الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات التكوين المستمر > منتدى منهجيات وطرائق التدريس


منتدى منهجيات وطرائق التدريس هنا تجد كل ما يفيدك في مجال الديداكتيك وطرائق التدريس ومنهجيات تدريس المواد بمختلف الأسلاك والمستويات

شجرة الشكر1الشكر
  • 1 Post By ابن خلدون

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-10-21, 23:42 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي المراهق المتمدرس بالوسط القروي والتواصل



المراهق المتمدرس بالوسط القروي والتواصل




إنجاز: ذ. سعيد مناف
تأطير الدكتور الحضري لطفي


الفهرس
- تمهيد 2
I- مرحلة المراهقة 3
II- النمو النفسي لدى المراهق 3
III- النمو الاجتماعي لدى المراهق بالوسط القروي. 4
1- الحالة السيكوسوسيولوجيا للأب في الوسط القروي 4
2- التنشئة الاجتماعية والتمدرس بالوسط القروي. 5
3- المراهق المتمدرس وبعض عناصر الثقافة القروية 6
IV- التواصل والمراهق بالوسط القروي. 7
1-التواصل أنواعه وعوائقه.
أ- تعريف التواصل
ب- أنواع التواصل
ج- عوائق التواصل البيداغوجي 7

7
8
9
2 - علاقة المدرس بالتلميذ المراهق بالوسط القروي.
3- علاقة التلميذ المراهق بالوسط القروي مع والديه 10
4- التواصل بين المراهقين المتمدرسين من الجنسين بالوسط القروي 12
V- خاتمة 13


- تمهيد

إن رجل/ إمرأة الغد هما طفل(ة) اليوم، وخلال عملية التحول هذه يمر الإنسان بسلسلة من التحولات والتغيرات، يبني خلالها جهازا مفاهيميا خاصا، هذا الجهاز المفاهيمي الذي ما هو في آخر المطاف إلا نتاج لتجاربه ومعلوماته التي حصل ويحصل عليها سواء داخل البيت أو خارجه، وتعتبر مرحلة المراهقة من بين أصعب مراحل النمو عند الإنسان، التي تتميز بميولات المراهق الناتجة عن نمو جسمي مفاجئ وعن نوع شخصيته وتفتح غرائز جديدة لديه، وانطلاق طاقاته، ومن يتجاهل أو يجهل هذه المميزات لن يساهم في توجيه المراهق والأخذ بيده بالشكل المطلوب، وبما يتلاءم مع المناهج التربوية التي تساعد على توجيه استغلال طاقة المراهق وإعلاء الغرائز وتوافق الشخصية، وما يتطلب ذلك من تهيييء لأنشطة متنوعة تمتص اندفاعه، لتحسيسه باستقلاليته ومسؤولياته ومركزه الاجتماعي، مما سيولد لديه شعورا بالأهلية والنضج، وتلعب الأسرة بصفة خاصة دورا أساسيا في هذه المرحلة حيث يجب عليها أن تساهم بالقدر الكبير في تعريف المراهق(ة) على التغيرات الجسمية التي تقع عليه وأن توجهه بشكل يجعل توجيهها له بعيدا عن ممارسة سلطتها عليه لأن ذلك قد يولد فكرة الإحساس بعدم النضج مما قد يدفعه إلى القيام بردود أفعال ينتج عنها رفض لكل القيم السائدة داخل الأسرة والمجتمع،. من هنا يأتي الدور المركزي لعملية التواصل سواء داخل الأسرة كمؤسسة تربوية أو داخل باقي المؤسسات التربوية وداخل المجتمع، هذا التواصل الذي نجده شبه مفقود في مجتمعنا بصفة عامة وفي الوسط القروي بصفة خاصة سواء داخل الأسرة أو داخل المدرسة والمجتمع مما يعطي للشارع ووسائل الإعلام لما أصبحت تكتسيه من أهمية والدور الأكبر الذي تلعبه في توجيه مراهقينا.
