أقدم لكم فيما يلي كتاب
ثلاث وثلاثون خطوة لتدريس ناجح
دليل عملي للمعلمين والمعلمات
للمؤلف : راشد بن حسين العبد الكريم
يقول الكاتب في مقدمة الكتاب :
فإن الكتب الموجهة إلى المعلمين كثيرة ومختلفة الطرائق والأساليب، لكني أردت بهذا الكتيب أن يكون مرشدا للمعلم تتحقق فيه:
1ـ السهولة :
سهولة اللغة والعرض والمادة، فلا تجد فيه النظريات العلمية المعقدة، ولا تجد فيه الاصطلاحات التخصصية، بل أردت القارئ أن ينساب مع فقراته بفكره وكأن الكتيب يخاطبه وهو في فصله أو بين تلاميذه.
2ـ العملية:
فالكتاب عملي، وضع على شكل فقرات واضحة، وأغلبه بصيغة تعليمات، استُخدم فيها كثيرا ضمير المخاطَب، وذلك حتى يحس القارئ أنه هو المعني بما يقرأه.
3ـ الاختصار:
فلم أثقل الكتاب ـ وبالتالي اثقل على القارئ ـ بالتوسع في الشرح النظري لكثير من الموضوعات التي طرقت، وذلك طلبا للاختصار من ناحية، ومن ناحية أخرى لاعتقادي أن من سيقرأ هذا الكتاب لديه الإلمام العام بما يقرؤه من موضوعات، أو على الأقل يستطيع الحصول عليها من الكتب المطولة. فالقصد في هذا الكتيب هو الإرشاد إلى القواعد المهمة في كل باب. والله الموفق.
وإليكم هذا المقتطف الخاص بمواصفات الأستاذ المتميز : "منقول بتصرف"
الكفاءة العلمية :
من مهام الأستاذ الأساسية أن يقدم للتلاميذ المعلومات والخبرات التي يحتاجونها في مادته المقررة. ويفترض ـ بدهيا ـ أن يكون الأستاذ ملما بتلك المعلومات بشكل صحيح وواضح، إذ من البدهي أن فاقد الشيء لا يعطيه. ولا يمكن أن يقدم الأستاذ للتلميذ معلومة بشكل سليم إذا لم يكن مستوعبا لها. ومن هنا جاءت فكرة التخصص، إذ يتوقع من الأستاذ أن يتخصص في فرع من فروع العلم ويتمكن منه. وهذا بالطبع لا يعفيه معرفة ما هو خارج تخصصه.
الكفاءة التربوية :
الإلمام بالمادة العلمية ـ مع أهميته ـ لا يكفي لوحده، بل لابد أن ينضم إليه معرفة بالطرق التربوية المناسبة في التعامل مع التلميذ. فالتلميذ ليس آلة يضبط على وضع الاستقبال وتصب المعلومات في داخله، بل هو بشر له روح وعقل وانفعالات وجسد، ويمر في الساعة الواحدة بحالات نفسية وانفعالات مختلفة. والأستاذ يتعامل مع التلميذ في كل هذه الحالات ومن كل تلك الجوانب، فلذلك لا بد أن يكون ملما بطرق التربية وأساليب التعامل مع التلاميذ.
الكفاءة الاتصالية:
مع إلمام الأستاذ بمادته العلمية وبالطرق التربوية للتعامل مع تلاميذه لابد له من معرفة طرق ووسائل الاتصال التي عن طريقها يتمكن من إيصال ما لديه من معلومات وأفكار واتجاهات ومهارات.
فيجب أن تكون لغة الأستاذ سليمة ومفهومة لدى التلاميذ وتناسب مستواهم العقلي من حيث نوعية الكلمات ومستوى تركيب الجمل، وأن يكون صوته مسموعا ومناسبا، وأن تكون لديه القدرة على إعادة عرض المعنى بأساليب متنوعة، مع قدرة على ضرب الأمثال لتقريب المعاني.
كان أحد الأساتذة يشرح للقسم الثاني الابتدائي مادة العلوم، وفي نهاية الشرح استوقفه أحد التلاميذ وكان منصتا أثناء الشرح وقال: ما معنى "لا بد.." يا استاذ؟! فقد كان الأستاذ يكرر هذه الكلمة التي كانت عنده من الكلمات السهلة، لكنه لم تكن كذلك لتلميذ القسم الثاني ابتدائي.
ولابد أن يكون الأستاذ عارفا بعوائق الاتصال التي يمكن أن تحدث في القسم ليسعى إلى تذليلها. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم أعاد الكلام ثلاثا حتى يفهم عنه.
الرغبة في التعليم :
من أعظم عوامل نجاح الأستاذ رغبته في التدريس. فالأستاذ مالم يكن مدفوعا بحب التعليم ولديه رغبة في أداء ما حمل من أمانة التعليم فلن يتحمس لمهنته وبالتالي لن ينجح فيها.
ومن أعظم ما يبعث الرضا في النفس ويشعر الإنسان بقيمته في الحياة نشر ما يملكه من علم.
أمور تساعدك على زيادة رغبتك في عملك
1ـ استشعر الأجر العظيم الذي تناله من تعليم تلاميذك إذا أحسنت النية
2ـ تصور ما سيؤول إليه تلاميذك في المستقبل، حيث سيكونون هم قادة المجتمع وهم رجاله فأنت الآن تبني في مجتمع المستقبل.
3ـ يجب أن تعلم أن هؤلاء التلاميذ أمانة عندك ائتمنها عندك آباؤهم وكذلك الدولة وفرغتك للقيام بهذا العمل العظيم.
4ـ اجعل عملك مجال تحد لك، فكل مشكلة تواجهها هي عبارة عن تحد ممتع لمدى قدرتك التربوية والقيادية، فكيف يكون تعاملك معها، فنجاحك يعني كسب التحدي، ويعني أنك فعلا أهل لما أوليت من منصب جليل، وإثبات لقدراتك ومهاراتك.
5ـ تذكر أن أكثر العظماء خرجوا من تحت أيدي الأساتذة.