرتبطة بهذا المجال وخصوصا تلك التي تبحث في علم النفس الاجتماعي وفروعه المتعددة الغايات والمناهج كما لا يمكن دراستها بعيداً عن البناء الاجتماعي العام للمجتمعات التي تكثر فيها حالات الضغط النفسي.
وهي نوعية وطبيعة العلاقة التي تربط فيما بين الانسان باخيه الانسان وهي ذات طبيعة ثنائية التاثير كونها تتحدث دائما عن طرفين من حيث مسببات العلاقة بين المؤثر والمتأثر.
ويمكن ايضا من تقسيم مصدر الضغوطات النفسية حسب علاقات الفرد إلى:
والتي تعتمد على العلاقة الثنائية بين فرد وفردٍ آخر وذلك من حيث التاثيرات التي تتركها هذه لعلاقة عند تعامل الطرفين مع بعضهما البعض. ومن امثلة ذلك تلك العلاقة الخاصة بين الزوج والزوجة داخل المحيط العائلي أو بين المستخدم ورب العمل في ميدان العمل وكذلك بين الطالب والاستاذ في الحقل الاكاديمي.
وهي التي تعتمد على حجم التاثيرات التي تتركها العلاقة بين الفرد الواحد كطرف وحيد وبين مجموعة الاطراف البشرية التي تؤثر فيه ومن امثلة ذلك خضوع الفرد إلى رأي الاغلبية التي تتوحد في رايها خلافا لرايه أو موقفه وعلى مختلف الصعدة.
وعند النظر إلى العلاقة التي تربط الفرد بمجتمعه فإنه يمكن لنا حينئذٍ من ترتيب مناشيء مصادر الضغط النفسي بطريقة اخرى اكثر شمولية وواقعية وكما يلي:
1 ـ ضغط العوامل الاجتماعية
والتي تنقسم بدورها وحسب تعدد العلاقات الاجتماعية ذاتها إلى علاقات إجتماعية ذات شبكة عنكبوتية واسعة ومتعددة الاطراف والمصالح واخرى ذات علاقات اجتماعية محدودة وبسيطة.
وبالتاكيد فان هذا التقسيم يعتمد على الوضع الاجتماعي للفرد من حيث كونه مثلا متزوجا أو غير متزوج وأيضا عدد الاطفال ان كان متزوجا من حيث ترتيب طتطلبات التكامل والتكافل العائلي وكذلك الوضع البيئي والأسري العام والخاص الذي يعيش في ظله الفرد.
وننطلق من هذه الوحدة الأسرية الصغيرة إلى ميدان العمل لكي نبحث اولاً فيما اذا كان الفرد المعني بالضغوط النفسية عاملاً في مؤسسةٍ ما وما هي حقيقة الضغوطات المهنية التي يتعرض لها داخل ميدان العمل. ثم تتوسع الدائرة لتشمل طبيعة علاقات الفرد مع كافة العناصر البشرية الاخرى في المجتمع وماهية تاثيراتها الاجتماعية عليه حتى نصل إلى حجوم التاثيرات العقائدية والفكرية.
وبالتاكيد فإن كل هذه المتغيرات ضمن العامل الاجتماعي لابد وان تترك ردود افعال معينة على شكل ضغوط نفسية لدى الفرد وإن اختلفت مصادرها وتباينت تاثيراتها.
2 ـ ضغط العوامل الاقتصادية
ولابد ان يدور الحديث هنا عن تلك العلاقة الحسابية بين متوسط دخل الفرد ومستوى الاسعار السائدة في بلدٍ ما. ان مقدار قابلية الفرد على شراء السلع والخدمات الضرورية لتحقيق إكتفاءه الذاتي من متطلبات تَهم الوحدة العائلية لابد وان تنعكس على شكل مجموعة من الضغوطات النفسية من حيث مستوى تفكير الفرد بكيفية المواصلة على تحقيق الأمن الغذائي لاسرته.
ومن هنا نجد ان الافراد الذين يعيشون في دولٍ ذات مداخيل قومية عالية مع توفر عامل التوزيع العادل للثروة يعانون من ضغوط نفسية اقل بكثير جداً وتكاد لا تذكر مقارنة بالدول ذات التوزيع السيء للثروة أو الدول الفقيرة.
وحتى في الدول الاوربية فإن مستوى الضغوط النفسية يرتفع بالتاكيد لدى الدول التي لا تتوفر فيها نظم الاعانة الاجتماعية ( الطبية والمدرسية وغيرها) عن تلك الدول التي يتوفر فيها مثل هذا النظم الاجتماعية السليمة.
وتلعب سياسة البلد الداخلية والخارجية دورا رئيسيا في تحديد الكثير من ملامح حجم وكذلك نوعية الضغوط النفسية التي يتعرض لها الافراد في مجتمعاتهم.
وبتقدير الكثير من العلماء والمختصين فإن هذا العامل يعتبر من اقوى واخطر العوامل ذات التاثير المباشر على المستوى الذهني والفكري للفرد من حيث حجم الضغوط النفسية التي يمكن ان يتعرض لها بسبب أي إختلال في هذا العامل.
ويعود السبب هنا إلى الفرق الواضح في مساحة الحرية على الحركة والانتقال التي يتمتع بها الفرد في ظل أي إختلال بالعوامل الاخرى وإمكانية الفرد بالتالي على الخروج من حالة الضغط النفسي ولو بشكلٍ مؤقت عند تبديله لمجتمعه بشكلٍ كامل أو تحقيق عملية إنتقال بسيطة إلى خارج حدود المؤثرات.
ولا يتمتع الفرد بنفس الحرية هنا كونه مقيّد نوعاً ما من حيث اتخاذ القرار.
4 ـ ضغط العوامل العقائدية والفكرية
ليس من السهولة بمكان ان لم يكن من المستحيل على الفرد ان يعمل على تغييرايمانه العقائدي أو الديني أو إستبدال معتقداته الفكرية والثقافية.
ويعتبر هذا الإنحياز الفكري والعقائدي الهوية الحقيقية للفرد في اي مجتمعٍ من المجتمعات. وبسبب هذه الافكار والمعتقدات فإن الفرد عادةً ما يتعرض إلى مجموعة من الضغوطات المعاكسة في سبيل حمله على تغيير ايمانه الفكري والثقافي بما يتماشى والسياسة العامة للسلطة المركزية. ان حالة التقاطع بين تمسك الفرد بما هو عليه من افكار ومعتقدات وبين تسلط المؤسسات المركزية في حمله على تغيير افكاره إنما تنعكس فيما بعد على شكل سلسلة من الضغوطات النفسية ذات التناثيرات المتباينة على طبيعة علاقة الفرد بذاته وبمجتمعه.
وهي مجموعة الضغوطات التي تتركها أو تخلفها الحروب والازمات وكذلك الكوارث الطبيعية والتي يمكن ان تأتي احياناً دون سابق انذار أو استعداد.
ان افضل مثال على هذا الامر هو المعاناة النفسية المكشوفة منها والمغطاة التي ألقت بتبعاتها على سكان العراق وبمختلف مراحلهم العمرية وذلك نتيجة للحروب التي تتابعت على تحطيم مستقبل هذا البلد وغيرت الكثير من الخارطة الثقافية والانسانية للمواطن وألقت به في أتون متاهاتٍ لا حصر لها وخصوصا عند الحديث عن عشرات الآلاف من الاطفال الذين ولدوا وترعرعوا دون رعاية حقيقية من كلا الوالدين وذلك اما بسبب مصرعهما اثناء الحرب أو تغييبهما من قبل السلطة أو إنشغالهما في توفير متطلبات الحياة اليومية. كما يمكن الالتفات إلى النتئج السلبية على نفسية المواطن في يوغسلافيا السابقة وذلك نتيجة لحرب البلقان التي قتلت وشرّدت وكذلك فرّقت الملايين من سكان تلك المنطقة.