من خلال هذا الملف سأحاول صياغة مجموعة من الإشكالات التي تعرفها عملية التواصل مع المراهقين بصفة عامة وسأركز على الوسط القروي بالمغرب معتمدا بالأساس على بعض البحوث الميدانية التي أجريت في هذا المجال وعلى معايشتي لهذا الواقع في محاولة لنفض الغبار على معاناة لا يعرف مرارتها إلا من عاشوها خاصة وأن الدراسات السيكولوجية والسيكوسوسيولوجية حول المراهق بالبادية بالوطن العربي عامة والمغرب خاصة لا زالت جنينية تحاول خلق موقع لها من خلال جهاز مفاهيمي قد يميزها عن غيرها ويبعدها عن دائرة التبعية والإسقاطات اللاعلمية، وعلى اعتبار أن الدراسات المنجزة في هذا المجال هي شبه منعدمة، فمناولتي لعملية التواصل مع المراهق بالوسط القروي لن تتجاوز عملية التشخيص بكثير انطلاقا من كون تفكيك الآليات المتداخلة في هذه العملية يتطلب التسلح بنظريات علم النفس بصفة عامة وعلم النفس الاجتماعي بصفة خاصة.
I- مرحلة المراهقة
المراهقة هي إحدى مراحل النمو عند الإنسان، تميزها عدة تغيرات نفسية وجسمانية، وهناك من يصنف المراهقة إلى مرحلتين :
المراهقة الأولى: تمتد من البلوغ حتى سن 16 سنة أو 17 سنة التي ترتبط بنضج الغدد الجنسية عند البلوغ ( الحيض عند الإناث والاحتلام عند الذكور) والنمو النفسي وتتميز هذه المرحلة بالميل إلى الجنس الآخر، وتزايد الرغبة الجنسية، وظهور الخصائص الجنسية الثانوية وإبراز الحركات الجسدية المميزة للجنس في العلاقات الاجتماعية.
المراهقة الثانية: من سن 17 سنة إلى 21 سنة وتتميز أساسا بالاستعداد لتحمل مسؤوليات الكبار ومحاولة التحرر من سلطة الأسرة وبداية التفكير في المستقبل المهني وخلق جو للتعايش مع المجتمع.
II- النمو النفسي لدى المراهق
إن مرحلة المراهقة هي ثورة وحيرة واضطراب تنتج نوعا من عدم التناسق والتوازن ينعكس على انفعالات المراهق، مما يجعله حساسا بشكل كبير وقد صنف توما جورج خوري في كتابه علم النفس التربوي هذه الحساسيات والانفعالات إلى:
- خجل المراهق بسبب نموه الجسمي إلى درجة يحسب معه أنه مريض .
- إحساسه بالذنب من جراء انبثاق الدافع الجنسي لذيه
- خيالات واسعة تفتح المجال لأمنيات جديدة وكثيرة
- نمو العواطف الدينية والقومية وطرح سؤال الانتماء والهوية بشكل حاد
- أفكار جديدة قد تشكك في كل ما هو موجود وخاصة معتقدات الأهل والمجتمع.
- اندفاع نحو الجنس الآخر.
- انطواء على الذات واندفاع نحو الحياة.
إن هذه الثورة والحيرة يدفعان المراهق إلى كتمان مشاعره وأحاسيسه معتزا بها، سرية مشاعره هذه يعتبرها جل علماء النفس أفضل أوالية دفاع لدى المراهق خاصة وأنها تتميز بالعفوية.
والمراهق بصفة عامة يطلق العنان لخياله، عاشق للطبيعة، نرجسي في انفعالاته، رومانسي في عواطفه، متمركز حول ذاته سواء في حبه المفرط لها أو في إسقاط جم غضبه عليها.
تنمو القدرات الجسمية والعقلية والنفسية للمراهق وتتوسع معارفه، مما يساعده على الإحساس بالتحرر من كل السلط، ومرحلة المراهقة بصفة عامة هي مرحلة نضج عقلي تدفع المراهق إلى إعادة صياغة وترتيب أفكاره في القضايا التي تواجهه في الحياة وعلى رأسها ماهو روحي سواء تعلق الأمر بالدين أو العلاقة مع الجنس الآخر.
III- النمو الاجتماعي لدى المراهق بالوسط القروي.
1- الحالة السيكوسوسيولوجية للأب في الوسط القروي.
