الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي > السيرة النبوية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2012-02-08, 08:02 رقم المشاركة : 1
abo fatima
نائب مدير الإشراف
 
الصورة الرمزية abo fatima

 

إحصائية العضو







abo fatima غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الثانية من مسابقة السيرة النبوية العط

الشخصية الفضية 2012

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي السيرة النبوية الشريفة مقاطعة قريش للنبي وعام الحزن-11



السيرة النبوية الشريفة مقاطعة قريش للنبي وعام الحزن-11




بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السيرة النبوية الشريفة-11
مقاطعة قريش للنبي وعام الحزن


إِحْتَارَ المُشركون فيما يفعلوه في النبي وأصحابه ، فدعوته تنتشر والناس يُقبلون على دينه وَصَبْرُهُم وَجَلَدُهُمْ ليس كمثله صبر فقرروا قراراً خطيراً ، قرروا أن يُقاطعوا كل بني هاشم وبني المطلب مقاطعة كاملة ، فلا يُبايِعوهُم ولا يُآكِلوهُم ولا يُجالِسوهم ولا يُخالِطوهم ولا يُناكِحوهم ، وكتبوا مقاطعة بهذا الامر وعلقوها في جوف الكعبة ، حتى دعا النبي على من كتب هذه المقاطعة فشُلَّت يده ، وبدأت المقاطعة واستمرت لثلاث سنين في شِعْبِ أبي طالب كل بني هاشم وبني المطلب مسلمين كانوا أم كفاراً يُقاطعون حتى يُسْلِمُوا محمدا فيقتله الناس ، لكن أقرباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عَدَا أبي لهب ، كانوا معه واستمر الحال ثلاث سنين جوعٌ وعطشٌ بل إن أهل مكة كانوا يستقبلون القوافل إذا قدمت مكة فيشتروا طعامهم وزادهم بأغلى الأثمان ويحرموها من بني هاشم
وبني المطلب ،ثلاث سنوات على هذه الحال حتى إن أحدهم من شدة الجوع كان يأكل الثمر فيمُصُ النَوَاتَ ، يوما ويومين من شدة جوعه بل أكلوا أوراق الاشجار ومات بعضهم ، إرتفع الصياح الاطفال والنساء مات من مات ضَعُفَ من ضَعُفْ ، بل إنهم في يوم من الايام كان بعضهم يجد جِلدا جِلدا فيأخده فيحرقه ويطحنه فيأكله أكلا من شدة الجوع "حَكِيمُ إبْنُ حِزامْ "كان يُهَرِّبُ الطعام أحيانا لعَمَّتِهِ خديجة فإذا رآه أبو جهل ضربه ومنعه وفضحه عند الناس ، نَفَذَ المال ونَفَذَ الزاد والطعام خديجة كانت تنفق من حُرِّ مَالِها على حبيبها عليه الصلاة والسلام وعلى فقراء المسلمين ، لكن المال نفَذ لكن الطعام نفَذ الجوع يشتد والعذاب يشتد ، حتى أن بلالاً
كان يضع طعاما يهربه تحت إبْطِهِ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ربما عاش الواحد منهم يوما كاملا بثمرة واحدة { أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } أي فتنة أعظم من هذه الفتنة ، ثلاث سنوات من الجوع والحصار في شِعْبِ أبي طالب
مرت ثلاث سنوات على ذلك الحصار الظالم حصار بني هاشم ، حتى قام رجل في تلك السنة العاشرة من النبوة قام رجل إسمه "هشام إبن عمرو" من المشركين ، لكن ما كان يرضى بما يحصل ، فذهب إلى" زهير إبن أبي أمُية "قال يازهير أترضى أن نأكل ولا يأكلون أترضى أن نشرب ولا يشربون ، إنهم أخوالك قال إنما أنا رجل واحد ماذا أصنع قال أنا معك ، قال أَبْغِنَا رجلا ثالثا ، فذهب الاثنان إلى" المُطْعِمُ إبن عَدِي "فقال له نفس الكلام قال إنما أنا رجل واحد قالوا نحن معك نحن ثلاث الان ، قال أَبْغِنَا رجلا رابعا ، فذهب الثلاثة إلى" البُختري إبن هشام "وقالوا له نفس الكلام
أترضى أن نأكل والناس يجوعون ويموتون ، قال إنما أنا رجل واحد قالوا نحن أربعة الان ، فذهب الاربعة إلى "زُمْعَة إبن الاسود" فصاروا خمسة واتفقواعلى أنهم إذا جاء الصباح أن يُمزقوا تلك الصحيفة ، صحيفة الظلم والمقاطعة ، فقام زهير وأول من تكلم فنادى بالناس يامعشر قريش يامعشر قريش ، فلما إجتمعوا قال إنا لنرضى بهذه الصحيفة الظالمة أترضوا أن يموت الناس أمامكم إنما بينكم وبينهم أرحام ، فإذا به يقول سنمزق هذه الصحيفة ، فقال أبو جهل
كذبت والله هذه الصحيفة لن تشق ، فقام زُمعة إبن الاسود قال بل أنت كذبت ، هذه صحيفة نَبْرَأ إلى الله منها وقام ، المُطعم إبن عدِي وقال نفس الكلام ، وقام البُختري إبن هشام كل الخمسة تكلموا بنفس الكلام ، فقال أبو جهل هذا أمر قُضِيَ بليل هذا أمر قضي بليل ، فإذا بهم يقومون ليمزقوا الصحيفة وأبوطالب جالس ينظر إليهم ، وبنو هاشم الان قد رجعت إليهم الروح مرة أخرى ، هناك من قام ينصرهم ولو كانوا فجاراً كفاراً ، فقاموا ليمزقوا الصحيفة فرأوا أن الصحيفة قد ذهبت وأكلتها دودة الارض ، أُكِلت الصحيفة كلها بنفسها أرسل الله إليها من يُتْلِفَهَا أكِلَت كُلَّهَا إلا إسم الله فيها بِسْمِكَ اللَهُمَ لم يُمَسْ ، وكل وكلمة فيها إسم الله لم تُمَسْ , أما بقيت الصحيفة فقد ذهبت وإندثرت وبهذا نجا الله عز وجل بني هاشم ورُفِعت مقاطعة الظلم عنهم


لازال المشركون يَسُبُّونُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم والرب عز وجل يدفع عنه أذآهم وسبهم ، كلما تكلموا عليه نزل القرءان يطمئنه ، رجل إسمه " الأَخْنَث إبن شُرَيْق "بَذِيئُ وقذر اللسان سب النبي سبا كثيرا قبيحا ، فأنزل الرب عز وجل فيه { وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ } هو المهين { هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ } رجل آخر من كبار المشركين إسمه " النظر إبن الحارث "أخذ قصصاً من فارس فجاء في مكة يقصها على الناس ، وهو يقول ما عليكم من محمد وكلامه أساطير الأولين إكتسبها ، فهي تُمْلاَ عليه بُكْرْةً وَأصِيلَة ، وأخذ يقص على الناس القصص
سمع القرءان لكنه ما آمن به وهو يعلم أنه حق ، فأنزل الله فيه { وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } وهكذا كلما تكلم رجل منهم نزل القرءان يثبت قلب النبي " أُبَيُ إبن خلف "جاء بعظام بالية إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال ، بعد أن فتتها أتزعم يا محمد أن ربك يجمعها ثم يُعيدها ويبعثها ويحاسبها ، قال نعم نعم يَأْبَيْ والله الذي لا إله غيره ليجمعنها ثم يبعثك ثم يُحاسبك يوم القيامة ثم يُدخلك جهنم { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا }
إذا الشجر الاخضر جعل لكم منه نارا فإذا أنتم منه توقدون أليس الامر أسهل أن يُعِيد بعث من خلقه جل وعلا ، أما أبو جهل رأس الكفر فقد جاء إلى أصحابه فقال ، يزعم محمد أنكم ستأكلون من شجرة إسمها الزقوم ثم أقسم قال والله لَنَتَزَقَمُهَا تَزَقُمّاً ، يستهزء على الزقوم فأنزل الرب عز وجل { إإِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ِ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيم } إدفعوه دفعا في قاع جهنم { ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ } ذق يآ أبا جهل { ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ } ألم تكن عزيزا في قومك كريما فيهم الان ذق من الزقوم الذي كنت تستهزأ به ، أكثر من هذا جآءهم عليه الصلاة والسلام
فقال لهم ، ياقوم أعلِّمُكُم كلمة كلمة واحدة أطلبها منكم كلمة تَدِينُ لكم بها العرب والعجم جميعا ، كلمة واحدة فقط قولوها فقال أبوجهل وأصحابه وماهذه الكلمة التي سَتَدِينُ لنا بها العرب والعجم لنقولها ولنقول معها عشر كلمات ، إذا كانت العرب والعجم تدين لنا بكلمة نقول عشرة قال قولوا لاإله إلا الله آمنوا بالله وحده واكفروا بما سِواهُ ، فقال المشركون بعد ان صفقوا بأيديهم قالوا سيجعل الآلهة كلها إلها واحدا هذا أمرعجب تدين لنا العرب بهذه الكلمة ، وانطلقوا وهم يقولون هذا {أجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ }
أوصافهم أعمالهم كلامهم سبُهم وشتمهم يرد الرب عز وجل عليه من فوق سبع سموات { وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا } الرب عز وجل يرد عليهم بكلام حق وأحسن من حديثهم ، يوم من الايام كان النبي يطوف بالبيت فجاء إليه عُصبة من المشركين فقالوا له يا محمد يا محمد إسمع ما نقول لك وما نعرضه عليك قال ماذا تقولون ، قالوا له ما رأيك يا محمد تعبد إلهنا ونعبد إلهك أنت تعبد مانعبد ونحن نعبد إلهك ، فإن كان الذي عندنا خيرا من الذي عندك أصابك من حظه ومن خيره وإن كان الذي عندك خيرا من الذي عندنا أصبنا حظنا منه ، يعني نشترك كلنا في العبادة فنظر النبي إليهم قال
أتعلمون ماذا قال الرب عز وجل قالوا وماذا يقول ربك ، قال إسمعوا ماذا يقول رب { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } جاؤا إليه يقولون أنظر إلى خباب وعمار وبلال والفقراء والمساكين ، جاء إليه الاشراف قالوا له أطردهم نجلس عندك فأنزل الرب { وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ } هكذا كان القرءان يُثَبِّتُ قلب نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم

مرض أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم واشتد به المرض حتى إقتربت ساعة وفاته ، فجاءه النبي مُسرعا عنده جالس يريد أن يُلقِّنه الشهادة قبل أن يموت فلم يكن قد قالها ، وكان عنده في المجلس وأبو طالب مستلقٍ على الفراش أبو جهل وبعض المشركين ، والنبي عند رأسه يقول له ياعم ياعم قل لا إله إلا الله ، قل لا إله إلا الله كلمة أُحاج لك بها عند الله ، قل لا إله إلا الله وعنده أبو جهل ينظر إلى أبي طالب وهو يحتضر ويقول له أترغب عن ملة أبيك وأجدادك ، أترغب عن دينك ودين أبائك وأجدادك والنبي يقول له ياعم ياعم قل لا إله إلا الله ، كلمة أُحاج لك بها عند الله ، فإذا بأبي طالب
ينظر إلى أبي جهل وإلى إبن أخيه لكنه آثر دين أبآئه وأجداده ، فقال أنا على ملة عبد المطلب وعلى ملة عبد المطلب ، وغمض عينيه وخرجت روحه ولم ينطق ب لا إله إلا الله ، يا الله كم حزن رسول الله دمعت عيناه وحزن على الرجل الذي وقف معه سنوات وهو يصد المشركين عنه ويدفع عنه أذى كفار قريش ، الآن خرج من الدنيا ولم يستطع أن يهديه للايمان ، فأنزل الرب عز وجل { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } قال عليه الصلاة والسلام لأستغفرن له مالم أُنهى عن هذا ، فأخذ يستغفر لعمه أبي طالب حتى أنزل الرب عز وجل { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى }
أي لو كانوا أقرباء لهم لايجوز أن يستغفروا لهم ويدعوا لهم بالمغفرة والرحمة ، هنا إنقطع النبي عن الاستغفار لعمه ، سُئِل بعدها بسنوات ماذا صنعت شفاعتك لعمك يا رسول الله ، قال إنه في ضَحْضَاحْ أي في طرف جهنم ولولا أنا ولولا أنا لكان في الدرك الاسفل من النار ، هنا توفي عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يستطع حتى أن يهديه للايمان فخيم حزن شديد على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

مضى شهران أو ثلاثة على وفاة عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبي طالب ، والهم والحزن لا زال يعتصر قلب النبي حتى دخل شهر رمضان من السنة العاشرة من النبوة ، وإذا بزوجته خديجة رضي الله عنها أم المؤمنين تُصاب بمرض فيقبضها الرب عز وجل ، أي ألم هذا أي حزن هذا وفاة عمه ثم وفاة من رفيقة دربه إنها خديجة ، إنها المبشرة ببيت في الجنة إنها أول زوجات النبي التي واسته ووقفت معه خمسا وعشرين سنة ، رفيقة دربه فجأة بعد فجيعته بعمه أبي طالب ، الآن يُفجع بمن بخديجة رضي الله عنها ، يقول ءامنت بي حين كفر بيِ الناس وصدقتني حين كذبني الناس وواستني بمالها حين حرمني الناس ورزقني الله منها الولد وحرم غيرها ، إنها من إنها خديجة رضي الله عنها الله أكبر عندما يفقد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمه الذي كان يؤازره ، ثم زوجته
التي كانت تُواسيه في كل شيء ، أي حزن هذا أصاب النبي سُمِيَّ ذلك العام بعام الحزن ، حتى أن مشركي قريش ما كانوا يتجرأون على رسول الله كما تجرأوا في ذلك العام بعد وفاة عمه ، على الخصوص أبي طالب حتى أنه دخل يوم من الايام وقد حثى أحد الناس أحد السفهاء التراب عليه ، فدخل في البيت فكانت إحدى بناته تغسل التراب عنه وتبكي، فنظر النبي إليها وقال يابُنَايَ لا تبكي فإن الله مَانِعٌ أبآك فإن الله مَانِعٌ أبآك ، لكن أي صبر هذا سيصبره النبي على وفاة خديجة التي بدأت معه منذ بداية دعوته بل قبل بعثته كانت تواسيه وتقف معه طالما أذآه الناس وصبَّرته خديجة طالما إعتدى عليه السفهاء ، وواسته خديجة طالما ضاقت به الدنيا بما رحبت ، فكانت خديجة هي الملجأ بعد الله عز وجل ، الان فقد هذا الحضن الدافئ وفقد تلك الرحمة التي كانت في بيته إنها خديجة قبضها الرب إلى جنة عرضها السموات والارض

في نفس السنة العاشرة من النبوة تزوج النبي بعد خديجة رضي الله عنها أرملة إسمها سَوْدَة بِنت زَمْعَة ، أول إمرأة بعد خديجة وفي نفس تلك السنة بعد أن أصابه الحزن وبلغ أشده ، قرر النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب إلى الطائف ليدعو أهل ثقيف إلى الاسلام ، ربما إستجابوا إليه ربما قبلوا منه دعوته ، فذهب إلى قادتهم سادة ثقيف "عَبْد يَالَيْل "وَحَبِيبْ "وَمَسْعُود " فدعاهم إلى الله جل وعلا ، فقال أحدهم بكل وقاحة وجُرأة والنبي قد مشى إليهم هذا الطريق الطويل عبر الجبال ، يسير بِمُفرده معه مولاهُ "
زيد إبن حارثة " فلما وصل إليهم قال أحدهم أَمْرُطُ أي أمزق ثياب الكعبة إن كان الله بعثك ، يستهزئ بنبينا وقال الاخر ، أما وجد الله غيرك ليبعثك ، بكل وقاحة يتكلمون قال الثالث لن أرد عليك فإن كنت صادقا أصابني ما وعدتني به ، وإن كنت كاذبا أنا أكبر من أن أرد عليك قال فإن لم تستجيبوا لا تٌجرأوا علي قريشا وأنصارها ، فجرأو عليه السفهاء والعبيد يرمونه بالحجارة فَأُدْمِيَتْ قدماه وزيد يصد عنه ، فخرج من الطائف حصيرا كسيرا مهموما مغموما ، فلم يَسْتَفِق من شدة همه إلا " بِقَرْنِ الثَّعَالِبْ "ودعا بدعائه المشهور رفع يديه إلى السماء يقول
{ اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهو اني على الناس ، أنت أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي ، إلى من تكلني ، إلى بعيد يتجهمني ، أم إلى عدو ملكته أمري , إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك ألذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن يحل علي غضبك ، أو أن ينزل بي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك } أخذ يدعو بهذا الدعاء الأليم ويبكي عليه الصلاة والسلام ، أي هم أصابه أي غم حل به ، أي عذاب تَعَذَبَهُ ، مشى كل هذا الطريق ثم رموه بالحجارة رَمَواْ من أَدْمَواْ قدم من ينظر إلى قدمه وهو يقول
(مَا أَنْتِ إِلاَ إِصْبَعٌ دَنِيتِي وَفِي سَبِيلِ الله مَا لَقِيتِي ) من رَأَفَ لحاله رجلان من كفار قريش ، من سادة قريش "عُتبة " وشيبة "إبن ربيعة نزل عند حائطهما فلما رَأَيَاهُ أرسلا غلاما عندهما إسمه " "عَدَاسْ "" فذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسلاهُ بعنب ، فلما أكل النبي قال بسم الله ثم سأله ما إسمك قال إسمي (عدّاس) قال ما دينك قال أنا نصراني ، قال من أين أنت قال أنا من بلد إسمها (نَيْنَوَى) بلد في العراق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم من (نَيْنَوَى) بلد الرجل الصالح ( يُونُسُ إِبْنُ مَتَّى ) نبي الله قال وما أدراك بيونس قال أنا نبي وهو نبي نحن إخوة أنا نبي وهو نبي نحن إخوة فقال ( عَدَّاسْ )
أنت نبي قال نعم ، فانكب على بطن النبي يقبله وهو يبكي ، فإذا " بِعُتبة "يقول" لشيبة " أنظر إلى صاحبك أفسده محمد يا (عَدَّاسْ) تعالى فلما رجع قال ماصنعت ، قال هذا خير من يمشي على وجه الارض اليوم هذا نبي الله فقال عتبة لعداس دعك منه ياعداس فإن دينك خير من دينه صَدٌّ عن سبل الله وصَبْرٌ من نبينا صلى الله عليه وآله وسلم


إنطلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم مهموما مغموما يقول ، فلم أستفق إلا وأنا "بقرن المنازل "قرن الثعاليب" يقول فإذا سحابة فوقي وإذا بجبريل عليه السلام يسلم علي فرد النبي عليه السلام يقول ، فقال لي جبريل عليه السلام هذا ملك الجبال يسلم عليك ، فسلمت عليه ، فقال لي أمُرْهُ أي يامحمد بأمر واحد منك فَلْيُطْبِقْ عليهما الأَخْشَبَيْنِ ، جبلا مكة بأمر منك يسقطان على أهل مكة وينتهي كل شيء ، فرفض النبي مباشرة قال لا لا ، ولِمَ لا فقد أذاوك وأخرجوك وعذبوك قال لا إذا لم يؤمنوا قال ، أرجوا أن يُخرج الله من أصلابهم أولادهم أحفادهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا ، إنما أنت رحمة
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } كيف عذبوه وكيف يرحمهم ، ثم إنطلق النبي فأرسل الله له خلقا من خلقه إذا كان البشر لايؤمنون ، إذا كان البشر فيهم شر كبير ، فإن من الجن من فيه خير يا محمد ، أوحى الله إليه أن سيأتيك جن وفد من الجن ، من نصيبين هذا وفد من الجن يريدون أن يستمعوا للقرءان ، وما خلق الله الجن والانس إلا ليعبدوه فجاء الجن وقد حل الليل فأخذ يقرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليهم سورة الرحمن{ بسم الله الرحمن الرحيم الرَحْمَن } أول ما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة الرحمان ، فإذا بالجن يقول بعضهم لبعض { أنْصِتُواْ } أسكتوا إسمعوا للقرءان بعضهم يُسْكِت بعضا ، يستمعون للقرءان حتى وصل
{ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ٍ } فبدأو يستمعون القرءان يتحدث عنهم ، ثم سألهم الرب الجن والانس { فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان } فقالت الجن جميعا وقد تأثروا وَتَدَبَّرُواْ قالوا ، لا نُكذب بأيآت ربنا لانكذب بأيآت ربنا ، إذا كان أبو جهل يستهزأ إذا كان عقبة يسب إذاكان المشركون إذا تكلم النبي بالقرءان آذَوْهُ ، فإن من الجن من فيه خير يستمعون وَيُنصِتون { فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُو } أول ماسمعوا القرءان ماذا قالوا{ فَقَالُواْ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءانَاً عَجَباً } هذا القرءان عجيب { يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدً } فرح النبي بإيمانهم وإسلامهم وفد كامل من الجن لم يسلموا فقط بل أسرعوا إلى قومهم دعاة مُبَلغين ، كل هذا تسلية لرسول الله
{ فَلَمَّا قُضِيَ } وسألوا النبي أسئلة في دينهم وفي أحكام شريعتهم فلما تعلموا الدين من رسول الله أسرعوا إلى قومهم وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا ييَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِي اللَّهِ وَءامِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } إقترب النبي إلى مكة ، قال زيد إبن حارثة كيف تدخلها يارسول الله إنما يريدون قتلك ، إنما يريدون إيذائك فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المُطعم إبن عدي وكان مشركا ، أنه يريد جواره فأجاره المُطعم كانت العرب عندهم هذه الاخلاق ، مع أنه كان مشركا إلا أنه أجار الرسول وأمر أبنائه أن يتسلحوا بسلاحهم ، فإذا بهم يستقبلون النبي المُطعم مع أولاده وكانوا مشركين فأحاطوا بالنبي إحاطة والسلاح بأيديهم ، فلما رآهم هكذا أبوجهل النبي يطوف بالبيت وهم يحرصونه مع أنهم مشركون ، قال أبوجهل أَصَبَأْتْ يامُطعم أأسلمت قال لا لكن محمدا أجارني فأجرته فقال أبو جهل ونحن نُجِيرُ من أجارك ، فرجع النبي إلى مكة يدعوهم مرة أخرى إلى ربه عز وجل






: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=505088
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للنبي , مقاطعة , الحزن-11 , السيرة , الشريفة , النبوية , نظام , قريش


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 16:28 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd