الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2011-04-10, 19:12 رقم المشاركة : 36
عاشقة القرآن
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية عاشقة القرآن

 

إحصائية العضو








عاشقة القرآن غير متواجد حالياً


cour رد: أعلام المسلمين ...متجدّد (ابن حزم الأندلسي)


سفيان بن عيينة الثوري.

حياته

كان أبوه من مشاهير المحدثين, فاتجه تلقائيا لدراسة الحديث و طلبه, و عن ذلك يقول: "طلبت العلم فلم تكن لى نية, ثم رزقنى الله بالنية",و شجعته والدته على هذا الاتجاه, فعن وكيع أن والدة سفيان قالت له: "يابنى اطلب العلم و أنا أعولك بمغزلى, و إذا كتبت عشرة أحرف , فانظر هل ترى فى نفسك زيادة فى الخير, فإن لم تر ذلك فلا تتعبن نفسك". و عن يحيى بن يمان قال سفيان:"لما هممت بطلب الحديث و رأيت العلم يدرس, قلت : أى يارب, أنه لابد لى من معيشة, فاكفنى أمر الرزق, وفرغنى لطلبه, فتشاغلت بالطلب فلم أر الا خيرا".
و اشتغل بالتجارة و سافر متاجرا , و كان يرى بذلك ليكفى العابد نفسه الاحتياج الى سؤال الناس.وفى ذلك يروى عبد الرازق , أن سفيان سافر الى اليمن متاجرا, فلما حضر من اليمن ذهب اليه ابن عيينه, فسلم عليه ورد وهو متكئ على عصاه, فقال ابن عيينه: يا أبا عبد الله, عاب عليك الناس خروجك الى اليمن , فقال:عابوا غير معيب, طلب الحلال شديد, وخرجت أريده.
و لم تكن تجارته فى الغالب تدر الربح الضخم, بل كانت تكفيه مؤونة الوقوف بأعتاب الملوك و سؤال الناس, و يروى عبد الله بن محمد الباهلى: جاء رجل الى الثورى فقال : يا أبا عبد الله تمسك هذه الدنانير؟ و كان فى يد سفيان خمسين دينارا. فقال سفيان: اسكت , لولا هذه الدنانير لتمندل (جعلونا كالمناديل فى أياديهم) بنا هؤلاء الملوك.
و عن أبي نعيم, قال سفيان: لولا بضاعتنا, لتلاعب بنا هؤلاء.


صدامه مع المنصور

كان سفيان الثورى يتجنب العمل مع الخلفاء و الولاة, و كثيرا ما دعاه الخليفة أبو جعفر المنصور فكان يرفض, و يقول فى ذلك:"مايريد منى أبو جعفر ؟ فوالله لئن قمت بين يديه لأقولن له: قم من مقامك فغيرك أولى به منك". و يلتقي سفيان بابى جعفر فى منى, فيقول له سفيان:"اتق الله ,فإنما أنزلت هذه المنزلة , و صرت فى هذا الموضع بسيوف المهاجرين و الأنصار و أبناؤهم يموتون جوعا.حج عمر بن الخطاب فما أنفق الا خمسة عشر دينارا, وكان ينزل تحت الشجر.فيقول له المنصور:أتريد أن أكون مثلك؟فيقول له سفيان:لاتكن مثلى, ولكن كن دون ما أنت فيه, وفوق ما أنا فيه.فيقول له المنصور:أخرج.
و يحكى عبد الرازق:أخذ أبو جعفر بتلباب الثورى و حول وجهه الى الكعبة فقال: برب هذه البنية أى رجل رأيتنى؟قال: برب هذه البنية , بئس الرجل رأيتك. و بسبب هذا الجفاء المتواصل, و شدة الثورى على أبا حعفر, يأمر أبا جعفر بصلب سفيان الثورى, و لكن يموت المنصور قبل تنفيذ هذا الأمر.



صدامه مع المهدب

و يحاول المهدى مع سفيان فيما فشل فيه المنصور, فلا يستطيع, فعن يحيى بن يمان يقول: سمعت أبى يقول,سمعت سفيان الثورى يقول:قال لى المهدى:أبا عبد الله , اصحبنى حتى أسير فيكم سيرة العمرين, قال:قلت:أما وهؤلاء جلساؤك فلا,قال:فإنك تكتب الينا حوائجك فنقضيها, قال سفيان:و الله ما كتبت اليك كتابا قط. قال:وقال لى سفيان:إن اقتصرت على خبزك و بقلك, لم يستعبدك هؤلاء.



تلامذته

فيما يذكر أن تلامذته بلغوا ألف وإن كان البعض بالغ فقال بلغوا عشرون ألف ولكن الذهبي رد ذالك ومن المعلوم أن أكثر العلماء تلامذة هو مالك بن أنس وأن الذين كتبوا عنه قرابة ألف ومائتان تقريباً ومن أهم تلامذة الإمام سفيان الثوريأبو حنيفة الذي ولد سنة 83 هجري أي كان أكبر منه بأربعة عشرة عام ومنهم شعبة أمير المؤمنين في الحديث ومنهم معمر وما أدراك ما معمر ومنهم إسماعيل بن علية وغيره



من أقواله
  • سلونى عن المناسك و القرآن فإنى بهما عالم.
  • عليك بعمل الأبطال: الكسب من الحلال, و الانفاق على العيال.
  • لما سأل عن الحلال ماهو ؟ قال: تجارة برة, أو عطاء من إمام عادل, أو صلة من أخ مؤمن,أو ميراث لم يخالطه شئ.
  • لأن أخلف عشرة ألاف درهم أحاسب عليها, أحب الى من أن أحتاج الى الناس.
  • اذا أردت أن تتعبد, فاحرز الحنطة(أى اكف نفسك من كسب يدك).
  • اذا كان فى البيت بر فتعبد, و إذا لم يكن فالتمس.
  • يا عباد , ارفعوا رؤوسكم: فقد وضح الطريق, ولا تكونوا عالة على الناس.
  • اذا فسد العلماء , فمن بقى فى الدنيا يصلحهم.
  • يا معشر العلماء يا ملح البلد من يصلح الملح إذا الملح فسد؟.



قالوا عنه
  • "و منهم الإمام المرضي, و الورع الدري, أبو عبدالله سفيان بن سعيد الثورى, رضي الله تعالى عنه, كانت له النكت الرائقة, و النتف الفائقة, مسلم له فى الإمامة, مثبت به الرعاية, العلم حليفه, و الزهد أليفه" - أبو نعيم.
  • "إنى لأرى الرجل يصحب سفيان فيعظم" - أبو بكر بن عياش.
  • "سمعت أبى يقول: كان يحيى بن سعيد , لايعدل بسفيان الثورى أحدا" - عبد الله بن أحمد بن حنبل.
  • "مارأيت أحدا أفضل من سفيان, و لا أرى سفيان مثل نفسه" - سفيان بن عيينه.
  • سأل إبراهيم بن محمد الشافعىعبد الله بن المبارك : هل رأيت مثل سفيان الثورى؟ فيقول ابن المبارك: و هل رأى سفيان الثورى مثل نفسه؟.
  • "لولا الثورى لمات الورع ولولا أحمد لأحدثوا فى الدين" - قتيبة.





التوقيع





آخر تعديل خادم المنتدى يوم 2018-04-10 في 22:55.
    رد مع اقتباس
قديم 2011-04-10, 19:19 رقم المشاركة : 37
عاشقة القرآن
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية عاشقة القرآن

 

إحصائية العضو








عاشقة القرآن غير متواجد حالياً


افتراضي رد: أعلام المسلمين ...متجدّد (ابن حزم الأندلسي)


سفيان بن عيينة

ابن أبي عمران ميمون مولى محمد بن مزاحم ، أخي الضحاك بن مزاحم الإمام الكبير حافظ العصر ، شيخ الإسلام أبو محمد الهلالي الكوفي ، ثم المكي . مولده : بالكوفة في سنة سبع ومائة .

وطلب الحديث ، وهو حدث ، بل غلام ، ولقي الكبار ، وحمل عنهم علما جمًّا ، وأتقن ، وجوّد ، وجمع وصنّف ، وعمّر دهرا ، وازدحم الخلق عليه ، وانتهى إليه علو الإسناد ، ورحل إليه من البلاد ، وألحق الأحفاد بالأجداد .

سمع في سنة تسع عشرة ومائة ، وسنة عشرين ، وبعد ذلك ، فسمع من عمرو بن دينار ، وأكثر عنه ، ومن زياد بن علاقة ، والأسود بن قيس ، وعبيد الله بن أبي يزيد ، وابن شهاب الزهري ، وعاصم بن أبي النّجُود ، وأبي إسحاق السبيعي ، وعبد الله بن دينار ، وزيد بن أسلم ، وعبد الملك بن عمير ، ومحمد بن المنكدر ، وأبي الزبير ، وحصين بن عبد الرحمن ، وسالم أبي النضر ، وشبيب بن غرقدة ، وعبدة بن أبي لبابة ، وعلي بن زيد بن جدعان ، وعبد الكريم الجزري ، وعطاء بن السائب ، وأيوب السختياني ، والعلاء بن عبد الرحمن ، وقاسم الرجال ، ومنصور بن المعتمر ، ومنصور بن صفية الحجبي ، ويزيد بن أبي زياد ، وهشام بن عروة ، وحميد الطويل ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وأبي يعفور العبدي ، وابن عجلان ، وابن أبي ليلى ، وسليمان الأعمش ، وموسى بن عقبة، وسهيل بن أبي صالح ، وعبد الله بن أبي نجيح ، وعبد الرحمن بن القاسم ، وأمية بن صفوان الجمحي ، وجامع بن أبي راشد ، وحكيم بن جبير ، وسعد بن إبراهيم قاضي المدينة ، وصالح مولى التوأمة -وقال : سمعت منه ولعابه يسيل- وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ، وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان ، وعبد العزيز بن رفيع ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، وإسماعيل بن محمد بن سعد ، وأيوب بن موسى ، وبرد بن سنان ، وبكر بن وائل ، وبيان بن بشر، وسالم بن أبي حفصة ، وأبى حازم الأعرج ، وسمي مولى أبي صالح، وصدقة بن يسار ، وصفوان بن سليم ، وعاصم بن كليب الجرمي ، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم ، وعبد الله بن طاووس ، وعبد الله بن عثمان بن خُثَيم ، ومحمد بن جحادة ، ومحمد بن السائب بن بركة ، ويزيد بن يزيد بن جابر الدمشقي ، ويونس بن عبيد ، وسفيان ، وشعبة ، وزياد بن سعد ، وزائدة بن قدامة ، وخلق كثير ، وتفرد بالرواية عن خلق من الكبار .

حدث عنه : الأعمش، وابن جريج ، وشعبة -وهؤلاء من شيوخه- وهمام بن يحيى ، والحسن بن حي ، وزهير بن معاوية ، وحماد بن زيد ، لأبراهيم بن سعد ، وأبو إسحاق الفزاري ، ومعتمر بن سليمان ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ويحيى القطان ، والشافعي ، وعبد الرزاق ، والحميدي ، وسعيد بن منصور ، ويحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، وإبراهيم بن بشار الرمادي ، وأحمد بن حنبل ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وإسحاق بن راهويه ، وأبو جعفر النفيلي ، وأبو كريب ، ومحمد بن المثنى ، وعمرو بن علي الفلاس ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، وعمرو بن محمد الناقد ، وأحمد بن منيع ، وإسحاق بن منصور الكوسج ، وزهير بن حرب ، ويونس بن عبد الأعلى ، والحسن بن محمد الزعفراني ، والحسن بن الصباح البزار ، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم ، ومحمد بن عاصم الثقفي ، وعلي بن حرب ، وسعدان بن نصر ، وزكريا بن يحيى المَرْوَزي ، وبشر بن مطر ، والزبير بن بكار ، وأحمد بن شيبان الرملي ، ومحمد بن عيسى بن حبان المدائني ، وأمم سواهم ، خاتمهم في الدنيا شيخ مكي يقال له: أبو نصر اليسع بن زيد الزينبي ، عاش إلى سنة اثنتين وثمانين ومائتين . وما هو بالقوي . ولقد كان خلق من طلبة الحديث يتكلفون الحج ، وما المحرك لهم سوى لقي سفيان بن عيينة ، لإمامته وعلو إسناده . وجاور عنده غير واحد من الحفاظ . ومن كبار أصحابه المكثرين عنه : الحميدي ، والشافعي ، وابن المديني ، وأحمد ، وإبراهيم الرمادي .

قال الإمام الشافعي . لولا مالك وسفيان بن عيينة ، لذهب علم الحجاز .

وعنه قال : وجدت أحاديث الأحكام كلها عند ابن عيينة سوى ستة أحاديث ، ووجدتها كلها عند مالك سوى ثلاثين حديثا . فهذا يوضح لك سعة دائرة سفيان في العلم ، وذلك لأنه ضم أحاديث العراقيين إلى أحاديث الحجازيين . وارتحل ولقي خلقا كثيرا ما لقيهم مالك . وهما نظيران في الإتقان ، ولكن مالكا أجل وأعلى ، فعنده نافع وسعيد المقبري .

قال عبد الرحمن بن مهدي : كان ابن عيينة من أعلم الناس بحديث الحجاز .

وقال أبو عيسى الترمذي : سمعت محمدا -يعني البخاري- يقول : ابن عيينة أحفظ من حماد بن زيد .

قال حرملة : سمعت الشافعي يقول : ما رأيت أحدا فيه من آلة العلم ما في سفيان بن عيينة ، وما رأيت أكف عن الفتيا منه . قال : وما رأيت أحدا أحسن تفسيرا للحديث منه .

قال عبد الله بن وهب : لا أعلم أحدا أعلم بتفسير القرآن من ابن عيينة ، وقال : أحمد بن حنبل أعلم بالسنن من سفيان .

قال وكيع : كتبنا عن ابن عيينة أيام الأعمش .

قال علي بن المديني : ما في أصحاب الزهري أحد أتقن من سفيان بن عيينة .

قال ابن عيينة : حج بي أبي وعطاء بن أبي رباح حي .

وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان ابن عيينة ثبتا في الحديث ; وكان حديثه نحوا من سبعة آلاف ، ولم تكن له كتب .

قال بَهْز بن أسد : ما رأيت مثل سفيان بن عيينة . فقيل له : ولا شعبة ؟ قال : ولا شعبة .

قال يحيى بن معين : هو أثبت الناس في عمرو بن دينار .

وقال ابن مهدي : عند ابن عيينة من معرفته بالقرآن وتفسير الحديث ، ما لم يكن عند سفيان الثوري .

أخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا جعفر بن علي ، أخبرنا أبو طاهر السلفي ، أخبرنا إسماعيل بن عبد الجبار ، أخبرنا أبو يعلى الخليلي ، سمعت علي بن أحمد بن صالح المقرئ ، سمعت الحسن بن علي الطوسي ، سمعت محمد بن إسماعيل السلمي ، سمعت البويطي ، سمعت الشافعي يقول : أصول الأحكام نيف وخمس مائة حديث ، كلها عند مالك إلا ثلاثين حديثا ، وكلها عند ابن عيينة إلا ستة أحاديث . رواته ثقات .

القاضي أبوالعلاء الواسطي ، مما سمعته منه ، الخطيب ، أنبأنا عبد الله بن موسى السلامي ، سمعت عمار بن علي اللوري ، سمعت أحمد بن النضر الهلالي ، سمعت أبي يقول : كنت في مجلس سفيان بن عيينة ، فنظر إلى صبي ، فكأن أهل المسجد تهاونوا به لصغره ، فقال سفيان : كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ثم قال : يا نضر لو رأيتني ولي عشر سنين ، طولي خمسة أشبار ، ووجهي كالدينار ، وأنا كشعلة نار ، ثيابي صغار ، وأكمامي قصار ، وذيلي بمقدار ، ونعلي كأذان الفار ، أختلف إلى علماء الأمصار ، كالزهري ، وعمرو بن دينار ، أجلس بينهم كالمسمار ، محبرتي كالجوزة ، ومقلمتي كالموزة ، وقلمي كاللوزة ، فإذا أتيت قالوا : أوسعوا للشيخ الصغير ، ثم ضحك . في صحة هذا نظر ، وإنما سمع من المذكورين وهو ابن خمس عشرة سنة أو أكثر .

قال أحمد بن حنبل : دخل سفيان بن عيينة على معن بن زائدة -يعني أمير اليمن- ولم يكن سفيان تلطخ بعد بشيء من أمر السلطان ، فجعل يعظه.

قال علي بن حرب الطائي : سمعت أبي يقول : أحب أن تكون لي جارية في غُنْجِ سفيان بن عيينة إذا حدَّث .

قال رباح بن خالد الكوفي : سألت ابن عيينة فقلت : يا أبا محمد ، إن أبا معاوية يحدث عنك بشيء ليس تحفظه اليوم ، وكذلك وكيع ، فقال : صدقهم ، فإني كنت قبل اليوم أحفظ مني اليوم .

قال محمد بن المثنى العنزي : سمعت ابن عيينة يقول ذلك لرباح في سنة إحدى وتسعين ومائة .

قال حامد بن يحيى البلخي : سمعت ابن عيينة يقول : رأيت كأن أسناني سقطت ، فذكرت ذلك للزهري ، فقال : تموت أسنانك ، وتبقى أنت . قال : فمات أسناني وبقيت أنا ، فجعل الله كل عدو لي محدثا .

قلت : قال هذا من شدة ما كان يلقى من ازدحام أصحاب الحديث عليه حتى يبرموه .

قال غياث بن جعفر : سمعت ابن عيينة يقول : أول من أسندني إلى الأسطوانة ، مِسْعَر بن كدام ، فقلت له : إني حدَث . قال : إن عندك الزهري ، وعمرو بن دينار .

قال أبو محمد الرامهرمزي : حدثنا موسى بن زكريا ، حدثنا زياد بن عبد الله بن خزاعي ، سمعت سفيان بن عيينة يقول : كان أبي صيرفيا بالكوفة ، فركبه دَين فحملنا إلى مكة ، فصرت إلى المسجد ، فإذا عمرو بن دينار ، فحدثني بثمانية أحاديث ، فأمسكت له حماره حتى صلى ، وخرح ، فعرضت الأحاديث عليه ، فقال : بارك الله فيك .

وروى أبو مسلم المستملي : قال ابن عيينة : سمعت من عمرو ما لَبِثَ نوح في قومه -يعني تسع مائة وخمسين سنة . قال مجاهد بن موسى : سمعت ابن عيينة يقول : ما كتبت شيئا إلا حفظته قبل أن أكتبه .

قال ابن المبارك : سئل سفيان الثوري عن سفيان بن عيينة ، فقال : ذاك أحدُ الأحدين ما أغربه .

وقال ابن المديني : قال لي يحيى القطان . ما بقي من معلمي أحد غير سفيان بن عيينة ، وهو إمام منذ أربعين سنة .

وقال علي : سمعت بشر بن المفضل يقول : ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه ابن عيينة . وحكى حرملة بن يحيى أن ابن عيينة قال له -وأراه خبز شعير- : هذا طعامي منذ ستين سنة .

الحميدي ، سمع سفيان يقول : لا تدخل هذه المحابر بيت رجل إلا أشقى أهله وولده .

وقال سفيان مرّة لرجل : ما حرفتك ؟ قال : طلب الحديث . قال : بشر أهلك بالإفلاس .

وروى علي بن الجعد عن ابن عيينة قال : من زيد في عقله ، نقص من رزقه .

ونقل سنيد بن داود عن ابن عيينة قال : من كانت معصيته في الشهوة فارج له ، ومن كانت معصيته في الكبر ، فاخش عليه ، فإن آدم عصى مشتهيا ، فغفر له ، وإبليس عصى متكبرا فلعن . ومن كلام ابن عيينة قال : الزهد : الصبر وارتقاب الموت . وقال : العلم إذا لم ينفعك ضرك .

قال عثمان بن زائدة : قلت لسفيان الثوري : ممن نسمع ؟ قال : عليك بابن عيينة وزائدة .

قال نعيم بن حماد : ما رأيت أحدا أجمع لمتفرق من سفيان بن عيينة .

وقال علي بن نصر الجهضمي : حدثنا شعبة بن الحجاح قال : رأيت ابن عيينة غلاما ، معه ألواح طويلة عند عمرو بن دينار ، وفي أذنه قرط ، أو قال : شَنْف .

وقال ابن المديني : سمعت ابن عيينة يقول : جالست عبد الكريم الجَزَري سنتين ، وكان يقول لأهل بلده : انظروا إلى هذا الغلام يسألني وأنتم لا تسألوني .

قال ذؤيب بن عمامة السهمي : سمعت ابن عيينة يقول : سمعت من صالح مولى التوأمة هكذا وهكذا ، وأشار بيديه - يعني كثرة - سمعت منه ، ولعابه يسيل ، فقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : فلا نعلمه روى عنه شيئا ، كان منتقدا للرواة .

قال علي : سمعت سفيان يقول : عمرو بن دينار أكبر من الزهري ، سمع من جابر ، وما سمع الزهري منه .

قال أحمد بن سلمة النيسابوري : حدثنا سليمان بن مطر ، قال : كنا على باب سفيان بن عيينة ، فاستأذنا عليه ، فلم يأذن لنا ، فقلنا : ادخلوا حتى نهجم عليه ، قال : فكسرنا بابه ، ودخلنا وهو جالس ، فنظر إلينا ، فقال : سبحان الله ، دخلتم داري بغير إذني ، وقد حدثنا الزهري عن سهل بن سعد أن رجلا اطلع في جحر ، من باب النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ومع النبي -صلى الله عليه وسلم- مدرى يحك به رأسه فقال : لو علمت أنك تنظرني لطعنت بها في عينك ، إنما جعل الاستئذان من أجل النظر .

قال : فقلنا له : ندمنا يا أبا محمد . فقال: ندمتم ؟ حدثنا عبد الكريم الجزري عن زياد، عن عبد الله بن معقل ، عن عبد الله بن مسعود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : الندم توبة . اخرجوا فقد أخدتم رأس مال ابن عيينة .

سليمان هذا هو أخو قتادة بن مطر ، صدوق إن شاء الله . وزياد المذكور في الحديث هو ابن أبي مريم .

قال محمد بن يوسف الفريابي : كنت أمشي مع ابن عيينة ، فقال لي : يا محمد ، ما يزهدني فيك إلا طلب الحديث . قلت : فأنت يا أبا محمد ، أي شيء كنت تعمل إلا طلب الحديث ؟ فقال : كنت إذ ذاك صبيا لا أعقل . قلت : إذا كان مثل هذا الإمام يقول هذه المقالة في زمن التابعين أو بعدهم بيسير ، وطلب الحديث مضبوط بالاتفاق ، والأخذ عن الأثبات الأئمة ، فكيف لو رأى سفيان -رحمه الله- طلبة الحديث في وقتنا ، وما هم عليه من الهَنَات والتخبيط ، والأخذ عن جهلة بني آدم ، وتسميع ابن شهر . أمـا الخيام فإنها كخيامهـم

وأرى نساء الحي غير نسائهـا

قال عبد الرحمن بن يونس : حدثنا ابن عيينة قال : أول من جالست عبد الكريم أبو أمية وأنا ابن خمس عشرة سنة . قال : وقرأت القرآن وأنا ابن أربع عشرة سنة .