إن نسبة كبيرة من الآباء القرويين يشعرون بالضعف والدونية تجاه المتعلمين، كما يشعرون بالتهميش سواء على المستوى المادي أو المعرفي ،ومن هنا يرى هؤلاء أن تمدرس الطفل هو مجرد استثمار سيكوسوسيولوجي وسوسيواقتصادي، والتمدرس يعني لهؤلاء امتلاك مفاتيح المستقبل مقرين بالمعاناة وبضرورة التضحية من أجل الوصول إلى المبتغى وزادهم في ذلك الدعوات ماداموا لا يستطيعون تقديم أي مساعدة لأبنائهم، ونظر للحاجة والفقر المدقع في البادية المغربية فإن القرويين لايدفعون بكل أبنائهم إلى التمدرس بل ينتقون لذلك البعض فقط لأنهم يعتبرون ذلك مسؤولية يجب أن يختاروا من بين أبنائهم من يتحملها، فهو موضوع إنقاذ الأسرة من الفقر والتهميش الاجتماعي. إن هذا التمثل الذي يسيطر على كافة الآباء القرويين يؤثر في تنشئة الطفل/المراهق بالوسط القروي.

2- التنشئة الاجتماعية والتمدرس بالوسط القروي.
يقول بول باسكون عن نوعية الثقافة المنتشرة في القرية المغربية " إن المدرسة الحديثة غير المتجانسة مع ظروف العيش لدى القرويين، هي إلى حد ما، بمثابة عائق خارجي، حيث لا يمكنها أن تكون منبعا ثقافيا مهما" إن التلميذ في الوسط القروي يعيش صراعا ثقافيا مختلة موازينه لصالح الوسط الحضري المثال، الذي تدرس قيمه بالمدرسة المغربية، وبين الوسط القروي (الأصل)، المهمش، هذا الصراع الذي يؤدي إلى قطيعة بين الواقع والمدرسة، وحالة القطيعة هذه تؤدي في غالب الأحيان إلى الانحراف والتمزق، خاصة وأن كل الأبحاث السيكولوجية أثبتت أن بناء الشخصية ما هو إلا نتيجة للتفاعل مع الآخر، ومن خلال تقمص الأم ثم الأب ثم الأستاذ، ثم جماعات مختلفة، لكن بالوسط القروي تنعدم هذه المعايير السيكولوجية الأولية والضرورية لبناء الشخصية .
إن الطفل المتمدرس في الوسط القروي يعاني من غياب النموذج المحتدى به في بناء شخصيته لأنه يعيش نوعا من التمزق والاستيلاب، من خلال التناقض الصارخ بين قيم الوسط الاجتماعي والقيم التي تنشرها المدرسة كدخيل على هذا الوسط، دخيل لابد منه للترقي في السلم الاجتماعي، هذا التناقض يؤثر سلبا على مردودية التلميذ بالبادية، خاصة وأن هناك عوامل أخرى تنضاف إلى عدم التجانس بين المدرسة والمحيط السوسيوثقافي، كسوء التغذية، فالطفل بالوسط القروي يعيش على الخبز والشاي طيلة الأسبوع ليتوج ذلك بعشاء مرق أو كسكس باللحم ليلة السوق، هذا إضافة إلى المساهمة في الأعمال العائلية كرعي البهائم، فحسب أحد الأبحاث المنجزة بإحدى القرى المغربية أن 95.5% من الأطفال المتمدرسين بالبادية يشتغلون في الأعمال العائلية من زراعة ورعي وجلب الماء وجمع الحطب...الخ. وأغلبية الأطفال حسب نفس البحث يقومون بهذه الأعمال دون إرادتهم بل فهم مجبرون على ذلك. ونظرا للعلاقة الحميمية بين الطفل وأبويه ووسطه العائلي وعلاقة الإلزامية تجاه المدرسة من أجل تحقيق رغبة الآباء في الترقي الاجتماعي، ونظرا لما يصاحب التواجد داخل المدرسة من تعسفات وممارسات سلطوية، فإن الطفل القروي يضع الأعمال المنزلية في الدرجة الأولى من حيث الاهتمام قبل المدرسة وهذا ما يفسر انتشار الرسوب المدرسي والهدر والتخلي عن المدرسة بشكل كبير بالبادية المغربية.
3- المراهق المتمدرس وبعض عناصر الثقافة القروية.
إن المراهق القروي بالمغرب الذي يرى والديه يعيشون المعاناة والبؤس والكدح وهم يشتغلان في الحقل دون مردودية اللهم الاستمرار في الحياة البئيسة، فلا تغذية ولا سكن مريح ولا ملبس، وتبعية مطلقة للأرض والظروف المناخية، يصبح مقتنعا أكثر فأكثر بوجوب ولوج الحضارة المدينية رغم مشاكلها، ولا يرى منفذا آخر لولوج هذه الحضارة إلا التعليم، لأن العيش دون وسائل الترفيه يعني له الجهل والتهميش، والحرمان من متع الحياة ومن تلبية حاجاته الطبيعية بشكل سوي رغبة في إشباع هذه الحاجات وعلى رأسها الجنسية. لكن رغم هذه الرغبة الجامحة في التخلص من كل القيود والخروج من واقع الحرمان فإن المراهق في الوسط الفروي يتميز بتشبثه بالتقاليد والدين، وهذا التشبث يأتي بغية إعطاء هذه التقاليد دينامية جديدة، تفضي إلى تغيير واقع البؤس دون فك الارتباط مع مقوماته الحضارية، أي تغيير الواقع دون إحداث قطيعة معه. من هنا نجد معظم المراهقين المتمدرسين بالوسط القروي بالمغرب يعارضون بشكل ما تمدرس الفتاة بهذا الوسط وخاصة بالمدارس المختلطة، بدعوى أنها ضعيفة لا تستطيع التحكم في نزواتها، وأن انبهارها بثقافة المدينة وبما تروج له وسائل الإعلام قد يسقطها في الرذيلة، فنظرا للحرمان والكبت اللذان تعيشهما بالبادية فانتقالها إلى المدينة أو المركز الحضري من أجل الدراسة في غياب الرقابة العائلية يعطيها الإحساس بالحرية الشيء الذي يجعلها تسقط ضحية نزواتها ورغباتها، وعلى رأسها إشباع الرغبة الجنسية، وهذا ما عشناه عندما انتقلت معنا تلميذات من القرية التي كنا ندرس بها جميعا لمتابعة الدراسة الثانوية بأحد المراكز الحضرية، حيث ولا واحدة منهن استطاعت متابعة دراستها رغم أنهن كن من المتميزات بالابتدائي، خاصة اللواتي كن يكترين بعيدا عن العائلة. وهذا ما يفسر أيضا انتشار الذعارة في صفوف القاطنات بالداخليات والأحياء الجامعية من دون أن ننسى دور المافيا المالية التي تسخر داخل هذه الأحياء من يشجع الطالبات على ذلك.
إذن فالمراهق بالوسط القروي يعيش التناقض بين الموروث الثقافي وبين الطموح أو الثقافة المدينية التي يرى أنها المخرج من واقعه المزري، وفي تفسير لهذا التناقض يرى بعض الباحثين بأنه نتيجة عدم الاستيعاب الجيد من طرف القرويين لثقافة المدينة، فهو يرى بأن المرأة مقهورة بالوسط القروي، تقوم بالأعمال الشاقة وتتعرض لكل أشكال الإهانة من طرف الرجل، خاضعة لسيطرته التامة، ومع ذلك يرى بأن تعليمها يجب أن يكون بشروط حتى تتجنب السقوط في الرذيلة.
IV- التواصل والمراهق بالوسط القروي.
للتطرق إلى هذا الموضوع ارتأيت أولا تحديد مفهوم التواصل وعوائقه.
1-التواصل أنواعه وعوائقه.
أ- تعريف التواصل
إن كان النموذج القبطاني (السبرنتيقي cybernitique )،الذي يعتبر وينر NOBERT WINER) من رواده، يركز على شكل الخطاب وكيفية تنقله وهو ما يسمى بشكلنة التواصل مما يغفل البعد التفاعلي معه ومميزات الشخصية سواء المرسلة أو المستقبلة، أما النموذج النسقي الذي تمثله مدرسة بالو ألطو PALO ALTO فيعتبر كل سلوك عبارة عن تواصل كما أن كل المواقف هي مواقف تواصلية، وبالتالي يكون الموقف لقطة ضمن كل من نسق ولا يمكن فهم هذه اللقطة إلا ضمن النسق التواصلي، والخطاب يكون جدليا بين المرسل والمستقبل، والنموذج النسقي يعتبر عملية التواصل عملية معقدة تتداخل فيها مجموعة من العناصر ومجموعة من العوامل، والتي من دون فهمها لا يمكن فهم آواليات التواصل. ويمكن تلخيص العوامل المرتبطة بالمرسل فيما يلي:
 الإطار المرجعي للمرسل واتجاهه نحو المستقبل.
 إدراكه لموقع المستقبل والنتيجة المطلوبة (رد فعل المستقبل).
 تأثير الوضع العام الذي يتم فيه التواصل....الخ.
أما العوامل المرتبطة بالمستقبل فيمكن تلخيصها فيما يلي:
 الإطار المرجعي للمرسل واتجاهه نحو المستقبل.
 تأثير الوضع العام الذي يتم فيه التواصل
 استعداده النفسي والفكري للاستقبال.
 قدرته على تفكيك رموز الرسالة (فهم المصطلحات)
 ردود فعل المرسل
ثم هناك العوامل المتعلقة بالخطاب أو السلوك التواصلي"
 طبيعة اللقطة التواصلية (لغة، رسم، إشارة....)
هذا إضافة إلى نوع القناة التواصلية ومدى مساهمتها في إنجاح سيرورة التواصل.
ب- أنواع التواصل
إن تحديد أنواع التواصل يتحدد بمجال الدراسة، وسنركز على بعض التصنيفات المعروفة. حيث يصنف باستون BASTON التواصلات إلى تواصلات متكافئة يكون فيها طرفا العملية التواصلية (المرسل والمستقبل) متكافئين كما هو الأمر لحوار عالمي نفس، حيث تجري الأمور بالطريقة الحوارية العادية، وهناك التواصلات غير المتكافئة و هي التي تجري بين طرفين متباعدين من حيث التكوين والشخصية والإلمام بالموضوع كما هو الحال لأستاذ محاضر وطلبته،مما يجعل مهمة المرسل صعبة تفرض عليه الدراية التامة بمستوى تطور المستقبل وانفعالاته إذا أراد أن يصل إلى الهدف المنشود من رسالته.
أما زاجونك ZAJONC فيقسم التواصل إلى ثلاثة أنواع هي أولا التواصل العفوي حيث يتسرب الخطاب من المرسل دون وعي منه مما ينتج عنه رد فعل لدى المرسل إليه، وثانيا التواصل الاستهلاكي وهو تواصل تستهدف فيه ذات المرسل قبل المستقبل وهذا الأخير يكون في غالب الأحيان نتيجة انفعال المرسل. أما النوع الثالث للتواصل بالنسبة لهذا الباحث فهو الأداتية وهي التواصلات التي يكون فيه المرسل قاصدا المرسل إليه. وهناك تصنيفات كثيرة ترتكز بالأساس على المدارس الفكرية في علم النفس وعلم النفس الاجتماعي.


ج- عوائق التواصل البيداغوجي.
لقد خصصت ملحقا لتحديد عوائق التواصل البيداغوجي وهذا الملحق قمت باقتباسه كما هو عليه من إحدى المواقع على الشبكة العنكبوتية internet. (انظر الملحق)
2- علاقة المدرس بالتلميذ المراهق بالوسط القروي.
إن الطفل المراهق يدخل إلى المدرسة بتجربته السابقة وبعاداته وتقاليده، أي بشخصية تداخلت في تكوينها عدة عوامل وعلى رأسها محيطه الاجتماعي، وبالتالي فردود فعله تبقى متأثرة بتطبعه،كما أن المدرس له مشاكله الخاصة ومشاغله وخاصة المدرسين المنحدرين من المدن وعلى رأسهم النساء، مما يؤثر على مردوديتهم، كما أن التراتبية الإدارية المعمول بها تؤثر بصفة عامة على العلاقة بين المدرسين والمتعلمين، والمدرس بالنسبة للمراهق بالبادية هو الحامل الوحيد للمعرفة في غياب المكتبات العمومية والأنترنيت، ودور الشباب ...الخ، بل غياب حتى جهاز التلفاز في معظم القرى بالمغرب، إذن المعلم هو حامل الفكر الذي يقوم بفعل التواصل ( المرسل)، وبالتالي هو مطالب بتشجيع المراهقين وتحفيزهم من أجل متابعة دراستهم، لكن مجمل المدرسين لا يعرفون شيئا عن الطفل بالبادية وواقعه، كما أن مجملهم يكون مرغما على قبول التعيين بالبادية والعيش بها، ليعيش ظروفا مخالفة لظروف نشأته، ظروف أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مزرية، فلا متاجر ولا مخبزات، مما يجعله عالة على أسر المتعلمين، محروما من كل وسائل الترفيه التي تعود عليها بالمدينة، فتتولد لديه حالة من الكبت والحرمان من إشباع حاجاته الفيزيولوجية، وعوض توجيه غضبهم إلى من يجهزون على حقوقهم فإن المدرسين بالوسط القروي يهملون المتعلمين، وخاصة في غياب مراقبة تربوية، لتتحول العلاقة مع أبناء هذا الواقع علاقة انتفاع من خلال ابتزاز المتعلمين وأبنائهم الذين يعتبرون احترام المدرس وإكرامه نوعا من الشهامة، حيث هو بمثابة الفقيه الذي يدرس بالمسيد.
ففي البحث الميداني الذي أجراه الأستاذ مصطفى حدية سنة 1984-1985 بإحدى القرى المغربية، حوالي 70% من الأساتذة يعتبرون أن الطفل صفحة بيضاء يمكن أن نكتب عليها ما نريد، الشيء الذي يبين بأنهم يتجاهلون شخصية الطفل ولا يملكون فكرة سيكولوجية عنه، هذا التصور يؤثر سلبا على علاقة الطفل بالمدرس، ونظرا لظروف العيش القاسية بالبادية وعدم تعود المدرسين القادمين من المدن عليها، وغياب الوعي لدى الأباء والرغبة الجامحة عندهم في تعليم أبنائهم، فإن المدرسين يتعاملون مع هؤلاء الأطفال الشبه متخلى عنهم من طرف أسرهم بقسوة، حيث كل أشكال العنف المادي والمعنوي، ولا زلت أتذكر أن معلمي بالقسم الأول أغلق علي باب الخزانة وأنا واقف على ركبتي لمدة نصف يوم لا لشيء سوى لأنني لم أجلب له أشياء كان قد طلبها مني، إذن سلطة المعلم تصبح كسلطة الفقيه مطلقة مستمدة مشروعيتها من موافقة الآباء الذين لم يعرفوا إلا تلك الطرق، هؤلاء الأباء الذين يتهربون من أي اتصال بالمدرس لشعورهم بالدونية، ولازلت أتذكر امرأة جاءت بدجاجة لمعلمة فقالت لها المعلمة شكرا فأجابت المرأة اسمحي لي فهذه هي الدجاجة الموجودة عندي لكن عندما ينجح ولدي سأشتري لك واحدة أكبر، حيث فهمت الأم من كلمة شكرا بأن المعلمة لم تعجبها الهدية.
إذن علاقة المدرس بالتلميذ بالوسط القروي لا تتعدى الواجبات والتلقين، مما يعزز الشعور بالدونية لدى هؤلاء الأطفال، كما التفنن في عقاب غير النجباء من التلاميذ يساهم في مغادرتهم للدراسة في وقت مبكر هذا دون أن نركز على الإهانات المعنوية التي لايعتبرها الطفل بالبادية لأنه يظل قاصرا، من حق كل الراشدين النيل منه وإن رد عليهم يعتبر قليل حياء لا يحترم الأصول. هذا عن الذين يتابعون دراستهم بالبادية أما بالنسبة للذين ينتقلون لمتابعة دراستهم بالمدن أو المراكز الحضرية وخاصة بالإعدادي والثانوي فوضعيتهم أصعب، حيث تكبر معاناتهم مع ظروف العيش التي يعيشونها سواء داخل الداخليات أو في بيوت الكراء، وتهميش المدرسين لهم في غالب الأحيان تقززا إما من عاداتهم أو من ملابسهم وطريقة كلامهم، بل هناك من يجعل منهم منبع للسخرية عندما يتعب من التدريس.
3- علاقة التلميذ المراهق بالوسط القروي مع والديه.
إن الآباء القرويين بصفة عامة لا يدفعون بكل أبنائهم إلى التمدرس، وذلك لحاجتهم لمن يساعدهم في أعمالهم من جهة، ومن جهة ثانية لما تتطلبه الدراسة من مصاريف ليس باستطاعتهم توفيرها، والطفل الذي يتم اختياره للتمدرس من طرف الأسرة، يعتبر من طرف هذه الأخيرة أداة لإنقادها من التهميش الاجتماعي الذي تعيشه، من هنا وجب عليه التضحية والعمل الدؤوب من أجل بلوغ الهدف الذي سطرته الأسرة كما أن عليه المساهمة في الأعمال المنزلية، والطفل في الوسط القروي بصفة عامة سواء كان متمدرسا أم لا، ينضج مبكرا، ويتحمل المسؤولية في شتى المجالات في سن مبكرة لكن الكبار في مجتمع تسود فيه العقلية البطريكية، لا يستوعبون هذا النضج لدى يبقى تعاملهم معه على أنه قاصر حتى وإن تجاوز سن الرشد بكثير، فالأبناء في الوسط القروي عليهم تنفيذ أوامر الكبار دون مناقشتها، وإلا سيتهمون بقليلي الحياء، أما المتمدرسين منهم فحاجتهم للأسرة من أجل مصاريف الدراسة بالمراكز الحضرية المجاورة، هذه المصاريف التي قد تضاعف مصاريف الأسرة بكاملها، حاجتهم إلى هذه المصاريف تولد لديهم الشعور بالذنب تجاه أسرهم، خاصة وأنهم يعرفون معاناة أسرهم من أجل توفير هذه المصاريف، حيث قد تتخلى الأسرة على بعض من حاجاتها الأساسية مقابل توفير مستلزمات الدراسة، فكم مرة كان يأتي عندنا آباؤنا يوم السوق الأسبوعي ليعطونا مصاريف الأسبوع ويعودوا لمنازلهم بأيدي فارغة، هذا الوضع تجاه الأسرة يجعل المراهق المتمدرس بالوسط القروي غير قادر على الإبداء برأيه في أمور الأسرة لأنه يأخذ منها أكثر مما يعطيها، هذا إضافة إلى التقاليد، لكن مع ذلك فالمراهق المتعلم يساهم في تثقيف أسرته ووسطه، ليلعب دور الفاعل في عملية التنشئة الاجتماعية للوالدين، وهذا مايميز المراهق القروي المتمدرس عن مثيله بالوسط الحضري الذي يثور في وجه عادات وتقاليد الآباء بدعوى أنها متزمتة تجره إلى الماضي، فالمراهق القروي يعي جيدا بأن واقع التهميش والمعاناة يجب تغييره مع الحفاظ على العلاقة مع الثراث الثقافي والحضاري، مبررا عدم مساعدة أبويه له في حياته بالجهل والأمية التي يعيشونها، من هنا فهو لا يدخر جهدا من أجل تنويرهم، وارتباط المراهق القروي بوسطه وغيرته عليه يعتبر طبيعيا، حيث يتولد عنده عبر سيرورة أهم مراحلها هي العناية المعنوية والعطف اللذان يتلقاهم المراهق في مرحلة طفولته من طرف الأباء والمحيط بصفة عامة، وقد أكدت مجموعة من الأبحاث بأن الطفل القروي في سنواته الأولى يكون أكثر توازنا من الناحية السيكولوجية من نظيره بالبادية، بينما تنقلب الآية في مرحلة المراهقة، حيث تغيب التنشئة الاجتماعية في هذه المرحلة ويبقى المراهق عرضة لما يروج من أفكار، خاصة فيما يخص تلبية حاجاته الجنسية، وهذا مات يفسر انتشار دور الدعارة بالمراكز الحضرية المجاورة للقرى بشكل ملفت للنظر.
4- التواصل بين المراهقين المتمدرسين من الجنسين بالوسط القروي.
كما تمت الإشارة من قبل فالوسط القروي وسط شبه مغلق، لا مجال فيه للحديث عن التربية الجنسية ولا عن العلاقة بين الجنسين غير علاقة الزواج أو العلاقة الأسرية، من هنا نجد بأن التواصل بين المراهقين من الجنسين بهذا الوسط شبه منعدم، وهذا المنع هو نتاج لرقابة ذاتية يمارسها المراهق على نفسه، انطلاقا من تمثلاته التي بناها عبر تنشئة اجتماعية خاصة بهذا الوسط، من هنا نجد بأن أغلبية الشباب المراهقين يرفضون تدريس الفتاة بالوسط القروي دون مراقبة ، ويرفضون الاختلاط بين الجنسين بالمدرسة، وهذا لا يعني بأن المراهقين بالوسط القروي ليست لديهم حاجات جنسية ، بل العكس هو الحاصل فالمراهقون بالوسط القروي بصفة عامة تعتبر قدراتهم الجنسية أو بلغة أدق قدرتهم على الجماع، مصدر فخر واعتزاز، وهذا ما نجده في الثقافة الشعبية، لكنهم يفضلون قضاء حاجاتهم إما عن طريق الزواج المبكر بالنسبة لأغلبية الغير المتمدرسين أو عن طريق التعاطي للدعارة، أو الممارسة مع الحيوانات، وهذه الأخيرة تعتبر أخطر ظاهرة مسكوت عليها من طرف الجميع بالوسط القروي، مسكوت عليها سواء من طرف الدولة الصامتة عن كل ما يهم المواطن في هذا البلد، أو من طرف الأباء وجمعيات المجتمع المدني، رغم ما يمثل ذلك من خطورة على صحة المراهق البدنية والنفسية بهذا الوسط، بل يتم ترويج بعض الإشاعات من قبيل أن الممارسة مع الحيوانات قد تشفي من بعض الأمراض المتنقلة جنسيا.
إذن لا مجال للتواصل بين الجنسين بالوسط القروي حتى ولو كان ذلك من أجل الدراسة، فهو غير مسموح به لأن العقلية البطريكية تعتبر المرأة شيطان قد يجر المراهق إلى الرذيلة، كما أن مستقبل الفتاة بالنسبة لهذه العقلية يتمثل في زواجها لذا عليها الحفاظ على سمعتها، حتى تتكاثر حظوظها في الوصول إلى هذا الهدف، هذه الوضعية تجعل من المراهقة القروية مستعدة نفسيا للسقوط ضحية نزواتها في أية لحظة تتاح لها فيها الفرصة لذلك، خاصة خادمات البيوت من أصول قروية أو قاطنات الداخليات والأحياء الجامعية.
V- خاتمة.
إن واقع البادية المغربية واقع بؤس يشعر داخله الإنسان القروي بالغبن وبالدونية، ومن أجل الخروج من دائرة الفقر والجهل يدفع هذا الأخير بأبنائه إلى التعلم بهدف، الترقي في السلم الاجتماعي. لكن في ظل مدرسة تروج لقيم المدينة يعيش الطفل القروي نوعا من الاغتراب والصراع الداخلي بين القيم المحافظة التي يتلقاها داخل أسرته، وبين القيم التي تروج لها المدرسة، هذا دون أن ننسى أن حتى أبناء الطبقات المسحوقة بالمدن يعانون من نفس المشكلة لأن المدرسة المغربية لا تروج إلا قيم التحالف المسيطر اقتصاديا وسياسيا. إذن هذا الوضع للمراهق القروي يجعل إمكانية نجاحه في مساره الدراسي ضئيلة جدا خاصة إذا ما انضاف إليها عامل العوز الذي تعيشه معظم الأسر بهذا الوسط، وعجزها عن توفير متطلبات الدراسة، في ظل سياسة تدمير المدرسة العمومية وتشجيع التعليم الخصوصي المتبعة من طرف الدولة بالمغرب.
هذه المتناقضات إضافة إلى التمثل السائد عند معظم المدرسين حول التلميذ القروي، هؤلاء المدرسين الذين يفتقد مجملهم إلى فهم سيكولوجية الطفل والمراهق بالبادية، هذا دون أن ننسى أن جملة من العاملين بالوسط القروي كمدرسين لم يتلقوا أي تكوين أساس وهذا ما وقفنا عليه في بحث نجريه هذه السنة حول المعلمين العرضيين، لأن الدولة تحب أن تتكلم عن نسب التسجيل بالمدرسة مع بداية كل موسم دراسي دون أن تتجرأ لإعلان العدد الذي غادر الدراسة في الشهور الأولى أو لم يلتحق أصلا، بسبب بعد المدرسة أو عجز الأسرة على تحمل نفقات الدراسة، أو انعدام القدرة على التواصل مع المدرس، خاصة أطفال القرى، كل هذه العوامل تجعل عملية التواصل مع المراهق بهذا الوسط لا تتعدى الأوامر، سواء من الآباء أو من المدرسين، انطلاقا من نظرة تحكم عليه بالقصور أو الدونية حتى وهو راشد.






: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=271828
    رد مع اقتباس
قديم 2014-07-17, 23:57 رقم المشاركة : 2
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: المراهق المتمدرس بالوسط القروي والتواصل


*************************
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك...
*****************************






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المتمدرس , المراهق , القروي , بالوسط , والتواصل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 23:31 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd