بســـــــــــم اللـــــــــــــــه الرحمــــن الرحيــــــم
السلام عليكم ورحمة الله،
من المفاهيم التي طالت تعليمنا ومناهجه، مفهوم التربية على المواطنة، وهو في الحقيقة لا ينفك عن مفهوم ((التربية القيمية)) و((الأخلاقية))، ونحن نمرر هذا البرنامج على هزالته، إذ كان الأحرى أن نلقن ((التربية الإسلامية))في شموليتها وبذلك سنربط النظري بالتطبيقي، والمادي بالروحي، وسيكون المردود ((صناعة مواطن مسلم صالح))، لكن للأسف أين نحن من ((المواطنة الحقة))، إذ كان بالأحرى أن تدرس هذه المادة للمسؤولين والقياديين في كل ميدان، بحيث إن لم تكن لديهم غيرة شديدة على هذا الوطن ومؤسساته التنموية وعلى رأسها ((التربية والتعليم)) فأنى لنا أن نؤسس لمجتمع راقي؟؟؟ من هذا الباب، أجدني أمام معضلة كبرى، ديدنها سؤال عميق ووجيه((من المسؤول عن تردي أحوال التعليم؟؟))ربما سنجد تحليلات وتبريرات عدة ومن زوايا متفاوتة، لكنني أجيب بكلمة مفردة ((الإنسان)) لا غير، سواء كان وزيرا أو أستاذا أو مواطنا......إلغ. وهذا سيجعلنا، نعرج على مفهوم الإنسان، بحيث أمام ((اللف والدوران)) الذي يشهده تعليمنا ومشاكله المتراكمة، يجعلنا حقيقة لا نتدبر مسألة التعليم وأهميتها، ولهذا سأقر بمعادلة رياضية وهي( التعليم يساوي مجتمع متحضر)) فكلما كان اهتمامنا بالتعليم وما يلحق به قويا وسديدا كلما خطونا خطوات استباقية في سلم الترقي الحضاري وصناعة الإنسان الصالح، ولكن مادمنا نزايد عليه وندخله في سياسات ((مكيافلية)) برغماتية دوغمائية عمياء، فلن يفرح بلدنا بمدرسة وطنية ومصنع للأجيال.
نوجه رسالة إلى كل من ربطته أو تربطه علاقة بقطاعنا ((اليتيم المكلوم)) كفانا ترهات، كفانا ((استحمارا)) كفانا ((لعب الدراري))، لأننا إذا استمررنا على هذا النهج فالتخلف والهمجية ووووو ستكون هي مآلنا لا محالة.....ولهذا نريد أن يحظى تعليمنا بالرعاية التامة والعمل على تطويره بكل ثقة ومسؤولية، وهذه المرة المسؤولية تاريخية ودينية وإنسانية....فلا نريد جحافلا من الجهل والعاطلين تتخرج، نريد مجتمعا قادرا على التضحية بكل غال ونفيس عن وطنه وأمته، وهذا لن يتأتى إلا ب((الإنسان الحقيقي)) لاغير ....نعم نحتاج إلى إنسان وندم بكل صراحة ((اللاإنسان الحالي)).