قال يحيى بن آدم : ما رأيت أحدا يختبر الحديث إلا ويخطئ ، إلا سفيان بن عيينة .

قال أحمد بن زهير : حدثنا الحسن بن حماد الحضرمي ، حدثنا سفيان قال : قال حماد بن أبي سليمان ، ولم أسمعه منه : إذا قال لامرأته : أنت طالق ، أنت طالق ، أنت طالق ، بانت بالأولى ، وبطلت الثنتان .

قال سفيان : رأيت حمادا قد جاء إلى طبيب على فرس .

قال أبو حاتم الرازي : سفيان بن عيينة إمام ثقة ، كان أعلم بحديث عمرو بن دينار من شعبة ، قال : وأثبت أصحاب الزهري ، هو ومالك .

وقال عبد الرزاق : ما رأيت بعد ابن جريج مثل ابن عيينة في حسن المنطق .

وروى إسحاق الكوسج عن يحيى : ثقة . وعن ابن عيينة قال : الورع طلب العلم الذي به يعرف الورع . روى سليمان بن أيوب ، سمعت سفيان بن عيينة يقول : شهدت ثمانين موقفا .

ويروى أن سفيان كان يقول في كل موقف : اللهم لا تجعله آخر العهد منك ، فلما كان العام الذي مات فيه لم يقل شيئا . وقال : قد استحييت من الله -تعالى . وقد كان لسفيان عدة إخوة ، منهم : عمران بن عيينة ، وإبراهيم بن عيينة ، وآدم بن عيينة ، ومحمد بن عيينة . فهؤلاء قد رووا الحديث . وقد كان سفيان مشهورا بالتدليس ، عمد إلى أحاديث رفعت إليه من حديث الزهري ، فيحذف اسم من حدّثه ، ويدلسها ، إلا أنه لا يدلس إلا عن ثقة عنده .

فأما ما بلغنا عن يحيى بن سعيد القطان ، أنه قال : اشهدوا أن ابن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين ومائة ، فهذا منكر من القول ، ولا يصح ، ولا هو بمستقيم ، فإن يحيى القطان مات في صفر من سنة ثمان وتسعين مع قدوم الوفد من الحج . فمن الذي أخبره باختلاط سفيان ، ومتى لحق أن يقول هذا القول وقد بلغت التراقي ؟

وسفيان حجة مطلقا ، وحديثه في جميع دواوين الإسلام ، ووقع لي كثير من عواليه ، بل وعند عبد الرحمن سبط الحافظ السلفي من عواليه جملة صالحة . منها : جزء ابن عيينة ، رواية المروزي عنه ، وفي جزء علي بن حرب رواية العبادان ، وجزآن لعلي بن حرب ، رواية نافلته أبي جعفر محمد بن يحيى بن عمر الطائي ، وفي "الثقفيات" وغير ذلك . وقد جمع عوالي ابن عيينة : أبو عبد الله بن منده ، وأبو عبد الله الحاكم ، وبعدهما أبو إسحاق الحبال . وكان سفيان -رحمه الله- صاحب سنة واتباع . قال الحافظ بن أبي حاتم : حدثنا محمد بن الفضل بن موسى ، حدثنا محمد بن منصور الجواز ، قال : رأيت سفيان بن عيينة سأله رجل : ما تقول في القرآن ؟ قال : كلام الله ، منه خرج ، وإليه يعود .

وقال محمد بن إسحاق الصاغاني : حدثنا لوين ، قال : قيل لابن عيينة : هذه الأحاديث التي تروى في الرؤية ؟ قال : حق على ما سمعناها ممن نثق به ونرضاه .

وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي : حدثني أحمد بن نصر قال : سألت ابن عيينة وجعلت ألحّ عليه ، فقال : دعني أتنفس . فقلت : كيف حديث عبد الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : إن الله يحمل السماوات على إصبع . وحديث : إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن . وحديث : إن الله يعجب أو يضحك ممن يذكره في الأسواق . فقال سفيان : هي كما جاءت نقر بها ونحدث بها بلا كيف .

أبو عمر بن حيويه : حدثنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار ; حدثنا عمر بن شبة ، حدثني عبيد بن جناد ، سمعت ابن عيينة ، وسألوه أن يحدث فقال : ما أراكم للحديث موضعا ، ولا أراني أن يؤخذ عني أهلا ، وما مثلي ومثلكم إلا ما قال الأول : افتضحوا فاصطلحوا .

قال إبراهيم بن الأشعث : سمعت ابن عيينة يقول : من عمل بما يعلم ، كفي ما لم يعلم .

وعن سفيان بن عيينة قال : من رأى أنه خير من غيره فقد استكبر ، ثم ذكر إبليس .

وقال أحمد بن أبي الحواري : قلت لسفيان بن عيينة : ما الزهد في الدنيا ؟ قال : إذا أُنعم عليه فشكر ، وإذا ابتلي ببلية فصبر ، فذلك الزهد .

قال علي بن المديني : كان سفيان إذا سئل عن شيء يقول : لا أحسن . فنقول : من نسأل ؟ فيقول : سل العلماء ، وسل الله التوفيق .

قال إبراهيم بن سعيد الجوهري : سمعت ابن عيينة يقول : الإيمان قول وعمل ; يزيد وينقص .

الطبراني : حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا الحميدي : قيل لسفيان بن عيينة : إن بشرا المريسي يقول : إن الله لا يُرى يوم القيامة . فقال : قاتل الله الدويبة ، ألم تسمع إلى قوله -تعالى- : كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ فإذا احتجب عن الأولياء والأعداء ، فأي فضل للأولياء على الأعداء ؟

وقال أبو العباس السراج في "تاريخه" : حدثنا عباس بن أبي طالب ، حدثنا أبو بكر عبد الرحمن بن عفان ، سمعت ابن عيينة في السنة التي أخذوا فيها بشرا المريسي بمنى ، فقام سفيان في المجلس مغضبا ، فقال : لقد تكلموا في القدر والاعتزال ، وأمرنا باجتناب القوم ، رأينا علماءنا ، هذا عمرو بن دينار ، وهذا محمد بن المنكدر ، حتى ذكر أيوب بن موسى ، والأعمش ، ومسعرا ، ما يعرفونه إلا كلام الله ، ولا نعرفه إلا كلام الله ، فمن قال غير ذا فعليه لعنة الله مرتين ، فما أشبه هذا بكلام النصارى ، فلا تجالسوهم .

قال المسيب بن واضح : سئل ابن عيينة عن الزهد : قال : الزهد فيما حرم الله . فأما ما أحل الله ، فقد أباحكه الله ، فإن النبيين قد نكحوا ، وركبوا ، ولبسوا ، وأكلوا ، لكن الله نهاهم عن شيء ، فانتهوا عنه ، وكانوا به زهادا . وعن ابن عيينة قال : إنما كان عيسى ابن مريم لا يريد النساء ، لأنه لم يخلق من نطفة .

قال أحمد بن حنبل : حدثنا سفيان قال : لم يكن أحد فيما نعلم أشد تشبها بعيسى ابن مريم من أبي ذر .

وروى علي بن حرب ، سمعت سفيان بن عيينة في قوله : وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ قال : الصالحون : هم أصحاب الحديث .

وروى أحمد بن زيد بن هارون ، حدثنا إبراهيم بن المنذر ، سمعت ابن عيينة يقول : أنا أحق بالبكاء من الحطيئة ، هو يبكي على الشعر ، وأنا أبكي على الحديث .

قال شيخ الإسلام عقيب هذا : أراه قال هذا حين حصر في البيت عن الحديث ، لأنه اختلط قبل موته بسنة . قلت : هذا لا نسلمه فأين إسنادك به ؟

أخبرنا أحمد بن سلامة الحداد في كتابه ، أنبأنا مسعود الجمال وجماعة ، قالوا : أخبرنا أبو علي الحداد ، أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا محمد بن عاصم الثقفي ، سمعت سفيان بن عيينة سنة سبع وتسعين يقول : عاصم ، عن زر قال : أتيت صفوان بن عسال فقال : ما جاء بك ؟ قلت : جئت ابتغاء العلم ، قال : فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يطلب قلت : حك في نفسي أو صدري مسح على الخفين بعد الغائط والبول ، فهل سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك شيئا ؟ قال : نعم كان يأمرنا إذا كنا سفرا ، أو مسافرين أن لا ننزع خفافنا ، ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة ، لكن من غائط أو بول أو نوم .

قلت : هل سمعته يذكرالهوى ؟ قال : نعم : بينا نحن معه -صلى الله عليه وسلم- في مسير ، إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري ، فقال : يا محمد ، فأجابه على نحو من كلامه : هاؤم ، قال : أرأيت رجلا أحب قوما ولما يلحق بهم ؟ قال : المرء مع من أحب ، ثم أنشأ يحدثنا : أن من قبل المغرب بابا يفتح الله للتوبة مسيرة عرضه أربعون سنة ، فلا يزال مفتوحا حتى تطلع الشمس من قبله ، وذلك قوله تعالى : يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ الآية .

وبه ، قال ابن عاصم : سمعت من ابن عيينة ، وأنا محرم لبعض النساء ، ومن حج بعدي لم يره ، مات سنة ثمان وتسعين ومائة .

أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بمصر ، أخبرنا أبو المحاسن محمد بن هبة الله بن عبد العزيز الدينوري ببغداد ، أخبرنا عمِّي محمد بن عبد العزيز في سنة تسع وثلاثين وخمس مائة ، أخبرنا عاصم بن الحسن ، أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، إملاء ، حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ، حدثنا ابن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها ، وخرج من أسفلها أخرجه الشيخان ، وأبو داود والترمذي والنسائي .

أخبرنا أحمد بن إسحاق المصري ، أخبرنا أحمد بن يوسف ، والفتح بن عبد السلام قالا : أخبرنا محمد بن عمر القاضي ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز ، أخبرنا علي بن عمر السكَّري ، أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي سنة ثلاث وثلاث مائة ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا ابن عيينة ، عن حميد الأعرج ، عن سليمان بن عتيق ، عن جابر بن عبد الله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بوضْع الجوائح ، ونهى عن بيع السِّنين أخرجه أبو داود عن يحيى .

أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ، ويوسف بن أحمد ، قالا : أخبرنا موسى بن عبد القادر سنة ثماني عشرة وست مائة ، أخبرنا سعيد بن أحمد بن البناء ، أخبرنا علي بن أحمد البندار ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، عن زيد بن ثابت : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رخص في العَرَايا .

أخبرنا عبد الحافط بن بدران بنابلس ، أخبرنا الشيخ موفق الدين عبد الله بن أحمد المقدسي في سنة خمس عشرة وست مائة ، أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، وكتب إليّ عبد الرحمن بن محمد الفقيه وجماعة ، أن القاضي أبا القاسم عبدالصمد بن محمد الأنصاري ، أخبرهم في سنة عشر وست مائة قال : أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ، قالا : أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الأنباري ، حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي ، حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب الكاتب ، حدثنا بشر بن مطر ، حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن إبراهيم بن أبي بكر ، عن مجاهد في قوله عز وجل : لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ‎ قال : ذلك في الضيافة ، إذا أتيت رجلا فلم يضفك ، فقد رخَّص لك أن تقول .

قال ابن داود في كتاب "الشريعة" : حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان ، حدثنا ابن أبي بزة ، سمعت سفيان بن عيينة يقول : لو صليت خلف من يقرأ بقراءة حمزة أعدتُ . وثبت مثل هذا عن ابن مهدي ، وعن حماد بن زيد نحوه .

وقال محمد بن عبد الله الحويطبي : سمعت أبا بكر بن عياش يقول : قراءة حمزة بدعة .

قلت : مرادهم بذلك ما كان من قبيل الأداء ، كالسكت ، والإضجاع في نحو شاء وجاء ، وتغيير الهمز ، لا ما في قراءته من الحروف . هذا الذي يظهر لي ، فإن الرجل حجة ثقة فيما ينقل .

قال محمود بن والان : سمعت عبد الرحمن بن بشر ، سمعت ابن عيينة يقول : غضَبُ اللهِ الداءُ الذي لا دواء له ، ومن استغنى بالله أحوج الله إليه الناس .

قال الحسين بن محمد القباني : حدثني عبد الرحمن بن بشر ، قال سمعت ابن عيينة عشية السبت نصف شعبان سنة ست وتسعين ومائة يقول : كمل لي في هذا اليوم تسع وثمانون سنة . ولدت للنصف من شعبان سنة سبع ومائة قلت : عاش إحدى وتسعين سنة .

في فاصل الرامهرمزي قال محمد بن الصباح الجَرداني ، قال الخطيم في ابن عيينة : سـيري نجاءً وقاكِ اللهُ من عطبٍ

حـتى تلاقـي بعـدَ البيتِ سفيانا شـيخ الأنامِ ومـن حـلت مناقبُه

لاقى الرجالَ وحـاز العلـمَ أزمانا حـوى بيانًا وفهمًا عاليًـا عجبًـا

إذَا ينـصُّ حديـثـا نـصَّ بُرْهانًا ترى الكُهـول جميعا عنـد مشهده

مستنصتين وشِـيخانـا وشـبانا يضـم عمرا إلى الزهري يسـنده

وبعـد عمرو إلى الزهري صفوانا وعبـدة وعبيـد اللــه ضمهمـا

وابن السـبيعي أيضا وابن جدعانا فعنهم عـن رسـول الله يوسـعنا

عـلمـا وحكما وتـأويلـا وتبيانا

وقال الرياشي : قال الأصمعي يرثي ابن عيينة : ليبـك سفيان باغي سُنّة دَرَسـتْ

ومُســتبين أثــاراتٍ وآثــارِ ومبتغـي قربَ إسـناد وموعظـة

وواقِفيـون مـن طارٍ ومن ساري أمسـت منازله وحشـا معطلـة

مــن قاطنين وحُجــاج وعمار مِـنَ الحديث عن الزهري يسنـده

وللأحـاديث عـن عمرو بن دينار ما قام من بعده من قال : حدثنـا

الزّهـري في أهل بدو أو بإحضـار وقـد أراه قريبا مـن ثلاث منـى

قـد خـفّ مجلسَـه من كل أقطار بنو المحـابر والأقلـام مرهفـة

وسـما سـماتٍ فراهـا كـل نجار






التوقيع





    رد مع اقتباس
قديم 2011-04-10, 19:31 رقم المشاركة : 38
الشريف السلاوي
مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية الشريف السلاوي

 

إحصائية العضو









الشريف السلاوي غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

وسام مشارك

مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

مشارك(ة)

مشارك(ة)

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية البرونزية

افتراضي رد: أعلام المسلمين ...متجدّد (ابن حزم الأندلسي)


بارك الله فيك و أحسن إليك أختي الفاضلة رابحة .
مزيدا من التألق و التميّز .





التوقيع


" اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا "
    رد مع اقتباس
قديم 2011-04-10, 22:23 رقم المشاركة : 39
espoir
أستـــــاذ(ة) متميز
 
الصورة الرمزية espoir

 

إحصائية العضو








espoir غير متواجد حالياً


افتراضي رد: أعلام المسلمين ...متجدّد (ابن حزم الأندلسي)


العز بن عبد السلام
- العز بن عبد السلام اسماً ونسباً ولقباً وشهرة ومذهباً:
ولد سنة 578هـ الإمام عبد العزيز بن عبد السلام السُّلمي، المغربي أصلاً، الدمشقي مولداً، المصري داراً ووفاة، أبو محمد، الملقب بعز الدين، وبسلطان العلماء، والمعروف ببائع الملوك.
وهو سلطان العلماء، لقبه بهذا اللقب تلميذه الأول شيخ الإسلام ابن دقيق العيد
صفاته الخُلُقية :
إن صفات العز الخُلُقية كثيرة، وهي في مجملها تدل على تمتعه بأكمل الصفات، وأجمل الخصال، وأنبل المزايا، فمن صفاته:
الورع :
عرض الظاهر بيبرس عليه أن يجعل أي أبنائه شاء خلفاً له في مناصبه بعد وفاته وإبائه لذلك، عندها قال له الظاهر: من أين يعيش ولدك؟ قال: من عند الله تعالى. قال: نجعل له راتباً؟ قال: هذا إليكم.
والحقيقة أن ولد العز الشيخ عبد اللطيف كان عالماً فقيهاً، ويصلح للتدريس، ولكن ورع العز وزهده منعه من جعل منصب التدريس وراثة لأولاده.
الزهد :
كان العز من الزهاد حقاً وصدقاً، بل كان شديد الزهد، فلم يجمع من الدنيا إلا القليل، وإذا عرضت عليه أعرض عنها، وقصصه في ذلك كثيرة، منها:
بعد أن انتهت محنته مع الملك الأشرف، أراد الملك أن يسترضيه، فقال: "والله لأجعلنه أغنى العلماء" ولكن العز لم يأبه لذلك، ولم ينتهز هذه الفرصة لمصالحه الشخصية، ولم يقبل درهماً من الملك، بل رفض الاجتماع به لأمور شخصية.
ولما مرض الملك الأشرف مرض الموت وطلب الاجتماع به ليدعو له، ويقدم له النصيحة اعتبر العز ذلك قربة لله تعالى، وقال: نعم، إن هذه العبادة لمن أفضل العبادات، لما فيها من النفع إن شاء الله تعالى. وذهب ودعا للسلطان لما في صلاحه من صلاح المسلمين والإسلام، وأمره بإزالة المنكرات، وطلب منه الملك العفو والصفح عما جرى في المحنة، قائلاً: يا عز الدين، اجعلني في حل.. فقال الشيخ: أما محاللتك فإني كل ليلة أحالل الخلق، وأبيت وليس لي عند أحد مظلمة، وأرى أن يكون أجري على الله.
وفي نهاية الجلسة أطلق له السلطان ألف دينار مصرية، فردها عليه، وقال: هذه اجتماعة لله لا أكدرها بشيء من الدنيا.
ولما استقال العز من القضاء عند فتواه ببيع الأمراء، ورفض السلطان لذلك، خرج من القاهرة، وكل أمتعته في الحياة، مع أسرته، حمل حمار واحد، ممايدل على قناعته بالقليل، وزهده في المال والمتاع.


الكرم والسخاء والبذل :
وهي صفة تؤكد صفة الزهد فيه رحمه الله، فقد كان باسط اليد فيما يملك، يجود بماله على قلته طمعاً في الأجر والثواب.
حكى قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة رحمه الله، أن الشيخ لما كان بدمشق وقع مرة غلاء كبير حتى صارت البساتين تباع بالثمن القليل، فأعطته زوجته مَصاغا ًلها، وقالت: اشتر لنا به بستاناً نَصيف به، فأخذ المصاغ، وباعه، وتصدق بثمنه، فقالت: يا سيدي اشتريت لنا؟ قال: نعم، بستاناً في الجنة، إني وجدت الناس في شدة فتصدقت بثمنه، فقالت له: جزاك الله خيراً
التواضع :
على الرغم من الهيبة التي حظي بها العز والتي كان يخشاه لأجلها السلطان والأمراء، وعلى الرغم من المكانة الاجتماعية والعلمية، فقد كان الشيخ العز متواضع النفس مع نفسه ومع ربه ومع الناس جميعاً.
ومما يذكر له في ذلك أن نائب السلطنة في مصر عندما جاءه حاملاً سيفه ليقتل العز لفتواه ببيع الأمراء المماليك قام لاستقباله، فاعترضه ابنه خشية عليه من القتل، فقال له: "يا ولدي، أبوك أقل من أن يقتل في سبيل الله
الهيبة :
كان العز رحمه الله مهيباً في شخصيته، وكان يظهر أثر ذلك في دروسه وخطبه، وفي اجتماعه مع الناس، ومعاملته مع طلابه ومعاصريه، بل كانت هذه الهيبة تضفي آثارها الجسيمة على المتجبرين والمتكبرين والمتعالين والمتجرئين على الله والناس.
ومما يستشهد به لهذا الخلق قصته مع الأمراء الأتراك في مصر، وهم جماعة ذكر أن الشيخ لم يثبت عنده أنهم أحرار، وأن حكم الرق مستصحب عليهم لبيت مال المسلمين، فبلغهم ذلك، فعظم الخطب عندهم فيه، وأضرم الأمر، والشيخ مصمم لا يصحح لهم بيعاً ولا شراء ولا نكاحاً، وتعطلت مصالحهم بذلك، وكان من جملتهم نائب السلطنة، فاستشاط غضباً، فاجتمعوا وأرسلوا إليه، فقال: نعقد لكم مجلساً وينادى عليكم لبيت مال المسلمين، ويحصل عتقكم بطريق شرعي، فرفعوا الأمر إلى السلطان، فبعث إليه، فلم يرجع، فجرت من السلطان كلمة فيها غلظة، حاصلها الإنكار على الشيخ في دخـوله في هذا الأمر، وأنه لا يتعلق به، فغضب الشيخ، وحمل حوائجه على حمار، وأركب عائلته على حمار آخر، ومشى خلفهم خارجاً من القاهرة، قاصداً نحو الشام، فلم يصل إلى نحو نصف بريد إلا وقد لحقه غالب المسلمين، لم تكد امرأة ولا صبي ولا رجل لا يؤبه إليه يتخلف، لا سيما العلماء والصلحاء والتجار وأنحاؤهم، فبلغ السلطان الخبر، وقيل له: متى راح ذهب ملكك، فركب السلطان بنفسه، ولحقه واسترضاه وطيب قلبه، فرجع واتفقوا معهم على أنه ينادى على الأمراء، فأرسل إليه نائب السلطنة بالملاطفة، فلم يفد فيه، فانزعج النائب وقال: كيف ينادي علينا هذا الشيخ ويبيعنا ونحن ملوك الأرض؟ والله لأضربنه بسيفي هذا، فركب بنفسه في جماعته، وجاء إلى بيت الشيخ والسيف مسلول في يده، فطرق الباب، فخرج ولد الشيخ - أظنه عبد اللطيف - فرأى من نائب السلطنة ما رأى، فعاد إلى أبيه، وشرح له الحال، فما اكترث لذلك ولا تغير، وقال: يا ولدي، أبوك أقل من أن يقتل في سبيل الله، ثم خرج كأنه قضاء الله قد نزل على نائب السلطنة، فحين وقع بصره على النائب يبست يد النائب، وسقط السيف منها، وأرعدت مفاصله، فبكى، وسأل الشيخ أن يدعو له، وقال: يا سيدي خير، أيش تعمل؟ قال: أنادي عليكم وأبيعكم. قال: ففيم تصرف ثمننا، قال: في مصالح المسلمين. قال: من يقبضه؟ قال: أنا. فتم له ما أراد، ونادى على الأمراء واحداً واحداً، وغالى في ثمنهم، وقبضه، وصرفه في وجوه الخير، وهذا ما لم يسمع بمثله عن أحد، رحمه الله تعالى ورضى عنه





التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2011-04-10, 22:26 رقم المشاركة : 40
espoir
أستـــــاذ(ة) متميز
 
الصورة الرمزية espoir

 

إحصائية العضو








espoir غير متواجد حالياً


افتراضي رد: أعلام المسلمين ...متجدّد (ابن حزم الأندلسي)


شكرا أخي الكريم على العمل النبيل
أن نعرف عن السلف الصالح أمر ممتاز





التوقيع

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
...متجدّد , أعمال , المسلمين


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 07:26 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd