2010-05-02, 15:24
|
رقم المشاركة : 29 |
إحصائية
العضو | | | رد: لغز قبل المطر... |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزيه لحسن
دائما تحضرني قولة أدونيس ، وأنا أحاول قراءة إبداع مُسعّر بنار عشق الإبداع و الشاعرية ..القولة القصيرة تقول : "" أن تكتب هو أن تهرب من الكلام "" فأقصى درجة الإبداع ، حين تُصبح الكتابة عملية خلق منفلتة من إكراهات الذات .. فهناك يتشكل البعد الحضاري لكينونة الإنسان ، بل و تتحقق إنسانية الإنسان في أبعادها المثالية .. وأستاذي عز الدين يأخذنا إلى الشاعرية الفاتنة و الإبداع الأنيق و المنفتح ، حتى لا نسقط في " الكلام " .. وبحس مرهف جعل المتلقي يختار المقاطع التي ألهبت حس الحياة لديه ! أي فائض قيمة الإختراق الفني الرفيع ! فيا لجمالية حرفك يا بهي !! لذلك فأنا سآخذ سخاء القصيدة في كليته ، ولن أختار.. وحين نلج عالم القصيدة ، نجد أنفسنا أمام ذاكرة تتداعى حزينة بكل كبرياء ، أي بنكهة استحياء و شموخ .. حبر النبلاء ينزف شعرا ! تكشف القصيدة مقامات العشق ، عشق يتجاوز الإحساسات المُبتذلة و " اللهفة العرجاء " ، وينحو نحو الكتابة ب "كل الألوان " و بنفس الألوان يعزف سمفونية الأسف ! الأسف على زراعة حُب بأرض بور، و " راحة كف ..أجرد ".. وبنفس المساءلة تستمر القصيدة في وخز ضمير المعشوق ، وهي رؤية كسرت باستحسان المعمار الغزلي المعهود ، وانطلقت نحو إبداع صرامة العبارة، دون إغفال براعة التخييل و نبض الروح الموشوم بالأمل .. وتنتهي رحلة الحرف المضطرم بنار العشق ، بنبرة موجزة ، كشفت عن مرارة اليأس من شطحات الحبيب ، وتجاهله لأحوال شاعرنا ..ذلك التجاهل الذي جعلنا " نصغي " جيدا إلى النص الرائع. نص خصب بثراء عباراته الموجزة ، و أنيق بحسه المرهف الحزين ، و جميل بتوضيباته الحرفية القادرة على التقاط خلجات الذات ورسم ملامحها الشاعرية .. للقلم الرائع أعظم تحية .. ودمت كأسيل الأنهار ، لا تنضب.. محبتي و مودتي . بقدر ما أسعدني مرورك أخي نزيه بقدر ما أخجلتني كلماتك الطيبة.. إن هي إلا محاولات متواضعة لا ترقى إلى مستوى الإبداع إلا بقراءاتكم, ملاحظاتكم و توجيهاتكم
كل الشكر لك مع تحيتي ومحبتي. | |
| |