الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > بنك الاستاذ للمعلومات العامة > سير و شخصيات



إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2012-04-29, 22:10 رقم المشاركة : 26
tagnaouite
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية tagnaouite

 

إحصائية العضو








tagnaouite غير متواجد حالياً


العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي الشيخ محمد المكي الناصري في تفسير سورة محمد


الشيخ المكي الناصري رحمه الله تعالى في تفسير سورة محمد:المسلمـــــون وحمايـــة الدعـــوة الإسلاميــــة للمفسرين المغاربة باع كبير في تفسير كتاب الله وتيسير فهمه للمسلمين بأسلوب مبسط وعميق أشبه بالسهل الممتنع، وفي ما يلي نموذج من هذا التفسير للشيخ المكي الناصري رحمه الله تعالى لسورة ''محمد''، تقدمه الإذاعة الوطنية عقب صلاة الفجر من كل يوم، ويقول الشيخ المكي الناصري:



وعيد الله للكفار

يتحدث كتاب الله عن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله، بما يضعونه في طريق المؤمنين من عراقيل وما يدبرونه من مؤامرات ودسائس لعرقلة الدعوة الإسلامية حتى لا تتمكن من تحقيق أهدافها والوصول إلى غاياتها، وهؤلاء هم أعداء الدعوة الألداء، لأنهم إذا استمروا في نفس الخطة إزاء الإسلام ولم يتراجعوا عنها إلى أن أدركهم الموت، فإنه لا سبيل إلى غفران ذنوبهم، ولا إلى نجاتهم من العذاب الأليم، الذي ينتظرهم عند الله. وذلك قوله تعالى: {إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم}.



خطاب الله للمؤمنين

ثم اتجه خطاب الله بعد ذلك مرة أخرى إلى المؤمنين جميعا، ناهيا لهم عن الرضى بالوهن والفشل والتخاذل وعن الميل لموادعة الأعداء ومسالمتهم إن كانت تلك الموادعة والمسالمة لا خير فيها للإسلام ولا نفع من ورائها للمسلمين، وذلك في قوله تعالى: {ولا تهنوا وتدعوا إلى السلم}، قال القاضي أبو بكر بن العربي المعافري: ''إن الصلح، إنما هو إذا كان له وجه محتاج فيه إليه، وإذا كان يفيد فائدة''.

ووضح كتاب الله السر في نهي المسلمين عن التخاذل والفشل وعن الصلح، إن لم تكن فيه فائدة محققة للإسلام، فقال تعالى: {وأنتم الأعلون والله معكم} إشارة إلى أن الدعوة الإسلامية التي يدافع المسلمون عن حريتها، ويجاهدون في سبيل استقرارها واستمرارها، دعوة سامية يجب أن يكتب لها البقاء، إنها أجل قدرا وأعظم مقاما، وأجدى نفعا للبشرية جمعاء من دعوة الشرك والجاهلية، التي هي دعوة سافلة منحطة، يجب القضاء عليها إلى الأبد {وأنتم الأعلون}.



معية الله لناصر الدعوة الإسلامية

يضاف إلى ذلك أن الدعوة الإسلامية هي في صميمها دعوة إلاهية نابعة من السماء، تسدد خطواتها إرادة الله النافذة، وحكمته البالغة، فمن نصرها وحمل لواءها كان الله معه، في حركاته وسكناته،{والله معكم}، ومن كان الله معه، لم يقف في وجهه شيء وكفى بالله وكيلا وكفى بالله نصيرا.

{ولن يتركم أعمالكم} أي لن يقطع عنكم جزاء عملكم، بل إنه سيمنحكم الجزاء الأوفى.

وانتقلت الآيات الكريم إلى التهوين من شأن المصالح المادية والمنافع الشخصية، التي قد تعوق المسلم عن الفداء والتضحية في سبيل العقيدة الإسلامية، قال الله تعالى: {إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تومنوا وتتقوا يوتكم أجوركم}، إشارة إلى أن خير الزاد الذي يتزوده المسلم من هذه الدار لتلك الدارهو ما يفتح به قلبه من الإيمان، وما يشغل به جوارحه من الأعمال الصالحة، المزدوجة النفع دنيا وأخرى، وهو الزاد الذي يدوم ويبقى، أما ما عداه من الشهوات والملذات البشرية الصرفة، التي يصرفها الناس فيها حياتهم، فمآلها كلها إلى الزوال، وهي تنتهي بانتهاء وقتها في الحال.

البذل في سبيل الله عزة

واتجه كتاب الله إلى مخاطبة المسلمين في موضوع حساس بالنسبة لحياتهم المادية، ألا وهو موضوع البذل في سبيل الله، والإنفاق على الدعوة الإسلامية وعلى الجهاد الإسلامي المشروع لحماية هذه الدعوة وضمان وجودها، منبها إلى أن الحق سبحانه وتعالى لم يأمر المسلمين بإنفاق كل ما يملكونه في هذا السبيل،لأنه لو أمرهم بإنفاق كل ما يملكون لشق عليهم هذا الدين، ولا ضاقوا به ذرعا، ويكون فيه نوع من الحرج والإحراج،{ولا يسألكم أموالكم، إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم}، لأن مبدأ الإسلام أساسا {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} وقاعدته الأصلية { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}، لكن المطلوب من المسلمين هو ألا يتخلفوا عن واجباتهم الأساسية، بأن يبذلوا من أموالهم في سبيل تحقيقها والوفاء بها ما هو ضروري، وذلك في حدود المستطاع.

وامتثال المسلمين لهذا الأمر الإلهي إنما يعود عليهم قبل غيرهم بالصلاح والرشاد، ويضمن لهم القوة والهيبة بين العباد، فإذا بخلوا بأموالهم وتخلوا عن واجباتهم جنوا ثمرة بخلهم ضعفا في أنفسهم، وهوانا على الله وعلى الناس، وإلى هذا المعنى أشار الله تعالى: {ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء}، قال ابن كثير وصف الله نفسه بالغنى وصف لازم له، ووصف الخلق بالفقر وصف لازم لهم، وهذا أمر واضح ما داموا فقراء إلى رزقه في الدنيا وإلى أجره في الآخرة.

الإنذار الخطير

وختمت سورة محمد عليه السلام أو سورة القتال بخاتمة تعتبر إنذارا أو شبه إنذار، مما كان له وقع كبير عند المسلمين، ذلك أنها أعلنت في حزم وصراحة أن الدعوة الإسلامية التي وكلها الله إلى رسوله والمؤمنين، إنما هي أمانة مودعة بين أيديهم، شرفهم الله بها وميزهم على بقية الناس، فإن وفوا بها وقاموا بحقها، وضحوا في سبيلها، كانوا أهلا لها، ومضوا في حمل أمانتهم إلى يوم الدين، وإن تخلوا عنها أو أهملوا بشأنها وبخلوا في سبيلها ببذل النفس والنفيس، نزع الله أمرها من بين أيديهم واستبدل بهم غيرهم، وجعل هذا الغير أفضل منهم للقيام بحقها والوفاء لها والتفاني في سبيلها وذلك ما يشير إليه قوله تعالى في خطابه للمؤمنين بكل إيجاز وإعجاز {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}.


إعداد:ع.لخلافة




1/11/2004
-منقول عن جريدة التجديد -





التوقيع

محمد الزاكي ( tagnaouite)

    رد مع اقتباس
قديم 2012-05-01, 22:08 رقم المشاركة : 27
tagnaouite
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية tagnaouite

 

إحصائية العضو








tagnaouite غير متواجد حالياً


العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: العلامة الشيخ محمد المكي الناصري


من أدب أستاذنا الشيخ العلامة الشيخ محمد المكي الناصري رحمه الله تعالى : كذب الناس


كذب الناس !!


محمد المكي الناصري


( 1324 - 1415 هـ) / ( 1906 - 1994 م)





أنا في مصر وقلبي *** أبدا ثم مقيم


إن يهم بالنيل وهذا *** فبودياني أهيم


تلك أوطاني وهذا *** وطن المصري الكريم


كم يسليني صديق *** من بني مصر حميم


غير أني لست أرضى *** عن سوى وكري القديم


إنه موطن أنسي *** إنه مأوى النعيم


إنه راحة نفسي *** وهواه في الصميم


هل عجيب في الفتي النا *** زح إحساس أليم؟


كذب الناس في الغر *** بة إلا كالجحيم


أنا في مصر وقلبي *** لم يزل ثم يقيم






تصنيف محمد بن عباس القباج، الأدب العربي في المغرب الأقصى، ط1، ج1، المكتبة الوطنية، 1929، ص-ص86-87.





التوقيع

محمد الزاكي ( tagnaouite)

    رد مع اقتباس
قديم 2012-11-29, 20:57 رقم المشاركة : 28
tagnaouite
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية tagnaouite

 

إحصائية العضو








tagnaouite غير متواجد حالياً


العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي من خطب العلامة المرحوم الشيخ المكي الناصري


الهجرة النبوية الشريفة
من خطب الأئمة يوم الجمعة، والتي واكبت الهجرة المحمدية الشريفة، على صاحبها مولانا محمد صلى الله عليه وسلم، خطبة نموذجية ألقيت بجامع السنة بالرباط، لفضيلة الأستاذ المرحوم الشيخ محمد المكي الناصري، بتاريخ 27 ذي الحجة 1389، نستقيها من مقال بمجلة دعوة الحق تحت عنوان الهجرة المحمدية.
وفيما يلي نص الخطبة:
الحمد لله الذي جعل «الهجرة المحمدية» إيذانا بالفتح المبين والنصر المكين للإسلام والمسلمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء وإمام المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، صلاة وسلاما تامين دائمين إلى يوم الدين.
أما بعد – أيها الناس:
في الأيام القليلة القادمة نودع عاما، ونستقبل عاما، من تاريخنا الإسلامي المجيد، نودع العام التاسع والثمانين ونستقبل العام التسعين بعد ثلاثمائة وألف، وهذا التاريخ يرتبط بذكرى حادثة عظيمة لها أعمق الأثر في حياة الإسلام والمسلمين خاصة، وحياة الإنسانية عامة، ألا وهي حادثة الهجرة من مكة إلى المدينة، التي كانت نقطة الانطلاق لانتشار الإسلام وامتداد نفوذه عبر الآفاق، وقد مهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الهجرة بدعوة الحجاج الوافدين من الأوس والخزرج خلال موسم الحج إلى الإسلام، فأسلم فريق منهم أولا، ثم بايعه فريق أكثر عددا في العام التالي، وأخيرا بايعه بالنيابة عن مسلمي المدينة ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان في العام الذي يليه، وذلك بعد فراغهم من الحج، واختاروا من بينهم اثنى عشر نقيبا كفلاء عنهم، تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس، وأثناء هذه الاتصالات بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير، وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويفققهم في الدين، فكان مصعب يعرف في المدينة باسم «المقرئ»، وهو أول من أطلق عليه هذا الإسلام في الإسلام، وفشا الإسلام في المدينة حتى لم تبق دار من دورها إلا وفيها ذكر لرسول الله.
وبعد بيعة «العقبة» الثانية أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من معه من المسلمين بمكة أن يخرجوا منها إلى المدينة ويلحقوا بإخوانهم فيها قائلا لهم: «إن الله قد جعل لكم إخوانا ودارا تأمنون بها»، فخرجوا زرافات ووحدانا، مشاة وركبانا، واستمرت هجرة الصحابة من مكة إلى المدينة خلال شهر المحرم وشهر صفر، ولم يتخلف مع رسول الله بمكة إلا من حبس أو فتن، بالإضافة إلى علي بن أبي طالب وأبي بكر الصديق، وكان أبو بكر كثيرا ما يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة فيقول له: «لا تعجل، لعل الله يجعل لك صاحبا» فيطمع أبو بكر أن يكونه. وفي شهر ربيع الأول أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة، ليكون على رأس صحابته من المهاجرين والأنصار، فوصلها رفقة صاحبه أبي بكر الصديق يوم الاثنين، لثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول، وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، بعدما قضى بمكة ثلاث عشرة سنة منذ البعثة، وكان وصوله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بداية تاريخ الإسلام، الحافل بعظائم الأعمال والأحداث الجسام، وهكذا لم تكن الهجرة حدثا طارئا ولا مفاجئا، بل كانت نزولا على حلف طاهر كريم أخذت فيه مواثيق الصدق والوفاء، على بذل الأرواح والفداء، تنفيذا لخطة مرسومة بوحي الله، وضمانا لإعلاء كلمة الله؛ قال تعالى: ?وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا? (النساء: 100).
إذا ذكرنا الهجرة من مكة إلى المدينة ذكرنا تأسيس أول «مدينة إسلامية» نموذجية في الوجود، تحققت بواستطها «المدينة الفاضلة» التي ظلت حلما لذيذا يراود خيال الحكماء دون أن يصلوا إليه، أو يعثروا عليه. وإذا ذكرنا الهجرة من مكة إلى المدينة ذكرنا تنظيم أول «مجتمع إسلامي» مثالي في الوجود، تحقق بواسطة المجتمع الإنساني الكامل، المجتمع المتعاطف المتكامل، مجتمع العدل والرفق والإحسان، الذي يضمن كافة حقوق الإنسان. وإذا ذكرنا الهجرة من مكة إلى المدينة ذكرنا ظهور أول «دولة إسلامية» برزت في العالم قائمة على شريعة الله، فطبقت في الحياة منهج الله، وامتد ظلها في كل اتجاه، وإذا ذكرنا الهجرة من مكة إلى المدينة ذكرنا «الوجود الإسلامي» البارز، الذي يفرض نفسه على العالمين، وذكرنا «الكيان الإسلامي» الممتاز، الذي لا يرضى أن يفنى أو يندمج في الآخرين، فبالهجرة تميزت «دار الإسلام» عن غيرها من الديار، وبالهجرة أصبحت للإسلام دولة ذات سيادة مصونة الجانب، لا يستطيع أن يعتدي عليها الأغيار.
ومن أجل حماية «دار الإسلام» والدفاع عن سيادته اشتبك المسلمون مع مشركي قريش في عدة سرايا وغزوات، انتهت أخيرا بالفتح المبين، والنصر المؤزر للإسلام ورسوله الصادق الأمين. وعندما فتح الله مكة لرسوله طاف عليه السلام بالبيت الحرام، ثم وقف على باب الكعبة فقال: «لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، يا معشر قريش: إن الله أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء. الناس من آدم، وآدم من تراب»، ثم ارتحل عليه السلام راجعا إلى المدينة، فلما رآها قال: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. ءائبون تائبون، عابدون ساجدون، لربنا حامدون، صدق الله وحده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده».
في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمع الناس بأمره للمشورة في أمر التاريخ الإسلامي، وتساءلوا فيما بينهم: ما هو الحدث الذي يستحق أن يكون مبدأ لتاريخنا المجيد: فقال له بعضهم: «أرخ لمبعث رسول الله» وقال له بعضهم: «أرخ لمهاجرة رسول الله»، واختار عمر الرأي الثاني فقال: «بل نؤرخ لمهاجرة رسول الله، فإن مهاجره فرق بين الحق والباطل»، فوافقه المسلمون على ذلك، وأصبح من المقرر أن يكون العام الذي هاجر فيه رسول الله إلى المدينة هو العام رقم واحد في التقويم الإسلامي، وبقيت مسألة تحديد أول شهر لهذا العام، فوقع الاختيار على أن يكون شهر المحرم هو بداية العام الهجري، وقال عمر في ذلك قولته المشهورة: «نبدأ بالمحرم، فهو منصرف الناس من حجهم، وهو شهر حرام».
ومما يؤيد هذا القرار الحاسم والرأي السليم أن بيعة «العقبة» الثانية التي بايع فيها الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي قرر على إثرها هجرته مع أصحابه إلى المدينة كانت في أواسط ذي الحجة، وفي الشهر الذي تلاها وهو المحرم بدأ ؟
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة يهاجرون فعلا إلى المدينة بأمره، فكانت بداية تنفيذ الهجرة وتطبيق ميثاقها في شهر محرم، وإنما بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة إلى ربيع الأول ليشرف على هجرة أصحابه منها، حتى إذا لم يبق بها إلا من حبس أو فتن فارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم والتحق بأصحابه من المهاجرين والأنصار، وبذلك كان شهر محرم هو بداية العام الهجري، لأنه أول شهر بدأت فيه الهجرة إلى المدينة قولا وعملا.

ما أسد نظر سلفنا الصالح عندما اختاروا الهجرة لتكون فاتحة تاريخ الإسلام، فذكرى الهجرة تعيد إلى ذهن كل مسلم ومسلمة صمود المسلمين أمام أعدائهم، وثباتهم على عقيدتهم، والدفاع المستميت عن كيانهم، وبذل جميع التضحيات في سبيل عزتهم وعزة دينهم، والعمل بكل الوسائل على فرض وجودهم، فهي ذكرى الكفاح والنضال، الذي يجب أن يستمر باستمرار العصور والأجيال، قال تعالى: ?إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة: 40)
نفعني الله وإياكم بكتابه المبين، وبحديث سيد المرسلين، وختم لي ولكم بالخاتمة الحسنى ولجميع المسلمين آمين والحمد لله رب العالمين.

- مجلة دعوة الحق -





التوقيع

محمد الزاكي ( tagnaouite)

    رد مع اقتباس
قديم 2012-11-30, 13:40 رقم المشاركة : 29
tagnaouite
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية tagnaouite

 

إحصائية العضو








tagnaouite غير متواجد حالياً


العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي من خطب الشيخ محمد المكي الناصري


خطبة الجمعة في جامع حسان حول حادث الاعتداء على المسجد الحرام
دعوة الحق

202 العدد

خصصت خطبة الجمعة في جميع مساجد المملكة المغربية يوم 3 محرم الحرام 1400 لاستنكار جريمة الاعتداء على المسجد الحرام بمكة المكرمة. وننشر فيما يلي الخطبة القيمة التي ألقاها الأستاذ الشيخ محمد المكي الناصري بمسجد حسان الأعظم بالرباط. وقد أذاعته الإذاعة المغربية ثلاث مرات.
الحمد لله فارج الهم، وكاشف الغم، اذهب عن المسلمين الحزن وكشف عنهم الغمة، وأعاد الطمأنينة والسكينة إلى قلوب هذه الأمة، والصلاة والسلام على على سيدنا محمد الذي تركنا على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك، وحذرنا من الوقوع في المزالق والمهالك، وعلى آله الأخيار، وصحابته الأبرار، صلاة وسلاما تامين دائمين إلى يوم الدين.
أما بعد – أيها الناس- لقد فضل الله بعض بقاع الأرض، فاختصها بتشريفه وتكريمه، وجعلها مواطن مفضلة لعبادته وتعظيمه، يضاعف فيها الأجر والثواب، وتنمو فيها الحسنات دون حساب، وعلى رأس تلك البقاع البقعة الفريدة والوحيدة، جوهرة الأرض، مكة المكرمة والحرم المكي الطاهر، الذي جعله الله مهبطا للوحي، وملتقى للرسل، ومجمعا للملائكة، ومعادا للصالحين من سائر أطراف الأرض، وقد أوجب الحق سبحانه وتعالى لحرمه الشريف من حقوق التعظيم والتكريم ما جعله فريدا في بابه، فمنع كل من لا يدين بالإسلام من دخول ذلك الحرم، وأوجب على المسلم نفسه إذا أراد الدخول إليه أن لا يدخله إلا إذا أحرم لحج أو عمرة، وفرض عليه أن يدخله متجردا من لباس الدنيا، مكشوف الرأس، متذللا متواضعا خاشعا، ولم يقبل صلاة أحد من عباده إلا باستقبال جهته، وجعله قبلة للمسلمين في مشارف الأرض ومغاربها، يتجهون إليه أحياء، ويوجهون نحوه أمواتا، ووعد المذنبين من عباده بحط أوزارهم عنهم إذا حجوا إليه مرة في العمر حجا مبرورا، وسعوا إليه سعيا مشكورا، وجعل دعاءهم فيع دعاء مستجابا، ومنحهم على مجرد النظر إلى الكعبة المشرفة جزاءا حسنا وثوابا، وحمى العائذ به والراتع في مسارحه من التعرض للآفات والفتن، والأهوال والمحن، ومنح الأمن فيه للإنسان والحيوان والنبات، فلا يرام فيه خائف، ولا يصاد له وحش، ولا يحتطب له شجر، وكيف لا ومكة المكرمة هي "أم القرى" التي حرمها الله يوم خلق السماوات والأرض، فلم تحل لأحد من الرسل والأنبياء، إلا ساعة من نهار لنبينا صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، ثم حرمت إلى يوم القيامة، وهي مولد خاتم الأنبياء والمرسلين، والتي يرجع إليها المسلمون حجا واعتمارا، ويختارونها مقاما وجوارا. وكيف لا والبيت العتيق هو أول بيت وضع على الأرض، فكان بيت إبراهيم الخليل الذي أمره الله ببنائه، ورفع قواعده مع ولده إسماعيل، ثم أذن في الناس بالحج إليه، لتمجيد الله والاعتراف بعظمته وعليائه، فلم يزل الناس يهرعون إليه من كل صوب وحدب، لكونه مشهد المشاعر العظام، وموطن زمزم و المقام، ودار الإسلام الباقية والخالدة على الدوام، ومن أجل هذه الخصائص الربانية، والمزايا الإلهية حرم الله فيها إشهار السلاح وإثارة الفتنة والبدع بالقتال، وضمن فيه الأمن الدائم للأقوياء والضعفاء والنساء والرجال، حتى يظل بيت الله واحة أمن وسلام، وموطن راحة للأرواح واستجمام، وحتى يبقى بمنأى عن كل صراع، لا فرق بين صراع العمالقة وصراع الأقزام.
أيها الناس لقد اهتز العالم الإسلامي من أقصاه إلى أدناه للجريمة الشنعاء، والحادثة النكراء، التي تعرض لها بيت الله الحرام، واستنكر المسلمون في كافة أطراف الأرض ما أقدمت عليه عصابة الهوس والجنون وشرذمة البغي والإجرام، مما لم يسبق له نظير في تاريخ الإسلام، وشاء الله أن يكون حامي الوطن والدين، جلالة الملك الحسن الثاني أمير المؤمنين، أول عاهل مسلم بادر وجاهد بالاستنكار، وطالب بمعاقبة البغاة الفجار.
ولندرك حق الإدراك مبلغ خطورة هذا الحادث وشناعته، وما فيه من عدوان بالغ على حرمة بيت الله الحرام وقداسته، وتحد شنيع لدين الحق وملته، نستحضر معكم قول الله تعالى في كتابه العزيز : "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات، مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا) ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين". وقوله تعالى : "وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا، واجنبني وبني أن نعبد الأصنام". وقوله تعالى : "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا، واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى، وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود، وإذا قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا، وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر". وقوله تعالى : "أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم، أفبالباطل يومنون وبنعمة الله يكفرون". وقوله تعالى : "إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة، الذي حرمها وله كل شيء، وأمرت أن أكون من المسلمين" وقوله تعالى "أو لم نمكن لهم حرما آمنا تجبني إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا، ولكن أكثرهم لا يعلمون". وقوله تعالى : "والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين". وقوله تعالى : "جعل الله الكعبة الحرام قياما للناس"، أي قواما لدينهم ودنياهمـ وعمرانا لبلادهم، وهكذا ترون أن الجماعة الباغية الفاجرة التي اعتدت على حرمة بيت الله الحران ضربت بهذه الآيات البينات عرض الحائط، وتحدت عن عمد وإصرار كتاب الله ودينه الحق، فروعت الآمنين من الطائفين والعاكفين، والراكعين والساجدين في بيت الله الحرام، وفي الشهر الحرام، وارتكبت جريمة لم يعرفها بيت الله الحرام حتى في عهد الجاهلية قبل ظهور الإسلام، فباءت بغضب من الله ورسوله والمومنين، وحقت عليها كلمة العذاب التي هي أكبر عقاب للبغاة المجرمين، قال عليه الصلاة والسلام (إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئ يومن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما، ولا يعضد بها شجرا، فإن أحد ترخص بقتال رسول الله فيها فقولوا له أن الله عز وجل أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، فليبلغ الشاهد الغائب). وقال عليه الصلاة والسلام من خطبته بحجة الوداع (إن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا)، ثم قال عليه السلام (ألا هل بلغت،) فقالوا : نعم يا رسول الله، فقال : اللهم اشهد –ثلاثا- ثم قال عليه السلام : ويلكم أو ويحكم. انظروا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. ومن تحدى كتاب الله، وتحدى سنة رسوله وتحدى أمة الإسلام في المشرق والمغرب، وانتهك الحرمات التي أمر الله بتعظيمها، وسفك الدماء التي أمر الله باحترامها، ولم يراع في الله إلا ولا ذمة حرى بأن يخرج من ذمة الإسلام، ويتبرأ منه المسلمون في الحل والحرام.
أيها الناس –جزى الله المملكة العربية السعودية وعاهلها الهمام خيرا عن الإسلام والمسلمين فقد أثلجت صدور المسلمين عندما وقفت في وجه الفئة الباغية، وطهرت المسجد الحرام من بغيها وعدوانها، وطبقت حكم الشريعة المطاع بكل صرامة على أفرادها، وقد نص أئمة الشريعة الأبرار على أنه يضيق على البغاة إذا اعتصموا بالبيت الحرام إلى أن يخرجوا أو يفيئوا، فإذا لم يمكن ردهم عن البغي إلا بالقتال يقاتلون على بغيهم، لأن قتال البغاة من حقوق الله التي لا تجوز إضاعتها، ولا يحق التهاون بها، وانعقد الإجماع بين أئمة الإسلام على أن من جنى جناية بحرم مكة لا أمان له، لأن ذلك يعتبر اجتراء على الله، وانتهاكا لحرمة بيته، وإلحاد فيه، والسيئة في حرم الله أكبر وأعظم من السيئة في أي طرف آخر من أطراف المعمور. قال تعالى : "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"، وقال تعالى : "ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه"، وقال عليه السلام محذرا من وقوع مثل هذا الحادث الشنيع، ومحرضا على وجوب مقاومته والقضاء عليه حتى لا يتكرر ولا يتجدد : "أول من يستحل هذا البيت أهله، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب" رواه أبو داود الطبالي في مسنده.
نفعني الله وإياكم بكتابه المبين، وبحديث سيد المرسلين، وختم لي ولكم بالخاتمة الحسنى ولجميع المسلمين آمين، والحمد لله رب العالمين.
الرباط – المغرب
الجمعة 3 محرم الحرام 1400
موافق 23 نوفمبر 1979
خطب جامع حسان الأعظم
محمد المكي الناصري





التوقيع

محمد الزاكي ( tagnaouite)

    رد مع اقتباس
قديم 2012-11-30, 13:50 رقم المشاركة : 30
tagnaouite
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية tagnaouite

 

إحصائية العضو








tagnaouite غير متواجد حالياً


العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي كلمة الشيخ محمد المكي الناصري بمناسبة تدشين معرض الكتاب الإسلامي


تدشين معرض الكتاب الإسلامي
دعوة الحق

150 العدد

افتتح صباح يوم السبت 29 ذي الحجة عام 1392هـ موافق 3 يبراير 1973 في الرباط معرض الكتاب الإسلامي الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والثقافة بمناسبة العام الهجري الجديد، ويضم المعرض أربع مائة كتاب تتحدث عن مختلف العلوم الإسلامية في الحضارة والفلسفة والتشريع والسيرة النبوية والتراجم وتاريخ الإسلام والفقه والمعاجم وعلوم الحديث، وقد استمر المعرض مفتوحا مدة أربعة أيام بقاعة مديرية الثقافة.
وبهذه المناسبة ألقى الشيخ محمد المكي الناصري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والثقافة الذي ترأس حفلة تدشين المعرض كلمة تحدث في بدايتها عن أهمية هذا المعرض الذي ينظم بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية، وأبرز السيد الوزير مغزى هذه الذكرى التي ترتبط بكفاح الأمة الإسلامية وقال: أن الهجرة التي كانت مفتاحا للتاريخ والتي تتمثل فيها روح التكافل والتضامن والاخاء والعدل.

قال الأستاذ الشيخ المكي الناصري في خطابه:
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرات المواطنين الأعزاء
حضرات المواطنات العزيزات
هناك أمران اثنان، أحدهما يعتبر فضيلة من أكبر الفضائل، وثانيهما يعتبر رذيلة من أقبح الرذائل
الأمر الأول هو نكران الذات:
بمعنى أن الشخص ينسى نفسه ومنفعته، وجميع علاقاته الشخصية ليندمج في خدمة المجتمع وليكرس حياته للصالح العام وليجعل المصلحة العامة هي المصلحة العليا، والأولى والأخيرة في كل مجال من المجالات.
هذا الأمر هو نكران الذات يتجلى في الايثار والتضحية والتفاني في خدمة الغير والإحسان إلى كافة الناس.
هذا الأمر فضيلة من أكبر الفضائل.
الأمر الثاني الذي يعد من أفحش الرذائل هو نسيان الذات بمعنى أن الشخص يندمج في جسم عريب عنه، يتضاءل أمام بقية الناس ينسى كيانه ويتنازل عن وجوده الخاص، ويصبح عبارة عن ذنب من الأذناب لا طابع له، ولا شخصية ولا تاريخ.
وهذا المعنى هو الذي يشير إليه قوله تعالى: " نسوا الله فأنساهم أنفسهم".
نسيان الذات جريمة من الجوائم الفردية والقومية لأنه أخطر شيء على الإنسان على الفرد وعلى المجتمع إذ يتعرض به الشخص للفناء والاندماج، ويصبح عبارة عن حشرة طفيلية تمر بهذه الحياة دون أن تترك فيها أثرا، ودون أن يذوق لها الناس طمعا، وللقضاء على هذه الرذيلة – نسيان الذات- كان من الواجب العمل على إحياء المعالم الشخصية المغربية، وإبراز الكيان الإسلامي الخاص بهذا الشعب المسلم حتى يعود إلى أن يذكر نفسه وأن يعترف عن هويته وأن لا يبقى كائنا بهيميا يسير من وراء التيارات دون هدف واضح ولا شخصية واضحة، والعمل على إحياء التاريخ الهجري في بلد مسلم كبلدنا يدخل في هذا النطاق.
فالدولة المغربية المسلمة التي يشرف مصيرها ويسير مقاليد الأمر فيها أمير المؤمنين حامي حمى الوطن والدين الحسن الثاني حفظه الله وأيد نصره، هذه الدولة تحس الأن أكثر من كل وقت مضى بضرورة الحرص على إحياء الكيان الإسلامي في هذا البلد وعلى إبراز الشخصية المغربية التي يجب أن تبقى سليمة من العلل محفوظة من كل المعوقات وأسباب الفناء.
أحياء التاريخ الهجري إحياء ذكرى الهجرة المحمدية هو فاتحة العمل المنظم ستقوم به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والثقافة لتحقيق هذا الغرض السامي ولتذكير كل مغربي ومغربية بأنه مسلم مغربي قبل كل شيء وأن الانتماء إلى الإسلام والقومية المغربية شرف لا يعادله شرف آخر، وأن الاعتزاز بتاريخ الإسلام لا يماثله بأن بطولات أخرى في تواريخ الأمم النائية، وإذا ذكرنا الهجرة فنحن لا نذكرها بمجرد الذكرى، نحن نذكرها لأن كفاحنا في العصر الحاضر يرتبط بها كل الارتباط. منها نستوحي توجيهاتنا، ومنها نستوحي صمودنا الجديد، ومنها نستوحي كل النماذج القومية التي يجب أن تطبع حياتنا في العصر الحديث.
الهجرة المحمدية جعلها سلفنا الصالح مفتاحا لتاريخ الإسلام لأنها تمثل في نظر كل مسلم السبب والعلة الأولى لوجود الإسلام في هذه الأرض.
الهجرة المحمدية بفضلها تكون لأول مرة في الوجود المجمع الإسلامي الذي تتمثل فيه روح الإسلام وروح التكافل والتضامن والاتحاد والايثار، ( ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة).
بفضل الهجرة المحمدية ظهرت للوجود المدينة المثالية المدينة الفاضلة التي طالما حن إليها الحكماء، وطالما حلق في الأجواء للوصول إليها خيالهم الثاقب دون أن يصلوا إليها، فجاء الإسلام ونقاها وأوجدها فكانت المدينة المثالية التي يبرز فيها البر والتقوى والتي تسودها الطيبات والفصائل وتختفي فيها الفواحش والرذائل.
الهجرة المحمدية كانت نقطة انطلاق لوجود شيء جديد في العالم لم يعرفه الناس من قبل ولم يتجاهلوه من بعد ذلك هو وجود ونشأة الدولة الإسلامية، الدولة التي لا تعرف لها حدودا ونشأة الدولة الإسلامية، الدولة التي لا تعرف لها حدودا ولا تعروف لها أقاليم ولا جنسيات ولا طبقات ولا عنصريات، الدولة التي تلتقي حول توحيد الله، وتمجيده ووحدة الإنسان ووحدة النوع البشري ووحدة الدين الاله الحق، الدين الصحيح.
( ومن يبتغي غير السلام دينا له فلن يقبل منه).
الدولة الإسلامية التي قامت لأول مرة في الوجود على أساس العدل والمساواة والإخاء والتكاثف والتعاون في جميع المجالات، فتكون في ظلها أول مجتمع دولي يعتبر شبه شركة مغفلة الإسم بتعاون كافة أعضائها على خدمة هدف واحد، ويشتركون في ابتكار حضارة واحدة ويعملون من أجل مجد مشترك بين الجميع، لا يفضل فيه عنصر عنصرا ولا فضل فيه لعربي على عجمي، هذه الدولة المثالية التي ابتدأت في جزيرة العرب عقب الهجرة وامتد ظلها إلى القارات القديمة التي كانت معروفة في ذلك الوقت، فلم يمض قرنا على ظهور الإسلام حتى كان قد دخل في ظلها أكثر من مائة ميلون نسمة.
الهجرة أيها السادة والسيدات تمثل الصمود والكفاح في سبيل عقيدة فاضلة مثلى.
الهجرة تمثل إيمان الإنسان بأن له رسالة في الحياة، ودعوة فاضلة يجب أن يبلغها لكافة الناس ليهدبهم ويرشدهم إلى طريق الخير.
الهجرة أيها السادة والسيدات هي السبب والمنطلق لتكوين تلك الأمة المثالية التي تلتقي حول: ( لا إله الله محمد رسول الله) والتي يلتقي فيها العجمي والعربي، والأصفر والأسود والأبيض وكلهم يعتزون بانسيانيتهم وبكرامتهم وبأنهم أخوة الله في الله.
الهجرة هي المنطلق للمجتمع الإسلامي المثالي وللدولة الإسلامية المثالية، وإذا كان لنا أن نأخذ العبر من هذا الحادث فما أحقنا بأ نستمد منه أفضل العبر وأحسن المثالات.
هذه العبر والمثالات هي: أن نطبع مجتمعنا في العصر الحاضر بطابع المجتمع الإسلامي الأول، طابع التكافل والتعاون والايثار وخدمة الصالح العام، وأن نطيع الدولة في عهدنا الجديد بطابع الدولة الإسلامية الأولى، طابع العدل المطلق والمسارات التامة والإحسان المستمر في كافة الميادين، أن تطبع المدينة التي نعيش فيها اليوم والمجتمع الذي نعيش فيه اليوم بطابع الطهر والباءة والسلامة من الأفات والتنزه عن الفواحش والموبقات.
هذه أيها السادة والسيادات، وهي أهم العبر التي ينبغي أن نأخذها من تاريخنا المجيد، تاريخ الهجرة الإسلامية، ومن حادث الهجرة المحمدية، وإذا استفدنا هذا الدرس العملي من ذكرى الهجرة واتخذها منه منطلقا لتجديد حياتنا في هذه السنة المباركة، سنة البعث الإسلامي، فإننا سنكون قد أوفينا على الغرض وحققنا المطلوب من هذه الذكرى المجيدة..
حضرات المواطنين والمواطنات العزيزات، لنبتهل إلى الله تعالى أن يحفظ أمير المؤمنين رائد النهضة الإسلامية وولي عهده أمل الشباب المغربي المسلم، ولنبتهل إلى الله تعالى أن يجعل هذه السنة المباركة سنة فتح جديد بالنسبة للعالم الإسلامي ولكافة المسلمين في أطراف الأرض رؤساء مرؤوسين خاصة وعامة ولنتبادل بهذه المناسبة السعيدة التهاني الحارة سائلين من الله تعالى أن يجعل هذا العام المبارك عاما حاسما في تاريخ الإسلام ترد فيه الأمور إلى نصابها وتعود فيه الحقوق إلى أهلها وترفع عن إخواننا المظلومين المستضعفين كافة أسباب الظلم والطغيان.
والله تعالى يوفق أمتنا ويؤيد ملكنا وحكومتنا، ويأخذ بيدنا إلى سواء السبيل أنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.
والسلام عليكم ورحمة الله.





التوقيع

محمد الزاكي ( tagnaouite)

    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محمد , المكي , الصيد , العلامة , الناصري


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 15:41 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd