2011-05-12, 15:05
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | جنازة مدرسة الإنسان | جنازة مدرسة الإنسان المحجوب ادريوش العلم : 11 - 05 - 2011 جرت مياه راكدة كثيرة تحت جسر المدرسة المغربية خلال الأسابيع الأخيرة، جعلت جل المهتمين والفاعلين التربويين يناشدون المسؤولين بالإسراع باتخاذ قرارات شجاعة، وإلا فهم مدعوون لإقامة صلاة جنازة على المدرسة العمومية. تجليات ذلك كثيرة ومتعددة: فلعبة الشد والجذب بين النقابات والوزارة لا أحد يعرف نهايتها، رجال التعليم متذمرون من الاثنتين لدرجة ظهور 18 فئة تنتمي لحقل التعليم كل واحدة تريد مكاسب معينة خاصة بها، وهو أمر لا يوجد له مثيل في أي دولة أخرى. الوزارة خارج التغطية لأنها اعتبرت أن الإصلاح في التعليم مشكل إمكانيات كما طرحت ذلك في البرنامج الاستعجالي، متناسية أن نجاحه مرتبط بالإرادات وصدق النوايا وأيضا بالمناهج والتقويمات. إضرابات مسترسلة في القطاع، ومما يثير الانتباه في كل الاحتجاجات والخطوات النضالية الغير المسبوقة سواء على المستوى الوطني أو بجل النيابات والأكاديميات، أن الدافع الأساسي لها حسب بيانات الفروع النقابية والتنسيقيات الوطنية له علاقة وطيدة بحاجيات المتعلم والمدرسة ?إضافة إلى المطالب المادية بطبيعة الحال- ويجملونه أحيانا في الكشف عن أوجه صرف ملايير البرنامج الاستعجالي، وإيجاد حلول للاكتظاظ والتكليفات والخصاص، والبنيات التحتية للمؤسسات... أمام هذا الوضع، وعوض البحث عن الأسباب الحقيقية وراء الاحتقان، سلك الوزير أسهل الطرق وجاء الأسبوع الماضي إلى البرلمان لينعي المدرسة المغربية. فقد اعتبر في رده عن سؤال شفهي أن مرد «أزمة الثقة في المدرسة العمومية» يكمن في موجة الإضرابات التي تعرفها المدرسة المغربية منذ السنة الماضية، والتي تواصلت هذه السنة. وأشار اخشيشن إلى أن هذه الاضرابات عشوائية ووصفها بالعبثية، موضحا أن التلاميذ والمدرسة المغربية العمومية هم من يؤدي فاتورة هذه الإضرابات. وتخوف من موجات الاحتجاجات العشوائية لبعض الفئات التي تعتمد عليها الوزارة في تطوير مشروع المدرسة المغربية العمومية، كالمديرين والمفتشين. وختم الوزير «هجومه « على شغيلة القطاع بالدعوة إلى تحمل المسؤولية «أمام وضع التسيب الذي لا يمكن أن نستمر فيه.»
«اللي اختاشو ماتو « على حد قول إخواننا المصريين، فالسؤال أولا وجهه الفريق الذي ينتمي الوزير إلى حزبه وهو فريق الأصالة والمعاصرة لدرجة تشكيك بعض المواقع التربوية المختصة في كون الوزير هو نفسه من كتبه وقدمه لفريق حزبه لتوجيهه إليه لحاجة ستكشف عنها الأيام المقبلة، أو السنة المقبلة على أبعد تقدير والتي يتمنى، بل ويطالب الكل بتقديم الحساب بعد نهايتها كونها السنة الأخيرة من عمر البرنامج الاستعجالي، وبدأت منذ الآن أصوات الغيورين والفاعلين والتنظيمات تتعالى لتبرير كيفية صرف قرابة 50 مليار درهم، ومحاسبة من يعمل على تدمير المدرسة المغربية، واتخاذ قرارات شجاعة كما أومأ إلى ذلك خطاب العرش الأخير. لا ينكر أحد أن الاضرابات تهدر أياما وشهورا من الزمن المدرسي للمتعلمين، لكن يستلزم الأمر قبل ذلك التحلي بروح المسؤولية وإرساء ثقافة تؤمن بتلازم الحق والواجب في الممارسة المهنية لدى جميع المتدخلين في الحقل التعليمي « من الغفير وحتى الوزير»، فما معنى أن تحاسب وتبعد نفسك عن الحساب؟ فالاضرابات جاءت نتيجة لوضع تربوي مختل ابتدأ منذ تعيينات النواب قبل أكثر من سنة مضت، لما تدخل فيها القرب من فلان وعلان، وكذلك من لون سياسي معين، وهو ما أصدرت بصدده التنظيمات النقابية ومنها الجامعة الحرة بيانات تندد بطرقة الإقصاء. وتكرر الأمر نفسه مع مديري الأكاديميات، وهم أنفسهم، والنواب أيضا يتبعون نفس الطريقة في إبعاد هذا وتقريب ذاك...بالفعل الكل مع المحاسبة ولكن لتكن البداية بما وقف عليه المجلس الأعلى للحسابات من اختلالات على مستوى الأكاديميات في صرف الأموال من خلال الصفقات ونفقات التسيير، وكذا تدبير الموارد البشرية واختلالات أخرى يضيق المجال لسردها.
رد لاعتبار للمدرسة العمومية يبدأ بالشجاعة في تحمل المسؤولية، كل من جانبه، فيما آلت إليه أوضاع التعليم، لأن ثقافة المسؤولية لا تقتصر على رصد الفشل فقط، بل لا بد من تحديد أسبابه بكل موضوعية، ومن ثم مكامن النجاح. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=377716 |
| |