مكالمة من الوزير تشعل "الحرب" بين نقابات تاونات

الخميس, 02 فبراير 2012 10:58


من احتجاجات رجال التعليم بتاونات




3 نقابات تحدثت عن تجاوز الوزير لاختصاصاته وأخرى وصفت اتصاله بـ "الالتفاتة الإيجابية"
حركت مكالمة هاتفية مطولة لمحمد الوفا وزير التربية الوطنية، مع المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم (إ. م. ش) بتاونات، لتعليق قافلة كانت تعتزم تنظيمها إلى الرباط للاحتجاج على الوضع التعليمي بالإقليم وتجاوزات وخروقات تدبيره، (حركت) "زوبعة" نقابية و"حرب" بيانات يبدو أنها لن تهدأ.
وحدد الوزير الجديد، الاثنين الماضي، التاريخ المحدد للقافلة، موعدا للقاء موسع جمعه بالمكتب الإقليمي للنقابة الغاضبة ونائب الوزارة، لتدارس مشاكل محلية تقض مضجع القطاع بتاونات، ما اعتبرته 3 نقابات أخرى بما فيها تلك المقربة من أحزاب ماسكة بدواليب الحكومة، "لقاء غريب".
ورأت المكاتب الإقليمية للجامعة الحرة للتعليم (إ. ع. ش) والجامعة الوطنية لموظفي التعليم (إ. و. ش) والنقابة الوطنية للتعليم (ف. د. ش) بتاونات، في هذا اللقاء، "نهجا جديدا وغير مسبوق اعتمده الوزير الحديث العهد بالميدان، في معالجة الملفات، متجاوزا عدة اختصاصات لحل خلافات مفتعلة".
ولم تستسغ "مكالمة الوزير الليلية"، وانكبابه على الاهتمام بما أسمته في بيانها المشترك، "ملفات مفبركة وهزيلة من نقابة يراودها الحنين إلى العمل الثوري"، مؤكدة أنه كان أجدى به، أن "يعالج المشاكل الحقيقية المتخبطة فيها تاونات، وتستدعي فتح خطوط هاتفية ساخنة بينه وكل النقابات".
وقالت إن تلك المكالمة "كفيلة بإحداث السكتة القلبية للشأن التعليمي بالإقليم، لما فيها من تجاوز لاختصاصات الهيأة النقابية، وخرق سافر لقرارات حصل إجماع بخصوصها"، و"النقابة الحاظية بالمكالمة، ركبت على بعض الملفات المفبركة كعادتها"، متحدثة عن أمثلة متعددة دون ذكرها.
وتحدثت النقابات الثلاث، عن "منزلق خطير"، مبدية الاستعداد للرد على "الهرطقات والمزاعم" التي تناولها تقرير النقابة التي أسمتها "الهاتفية" ووصفتها ب"جهة تريد التشويش"، ب"الحجج والدليل عند الضرورة"، و"لو أننا آلينا على أنفسنا عدم الدخول في معارك وهمية والتراشق بالبيانات".
ودافعت بشدة عن النيابة التي قالت إن قراراتها "تمت بمعية الشركاء النقابيين في إطار اللجنة الموسعة المنظمة بمذكرات وزارية" و"مكنت من تجاوز السكتة القلبية المفروضة قسرا، وانطلاقة السنة الدراسية رغم كل الإكراهات"، دون أن تنكر تقديمها طعونا في وضعية متضررين من إعادة الانتشار.
وأكدت أن "كل التكليفات خارج الإطار تمت بطلبات من المعنيين بالأمر دون اشتراطهم لمناطق معينة"، مشيرة إلى إقليم تاونات، يعاني خصاصا مهولا في الموارد البشرية (300 منصب) منذ سنوات و"بنية تحتية مهترئة تحتاج إلى مئات القوافل والمسيرات" و"ظروف عمل قاهرة".
واكتفى بلاغ الجامعة الوطنية للتعليم (إ. م. ش)، المعنية بمكالمة الوزير التي ثمنتها باعتبارها "التفاتة إيجابية بالنظر إلى حجم المشاكل التي يتخبط فيها القطاع بتاونات"، (اكتفى) بسرد بعض دوافع المبادرة، التي بينها عجز النائب عن التوصل إلى حلول مرضية".
المكتب الإقليمي، علق قافلته ورفع اعتصام الأستاذ طارق محزوم المعتصم منذ أسابيع بالنيابة، والذي أوصى الوزير محمد الوفا، بإلغاء تكليفه وبطلان الإجراءات المتعلقة بمسطرة الانقطاع عن العمل التي فعلتها النيابة"، مؤكدة أن النائب "سار عكس تيار الوزير مصرا على استمرار الموظفين الأشباح".
هذه الحرب لم تضع أوزارها بعد وتنذر بتطورات جديدة لن تفيد القطاع في شيء، ليستمر هذا "التطاحن" النقابي الذي يحدث لأول مرة بإقليم يحتاج التفاتات تنتشل تعليمه من "اندحاره"، حيث تخندقت النقابات ضد أو مع النائب في "محنته" مع تدبير الملفات، حسب درجة استفادتها.  
ويقول نقابي "طلق" نقابته، رافضا كشف هويته لدوافع خاصة، إن تحرك نقابات تاونات، "مبني على مصالح ذاتية عوض انكبابها على مصلحة رجل التعليم"، مؤكدا أن ما فجر "الحرب"، هو موضوع الأساتذة الأشباح، متسائلا عن إن كانت نقابات الائتلاف الحكومي، "ملزمة بالدفاع عن أخطاء النيابة".
وأكد أنه منذ تعيين النائب الإقليمي الحالي، ابن الإقليم، "ورط كل النقابات الأكثر تمثيلية، في فضيحة تكليفات بالاقتصاد والإدارة، استفاد منها كتابها الإقليميون، دون استثناء"، وضحيتها النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي، موضوع بيانها المشترك، قبل أن يكشف وجهها، تقرير المكلف بالاتصال.
وأشار النقابي نفسه، إلى أن تخندق هذه النقابة أو تلك، مع النائب أو ضده، تحكمه خلفيات ودرجة الاستفادة من "الكعكة"، ليظل واقع التعليم بهذا الإقليم القروي، "كرة بين الأقدام الحافية"، إلا من لغة "الغنان" على شاكلة المثل الجبلي "لو طارت معزة"، على حساب مصلحة التلميذ والأستاذ.
حميد الأبيض (فاس)