ولازال العديد من السكان الذين تضرروا بدرجات مختلفة من كارثة تسونامي الطبيعية يعانون من مختلف الضغوطات النفسية لعدة اسباب قد يأتي في مقدمتها فقدان أسرٍ برمتها أو ضياع موارد الرزق نتيجة لتحطم البناء الاقتصادي في المناطق المنكوبة.
وبالتأكيد فإن أية دراسة يُمكن ان تُجرى على سكان المناطق المتأزمة في السودان وخصوصاً في دارفور سيجد ان السكان هناك يعانون من العديد من الازمات والضغوطات النفسية بسبب إنحدار وتدهورالوضع الاقتصادي في المنطقة.
وتتسبب العلاقة الغير متوازنة بين الافراد مع بعضهم البعض أو بين الافراد ومجتمعاتهم والتي تؤدي فيما بعد إلى مجموعة المظاهر المتعددة من الضغط النفسي إلى مجموعة من النتائج السلبية التي تصيب الفرد والمجتمع معاً. والتي تؤدي أيضا إلى انحسار تام في قوى الابداع على كافة الاصعدة مع تعطيل كامل لعملية الخلق والبناء بسبب غياب حضارية الحوار واحترام الرأي الآخر وخصوصاً حينما تلعب فردية القرار والتزمت بالرأي الواحد دورا كبيرا في هذا الامر.
إن هروب وتسرب العديد من القوى الفاعلة في المجتمع إلى مجتمعات اخرى اكثر حرية وامان بسبب أنتشار عوامل الضغط النفسي في مجتمع من المجتمعات وعدم وجودها في مجتمعات اخرى إنما هو خسارة كبيرة وتفريغ غير معلن للطاقات القادرة على تحقيق عملية البناء والمساهمة في إنتعاش الواقع الاقتصادي والاجتماعي بل وحتى الرياضي في اي مجتمع من المجتمعات.
ويلاحظ بشكل احصائي ودقيق بأن الكفاءات والقدرات المتطورة هي من اكثر العناصر البشرية التي تقع تحت تاثيرات الضغط النفسي وذلك بسبب قدرتها على المقارنة بين ما هو حاصل وبين ما يجب ان يكون وأيضا بسبب عدم توفر الموارد البشرية والمادية لتحقيق رغباتها.
ولا يمكن الحديث بسهولة عن طرق علاج الضغط النفسي وخصوصا حينما يتطور إلى حالة مرضية تتطلب تدخلاً طبيا خاصاً ودوائياً ايضاً.
وعادة ما يُعتبر الإبتعاد عن الاجواء التي تسببت في الضغط النفسي من انجع الوسائل القادرة على التخفيف من حدته وآثاره وهو نفس السبب الذي يدفع بالعديد من الافراد إلى قضاء الإجازات في اماكن بعيدة عن تواجدهم الدائم وخلال فترات طويلة نسبياً وخصوصاً حينما يكون الحديث عن العوامل الارادية وضغط العمل أو زحمة الحياة في مجتمعٍ من المجتمعات.
اجب عن احد الانشطة التالية:
لو ان رئيسك في العمل طلب منك في بداية الاسبوع مقابلته في مكتبه يوم الخميس الساعة التاسعة صباحا،فماذا سيخطر في بالك؟
هل يحب الناس ان يكونوا حولك؟
هل تثق بالناس بنفس الدرجة التي تحب ان يثقوا بها هم قيك؟
هل تتحمل مسؤلية اخطائك؟او انك تلوم الاخرين؟
هل لديك القدرة على الابتسام بسهولة؟
هل لديك القدرة المزاح و على تقبله؟
اكتب مقالا في صفحة عن مسببات و صادر الضغط النفسي.
المداخلة التالية ستكون ان شاء الله عن العلامات والأعراض التي تظهر على المرء نتيجة للتعرضه للضغوط النفسية.