مديرون يرون في الأنشطة المدرسية مضيعة للوقت

الخميس, 02 فبراير 2012 11:04


تفعيل الأندية التربوية استثمار للتعلمات وتوظيفها في وضعيات اندماجية وواقعية
اعتبر محمد بوقدير، رئيس المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي بأكاديمية جهة تادلا أزيلال، تأسيس النوادي التربوية ليس هدفا في حد ذاته، بل يعتبر عملية إجرائية لتحقيق مجموعة من الغايات النفسية والاجتماعية والتربوية على ضوء المرجعيات الرسمية (ميثاق التربية والتكوين، الكتاب الأبيض، البرنامج الاستعجالي).
ولتفعــــيـل بنـــــــــــود البــــــــــرنامج الاستعجالي، سيما المشروع E1.P12، وبغية مأسسة عمل النوادي وإرسائها على أسس متينة وصلبة لأداء مهمتها التربوية، تم تعميم إحداث النوادي بجهة تادلا أزيلال بموجب مذكرة الأكاديمية رقم 24/2011 بمعدل ناديين على الأقل بكل مؤسسة (نادي المواطنة وحقوق الإنسان، النادي الصحي والعلمي، النوادي الثقافية والاجتماعية) مع الأخذ بعين الاعتبار القدرات المعرفية للتلاميذ بالسلك الابتدائي.
وتتداول النوادي محاور مختلفة تهم تكريس ثقافة حقوق الإنسان وكذا المعارف العلمية والبيئية والصحية، إذ يتم تمويل النوادي من مصادر متعددة الدعم الذي توفره الأكاديمية لفائدة "مدرسة النجاح".
كما تتوخى الأكاديمية، من وراء تأسيس النوادي التربوية، يقول بوقدير، تحقيق أهداف متعددة منها دعم أنشطة الحياة المدرسية والارتقاء بها وتفعيل المبادرات الفردية والجماعية لدى المتعلم وتربيته على مفهوم العمل الجماعي وتنمية شخصية المتعلم وتقويم اتجاهاته وقيمه وتطوير مهاراته واستثمار التعلمات وتوظيفها في وضعيات اندماجية وواقعية ومعيشة، مع تدريبه على الممارسة الديمقراطية وتحمل المسؤولية وتعزيز انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها وإغناء مهارات التواصل والاستماع والأخذ والعطاء لدى المتعلمين، وتمكين المتعلم من حسن استغلال فراغه والتربية على حرية الاختيار واتخاذ القرار المسؤول وتعزيز الهوية الوطنية لدى المتعلم واعتزازه بانتمائه إلى مؤسسته ووطنه.
كما ترتكز على إبراز الدور المحوري للمتعلم في إحداث النوادي وتدبير أنشطته وتقويم أعماله مع فسح المجال أمام حرية اختيار الأنشطة انطلاقا من حاجيات المتعلمين وميولاتهم شريطة أن تكون هادفة واعتماد مقاربة النوع والتكافؤ والإنصاف بين الجنسين.
وأضاف الأستاذ بوقدير، أنه في إطار مذكرة الأكاديمية لجهة تادلا أزيلال تم تعميم إحداث النوادي بمجموع المؤسسات التعليمية بالجهة بمعدل ناديين في كل مؤسسة.
وتحدث الأستاذ بوقدير عن مجموعة من العوائق التي أصبحت حاجزا أمام بلورة مشاريع كبرى تصب في مصلحة المتعلم منها "الزمن المدرسي" الذي لا يسمح للتلاميذ بممارسة أنشطتهم التربوية في إطار نواديهم المدرسية، وكذا غياب منشطي النوادي علما أن عملية التنشيط تعتمد على تطوع الأساتذة في غياب مربين متخصصين يدركون ماهية التنشيط وتقنياته المختلفة. كما أن بعض المؤسسات التعليمية بالجهة تفتقد إلى مقرات النوادي ما حذا بالأكاديمية إلى اقتراح مجموعة من الحلول، منها استعمال مقرات المكتبات والداخليات إن كانت المؤسسة تتوفر عليها أو مكاتب إدارية لحل المشاكل العارضة بشكل مؤقت ما يفقد عملية التنشيط قيمتها التربوية.
وأكد أن النظام الجديد للبكالوريا أصبح عائقا من عوائق التنشيط المدرسي، إذ أصبح المتعلم مجرد خزان للمعلومات والمعارف التي يتلقاها داخل الفصل الدراسي، وصار ذاكرة لحشو الأفكار وحفظها ونسيانها بعد الامتحان ما لا يسمح له بتفجير طاقاته المعرفية والإبداعية.
وتزداد الصعوبة عندما تقف بعض الإدارات التربوية حجرة عثرة في وجه أي فعل تنشيطي يتطوع الأستاذ أو التلميذ للقيام به بدعوى أن العملية مضيعة للوقت وتهرب من الحصص الرسمية التي تخلو من التنشيط، لذا يجب على الإدارة التربوية دعم النشاط المدرسي بتشجيع المبادرات الفردية والجماعية لفسح المجال أمام المتعلمين لتفجير طاقاتهم ومحاربة رتابة الحياة المدرسية في أفق تحقيق الاندماج الاجتماعي.
لم تعد مدرسة اليوم، فضاء للتعليم والتلقين في انعزال تام عن المجتمع، بل صارت طريقا لإثبات الذات وتحقيق السعادة المنشودة، إذ يشعر فيها المتعلم بالأمان وتحقيق الذات وغرس قيم المواطنة والإبداع والمشاركة والتنشيط والتفاعل البناء والإيجابي في تناغم تام مع فاعلين تربويين وشركاء المدرسة الاقتصاديين والاجتماعيين وكذا كل فعاليات المجتمع المدني.
سعيد فالق (بني ملال)

نعم المقال! شكرا جزيلا استاذي على موضوعك القيم

شكرا جزيلا
دام التألق و العطاء
دمتم تخطون الجديد
كامل احترامي
سعداء بتواجدكم بيننا