منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى أخبار التربية والتعليم (https://www.profvb.com/vb/f13.html)
-   -   الباكالوريا مسافات مابين النوستالجيا والأزمة (https://www.profvb.com/vb/t98946.html)

abo fatima 2012-06-08 21:40

الباكالوريا مسافات مابين النوستالجيا والأزمة
 
الباكالوريا مسافات مابين النوستالجيا والأزمة

08 يونيو 2012 الساعة 29 : 14



هشام اعسيلة
نوستالجيا باكلوريا : مر الزمن الجميل للباكلوريا عندما كانت أسماء الناجحين تعلن عبر الجرائد والإذاعة الوطنية، فتقام الولائم والحفلات إن لم نشأ قول الأعراس و تذبح الذبائح حيث كانت المدارس و الإدارات العمومية تتهافت لاستقبال الناجحين , و تسلم جوازات السفر من أجل متابعة الدراسة خارج الوطن أما من حبذ استكمال دراسته في الجامعات المغربية فكان يلقى كل التشجيع و التنويه نظرا للخصاص المهول الذي كانت تعيشه لإدارة المغربية من الأطر , لكن مع ازدياد عدد الحاصلين على هذه الشاهدة خلال فترة الثمانينات و انطلاق سياسة التقشف التي نهجتها الدولة و التي تضاعف معها عدد العاطلين أصحاب الباكلوريا بل حتى من حصل على الإجازة لم يعد يجد فرصة للشغل و تدنت القيمة الرمزية لهذه الشهادة مع تدني القيمة المعرفية التي بات يشكوها النظام التعليمي المغربي .
الباكلوريا أزمة منظومة و ضعف تحصيل فامتحانات الباكالوريا لا تمثل فقط امتحان تخرج يمر عبره المتعلم من مرحلة تعليمية إلى أخرى بقدر ما انه تقويم لمنظومة تعليمية ووقوف على مدى نجاعتها التربوية خاصة أن التعليم يعتبر أداة التطور والتنمية لكل بلد يصبوا إلى ذلك , فهذه هي السنة الثالثة في تنفيذ المخطط لاستعجالي الذي توخى تدارك نقائص تطبيق برامج ومناهج الميثاق الوطني للتربية والتكوين عن طريق ما سمته الوزارة ” جعل المتعلم في قلب منظومة التربية والتكوين مع تسخير باقي الدعامات الأخرى لخدمته خطة العمل التي يقترحها هذا البرنامج الاستعجالي يتوخى تحقيق أهداف تدخل ضمن أربع مجالات أولية :
1 - التحقيق الفعلي لإلزامية التمدرس إلى غاية 15 سنة .
2 - حفز روح المبادرة والتفوق في المؤسسات الثانوية وفي الجامعة .
3 – مواجهة الإشكالات الأفقية للمنظومة التربوية.
4 - توفير وسائل النجاح.”
حيث تم تخصيص غلاف مالي ضخم من اجل انجاح المشروع لكن لغة أرقام توضح و بالملموس فشل كل هذه الإجراءات في الرقي بنظامنا التعليمي المتخلف و ذلك بشهادة الوزارة حيث صرحت العابدة كاتبة الدولة في التعليم المدرسي في جواب لها بالبرلمان أنه “ لم يرق بعد إلى المستوى الذي نطمح إليه من أجل إحداث رجة فعلية داخل منظومة التربية والتكوين” و بالتالي فالأزمة الحقيقية لشهادة الباكلوريا هي أزمة تحصيل .
حيث نلاحظ في السنوات الأخيرة تدني المستوى المعرفي و المهاري للتلاميذ الحاصلين على الباكلوريا إضافة إلى تفشي ظاهرة الغش في الامتحانات الاشهادية مما يبرر ضعف تحصيلي واضح في اكتساب الكفايات الضرورية لتخطي مرحلة الباكالوريا حيث أن قلة قليلة من الحاصلين على شهادة الباكلوريا يستطيعون استكمال دراستهم نظرا لضعف مستواهم الدراسي إضافة جانب أخر لا يقل أهمية ويتعلق الأمر بانسداد أفق حاملي شهادة الباكلوريا .
باكلوريا الأفق المسدود
قلة هم التلاميذ الذين يحالفهم القدر في حصول على مقعد في المعاهد المحدودة الاستقبال وذلك بسبب :
ضعف الاستقبال بالمعاهد المتخصصة لا يتعدى 26000.
عرقلة استمرار عدد كبير من التلاميذ لدراستهم بسبب ضعفهم في اللغة الفرنسية و التي تعد اللغة المتداولة بشكل رئيسي في أغلب معاهدنا التعليمية .
تمركز أغلب المعاهد المتخصصة في محور الدار بيضاء الرباط وحرمان عدد كبير من تلاميذ المغرب العميق في متابعة دراستهم .
انعدام مراكز الايواء و ضعف المنح التي يجب توفيرها لتلاميذ المعوزين النجباء.
ضعف أو انعدام التوجيه التربوي لتلاميذ.
ليكون بذلك مصير النسبة العظمى من التلاميذ الحاصلين على الباكلوريا هو الارتماء إلى الجامعة المغربية ذات الولوج المفتوح حيث تكون الملاذ الأخير للطالب في انتظار تغيير الوجهة نحو توجه أفضل أو إيجاد فرصة شغل تضع نقطة نهاية لقصة حياة دراسية وصلت لباب المسدود .
و رغم أنه في السنوات الأخيرة نشطت سوق الدراسة الجامعية الحرة الا أن ثمن الدراسة و تمركزها بدورها في المدن الكبرى تجعلها حكرا على فئة قليلة من الطبقة المتوسطة و الفئات الميسورة , أما استكمال الدراسة بالخارج فمصاريفها لا يطيقها إلا ذوي الدخل العالي . و تبقى الطبقات الشعبية من أبناء الشعب المغربي تعيش نكسة حقيقية بعد حصولها على الباكلوريا اذ أن ما يسمى بربط التعليم بسوق الشغل هي مجرد شعارات جوفاء لا معنى لها وسط انسداد الأفق الذي يعيشه الطلبة بعد حصولهم على الباكلوريا ف 1 في المائة فقط من المتخرجين الجامعيين يوظف حسب تكوينه الأكاديمي .
إنا من خلال نقاشنا عن أزمة الباكالوريا لا نرمي الى تيئيس و لا إلى تبخيس الاجتهاد و التفوق حيث نحث جميع التلاميذ على الجد و المثابرة من أجل الحصول على شهادة مصيرية في حياة المتعلم و إنما ندق ناقوس الخطر على نظام تعليمي يعيش الكارثة , في انتظار فتح مشروع شامل للإصلاح التعليمي و الذي تتعذر ظروفه إلا مع إصلاح سياسي و القطع مع جميع أشكال الاستبداد و الانفراد بالرأي التي أوصلت التعليم لما هو عليه الآن .



الساعة الآن 19:14

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd