|
ذكريات في غربة \ فطيمة المراكشية راه غادي واقيلا غادي تعجبكم غير صبروا وقراوها للأخير :) ذكريات في غربة من تلك الأرض أتيت تصاحبني صفحاتي وبعض من أقلامي وفي ذاكرتي حفنة من حروفي على طاولتي الزرقاء ابعثر أبجديتي في خلوتي بها طاب لقائي خواطري .. هي أرضي وموطني ولحظات من ثورتي وسكوني تسافر بي خارج الأسوار نقطع الفيافي والأنهار تباركنا رحلات الأحلام فنعود في تناغم ووئام في هذه الغرفة المعتّمة الجدران أقبع أنادي الأهل والخلّان أحفر ندائي بأزرار تلبّي فتتعالى الأصوات في صدري وتتزاحم في حنجرتي .. تخنقني يحررها لساني نحو المجهول أصرخ .. وأصرخ و تحترق أنفاسي إلهي فكّ أسري .. حررني من معتقلي مُدني بقوة فوق طاقة البشر ما عدت لوحدتي أحتمل جردني ربي من يأسي ألهمني من صبر أيوب آآه يا نار غربتي والبعاد يا أرضي وأرض الأجداد لم يبقى في جعبتي سوى الذكرى أستحضرها أناجيها .. أكلمها .. تُضحكني تارة وأخرى أُبكيها أتذكر أمي تخبز رغيف المساء وعلى الطاولة في الحديقة تجمعنا على صينية القهوة نضحك .. ننكت .. ننتقد في خناق بعضنا نمسك تملّ امي فوضانا فتقول : من يجلس معكم كأنه يروّض القرود ألا تكبرون ؟ ألا تعقلون ؟ أتذكر أخي من الحمام يخرج فجأة ينظر في وجوهنا .. ليفهمنا السر لم نفهم في وجهه ما تغيّر بعد التمحيص والتدقيق إذا بالموس لحاجبيه حليق كالجاحظ أصبحت عيناه مبتسما كأنه عتريس الأبله انتبهت حينها أن للحواجب فوائد أتذكر أبي لا يجلس إلا بيده عصا ليهمّ بها على أم ظلوعنا نهرب منه فأبدلها بكيس حجارة أتذكر الجارات في أفراح أو نزاع وأولادهن في لعب وأحيانا صراع أتذكر أم عابد وزوجها لشرها صامد أتذكر خباز الحارة والسوق أتذكّر المسحراتي وصوت البوق أتذكر سلمان في ليلة الدخلة ابتلا بالحمى والإسهال والحصبة قلت حينها : أهي الفرحة يا سلمان أَم عين الجارة أم غسّان ؟ ذكريات كسحابة شتاء أحيانا تأتيني بالبَرَد والمطر وأخرى بالدفء كأحلام السحر تُبعدنا الأيام وتجافينا اللحظات وتنسج من سنين العمر مسافات يا غربتي الرعناء ارحميني ولوطني الغالي إهديني سأجمع حقائبي وأطوي دفاتر البعاد وأعود لك يا مغرب الأمجاد فطيمة المراكشية المملكة المغربية |
رد: ذكريات في غربة \ فطيمة المراكشية ذكريات كسحابة شتاء أحيانا تأتيني بالبَرَد والمطر وأخرى بالدفء كأحلام السحر على نفس الشاكلة تأتينا الذكريات ... وعلى قياس مسافة البعد ، وشدة الشوق ، تزداد الحسرة على الماضي ، وتلهّف الفؤاد للقاء الأحبة و تربة الطفولة و الشباب ... الشوق والحنين سمتان تطبعان الأفئدة المجبولة على التآلف و التساكن .. وهناك حالات شادّة ، والشاد لا يقاس عليه في أغلب الأحيان و المواضع . الإختلاف يكمن إذن ، في مهارة التعبير ، في قدرتنا على تصريف و إبداع الكلمة .. فكلما كان إقبالي على التخييل حالما و قادرا على تجاوز المألوف ، استطاع قلمي أن يحقق اللذة الفنية ، وخلق الإستمتاع ...فدورنا كمبدعين تجريبيين ، هو التأثير على حس و إدراك المتلقي ... الأستاذة فاطمة المراكشية تحوي قدرات رائعة للتعبير و خلق المدهش ... و حبدا لو تم اختزال التمطيط العفوي للخاطرة ، وجعلها أكثر كثافة و عمقا ... أو لنجعلها قصة قصيرة رائعة ، بعد أن نشتغل على مشاهدها بصورة جادة و فنية . على الدوام أقرأ .. حتى أتمكن من زمام القراءة . |
رد: ذكريات في غربة \ فطيمة المراكشية السلام عليكم ورحمة الله أستاذ نزيه ربما لا آتي بالكثير من الخواطر هنا لأنني أراها غالبا يتيمة الردود ولكن عندما أراك مررت من المكان تحدف أثر كلماتك من نفسي الجمود .. وتبعث في الخاطرة من جديد نَفّس الحياة أزحت الصفر عن المكان فأمكنني العودة للخاطرة لأقرأها من جديد فتذكرت بأحداثها >> ذكرياتي من جديد .. لا نعلم أي كمّ يحس صاحب عصارة الفكر عندما نشاركه سلاف إحساسه ومشاعره إنها لحظات تحوّل من حديث النفس والحوار النفسي إلى مشاركة تنبض بالحياة .. أما بخصوص التكثيف فإن شاء الله سأعمل جاهدة أستاذ على تلبية المطلوب لاحقا حتى ينال ما أكتبه المكونات الطبيعية التعبيرية التي يجب أن تكون حاضرة .. ألف شكر أستاذ نزيه دمت سالما منعّما بفضل الله |
رد: ذكريات في غربة \ فطيمة المراكشية نص رائع أختي فطيمة إن على مستوى الشكل أو المضمون يعكس موهبة الكتابة التي تتوفرين عليها . مع الأسف أتيت في وقت اختفى فيه كل رواد المنتدى الأدبي لهذا من الطبيعي أن تبقى مثل هذه المواضيع بدون ردود ، خاصة و ان الأغلبية ترتاد منتدى التسلية و الترفيه الذي تجد فيها ضالتها. لكن رغم كل هذا لا يعني أن تكفي عن وضع كتاباتك هنا ، لأن هناك فعلا من يستحسن مثل هذه النصوص ، و أكيد لو طرحت موضوعك هذا في منتدى يقدرون فيه النصوص الأدبية لانهالت عليه الردود . لك مني ألف تحية أختي فطيمة المراكشية |
رد: ذكريات في غربة \ فطيمة المراكشية "و أكيد لو طرحت موضوعك هذا في منتدى يقدرون فيه النصوص الأدبية لانهالت عليه الردود ." للأسف أستاذي أبى عبد الفتاح ، رأيك هذا خطير جدا .. وينتقص من قيمة من تبقى من الحاضرين بالمنتدى الأدبي .. ودعوة مباشرة للأستاذة كي تهجرنا ، وتبحث لها عن منتدى " يقدر " الأدب ، وتكثر فيه الردود .... وأنا شخصيا أزور تلك المنتديات ، وأعرف نوع تلك الردود ! صحيح قد غاب عنا الكثير من الأخوات و الإخوان ، لكن المنتدى الأدبي لن يجف جريانه أبدا !! ويكفينا فخرا ، أن هناك شاعرين سعوديين كبيرين - وهذا على سبيل المثال فقط - يتشرفون ، و يشرفوننا بوضع إنتاجاتهم بين الصفحات الشعرية .. وشكرهم لا يوصف ، وهم يشكروننا ، ويقدرون قراءاتنا . "مع الأسف أتيت في وقت اختفى فيه كل رواد المنتدى الأدبي" وهذا ضرب مباشر في وجوهنا ... ونحن الذين لا نراك إلا لماما ، بسبب انشغالاتك الإدارية ...فلفظة " كل " تعني معناها المباشر ....أي أن الأدب انتهى من الأستاذ ، وانتهى معه أصحابه !! ان الأغلبية ترتاد منتدى التسلية و الترفيه الذي تجد فيها ضالتها. وهذه نزلة أخرى على فكرة التنوع و الإختلاف ...المنتدى تربوي أولا ، و باقي النشاطات تظل خضرا تزين قصعة الكسكس ، و الترفيه من أفضل الخضر . أرجوك أن تعذر صراحتي .. فغيرتي على المنتدى الأدبي تعرف بعض المبالغة ... وحتى إذا لم يكتب أحدا ، سآتي بأشعار و قصص لأدباء مرموقين ، و أنهمك في قراءاتها و " نقدها " ...و المنتدى لن يموت بإذن الله تعالى . |
| الساعة الآن 18:24 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd