قراءة أولية في معركة طلبة كلية العلوم بتطوان - مارس 2011 - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2011-04-18, 18:58

رقم المشاركة : 1

ابن خلدون

بروفســــــــور

إحصائية العضو

ابن خلدون غير متواجد حالياً

قراءة أولية في معركة طلبة كلية العلوم بتطوان - مارس 2011

الجمعة 15 نيسان (أبريل) 2011
متتبع - تطوان

شهدت الساحة الجامعية بتطوان نضالات طلابية هامة ونوعية، شكلت علامة فارقة في تاريخ الحركة الطلابية محليا. فبعد سنوات من مراوحة المكان، نلاحظ تململا مهما خاصة في كلية العلوم، تمثل في خوض معركة مفتوحة دامت عدة أسابيع، وشارك فيها مئات الطلاب والطالبات. ومن أسباب هذه المعركة تراكم السخط الطلابي على السياسة التعليمية المتبعة من طرف الدولة، وتفاقم معاناة الطلبة بسبب هذه السياسات (تردي الخدمات، ارتباك بيداغوجي..).

السياق العام للمعركة الطلابية:
لقد تم تنظيم معارك سابقة في كلية العلوم بتطوان حول مطالب جزئية وآنية (النقل أو تأجيل الامتحانات)، ورغم المشاركة الطلابية المكثفة فيها، بقيت تأثيراتها على الحياة الطلابية محدودة وربما منعدمة، وذلك بخلاف المعركة الحالية التي شكلت انعطافة بارزة في تاريخ الحركة الطلابية بالكلية، نظرا لصداها الواسع وإشعاعها في وسط الطلاب. وقد ساعدت عدة عوامل في حفز هذه الانعطافة كما ساعدت على استمرار المعركة وتجذرها وانتصارها، ومنها:

المناخ الثوري العام الذي تعرفه المنطقة العربية والمغاربية بعد نجاح الثورتين التونسية والمصرية في اسقاط رأس النظام، والدور البارز الذي لعبه الشباب في حفز هذه السيرورات الثورية ، وصداهما القوي في المغرب المتمثل في بروز حركة 20 فبراير والآفاق الجديدة التي فتحتها لنضال الشبيبة.

تزامن هذه المعركة مع دينامية نضالية قوية بالمدينة خلال شهر مارس شاركت فيها قطاعات اجتماعية مختلفة ومتنوعة بتنظيم وقفات احتجاجية واعتصامات أمام الإدارات ومقرات السلطة للضغط على المسؤولين لفرض الاستجابة لمطالبهم (المعطلين، شغيلة الوظيفة العمومية، الحركة التلاميذية، عائلات معتقلي أحداث 20 فبراير بتطوان..)، كما أن الطريقة التي تمت بها إدارة هذه المعركة كان لها إسهام قوي في هذا النجاح.
الملف المطلبي: لأول مرة يتم صياغة ملف مطلبي متكامل يحتوي على 64 مطلب (الزيادة في المنحة وتعميمها، منح حواسيب للطلبة بأثمنة رمزية، توسيع الحي الجامعي، المطعم الجامعي، ترميم الكلية وإصلاح مرافقها، توفير قاعات الإنترنت، التخلي عن نظام الوحدات،...)، وهو ما شكل أرضية للف أوسع عدد ممكن من الطلبة ولتعبئتهم للدفاع عن مصالحهم وحقوقهم وكرامتهم.
اعتماد منهجية تدرجية تراكمية في خوض الأشكال النضالية تراعي المعطيات الخاصة بالموقع (استعدادات الطلبة وخبرتهم)، حيث تم استخدام الحلقيات والدردشات من أجل التوضيح والتواصل، وحمل الشارات كتعبير عن السخط، ومقاطعة المسالك الدراسية (الدروس والحصص التوجيهية..) والمسيرات.. وصولا إلى الاعتصام الليلي ببهو الكلية مع بلوغ الذروة باحتجاز نائب العميد. وقد ظلت شبكة الإنترنت وخاصة الموقع الاجتماعي فايسبوك أحد أدوات التعبئة والتواصل الأساسية في هذه المعركة.
أما في ما يخص إدارة المعركة وتسييرها، فقد تم تشكيل لجان مفتوحة في وجه كافة الطلاب: لجنة الإعلام والنشر، لجنة التنظيم والشعارات، لجنة التغذية، لجنة الحوار والتنسيق (مكونة من 14 طالب) تم مراعاة تمثيلية كافة الشعب فيها، وكذلك تمثيلية الطالبات. ومن أجل ضمان وتوفير مقومات صمود المعركة، تم إحداث صندوق لدعم المعركة ماديا وماليا، كتجسيد راق للتضامن الطلابي، ويجب التنويه كذلك بمساهمات ودعم بعض الأساتذة والموظفين للمعتصمين.
نتائج المعركة وأهميتها:
إن المعركة الأخيرة لطلبة كلية العلوم من أجل تحسين شروط العملية التعليمية واحترام كرامة الطالب تجسد انتصارا كبيرا للحركة الطلابية بهذا الموقع بعد سنوات من الخنوع والتيه واللامبالاة والاستسلام وقبول الأمر الواقع (كنتيجة لغياب أوطم)، فهي انتصار لطلبة كلية العلوم على المستوى النقابي أولا وعلى المستوى المعنوي.
على المستوى النقابي: تعتبر هذه المعركة الأهم في تاريخ النضالات المطلبية النقابية بكلية العلوم خلال العقد الأخير، سواء من حيث حجم المشاركة الطلابية، أو من حيث طول النفس، أو من حيث النتائج التي تم تحقيقها.
فهي معركة طلابية بامتياز، شارك فيها مئات الطلبة بدافع نقابي حقيقي وبدون أية وصاية فوقية، وهم الذين قرروا مصير معركتهم. إن العمل النقابي الكفاحي هو السبيل لانتزاع الحقوق، فقد تمكنوا بفضل التلاحم الطلابي من فرض التزام الإدارة في محضر رسمي بالاستجابة ل12 نقطة مستعجلة من الملف المطلبي كطور أول (تأجيل الامتحانات، نقطة الاستدراكي، النقل، المقصف، بحث نهاية الدراسة، الشهادة الطبية، إلغاء الاستعطاف، معايير المنحة الاجتماعية، تخفيض ثمن النسخ..)، مع التزام الجماهير الطلابية بمواصلة النضال من أجل الاستجابة لباقي المطالب، وقد تم تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ هذا المحضر، ولتحديد السقف الزمني للاستجابة لباقي المطالب الواردة في الملف المطلبي العام.
على المستوى المعنوي: إن هذه المكاسب وإن كانت تبدو قليلة بالنسبة للمواقع الجامعية المتقدمة، فهي وازنة ومهمة بالنسبة للحركة الطلابية بكلية العلوم بتطوان، فهي أحدثت ثغرة في "موازين القوى" بين مختلف مكونات المشهد الجامعي بالكلية (بين الإدارة والطلبة وداخل الطلبة أنفسهم) وذلك من خلال:
أ‌- كسر انفراد الإدارة بتدبير شؤون العملية التعليمية دون الأخذ بعين الاعتبار رأي أوسع الجماهير الطلابية باعتبارهم طرفا رئيسيا في هذه العملية، فالطلبة أصبح لهم لسان وكيان.
ب‌- نزع الشرعية عن "تعاضدية" طلبة العدل والإحسان التي نصبت نفسها وصية على الجماهير الطلابية طيلة سنوات، وانفضاح أدوارها المشبوهة خاصة يوم الأربعاء 16 مارس حين حاولت التلاعب بالمعركة والركوب عليها وربطها بأجندتها الخاصة، فقد عبرت الجماهير الطلابية عن رفضها لهذا الجهاز والأساليب الملتوية التي يستعملها في استغفال الطلبة وخلط الأوراق عليهم.
ت‌- فتح المجال لإطلاق دينامية نضالية طلابية جديدة وواعدة بعد الانخراط الوازن والمسؤول للطلبة في إنجاح المعركة والاعتصام وفي دعم نضالات رفاقهم الطلاب سواء بالحي الجامعي أو بكلية الآداب والكلية متعددة التخصصات، وقد عبر الطلبة عن كفاحية عالية وأخلاق نضالية راقية بتنظيم زيارة تضامنية لكلية الآداب (شارك فيها 80 طالبا) كتعبير منهم عن وحدة الحركة الطلابية وعن المصير المشترك. وهذا مؤشر على العودة التدريجية لروح "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب" إلى ساحة كلية العلوم.
مقترحات لتطوير الحركة الطلابية بكلية العلوم:
لقد خطت الحركة الطلابية بكلية العلوم خطوة تاريخية في اتجاه إعادة ربط حاضرها بماضيها ومستقبلها معا. فلا يجب أن ننسى الدور الكبير لأوطم خلال سنوات 80-90 بكلية العلوم وإسهامات طلبتها، وبالتالي فإن طلبة اليوم بهذه الكلية ملقاة على عاتقهم مسؤوليات جسام:
1) إعادة إحياء التقاليد النضالية الكفاحية الديمقراطية والمضيئة بالساحة، والانخراط الفعال في النقاشات الجارية لإعادة بناء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وتفعيل دوره والمساهمة في توحيد النضالات الطلابية على صعيد جامعة عبد المالك السعدي ومن ثم على المستوى الوطني.
2) التشبث بالروح الوحدوية والديمقراطية في تدبير المعارك النضالية وتعميق تجربة التجمعات الجماهيرية التقريرية ونبذ العصبوية والانتهازية ومحاولات الركوب على المعارك الجماهيرية خدمة لمصالح ضيقة، مع الدفاع المستميت عن الحق في الاختلاف والنقاش الديمقراطي.
3) الإسهام في دعم النضالات الاجتماعية والشعبية خاصة نضالات التلاميذ والمعطلين، فالتعاون النضالي والدعم المتبادل مسألة بالغة الأهمية.
4) الانخراط في كفاح الشعب المغربي من أجل التغيير السياسي والاجتماعي ودعم مبادرات حركة 20 فبراير ومطالبها، وربط نضالات الحركة الطلابية بالنضال الاجتماعي العام من أجل التغيير. إن بلدنا والمنطقة العربية والمغاربية عموما تمر بمرحلة تاريخية مفصلية، وقد أبانت التجربة أن الشباب والطلاب بوجه خاص هم فاعل تاريخي مهم في صنع التغيير.
متتبع
تطوان في 14 أبريل 2011

عن المناضل ة

المناضل-ة عدد N32

متتبع - تطوان

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=372470


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :