الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الأخبار والمستجدات التربوية > منتدى أخبار التربية والتعليم


منتدى أخبار التربية والتعليم خاص بالأخبار والمستجدات التربوية الوطنية والدولية،مذكرات و مراسيم الوزارة ،المقالات التربوية الصحفية ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-09-16, 05:31 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي تدريس الأمازيغية بالمدرسة المغربية ،تحقيق مشوه لمطلب تاريخي وديمقراطي،



تدريس الأمازيغية بالمدرسة المغربية ،تحقيق مشوه لمطلب تاريخي وديمقراطي، لتتلاقى كل قوانا لفرض تعليم حقيقي.


يوسف أوبجا
الحوار المتمدن - العدد: 3125 - 2010 / 9 / 15
تدريس الأمازيغية بالمدرسة المغربية ،تحقيق مشوه لمطلب تاريخي وديمقراطي، لتتلاقى كل قوانا لفرض تعليم حقيقي.
أضحت مسألة تدريس الأمازيغية، و تجربة السبع سنوات، حديث العديد من مكونات الحركة الأمازيغية وموضوع أيام دراسية بمناطق مختلفة. فبعد أن كان الكل منبهرا و متفائلا بإقدام "أعلى سلطة" في البلاد على الإقرار بضرورة تدريس الأمازيغية بالمدرسة المغربية بل و تأسيس إطار يسهر على هذه المهمة / المعهد/ أصبح هؤلاء، الآن بعد كل هذه المدة، يتسابقون إلى دراسة وضعية تدريس الأمازيغية وتحميل المسؤولية لهذه الجهة أو تلك.
من المعروف، أن اللغة الأمازيغية كانت تدرس في المغرب إبان مرحلة الاستعمار نتيجة اهتمام المستعمر بضرورة تسهيل التواصل مع أفراد المجتمع لمعرفة هذا الأخير قصد تسهيل غزوه، ونخص بالذكر محاولة تدريس اللغة الأمازيغية في كوليج "أزرو" بالأطلس المتوسط . كما لا يعتبر المغرب أول من أدرج الأمازيغية بنظامه التعليمي المعاصر، فقد سبقت الجزائر بهذه التجربة ابتداء من سنة 1992 بتدريسها في المستوى الإعدادي وفتح شعب خاصة بالأمازيغية في الجامعة (تيزي وزوا،بجايا ...) .
و من المعلوم أن تدريس الأمازيغية وإدراجها في المنظومة التعليمية التعلمية بالمغرب، يمثل مطلبا أساسيا من مطالب الحركة الأمازيغية المسطرة في ميثاق أكادير 1991. فحاولت بعض الجمعيات المكونة لهذه الأخيرة تدريس الأمازيغية في مقراتها وبإمكاناتها الذاتية، قبل أن يصير ذلك قرارا رسميا أنيطت مهمة الإعداد له وتنفيذه لكل من "المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية" ووزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، بدءا من شتنبر 2003.
فما غايات هذا النشاط التعليمي ( تدريس الأمازيغية)؟ ماهي مراميه وأهدافه؟ وبعبارة أخرى ما هي أهمية تدريس الأمازيغية أو أية لغة أخرى؟ وأية قيمة مضافة لهذه التجربة ؟- هل هناك فعلا إرادة سياسية للنهوض و إعادة الاعتبار للثقافة و اللغة والهوية الأمازيغية، باستحضار السياسة اللغوية و الثقافية بالبلاد ؟
ماذا عن مصطلح الإدماج: 
لعل أنه سيتبادر للذهن منذ الوهلة الأولى، عدم جدوى و لا أهمية تعريف هذا المصطلح أو لنقل تبيان المقصود منه ومن استعماله. فما يهمنا هنا ليس إعطاء التعريف اللغوي ولا حتى الإصطلاحاتي لهذا المفهوم بقدر ما يهمنا تبيان أن ملازمته للأمازيغية في التعليم – أوحتى في مجالات أخرى – يعتبر في حد ذاته تحقيرا و تمييزا اتجاه الأمازيغية .
فارتباط هذا المفهوم بالأمازيغية في التعليم يرادف لا محالة توجهات الميثاق الذي جاء بفكرة الاستئناس و الانفتاح على الأمازيغية . أبعد من ذلك ، انه تحقير للأمازيغية باعتباره مرتبط بكل ما يعتبر سلبيا في نظر الدولة ، فنجدهم يقولون إدماج السجناء في الحياة العامة كعناصر سلبية، خطيرة ومضرة بالمجتمع، ومن جهة أخرى المناداة بإدماج المعاق- كل حسب إعاقته في المجتمع كانسان يجب ايلاء الاهتمام والعناية به والأخذ بيده ليندمج في مجتمعه و لا يحس بالاغتراب.
إذا فمصطلح الإدماج لصيق بكل ما هو سلبي و كل ما هو غير مكتمل ناقص، فما الأمازيغية بمعاقة ولا هي بمكون سلبي ومضر أو خطير على المجتمع والوطن، كي يرتبط تدريسها في التعليم بمفهوم الإدماج.
كان الأستاذ محمد الشامي – أستاذ اللسانيات بجامعة محمد الأول بوجدة- هو أول من أثار هذا النقاش في اليومين الدراسيين اللذين نظمتهما أكاديمية جهة سوس ماسة درعة حول "إدماج الأمازيغية في التعليم، حصيلة وآفاق " بأكادير سنة 2006 ، حيث رفض تسمية ما قامت به الوزارة إدماجا بل هو مجرد إدراج فقط بدعوى إن الأمازيغية مدمجة فعلا في الحياة العامة للشعب المغربي .وهل هي فعلا مدمجة أستاذ؟ إذا كانت كذلك فلماذا مطالب الحركة من أجل تدريسها وإعلامها و و و و!!!!! )
هنا يعطي الأستاذ محمد الشامي أهمية و مكانة كبرى" للإدماج " حيث إن ما حقق حتى الآن في مجال تدريس الأمازيغية لا يعتبر إدماجا وإنما فقط إدراج و بالتالي فإنه هو الآخر يسقط وبدرجات أكبر في نفس النظرة التحقيرية بوعي أو بغير و وعي.
تدريس الأمازيغية، أية أهمية ؟
 التدريس كآلية للحفاظ على اللغة الأم :
كثرت الآراء، واحتدم النقاش، وتعددت المقاربات، في الآونة الأخيرة حول مدى أهمية تدريس الأمازيغية، و أي قيمة مضافة لهذه العملية في المنظومة التربوية المغربية ؟
فمن مناوئ لهذه المبادرة بمبرر تخلف الأمازيغية، بالمقارنة مع اللغات الأخرى المواكبة للتطور التكنولوجي و الصالحة للإقلاع الاقتصادي والمعرفي. ثم بمبرر إثقال كاهل التلميذ المغربي بكثرة المواد واللغات المدرسة، وعلى أن التعدد اللغوي هذا يشكل- حسب أصحاب هذا الموقف- عائقا أمام اكتساب التلاميذ للكفايات اللغوية.
وأبعد من ذلك هناك من يشكك في العجلة / السرعة الملحوظ في إدراج الأمازيغية في التعليم ، خاصة عجلة اختيار تيفيناغ كحرف للتدريس، فحسب هؤلاء، هذا مؤشر يبعث على "خشية مشروعة من محاولات الدفع بالأمازيغية الى ركوب موجة الشعوبية المتعصبة على اللغة العربية و ثقافتها..." هذا ونضيف كذلك مواقف الكثير من الآباء الرافضة لتدريس أبناءهم هذه اللغة، بدعوى أنها لن تنفعهم في تسلق مدارج العلم والمعرفة ولن تأهلهم للحصول على مهن في المستقبل.
إلى مؤيد لضرورة تدريس الأمازيغية ، خاصة أغلب مكونات الحركة الأمازيغية الساعية إلى إعطاء بعد جدي لهذه العملية كإحدى مطالبها التاريخية. وعليه فثمة سؤال أساسي ومرجعي ينبغي إعادة طرحه: ما أهمية تدريس الأمازيغية؟ وما الغاية من هذا الفعل؟ وأية رهانات منتظرة من تدريسها؟ يدخل تدريس الأمازيغية في أطار الحفاظ على الموروث الثقافي المغربي وتعزيز مكانته على المستوى التربوي، باعتباره أحد مكونات الهوية الحضارية المغربية. فاللغة والثقافة الأمازيغيتين بما تمثلانه من عناصر الأصالة والعراقة التاريخية لبلادنا معرضة للانمحاء و الاندثار- أو لنقل بمفهوم أوضح للانقراض- جراء سياسات الإهمال والإقصاء وتهديدات العولمة الثقافية.
فاللغة هي ذاك الوعاء الحاوي للثقافة ووسيلة التفكير، و تشكل معرفتها أهم ركيزة لتحصين الهوية والذات والشخصية ، وإن الدفاع عنها واجب ، يضمن للأمة استمراريتها و يحفظ لها مكانتها المنوط بها بين الأمم الأخرى.. واللغة الأم تعتبر الثروة الأهم بالنسبة لأمة ، فبها تنقل تراثها و تدبر لمستقبلها.
لذا فلكل طفل الحق في اكتساب لغته الأم و تعلمها بشكل يضمن له إتقانها بشكل كامل ، و يشكل الإعلان العالمي للحقوق اللغوية وثيقة هامة أكدت على كون خير وسيلة للحفاظ على لغة وضمان استمراريتها و حقوق مستعمليها يتمثل في التوفر على حدود آمنة و اعتمادها وسيلة في التعليم و مادة للتعليم عبر البرامج التربوية .
لكن في مقابل ما هو متعارف عليه دوليا، حول مبدأ الحق في التعلم باللغة الأم أولا ثم باللغات الأخرى ثانيا، نجد أن معظم الأنظمة التعليمية العالمية لا تستحضر في برامجها التعليمية هذا المبدأ، مما يؤدي إلى تكريس عدم تكافئ الفرص بين التلاميذ في اكتساب المعارف أو حتى في الولوج إلى مهن بعينها.
" فالمدارس في كل بلد تتبنى لغة واحدة أو أكثر من ذلك في التدريس، و هكذا فالتلاميذ اللذين لا يتكلمون لغة التدريس قد يلحقهم الحيف إذا طلب منهم منافسة متكلمي تلك اللغة فطرة ، يصدق هذا أيضا على التلاميذ اللذين يتكلمون لغة غير معيارية على اللغة السائدة ، وكذا من يتكلمون لغات مختلفة عنها" هذا وأبرزت مختلف الدراسات التي أنجزها الخبراء في مجال علوم التربية في بجهات شتى من أنحاء العالم أن لغة الأم أو لغة المنشأ – ونعني بها هنا الأمازيغية – هي أفضل و أحسن وسيلة للسير بالأطفال في مدارج المعرفة ، فهي من الناحية السيكولوجية منظومة من الرموز تعمل أوتوماتيكيا في ذهن المتعلم عندما يريد أن يتكلم أو يفهم، ومن الناحية السوسيولوجية تربط الطفل بقوة مع المجموعة البشرية التي ينتمي إليها، ومن الناحية البيداغوجية تمكنه من التعلم بسرعة أكبر من السرعة التي يتعلم بها إذا كانت اللغة أجنبية عنه.
نستحضر هاهنا كذلك بعض ما جاء به بوكوس من مبررات و أهميات لتدريس الأمازيغية على الجانب التربوي ، فمنها على سبيل المثال لا الحصر:
- اكتساب استراتيجيات التعلم يتم بوثيرة أسرع إذا هو حصل عن طريق لغة الأم للمتعلم :فمثلا تكتسب مهارات القراءة و الكتابة والاستدلال بسرعة إن هي لقنت عبر اللغة الأولى للمتعلم .
- التمكن من لغة الأم يحصل قبل التمكن من لغة ثانية، بمعنى أنه يتعذر أو يصعب على المتعلم أن يتعلم لغة ثانية إذا كان غير متمكن من لغته الأولى أي لغة وسطه العائلي.
- تعليم وتكوين الشباب و الكبار بواسطة لغتهم الأولى هو السبيل الأنجع لاستئصال جذور الأمية..."
في نفس الجانب- التربوي- نجد أن الأمازيغية في تدريسها لها قيمة مضافة أخرى مرتبطة بالعلاقة التربوية بين الأستاذ و المتعلم كعصب للفعل التربوي . يمكن على أساس هذه العلاقة تقويم مدى نجاعة النظام التربوي أو فشله. فإذا كان الأستاذ في غالب الأحيان و خاصة في الطرق التقليدية في التدريس ، يمتلك السلطة المعرفية ، والتلميذ يتموضع في موقع المتلقي السلبي الضعيف، " فإن الواقع المعرفي ومعطى الدرس الأمازيغي ساهم في قلب الوضع . وجعل الأستاذ يستنجد بالتلاميذ لتجاوز وضعيات تواصلية مرتبطة بالمعجم و الصوتيات و الدلالة ... وتحويل المتعلم إلى عنصر فاعل في العرض التربوي . حيث أكد مجموعة من الباحثين و المفكرين وفلاسفة التربية على أن تفوق التلميذ على الأستاذ – في بعض الأحيان طبعاَ - يشكل مؤشرا إيجابيا يجعل عملية التعلم ذات منحى دائري تتغير فيه مواقع كل من الأستاذ-ة و التلميذ-ة باستمرار . فالتلميذ-ة يغدو أستاذا و الأستاذ يصبح تلميذا وهكذا دواليك. ما سيقدم لا محالة دعما نفسي للتلميذ-ة لتحقيق الانخراط الفعلي و الإيجابي أثناء الفعل التربوي."
بالإضافة إلى كل ما ذكر حول أهمية تدريس الأمازيغية ، نستحضر كذلك أن هذا التدريس سيعجل بانتقال الأمازيغية من المستوى الشفهي إلى الكتابي ، الذي سيلعب دورا بارزا في تبوئة الأمازيغية مكانتها بين اللغات العاالمية الحية.
ففي أيامنا هذه يعد من الصعب للغة لازالت في مستواها الشفهي أن تستمر في التداول. فأي لغة تروم البقاء و الاستمرار، لابد لها أن تتجاوز وضعية اللفظية و الشفهية إلى الكتابة و التدوين، كخطوة ضرورية لترقية وتطوير و الحفاظ على لغة ما.
انطلاقا من ما رأيناه ، فلكل طفل الحق في اكتساب لغته الأم و تعلمها بشكل يضمن له إتقانها بشكل كامل، ويشكل الإعلان العالمي للحقوق اللغوية وثيقة هامة في هذا الجانب، وقبله أقر إعلان رسيف " بأن اللغات و استعمالها و تطويرها يسهم إسهاما جليا في التنمية الثقافية و التعليمية و الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية للإفراد و الجماعات و الدول ."
هل من إرادة فعلية لتدريس فعلي للأمازيغية:
يكفي، النظر إلى ما جاءت به بعض القوانين المنظمة و الموجهة للتعليم في البلاد لاستخلاص النوايا الحقيقية "لحكامنا" تجاه ما يسمى تدريس للأمازيغية ،فما جاء به الميثاق "الوطني" للتربية و التكوين لصالح الأمازيغية ليس بالشيء الكثير أو المهم بل فقط إشارة عابرة نظرا لخصوصيات المرحلة التي كانت تشهد إنتقال السلطة من "الملك" الراحل الى الحالي المتربع على العرش،وبالتالي لضمان سلاسة انتقال السلطة هذه عمدت سياسة الدولة الى درء كل ما من شأنه أن يحول دون ذلك، ومنها ما يمكن أن تلعبه الحركة الأمازيغية إذ ظلت الأمازيغية مقصية و مهمشة في تاريخ الإصلاحات التي لحقت قطاع التعليم منذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي.
فأثار مصطلحي الانفتاح و الاستئناس، وكذا الرغبة في جعل الأمازيغية كخادمة لاكتساب اللغات الأخرى خاصة اللغة العربية كلغة رسمية للبلاد و كلغة القرآن !؟ حفيظة مناضلي الحركة الأمازيغية .فأخذت الجمعيات تستنكر واقع الدونية الذي طال الأمازيغية في الميثاق ، وتوجه مراسلات إلى الدوائر الرسمية لاستدراك ما يمكن استدراكه في هذا الجانب ، الا ان هذا النهج من المراسلات المتراكمة لم يفضي إلى أية نتائج محمودة ،فأخذت قواعد الحركة الأمازيغية تدعوا إلى تنظيم مسيرة وطنية بالرباط ( توادا) تنديدا بهكذا واقع للأمازيغية في التعليم,
إلا أنه ولحد الساعة لم تعرف هذه المسيرة أو أي نضال آخر ميداني حقيقي طريقه للتحقق، و الدعوة لهذه المسيرة دون حسن نية في تفعيلها إنما يذكرنا بواقع آخر ممثاتل لدى المركزيات النقابية التي تعزف على وثر الإضراب العام كلما ارتأت مراكمة المزيد من المصالح الخاصة بها و إرغام الدولة على الاستجابة لها.
من خلال ما جاء به الميثاق نستخلص أنه لا توجد نية فعلية و لا رغبة صريحة في تدريس الأمازيغية ، و حتى إن كانت فهي مسألة اختيارية تهم فقط شريحة معينة من المغاربة، وهذا ما تؤكده حتى بعض الإحصاءيات حول الوضع التي أبانات عن عجز تام في تحقيق مبدأ التعميم العمودي و الأفقي في تدريس الأمازيغية .
فأي تطور، و أي نجاح، هذا الذي نرجوه لتدريس الأمازيغية و بنود الميثاق لازالت هي الموجهة في الغالب لتدريس الأمازيغية و للمنظومة التعليمية ككل و لم يتم لحد الآن تجاوز ما جاء به.
.. و ماذا عن البرنامج الإستعجالي:
أما بالنسبة للبرنامج الإستعجالي/ المخطط / الذي سيتم العمل به من 2009 إلى 2012 ، فما هو إلا تتمة و استعجال لما جاء في الميثاق الوطني للتربية و التكوين بعد مرور العشرية المخصصة لهذا الأخير دون استيفاء كل بنوده التدميرية للتعليم العمومي التي جاء بها ، لذا لم يأتي بجديد فيما يخص الأمازيغية باستثناء الإشارة إلى أن الإستراتيجية اللغوية التي يتعين إتباعها في التعليم ،قضية حاسمة ..(تأخذ بعين الاعتبار)المقومات الجوهرية للهوية المغربية عبر ما ترمز إليه كل من اللغة العربية و اللغة الأمازيغية " وأن الهدف من هذا هو" تحسين التحكم في اللغات من طرف المتعلمين ،سواء تعلق الأمر باللغة العربية أو اللغة الأمازيغية أو باللغات الأجنبية ."
ما يمكن أن نشير إليه هو أن البرنامج الإستعجالي / المخطط/ تحدث عن الأمازيغية كلغة و كمقوم جوهري للهوية المغربية . لكن رغم هذا فإنه لم يعطي موقفا واضحا حول واقع تدريس الأمازيغية بخلاف العربية التي أشار إلى "ضرورة تطوير تعلم اللغة العربية بإسهام من أكاديمية محمد السادس للغة العربية "
فقد أسند مهمة مقاربة و إعطاء موقف حول الأمازيغية إلى المجلس الأعلى للتعليم ، حيث جاء في البرنامج/ المخطط :
" إن المجلس الأعلى للتعليم بحكم تركيبته و صلاحياته في مجال إعطاء الرأي حول كل القضايا ذات المصلحة العامة ، يشكل الهيئة الملائمة الكفيلة بمعالجة المشاكل اللغوية.لذلك سيتم اللجوء إليه عما قريب لمطالبته بمعالجة مجموعة من الجوانب المرتبطة بهذه الإشكالات :
- لغوية تدريس المواد العلمية والتقنية - وضعية اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية - اختيار اللغات الأخرى التي يتعين تدريسها ،و تحديد سبل و صيغ التدريس و التعلم "
و قد أثير مؤخرا نقاش حاد في أوساط الحركة الأمازيغية ،عن مساعي التراجع عن تدريس الأمازيغية ،كقرار يمكن أن يخلص إليه المجلس الأعلى . إلا أن هذا الأخير نفى أنه أدلى بشكل نهائي بأي رأي أو مقترحات في موضوع "التمكن من الكفايات اللغوية بالمدرسة المغربية " و لاسيما الأمازيغية .
عرف يوم 26 يونيو 2003 توقيع اتفاقية الشراكة و التعاون بين " المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية" و وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي و تكوين الأطر والبحث العلمي . و على ضوءها- الاتفاقية- تم إسناد مجموعة من المهام و المسؤوليات لكل منهما في مجال تدريس الأمازيغية ، وهنا يمكن طرح عدة تساؤلات ، لعل أبرزها: لماذا تدريس الأمازيغية ، بخلاف اللغات الأخرى، لم يسند لوزارة التربية الوطنية لتسهر على إنجاحه لوحدها ؟ كيف تعطى قيادة مشروع كهذا لمؤسسة لا سلطة تقريرية و لا تنفيذية لها و إنما استشارية فقط لا غير – المعهد-؟ ,
الأمازيغية ، مساعي الإدراج في التعليم و سياسة لغوية و ثقافية مناقضة !! :
"يعتبر تعليم اللغات و الثقافات الأصلية مبدأ تربويا و ممارسة فعلية لدى المنضمات التربوية العالمية و على رأسها اليونسكو ، وعلى اعتبار إن تعليم هذه اللغات و الثقافات يضمن التوازن النفسي للطفل و يدعم نموا متوازنا لقدراته المعرفية فإن تدريسها و تعلمها يسبقان في العادة غيرها من الثقافات و اللغات. ومن المفارقات العجيبة ، أن الأمازيغية تكاد لا تحضا بهذه المرتبة في أوطانها ."
و حتى ما استجد من مساعي إدراج –تجربة تدريس – الأمازيغية في المنظومة التعليمية المغربية لرد الاعتبار للأمازيغية كلغة و ثقافة و حضارة و هوية ، يصطدم بواقع آخر مناقض .
فإن المحلل الذي يدرس السياسة اللغوية المغربية سيجد نفسه أمام سياسة لغوية متسمة بهيمنة الخطاب الأيديولوجي" للنخب العروبية " – على حد تعبير بوكوس- ، و هدف هذا الخطاب هو شرعنة اللغة العربية ليس باعتبارها لغة "الإرث العربي و الإسلامي فحسب و لكن لاعتبارها لغة الحداثة كذلك ." ويعتمد مجهود الشرعنة هذا طروحات مختلفة ، أهمها حسب بوكوس :
" - قدسية اللغة العربية
- تاريخانية اللغة العربية
- عروبية الثقافة المغربية
- العربية أداة توحيد الوطن العربي
- العربية لغة الاستقلال ."
و هذا الواقع سنجد له إجابة كذلك في أن الاختيارات و التوجهات في مجال السياسة اللغوية ليست بمنأى عن المصالح الاقتصادية و الموقع الاجتماعي للأفراد و الجماعات، إذ أنها تدعم و تديم استمرار هذه الأخيرة – المصالح الاقتصادية والموقع الاجتماعي – لحفنة متحكمة في زمام السلطة .
فكما تسود سياسيا و اقتصاديا ،تسود و تنشر لغتها و ثقافتها بشكل واسع في صفوف الشعب فتقصي و تهمش بالتالي ثقافة و لغة هذا الأخير . فسيطرتها و تحكمها في أهم أجهزتها الأيديولوجية و نقصد هنا مجال التعليم لا أدل على ذلك .
فكما يقول الفيلسوف برتراند راسل في كتابه السلطة والفرد :" التعليم لا يعتبر أداة لتحصيل المعرفة فحسب ، بل أيضا أداة لغرس أنواع معينة من الولاء و من المعتقدات التي تريد الدولة برمجة مواطنيها عل الأيمان به ".
فنجد أن الميثاق قد نص على "تعريب التعليم و البحث العلمي، وإحداث أكاديمية اللغة العربية و خلق حركة رفيعة المستوى لإنتاج و النشر و الترجمة و التأليف العربي."
و إذا تصفحنا الكتاب المدرسي المغربي فسنجده يضم في عديد من المستويات الكثير من المعطيات الخاطئة و التمييزية * حول تاريخ المغرب و ثقافته الوطنية مما يعمق الميز الثقافي و اللغوي والهويات يتجه الأمازيغية و يتجلى ذلك مثلا في :
- الإلغاء المتعمد لتاريخ المغرب ما قبل الإسلامي و السكوت عن وقائعه و رموزه و حضارته في معظم مستويات التعليم
- تغييب دور الأمازيغ و لغتهم و ثقافتهم في تاريخ المغرب الوسيط و المعاصر.
- تهميش كل ما له صلة بالثقافة الأمازيغية و غياب أية إشارة للفن و الموسيقى الأمازيغية و الحضارة الأمازيغية من زخرفة و نقوش صخرية و كتابة بخط تيفيناغ .
- ترويج مصطلح المغرب العربي و الشعب المغربي العربي الذي يقصي الشعب و الإنسان الأمازيغي من الوجود
كما أن الحمولة المعرفية التي تحيط بالمدرسة المغربية تبتعد بكثير عن الواقع المغربي ما يؤدي الى استلاب التلميذ المغربي و اغترابه .
ما يستدعي إعادة صياغة المواد التعليمية الرسمية من جديد و جعلها "ترد الاعتبار للأمازيغية في كافة البرامج و المقررات الدراسية و خاصة منها مقررات التاريخ في كل أسلاك و مستويات التعليم وإعادة قراءة تاريخ المغرب بشكل علمي بناء على أقدم الشواهد الأركيولوجية و الأدبية .. و إبراز دور الأعلام و الشخصيات الوطنية بغض النظر عن أصولها و مرجعياتها و مجالات عملها ."
وفي جانب أخر، نجد الإعلام هو الآخر لازال سائرا في نفس النهج ،كإعلام غير مستقل، يعمد إلى تدجين عقلية الشعب المغربي كآلية من آليات التلاعب بالعقول. حيث يروج هو الأخر إلى مجموعة من المغالطات و النعوت التحقيرية المسندة للأمازيغية ( البربر ، الفلكلور المغرب العربي ...)
هذا، و يستمر مسلسل منع الأسماء الأمازيغية كإحدى القرارات الجائرة التي تمثل مصادرة لحق من الحقوق اللغوية و الثقافية و إجهاز على حق الآباء في اختيار أسماء أبنائهم و هو في الآن ذاته تقييد لإحدى الحريات التي تكفلها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان .
كما لا يوجد على المستوى القانوني نص تشريعي يحمي الأمازيغية ، حيث نجد الدستور المغربي يختزل الهوية المغربية في الزوج " عروبة / إسلام " فيقصي بالتالي هوية غالبية الشعب المغربي - إمازيغن- و معه الأقليات الدينية الأخرى. ناهيك عن تغييب الأمازيغية في القضاء و الإدارة .
هناك من يبرر الاقتصار على لغة رسمية واحدة للبلاد بدعوى أن تعدد اللغات سيحول دون التنمية الاقتصادية وهو رأي تدحضه حالة سويسرا التي تتمتع بواحد من أهم معدلات النمو في العالم و توجد بها أربع لغات رسمية كاختيار دستوري و سياسي أنصف مختلف المكونات اللسانية .
لن يصبح إدراج الأمازيغية كاملا إلا إذا رد الاعتبار للأمازيغية في كل المجالات المذكورة وغيرها كثير، و الإقرار في دستور ديمقراطي شكلا و مضمونا ،بالأبعاد المتعددة للهوية الثقافية للمغاربة و بالهوية الأمازيغية ،و اللغة الأمازيغية الموحدة لغة رسمية ببلادنا إلى جانب اللغة العربية.
أي تدريس نريد للأمازيغية..وبأي مدرسة :
إن تدريسا حقيقيا للأمازيغية بالمدرسة المغربية ،سيعد خطوة مهمة للنهوض بالأمازيغية في كل أبعادها ورد الاعتبار لها ،و تحقيقا لمطلب و حق من الحقوق اللغوية التي رفعتها الحركة الأمازيغية منذ عقود . هذا الفعل، و مهما كان مدى نبله، تحده مجموعة من الشوائب المرتبطة بالجانب الأجرآتي و أخرى أكبر مرتبطة بالاختيارات و التوجهات السياسية للدولة المغربية .
و إذ يقال أنه من السهل بما كان أن يذكر المرء المشاكل و العراقيل و يحصي العيوب و الصعوبات و لكن من الصعب أن يبحث عن البدائل و الحلول و المقترحات ، فهذا القول يحتمل فقط جزءا من الصحة لأن تحديد الصعوبات في حد ذاته ليس بالأمر اليسير،فالكثير من المتتبعين و المهتمين بالشأن الأمازيغي يغضون الطرف عن الأسباب الجوهرية و الغير المباشرة لواقع تدريس الأمازيغية .
- فلا يمكن لتدريس الأمازيغية أن يكون ناجحا في ظل سياسة تعليمية تروم ملائمة التعليم مع متطلبات الاقتصاد الرأسمالي الجديد من خلال التركيز، أساسا ،على التخصصات المهنية و التخلي عن التخصصات الفكرية العامة.
- نريد تدريس الأمازيغية أن يكون في ظل تعليم عمومي ،مجاني،علماني وجيد يوفر مقعدا لكل تلميذ وطالب لمتابعة دراسته ،و القطع مع منظور الدولة الحالي في التعليم الذي يُختزل في ضرب المجانية وربط الولوج إليه بالقدرة على الأداء ، فالدولة في نهجها هذا لا تميز مابين الإنسان الأمازيغي أو الآخر العربي، فكلهم سيان أمام المخططات الكارثية تجاه الخدمة العمومية ككل, فإذا كانت الحركة الأمازيغية تنادي بتدريس الأمازيغية ، فيجب أن تؤكد الى جانبه على ضرورة مجانية التعليم حتى يتمكن كل أبناءنا دون استثناء من تعلمها
- لا نريد أمازيغية تسخر لتنميط تلاميذنا وتربية الجيل الشاب على الإقرار بالنظام السائد وكن الإحترام له والدفاع عنه ،أي أداة و قيمة مضافة لإنجاح دور المدرسة التاريخي كجهاز أيديولوجي للدولة، او "جهازا للسلطة" على حد تعبير غرامشي. فبواسطة اللغة الأم كذلك ستعمد الدولة إلى اعتمادها وسيلة لإيصال خطابها التدجيني إلى عقول التلاميذ وتربيتهم على المقاس الذي تريده.
لذلك فمن واجب الجمعيات و الإطارات المناضلة في الحركة الأمازيغية الإهتمام الإطارات احقوقية الأخرى بالوضع التعليمي و الدفاع عن المستميت عن المطالب الحقيقية الأخرى للمواطنين اللذين لا يستطيعون تقبل الإجهاز على تعليم أبنائهم في المدرسة العمومية بأي ثمن .
- نريده تعليما يجعل المواطن قادرا على فهم الإنسان لنفسه و لغيره ،و للعالم، تعليما يمد الإنسان بالأدوات الضرورية لفهم الواقع و المساهمة في تغييره الى ماهو أفضل.
- تدريس الجوانب المشرقة من الأدب الأمازيغي و الإطلاع على مظاهر التخلف والرجعية فيه، لفهمها وفهم جذورها الاجتماعية وما تشكل من عائق أمام تحرر الجماهير.
- تجاوز أحادية المقاربة المعتمد حاليا في تدريس الأمازيغية ،أي الإقتصار على الجانب اللسني/ اللغوي وحده بل يجب المزاوجة بينه و بين الجانب الثقافي .
- جعل الامازيغية مادة مدرسة وأداة للتدريس الى جانب اللغات الأخرى.
- تدريس الأمازيغية كمادة مستقلة بذاتها وبخطها تيفيناغ و بأساتذة متخصصين .
اليوم، وقد أصبح تدريس الأمازيغية واقع ملموس، و تجربة و صل مداها سبع سنوات،دون تحقيق تدريس فعلي لهذه الثقافة و اللغة في النسيج التعليمي المغربي ، فهذه مساهمة أولية في الدفع بنقاش وطني جاد حول إشكالية التعليم بشكل عام و تدريس الأمازيغية بشكل خاص و إجراء تقييمات موضوعية عامة لتجربة السبع سنوات ،بسلبياتها و ايجابياتها و الغير المقتصرة على الجانب الأجرآتي و فقط ، مع تحمل كل جهة لمسؤولياتها فيما آلت إليه التجربة.
فبالرغم من المجهودات المبذولة و الإنجازات المحققة ، فإن إعادة الاعتبار للأمازيغية تتجاوز بكثير ما هو منجز إلى حد الآن . و إن استراتيجيات الحفاظ على اللغة و الثقافة الأمازيغية ،سيبقى مجرد متمنيات و أضغاث أحلام في غياب استجابة فعلية لمؤسسات الدولة ، وما لم يندرج رد الاعتبار للأمازيغية ضمن مشروع عام للإصلاح و التغيير .
فل نعمل على جعل تدريس الأمازيغية مكتسبا حقيقيا بدل مجرد مٌسكَن مضبوط التركيبة غايته تهدئةمناضلي الحركة الأمازيغية .
يوسف أوبـجا مجاز في الدراسات الأمازيغية







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=247107
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للطلب , مشوه , الأمازيغية , المغربية , بالمدرسة , تاريخي , تدريس , وديمقراطي، , ،تحقيق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 08:10 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd