بسم الله الرحمن الرحيم
((وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَ شَيْءٍ حَيّ))
الأنبياء – 30
مدخل
تزخر البحار بثورة هائلة لم يتناولها الكتاب والباحثون إلا لماما 0
ولعل سر هذا الغنى يعود للجو المعتدل وأشعة الشمس الساطعة ونقاء المياه التي ساعدت
في تنمية الأعشاب البحرية كالعوالق النباتية والمواد العضوية والطحالب الخضراء التي تميل
إلى الزرقة والأوكسجين في الأماكن السطحيةالتي جعلت حياة الكائنات البحرية ممكنة
ومزدهرة 0
ولا مبالغة إذا قلناأنه يتواجد في هذا البحر نسبة 85 بالمائة في المتوسط من أصل 25
ألف طائفة من الأسماك ذات الهياكل العظيمة والغضروفية والرخوية مثل الإسفنج وغيرها
التي يمكن استغلالها بطرق حديثة على أوسع نطاق ، وتشمل هذه الطوائف الكائنات
الفقارية و اللافقارية والبرمائيات والثدييات والزواحف وما إلى ذلك 0
وكان لا بد لنا من معرفة هذه الحيوانات والتركيز عليها لأهميتها البالغة 0
وقد أجمع العلماء على هذه الأحياء المائية بدأت حياتها على هذه الشواطئ العريقة بذات
خلية واحدة ثم أخذت تمتص المواد الكيماوية من البحر لغاية ما أكتمل نموها مع مرور
الوقت وتحولت الخلايا الطافية فوق سطح البحر إلى حيوانات ونباتات ، وأصبحت البحار
كغيرها عامرة بالكائنات الحية من كل فصائل الحيوانات العضوية الرئيسة وغيرها من
الأشكال البحرية البدائية 0
ولا يخفى أن لهذه الحيوانات الفقارية أطرافا تتحور بطرق شتى مكنتهابشكل أو بأخر من
السيطرة والسيادة على البيئة دونما منازع ضد الحيوانات اللافقارية 0
*
أقسام علم الحيوان
ينقسم علم الحيوان إلى عدة فروع يختص كل منها بدارسة موضوع محدد . وأهم هذه الفروع
وما تختص بدراسته هو الكورفيد (الصورة رقم 1) التي أكتشفها عالم الحيوان زافاتوري عام
1938 ، والأوكابي الذي يعتبره العلماء واحداً من ذوات الحفريات الحية .
صورة 1



*

البرك والغدران
تتكون البرك والغدران في مناطق منبسطة رطبة تغذيها بالمياه ينابيع جوفية أو روافد مجرى
مائي قريب . ويتجمع الطين الطمى في قاع البرك والمناقع المتكونة فتصبح بيئة ملائمة
للكثير من الكائنات ، نباتات وحيوانات .
وإذا ما تسنى لك يوماً مشاهدة إحدى هذه البرك فستشاهد فيها من أنواع النباتات
والكائنات الحية ما لم تعهده قبلاً . فهذه نباتات عديمة الورق والزهر ، وهذه نباتات دقيقة
الأوراق طويلتها ، وتلك حشرات تدوم فوق الماء أو ضفدع تقفز من السمار والأسل
المجاور إليه . وقد تحظى برؤية بعض الأسماك تقترب من سطح الماء ثم تنطلق غائصة بعيداً
عن موقعك .
والصفصاف هو من الأشجار التي تألف الماء وتجاور البرك والغدران . وأوراق الصفصاف
طويلة ضيقة والأغصان تتدلى حتى تكاد تلامس الماء . ومن أنواع الصفصاف ضرب
يعرف صفصاف السلالين تصنع منه السلال . ويزرع نوع آخر من الصفصاف للحصول
على خشبه الأبيض الذي يستخدم صنع الأطراف الصناعية ومضارب الكريكيت
والصناديق .
وكما تلحظ فإن بعض نبت البرك ينمو في ضفافها الرطبة كالبردي والسمار بعضه ينمو
وسط الماء في المناطق الضحلة كزنبق الماء ( النيلوفر ) والسهمية .
والقادم نحو البركة أو الغدير تواجهة أولاً نباتات الصفصاف الرطبة كإكليلية المروج
البيضاء الزهر ( و يسميها بعضهم الإكليل الأبيض لذلك ) أو كالسنفية ذات الأزهار
السنبلية الأرجوانية الطويلة .
إن في هذه السنابل بذوراً ذات شعيرات بيضاء حريرية تساعدها على الإنتشار مع الريح
إلى مواقع جديدة غير مكتظة بالنوع نفسه

السلاسل الغذائية
ينمو في البرك نبت كثير بعض هذا النبت كبير كبر النباتات التي حولها وبعضه صغير لا
يمكن رؤيته إلا بالمجهر . وجميع هذه النباتات تصنع غذاءها بنفسها .
لكن الحيوانات لا تستطيع ذلك ، وهكذا فإن بعضها يغتذي بالنباتات ويعتمد عليها في
معيشته .
والآلاف من حيوانات البرك هي من العاشبات ( آكلات النبات والعشب ) . والحيوانات
العاشبة بدورها تغدو غذاء للحيوانات اللاحمة ( آكلة اللحوم ) .
ففي البركة مثلاً يأكل القريدس صغار النبت وهو بدوره قد تلتهمه سمكة والسمكة قد
تنتهي فريسة للبلشون . وهكذا تشكل الحلقات المؤلفة من النبت – القريدس، السمكة –
البلشون سلسلة غذائية .
والواقع إن كل شيء في البركة أو الغدير هو حلقة في سلسلة غذائية .
ويمكنك أكتشاف الكثير من هذه الحلقات وعنها فيما لو تزودت بشبكة غرف وبضع
مرطبانات وقصدت واحدة من هذه البرك .
وقد استخدمت شبكة الغرف بعناية حتى لا تعكر الماء سريعاً فتتعسر مهمتك .
ابدأ بالغرف من سطح ثم زد عمق الغرف تدريجاً جاعلاً شبكتك تغرف بين نبتات السمار
والقصب .
بعد كل غرفة اقلب شبكتك في طاس أو مرطبان لتجمع ما غرفت .
ثم ابدأ بغرف ما تستطيع من وحل القاع واجمع ايضاً ما تسصفيه شبكتك منه .
عند تجميع حصيلة الغرف ، عليك ألا تجمع الحيوانات العاشبة واللاحمة في المرطبان
نفسه.
كذلك لا تترك أحياء البرك التي جمعتها في المرطبانات طويلاً بل انقلها إلى مماهة ( مربىمائي ) ليتسنى لك مراقبتها ودرسها على مهل.

*
الحيوانات الأولية " الأوليات "

يوجد في كل قدم مربعة من التربة ، من سطح الأرض إلى اسفل ، حوالي 27.000
مليون من البكتيريا ، ومن 5-6 ملايين من الديدان الصغيرة من الخيطيات
وحوالي 2000 حشرة ، و 28 مليون حيوان أولي
وبالأخيرة عبارة عن حيوانات صغيرة أكبر واقل عدداً من البكتيريا ،
من أي نوع آخر من الأحياء ، ربما باستثناء الطحالب . وهي تعيش حيثما
يوجد ماء في التربة ، وفي البحر ، وفي جميع المياه العذبة . وهي لا توجد فقط في العالم الخارجي ، بل أيضاً داخل أجسامنا .
عضيات : توجد في كل الأوليات ، أجزاء خاصة من الخلية ، تقوم بوظائف مشابهة
لما تقوم به الأعضاء في الحيوانات الراقية ، وتسمى بالعضيات ، وتوجد في السيتوبلازم
وعلى سطح الخلية . معظم الأنواع المختلفة من العضيات الموجودة في الأوليات .( صورة 3)
فجوات غذائية: فراغات مفتوحة في السيتوبلازم ، لالتقاط دقائق الطعام، ثم
تصب عصارات هاضمة في هذه الفجوات فتذيب الطعام .
فجوات منقبضة : فراغات مفتوحة في السيتوبلازم ، تتمدد تدريجياً بامتلائها بالماء
ثم تنقبض ثانية بسرعة ، طاردة الماء من الخلية ، ويعتقد أن هذا النوع من الخراج .
أهداب : زوائد دقيقة ، تخرج من أجسام بعض الأوليات . ويسبح الحيوان بضرباتها
للماء .
سوط : خيط بارز من طرف واحد من الحيوان الأولي ، يحدث حركة ملتوية ،
تدفع الحيوان خلال الماء ، وقد يوجد أكثر من سوط واحد ، ولكنها لا تكون عديدة مثل الأهداب.
صورة 3

أسماك المياه العذبة
بيئة المياه العذبة
تغطي المياه العذبة جزءاً صغيراً من الأرض وتبلغ ثلثاً واحداً فقط من 1% من المياه على
كوكبنا . ومع ذلك فإنها تزود مناطق مختلفة كثيرة تساوي في العدد والمساحة المواطن التي
شكلتها المناطق البّرية ، أن كثيراً من الأنهار تبدأ حياتها عالياً في الجبال كنتيجة لانبثاقها من
نبع جبلي وهطول الأمطار . وتكون الجداول الجبلية سريعة جداً في جريانها وتكون عادة
ضحلة وذات قاع صخري وتختلف كمية المياه الجارية مع اختلاف الأمطار . ولكن عندما
تفيض عن قناتها الضيقة تصبح قادرة على جرف الضفتين المتفتتين المقوضتين وتحمل معها
الأحجار والصخور المستديرة .
ومع قليل من النباتات التي تستطيع الحياة في المجرى الجارف والحجري في الجداول .
والنباتات المائية الوحيدة هي الأشنات وحشيشة الكبد إلى جانب العلقات الصلبة العرضية
التي تتعلق عند السطح .
وتظهر بعض الحيوانات عندما يصبح الجدول الجبلي أعرض قليلاً وجميعها تتكيف مع
الحياة في هذا الماء البارد الفقاعي .
ومن بين هذه الحيوانات تلك التي تعيش في صدوع الصخور مثل قريدس المياه العذبة
Gammarusوبعضها مسطح ذو مخالب أو ممصات يلتصق بواسطتها بالصخور
والحجارة مثل حوراء ذبابة الأحجار وذبابة الزعرور ذات المخالب . بينما يستخدم
البطلينوس والعلقة ممصاتها . أما الأسماك فهي قوية في سباحتها مثل التروتو ( السلمون
المرقط ) واللوتس الحجري ( سمك نهري من الشبابيط ) جمع شبوط- فهي تستطيع التوجه
في التيار المائي .
وعندما يأخذ الجدول طريقة خارج سطح الجبل يصبح أعرض وأبطأ وأغنى في المعادن التي
يحصل عليها من الأرض على جانبيه.
*
الحياة في طبقات البحر العليا
العوالق ( البلانكتون )
العوالق هي كائنات حية دقيقة معلقة في طبقة الماء القريبة من السطح . وهي من الكثرة
بحيث إنها تجعل الماء أشبه بحساء تتغتذي به الحيوانات الأكبر من أسماك وسواها .
وتؤلف النباتات الجزء الأهم من العوالق لأن النباتات فقط هي القادرة على صنع غذائها
بأنفسها عن طريق التخليق الضوئي ( التمثيل اليخضوري ) .
وحيث إن الضوء ضروري في عملية التمثيل هذه فإن طبقة الماء السطحية هي المنطقة
الملائمة لعيش هذه العوالق النباتية ، فالضوء لا يخترق مياه البحر إلا إلى عمق محدود
يتراوح بين ستين ومئة وعشرين متراً ، وتعرف هذه المنطقة بالنطاق الضوئي .
نباتات الشاطئ التي تعرفناها هي الطحالب الكبيرة ، أما نباتات عرض البحر فهي دقيقة
جداً معظمها من الطحالب المجهرية السمر وحيدات الخلية المعروفة بالمشطورات
(الدياتوميات) . وتختلف عن الطحالب الأخرى بغلاف الخلية الشف المشبع بالسليكا .
ويحمل هذا الغلاف علامات جميلة مميزة تختلف من نوع لآخر ، وتكون بعض هذه
المشطورات سلاسل متصلة .
ونباتات العوالق ليست كلها من المشطورات ولكنها في معظمها من وحيدات الخلية –
بعضها صندوقي الشكل مدبب الزوايا وبعضها الآخر ذو شعيرات يضرب بها في الماء
فتحركه والكثير منها مدور الشكل أو قرصي . وتشع بعض أنواع الطحالب والعوالقية
نوراً أخضر ضارباً إلى الزرقة بحيث يبدو رشاش الزورق الماخر في مناطقها كوابل من
رشقات الألعاب النارية . وتحيط ببعض أنواع الطحالب المجهرية صفائح بيض مما يكسب
المناطق التي تتكاثف فيها هذه الطحالب لوناً لبنياً

السلاحف
سلاحف الرق:
تشمل رتبة السلاحف سلاحف Tortoisesوسلاحف Turtles. وهي مجموعة
أخرى وجدت على الأرض قبل حوالي 250 مليون سنة . وكالتماسيح لم تتغير
السلاحف كثيراً منذ نشوئها الأول وهي مجموعة ناجحة وتتكون من 100 نوع
.
ولأنها
زواحف فهي لا تستطيع تنظيم حرارة جسمها وتعيش عادة في المناطق المدارية والقريبة
من المدارية . ومع ذلك فانها أكبر صفاً من التماسيح . ويشير الاسم عادة إلى موطن
السلاحف . فيسميها الأمريكيون غالباً و Tortoisesولكن بالتحديدTerrapins
ولا يمكن أن يخطئ الإنسان بالسلاحف مع أي حيوان آخر فهي تعيش داخل درع يحميها
ويحمي ظهرها وذيل مقبب ويحمي بطنها صدرة عظمية مسطحة . وتستطيع سلاحف
كثيرة سحب أوصالها ورأسها إلى الداخل وتسد الثقوب بأوصالها . وهو دفاع فعال . أما
السيئة الوحيدة لهذا الدرع فهو صعوبة التنفس . فالسلاحف لا تستطيع أن تمد ضلوعها
لتسحب الهواء إلى داخل رئتيها لأن أضلاعها ملتصقة بالدرع . وعلى العكس عليها أن
تضخ الهواء إلى رئتيها . وعلى العكس عليها أن تضخ الهواء إلى رئتيها ويساعدها في ذلك
حركات رأسها وأوصالها . ومن معالم السلاحف أيضاً فقدها لأسنانها . فحواف فكوكها
حادة جداً وعظمية يغطيها قرن حاد وتستطيع أن تأكل الحيوانات والنباتات وهي ذات
عضة قوية وبذلك فإن كونها عديمة الأسنان لا يشكل سوءاً . ولم يبق اليوم سلاحف بحرية كثيرة .
وأشهرها السلحفاة الخضراء المشهورة بشواربها.

اللبونات البحرية
زعنفيات الأقدام :
هي ثدييات بحرية ذات زعانف ، تشبة اللواحم شبها كبيرا ، بحيث أن العديد من الباحثين
لا يُقُّرون فصلها عنها في مرتبة Ordarمنفصلة ، بل يصفونها في رتبةSuborder
ضمن رتبة اللواحم صحيح أن الَفْقَمَة تبدو للوهلة الأولى مختلفةجدا عن الكلب أو الدب
، إلا أن النظرة الفاحصة تكشف كثيرا عن اوجه التشابه فيما يبنهما ، بدءا من شكل
الرأس والأسنان أما الطرفان الأماميان فقد تحورا بما يتلاءم مع الحياة المائية : فعظام الذراع
والساعد أصبحت صغيرة بينما نمت عظام اليد 0 وأما الأصابع فغير منفصلة إحداها عن
الأخرىإذ تشكل اليد بمجموعها مجداف ملائما للسباحة 0
كذلك أصبح للطرفان خلفيات صغيربينما نمت لهزعانفقدميه؛ ذات فصين ،
نتيجة لنمو الإصبعين الأول والخامس نمو كبيراً 0
أما الرأس فقصير غليظ ، أو متطاول ، بينما يكون صيوان الآذن pavillionموجود أو
مفقود تبعا لطول الزمن الذي تقضيه الحيوانات في الماء ( تقض الفقمة وقتا طويلا في الماء
بينما تمضي القضاعة فيه وقت أقل ) 0 أما الذيل في الفقمة فيكاد يكون معدوم تماما 0
وبما أن زعنفيات الأقدام تعيش في الماء كثير اما الذييكون شديد البرودة ، فإن ذلك لا
يؤثر عليها إذ أن لها تحت جلدها طبقة كبيرة من الدهن يكون بمثابة عازل حراري0
ويغطي سطح الجسم عادة فراء قصير كالحرير أو الصوف 0 ولا يتعارض هذا الفراء مع
الحاجيات الانسيابية الحيوان الذي ينساب خلال الماء مندفعا كالسهم
وتسبح هذه الحيوانات بشكل جيد جدا ، سواء على سطح الماء حيث تقفز قفزات واسعة
أو داخل الماء حيث تستطيع البقاء عدة دقائق بفضل تكيف خاص في جهاز التنفس
والدوران فيها 0
*

البحار الدفيئة
الحيود والشعاب المرجانية
إذا استعرضت خارطة أستراليا تشاهد مطبوعاً على طول الساحل الشمالي الشرقي للقارة
الكلمات " الحاجر المرجاني العظيم " ، وهو حيد من الشعاب المرجانية يمتد مسافة تزيد
على الألفي كيلومتر . والمرجان هو الهيكل الكلسي الصلب لأعداد هائلة من الحيوانات
البحرية من طائفة المجوفات المعروفة بالمرجلات المرجانية .
والمرجلات المرجانية شبيهة بشقيق البحر لكنها مدعمة بهيكل فنجاني صلب تنمو فوقه .
ومن تجمع هذه الهياكل واتصالها تنشأ الشعاب المرجانية بأشكالها المختلفة . وبعض كتل
المرجان تشبه قرون الأيل بينما بعضها الآخر مروحي الشكل . وتنمو المرجانيات في المياه
المدارية الدافئة ( حيث لا تنخفض الحرارة عن إحدى وعشرين درجة مئوية ) وفي المناطق
الضحلة الرائقة المياه عادة بعيداً عن مصاب الأنهار .
وحين يكسر المرجان أو يرفع من الماء يجف وتموت المرجلات ويبقى هيكلها أبيض اللون
في الغالب . أما تحت الماء فالمرجان الحي أزرق أو أخضر أو أصفر اللون بحيث يبدو
كحديقة مزدهرة . وتسمى كتل المرجان النامية على بعد قليل من الشاطئ ريفاً أو شعباً .
وتشكل هذه الشعاب خطراً على الملاحة لأن رؤوسها الحادة على عمق قليل من سطح
الماء قد تمزق قعر المراكب فتغرق .
ويقصد السياح الشعاب المرجانية للأستمتاع برؤيا الحدائق المرجانية البديعة والأحياء
البحرية العجيبة فيها . كما يقصدها جامعو المحار يتقصون الغريب منها بين الشعاب عند
انخفاض المد ، أو يغوصون في طلبها مزودين بأجهزة التنفس تحت الماء.


*
شقائق النعمان البحرية . المراوح البحرية والمرجان
رتبة الحيوانات الزهرية :
تشكل الحيوانات الزهرية مجموعة واسعة ومهمة من اللاحشويات . وشقائق النعمان
البحرية هي بوالب فردية كبيرة تلتصق قواعدها بالصخور وجميع الشقائق لها مجسات
متعددة وغالباً ما تكون زاهية الألوان .وتتألف المراوح البحرية من بوالب فردية تنمو
لتصبح طويلة ودقيقة وتبرعم بوالب ثانوية على طولها . وتركيب البولب دقيق إلى حد ما
وتدعم بهيكل كلسي . ويشكل المرجان أكبر كتل مستعمرية في المملكة الحيوانية .
ويتشكل الحيد المرجاني من مئات الأنواع المختلفة ويمكن أن يمتد لآلاف الكيلومترات
وهو مهم جداً بالنسبة للإنسان .
الجسم اللحمي لبولب شقائق النعمان البحرية مدفونة قاعدته بالطمي
الغرين ) ويلتصق بشكل ثابت بالصخر تحتها . وتبين المجسات المتعددة أضلاعاً على طول
أماكن توضع الخلايا اللاذعة .
فمن جهة تشكل خطراً لابحار السفن ومن ناحية ثانية تساند في الكثافة السمكية الغنية .
الأسماك الهلامية: ( رتبة الحيوانات الكأسية ) :
تشمل الأسماك الهلامية المعروفة مجموعة ثالثة وهي رتبة الحيوانات الكأسية . وتمضي معظم
حياتها كقناديل البحر المنجرفة مع تيارات المحيطات ، وتتحرك بواسطة الرياح والتيارات .
وتتراوح الأسماك الهلامية في الحجم من بضعة ملليمترات إلى ما ينوف عن المترين . وتوجد
الأشكال العملاقة في الأطلسي الشمالي وقد يصل طول مجساتها إلى 60 متراً
يتألق هذا المرجان المرن من بوالب صغيرة كثيرة تتصل ببعضها بأقنية
داخلية . وقد سميت كذلك بسبب هياكلها ذات المادة الجلاتينية الخشنة بعكس المرجان
الكلسي ذو الشكل الحيدي

]أسماك البحار
تغطي المحيطات ما ينوف عن 70% من سطح الأرض وتشكل امتداداً واسعاً حيث يمكن
أن توجد الحياة . وعلى الرغم من ذلك فان معظم المحيط لا يلائم إلا الحياة لبعض النباتات
والحيوانات الخاصة بسبب الأعماق السحيقة التي لا ينفذ الضوء إليها .
ويبلغ متوسط عمق المحيط حوالي 4000م وتصل أعمق الخنادق فيها إلى ما يقارب
11كم .
وأرض قاع المحيط تختلف كما تختلف اليابسة بسلاسلها الجبلية الشاهقة الهائلة وقممها التي
تفوق في ارتفاعها قمة ايفرست ووديانها السحيقة التي تصل لعدة كيلومترات . ويعتقد أن
هذه التناقضات في الأقيانوس ( قاع البحر ) قد تحركه الكتل الأرضية أثناء تشّكل وتوضّع
القارات . على عمق مائة أو أكثر من الأمتار حيث ينفذ الضوء إليها لتتمكن من صنع
غذائها .
وأهم النباتات البحرية هي الطحالب البحرية المنجرفة الدقيقة The phytoplankton
(النباتات المغمورة المعلقة ) . وتكون هذه النباتات المغمورة غذاءً غنياً لمجموعة كبيرة من
حيوانات العوالق . وتتألف حيوانات العوالق هذه من القريدس وبرغوث البحر والديدان
السهمية وهلاميات صغيرة جداً وبالإضافة إلى ذلك يوجد الكثير من الحيوانات التي تقضي
المراحل الأولى أو اليرقانية من حياتها منجرفة في منطقة العوالق . وتضم مثل هذه
الحيوانات الديدان Wormsنجم البحر Star -fishsوالحبار Squidقنفذ البحر
والأخطبوط وأنواع أخرى من الرخويات
وهناك أيضاً أسماك كثيرة صغيرة تسبح مع العوالق وتتغذى على النوعين .
تعج الأعماق الباردة في محيطات العالم بالحياة . وأفواج السمك مثل
الزنكة ( سمك من جنس السردين) Herringمثال على ذلك .

صور بعض اسماك البحار