إني أحبك في الله ..
إني أحبك في الله ...إنه لفظ يسير، لكنه يحمل معان كثيرة تتجلى فيها عظمة الدين الإسلامي ..
قال تعالى : (( لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) .الأنفال 63
إن الحب في الله من أسمى معاني الحب ،فهو عاطفة ربانية يهبها الله عباده
المؤمنين فيرقون بها منزلة رفيعة عند الله .
فهم يجتمعون ويتاحبـّـون في الله على غير أرحام بينهم ،ويتفرقون ولازال الإخاء
يجري في قلوبهم بذكرهم ربهم فكفاهم فخرًا أن يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله .
وكفاهم شرفًأ أن يكون لهم منابر من نور يغبطهم الأنبياء والشهداء ........................
كما أخبر عليه الصلاة والسلام : (( يأيها الناس اسمعوا واعقلوا ، واعلموا أن لله عبادا
ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله .
فجثا رجل من الأعراب من قاصية الناس وألوى بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،
فقال يا رسول الله : ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء
على مجالسهم وقربهم من الله ! انعتهم لنا ، حلهم لنا – يعني صفهم لنا – فسر وجه
النبي بسؤال الأعرابي وقال : هم ناس من أفناء الناس ، ونوازع القبائل ، لم تصل بينه
أرحام متقاربة ، تحابوا في الله وتصافوا ، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور ،
فيجلسون عليها . فيجعل وجوههم نورا ، وثيابهم نورا ، يفزع الناس يوم القيامة ولا
يفزعون ، وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) ..
الراوي: أبو مالك الأشعري - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: فقه السيرة - الصفحة أو الرقم: 151
فالحب في الله تربية للنفـــس على الصدق في الحب المحبوب .وذلك بمودته ونصحه
وإرشاده وتصحيح خطأه وتقويم اعوجاجه ، وتحسس مواطن الخلل في نفسه
وإصلاحها بعيدا عن الجرح والإحراج أو المجاملة وإن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - أمر بذلك فقال: ((المؤمن مرآة أخيه المؤمن )) إسناده حسن ..
وأخيرا : أوصيكم في بهذه المحبة فإنها خير معين على طاعة الله ما لم تتعد
الحدود وأبشـّـر المتحابين والمتحابات في الله بأن المرء يحشر مع من أحب كما أخبرنا النبي - عليه الصلاة والسلام - بذلك ..
احبكن في الله اخواتي الغاليات