|
ماء غشت ماءُ غشت كانا في حاجة ماسة لشراء ثلاجة،لأسباب عدة ،الماء في شهر غشت يكون كالبول...يبعث شربُه الاشمئزاز بل الشعورَ بالرفض الصامت ..والقبول الاضطراري ..وكثير من أقدار الحياة ومن مَكْر البشر تُقبل اضطراريا ،كجميع الزيادات التي تفاجئ بها الحكومات مواطنيها ،خصوصا في رؤوس السنوات والأعياد وعاشوراء ــ ربما لأنهم منشغلون ولن يشاغبوا ــ إنها تضربهم قبل أن يستفيقوا ،الملاكم الخصم،يتقن متى يخطف الضربة كالذئب ،والزيادة تمر في خضم المهرجانات ،في لهب الصخب ،وحين يهدأ الناس ويعودون لأعمالهم ،تكون الزيادة قد أصبحت مألوفة ...وهكذا صارت الثلاجات بلونها الحليبي اللماع ،في المتاجر الكبرى والصغرى تناديهما،كلما عبرا أمامها...دخلا أكثر من متجر واستفسرا كثيرا عن الأحجام والأنواع والأثمان،والدفع الفوري والدفع بالتقسيط،والقروض السريعة والقروض المريحة ـ كأن الأمر يتعلق بأريكة !! ــ طبعا وناقشا مع الباعة ومع ذاتيهما الفائدة والفروق ...يعودان إلى منزلهما.. في الصباح وأثناء الفطور ، تحرك لمياء برأس السكين الزبدة شبه الذائبة ،وتتحسر، تزفِرُ زفرات مؤلمة ،وعند الغذاء يكون تأفف عبد الواحد واضحا ،وهو يشرب في قدح طيني منقط بالقطران ...بعد العشاء وحينما ينتهي الحديث عن كل شيء ،يستمر عن الثلاجة ...ذات الباب الواحد أرخص ...النوع الشهير أغلى..لو كان ثمنها جاهزا لتحررنا من الزيادة الناتجة عن الفوائد ...لو ..لو وكانت لو تفتح أمامهما أبواب الشيطان مع أنهما لم يفكرا فيه ! يقرر عبد الواحد إحضار ورقة وقلم...يكتب : ــ الكراء 1000 درهم. ــ الماء والكهرباء 150 درهما . ــ تغذية حوالي 1500 درهم . ــ أغراض أساسية 100 درهم . وتابع تسجيل أرقام أخرى ،مع ابتسامة ترتسم على وجه لمياء وهو ينطق كل رقم ،تراقصت الأرقام أمامهما فجأة صارت أغوالا ،ووحوشا برؤوس لا تحصى ،أشداقها مفتوحة ،لزجة ،أنيابها مخيفة ،مرعبة ،ومخالبها تكاد تفتك بعنقيهما ،زغب بشع يغطي الأذرع ... بلع عبد الواحد ريقه وقال : طبعا يا لمياء لا يمكن تأخير دفع واجب فاتورة الماء والكهرباء .؟. ــ طبعا لا ،وإلا... ــ نعم ...نعم ... ــ إذا ولا يمكن تأخير أداء أجرة الكراء . ــ طبعا لا وإلا... ــ نعم ...نعم ... ــ ولا يمكن أن نستغني عن ... ــ لا ياسيدي ..لا ..وإلا... ــ نعم ...نعم... ـــ إذا لا بد من تخفيض الرقم الخاص بالتغذية ، سنحوله إذا إلى خمسمائة درهم فقط... وصدرت عن لمياء ضحكة مجلجلة وقالت: ــ خمسمائة درهم !! هل صدَّقت نفسك ،وصدَّقت أرقامك الأولى التي تخفضها ؟؟ أخرجني من تصريف هذا الأمر ،وتكلف به أنت... ــ أنا..أنا ؟؟! ــ نعم...نعم 2011 ق أمجد مجدوب رشيد |
رد: ماء غشت السلام عليكم ورحمة الله أستاذ أمجد لي وقفة بسيطة على هذه الأسطر .. أو ( التعبير ) .. تفضل أستاذ : كانا في حاجة ماسة لشراء ثلاجة ، كلام معقول فالثلاجة شيء أساسي في البيت والحياة لمن استطاع إليها ماديا لأسباب عدة .. هو سبب واحد وهو لتبريد الماء وهو الأساس ما دامت فكرة النص وعنوانه ( ماء ) الماء في شهر غشت يكون كالبول ... لا ... أستاذي الفاضل ... لااااا .. فإني لا أوافقك الرأي هنا بتاتا الفرق بين الماء الصالح للشرب حتى لو لم يكن باردا .. الفرق بينه وبين ( البول ) أعزك الله .. فرق شااااسع ولا مجال أصلا للتشبيه أو المقارنة .. ماء الشرب نعمة .. والبول فضلات الجسد وبقاياه يتخلص منها لأنها لا تصلح لأي شيء .. يبعث شربُه الاشمئزاز بل الشعورَ بالرفض الصامت شرب الماء الغير مبرّد لا يبعث الإشمئزاز أبدا .. لأنه صالحا وليس متسخا أو عفنا .. سأكمل قراءة النص وأعود لك في تعليق هنا هذه الأسطر فقط قرأتها ولم أستطع تجاوز ملاحظتي عليها .. .. |
رد: ماء غشت عدت استاذي الكريم إنه الحال المعاش لكثير من الأسر التي يكون دخلها الشهري لا يسد رمق الحاجات الأساسية للعيش والتي ذكرتَها في النص من كراء وفواتير وغيرها .. وبهذا كل أسرة تحاول أن يوازي بين الدخل والمصروف على قد الإمكان .. ولكن أرى أن بيت ( قصيد ) موضوعك هو : أن الزوج قد طلب من الزوجة أن تقلّص المصروف المعيشي لـ أدناه 500 درهم .. في حين علما طلبت منه أن يتكفل بالأمر استغرب ورفض .. لما دار في خلده أنه من المستحيل أن يكون المصروف 500 درهم فقط .. إنها أنانية الرجل وتعجيزاته .. زوجته رأى أنها تستطيع التصرف بهكذا مبلغ .. في حين يرى أنه غير معقول لو وُضع الأمر في يده .. شكرا على النص .. |
رد: ماء غشت دون أن أنسى تلميحك للزيادات الحكومية للأجور التي ليست إلا أكذوبة في أوقات معينة وليست إلا تعتيم وتشويش يراد به تبنيج الفرد المواطن المغلوب على أمره |
رد: ماء غشت تحليل فقهي لنص أدبي !!! هذه ليست مقالة إنها عمل تخييلي سردي سعدت بمرورك وإن كان قد احتوى على أخطاء في اللغة وفي التحليل |
| الساعة الآن 22:05 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd