2010-10-27, 10:56
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | وجهة نظر: تعريف العلمانية. مواطن العالم د. محمد كشكار | وجهة نظر: تعريف العلمانية. مواطن العالم د. محمد كشكار يشترط على الطالب في البحوث العلمية الأكاديمية أن يبدأ بتحديد المفاهيم التي سيشتغل عليها. أنا لا أدّعي أن هذا المقال يندرج في إطار البحث العلمي الأكاديمي, إنما هي مجرد خواطر دون سند نظري قوي فهي إذا قابلة للدحض و التفنيد و ترحّب بالتصويب و التعديل مهما كان مأتاه يقول المترجم، صفحة 20 من كتاب "الثقافة و الإمبريالية" لإدوارد سعيد ترجمة كمال أبوديب. طبعة دار الآداب بيروت 2004. 411 صفحة: أعيد ترجمة secular الذي يشيع الحديث عنه في العربية باستخدام " العلمانية"، و استخدام مصطلح " الدنيوية" بدلا من "العلمانية". ذلك أن كلمة العلمانية سيئة الصياغة، و ملتبسة الدلالات، و معظم الناس يظنونها "العلمانية" بكسر العين، فتختلط في أذهانهم علاقات أساسية مثل علاقة "العلم" بـ"الدين"، و تكون لها عقابيل مؤذية بحق يقول شريف ماردن، عالم اجتماع تركي، صفحة 166 من كتاب "أبعاد الدين الاجتماعية" تعريب صالح البكّاري، سلسلة "موافقات" الدار التونسية للنشر 1993، (Sélection d’articles extraits de la REVUE INTERNATIONALE DES SCIENCES SOCIALES, Vol XXIX : 2 C Unesco 1977) و قد أسال مبدأ العلمانية – من حيث مدلوله و نتائجه – حبرا كثيرا، و قد حدّده أحد رجال القانون ينحدر من أصل "العلماء" على أنه نقيض الكهنوتية. و اعتبر الكثير من منظري العلمانية أن هذا المبدأ قد مكّن من جعل العقيدة أمرا خاصا بالفرد، فأصبح الدين مسألة ضمير شخصي (وجدان) لا مسألة قسر اجتماعي و نمط حياة يفرضان على المجموعة عنوة نقول العلمانيون بفتح العين لا بكسرها كما ينطقها الكثيرون و قد يكونون على صواب إذا نسبوا المفهوم للعلم و ليس للعالم. شنّ مُروّجو نظرية داروين حملة ضد التفسير الكنسي للتاريخ الطبيعي و هم الذين اختاروا كلمة علماني بكسر العين، من العلم، اقتباسا من كلمة scientist إذ التعارض كان بين العلم و الدين في حضارتنا، يشجّع الدين الإسلامي العلم و العلماء في الطب و الفيزياء و الكيمياء. يبدو لي أنه لم يُحاكَم أحد في التاريخ الإسلامي بسبب نظريته العلمية المادية لا ينتسب هذا المفهوم للإيمان بالعلم فقط كما يعتقد أكثر الناس بما فيهم العلمانيون أنفسهم و لا ينتسب بالضرورة إلى نكران الدين أوتجاهله أو مواجهته بأي شكل من الأشكال كما يرى بعض العلمانيين و أكثر المتدينين. يدعو هذا المفهوم, غير الواضح لدى المتدينين و لدى غير المؤمنين أيضا، إلى التفكير في مشاكل هذا العالم و منهنا أتت تسميتهم بالعلمانيين بفتح العين أو العالَميّين نسبة لهذا العالم الذي يسع المؤمنين و همكثر و غير المؤمنين و هم أكثر. يحاول العلمانيون المؤمنون, حسب تعبير أركون, و غيرالمؤمنين إيجاد حلول لإشكاليات هذا العالم البسيطة أو المعقدة بمشاركة كل الناس,المتدينون الموحّدون و المتدينون غير الموحّدين و البشر غير المعترفين بالدين. يهدف العلمانيون بكل توجهاتهم إلى إقامة جنة فوق الأرض بغض النظر عن الإيمان بوجودها في الآخرة أو الإيمان بعدم وجودها قد يبدو للبعض, و للوهلة الأولى, أن هذا الهدف طوباوي و أن طارحه يسبح في ملكوت الأحلام. يكفي أن ننظر إلى ثروات العالم من نفط و غاز و ذهب و هي كلها لنا نحن العلمانيون العالَميون المسالمون, مؤمنون و غير مؤمنين, أصحاب هذا العالم لكن افتكتها منا بقوة السلاح الأنظمة الرأسمالية الاستعمارية الخارجية و الداخلية. لا يوجد نفط سعودي أو غاز روسي أو ذهب أمريكي, كلها موارد أحفورية طبيعية ترسّبت على مرّ العصور منذ آلاف أو ملايين السنين و لا استحقاق عليها لأمريكي أو سعودي أو روسي. شنّت الإدارة الأمريكية منذ تأسيسها، منذ 500 سنة، 200 حرب على دول العالم المستقلة. تخيل و احلم معي و لو للحظة صديقي العلماني المؤمن بالله و العلماني غير المؤمن بالحتمية و لا بالغيبيات: لو صرفت عائدات ثروات العالم على بناء جنة فوق الأرض عوض تبذيرها في الحروب الأمريكية على الأعداء الوهميين مثل العالم الشيوعي سابقا و العالم الإسلامي حاضرا. تكفي ميزانية وزارة الهجوم الأمريكية "البنتاغون" وحدها لصنع جنة مستديمة لكل العالم المؤمن و غير المؤمن. هل تعرف أن ثمن طائرة حربية واحدة من نوع ف16 يكفي لبناء و تجهيز 100 مدرسة ابتدائية بالمواصفات الأوروبية طبعا لأن مدارسنا الابتدائية التونسية غير مجهزة تماما لماذا يتخاصم المسلم و العلماني في العالم العربي و الإسلامي ؟ يبدو لي أن العوامل المجمّعة بينهما أكثر بكثير من العوامل المفرّقة. لماذا ينكر المسلم على العلماني غير المؤمن عدم إيمانه و هو المسلّم بأن "لا إكراه في الدين"؟ لماذا يقصي العلماني غير المؤمن المسلم و هو العالم بأحقية البشر كل البشر في صنع مصيرهم بأنفسهم دون تمييز على أساس عرقي أو ديني أو جنسي أو لوني أو بدني لماذا العتاب و الخصام بين العلماني العربي و المسلم العربي و هم يعانون من نفس المشاكل البدائية؟ تتجسم مطالبهم المشتركة في أكل نظيف و لباس خفيف و دواء رخيص و طريق معبد و لسان غير خشبي و صحافة حرة و تداول على السلطة و انتخابات نزيهة و تعليم ناجع و أجور محترمة و نقابة حرة! لماذا يصرّ العلماني العربي على محاربة المقدّس و هو يعرف مسبقا أنها حرب خاسرة؟ لماذا يجعل العلماني العربي من أمه و أخته و صديقه أعداء لا لشيء إلا لأنهم مؤمنون و مؤمنات؟ لماذا لا يترك المعتقدات جانبا و يركّز على المعاملات الدنيوية التي يجوز فيها الاجتهاد الديني و البحث العلمي لماذا تصالح العلماني الغربي مع أخيه المسيحي الغربي و صنعوا دولا متقدمة حتى و لو كانت ظالمة في بعض الأحيان لماذا تصالح العلماني الآسيوي مع أخيه البوذي الآسيوي أو المسلم الآسيوي و صنعوا كوريا الجنوبية و هونق كونق و سنغافورة و تايوان و الصين و الهند و ماليزيا و أندونيسيا؟ لماذا يرأس الهند البوذية رجل مسلم و يرأس مجلس وزرائها سيخي و الاثنان من الأقليات؟ لماذا تصالح العلماني الصهيوني مع الصهيوني المتدين و نجحوا في إقامة كيان مغتصبّ و سرقوا حقوق الفلسطينيين كل الفلسطينيين بعلمانييهم و مسلميهم و مسيحييهم هل التدين المتشدد منع "بوش" من احتلال العراق و أفغانستان؟ هل العلمانية و الإلحاد منعوا "ستالين" من إقامة المعتقلات للشعب السوفياتي و إبادته بالملايين؟ هل إسلام أحمد زويل منعه من الحصول على جائزة نوبل في الكيمياء؟ هل عدم إيمانه بالله منع عمدة لندن السابق من استقبال القرضاوي و رفض استقبال بوش؟ هل علمانية تركيا منعت حزب العدالة و التنمية الإسلامي من الوصول إلى السلطة؟ و هل منع هذا الحزب نظام العلمانية عندما وصل هو إلى السلطة؟ هل منع إسلام المأمون ترجمة الفلسفة اليونانية؟ هل تدرّس حقوق الإنسان و حرية المعتقد و الأديان المقارنة في الثانويات و الجامعات مثل ما يلقن الدين من الروضة إلى الجامعة؟ و هل تدريس الإلحاد في الإتحاد السوفياتي سابقا قضى على الأديان أو زاد في معتنقيها خلاصة القول أنا أرى, من وجهة نظر حقا متواضعة تستند إلى اجتهاد نظري شخصي, أن الصراع بين العلمانيين و المتدينين هو مشكل مصطنع و هدرٌ لطاقاتنا المتواضعة و مضيَعَة للوقت. لو صدق العلمانيون و آمنوا بعلمانيتهم لتركوا المؤمنين يؤمنون كما يشاؤون و لو صدق المؤمنون في بلادنا و طبقوا فعليا القيم النبيلة في دينهم لصلُح أمرنا منذ زمان. يبدو لي, انطلاقا من مقاربة فلسفية و ليست فقهية, أن أقرب الأديان للعلمانية هو الدين الإسلامي لأن هذا الأخير يرقى بالعلاقة بين الإنسان و ربه إلى التجريد الكامل, علاقة عمودية لا وساطة و لا وصاية فيها لأي بشر على بشر مهما كان تدين الأول و مهما كان عدم إيمان الثاني. أذكر هنا واقعة من التاريخ الإسلامي قد تؤيد وجهة نظري: في حفل تنصيبه كخليفة أول للمسلمين قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه بما معناه و ليس حرفيا: "محمد كان له ملاك يهديه أما أنا فلي شيطان يغويني, فإن أصبت فأطيعوني و إن أخطأت فأصلحوني". إن كان لأبي بكر, رغم تقواه, شيطان واحد يغويه و طلب المشورة و النصيحة فما بالك ببعض المتسترين بالدين في عصرنا هذا و ما أكثر شياطينهم أعتذر مسبقا عن كل خطا أو سهو وقعت فيه عن حسن نية فأنا لا أهدف إلى فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال مهما بدا لكم سيئا, أرجو أن تردوا عليه بمقال جيد لا بالعنف اللفظي | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=276668 |
| |