لقد عمدت وزارتنا الموقرة،كعادتها، إلى التأخير في الإعلان عن نتائج الترقية بالاختيار إلى حين انتهاء السنة الدراسية كي يتفرق الجمع، جمع الأساتذة، كل يغادر مكان عمله لقضاء عطلته مع أهله و أحبابه، فآنذاك تظهر"النتائج" و لكن ظهورها لا يشكل أي خطر ما دامت الكتلة قد تشتت، كل يسب و يشتم منفردا و لا أحد يسمعه و لا ينتبه إلى حاله و لا إلى مظلمته، لا نقابة و لا تنسيقية تنفع في هذا الموقف الحرج .. و تمر الأيام و الليالي و تقترب ساعة الموسم الدراسي الجديد، لقد بدأ الأستاذ المسكين ينسى تلك الأيام العصيبة التي مر بها طيلة العطلة الصيفية. بدأت المذكرات الفارغة تنهمر عليه الواحدة تلو الأخرى عساها أن تساهم في إنسائه الأيام المرة، أيام إعلان " النتائج " المخيبة للأمل،، عليه الآن أن ينهمك في التحضير لما يسمى" الامتحان المهني " ، مهزلة التاريخ التربوي المغربي. لا زال يعلق شماعة أمله على خزعبلة مفضوحة.. ها هو يدخل من جديد دوامة الانتظار، لقد نسي الأستاذ المسكين كل ما فات، لقد عملوا على أن ينسوه فنسي فعلا، لقد أفلحت سياستهم المراوغة.. تلكم قصة واقع مر يمر منها الرجل المحترم المبجل الذي كاد أن يكون رسولا.

لقد أفسدواعلينا كل شيء بسياستهم في التعليم والكلام فيه بدون عقل ولا ضمير .هل يصلح العطارون ما أفسده الدهر؟ قال الله عز وجل ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .إن فساد الترقية هو ظلم في حق جيل (منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ) .