2012-06-07, 15:09
|
رقم المشاركة : 1 |
 إحصائية
العضو | | | 
|  إضراب حق و إضراب باطل
|  |
إضراب حق و إضراب باطل
الكاتب: الدرقاوي عبد الله
يكاد عام دراسي ينتهي، بكل ما خلف وراءه من لحظات سعيدة وحزينة.وكفرد من الأسرة التعليمية لي نصيب من الذكريات والتجارب طيلة هذه السنة لعل تحديدها يصعب وحصرها يستحيل.إلا أنني أجد نفسي مضطرا للحديث عن شيء ما مهم يهمني ويهم رجال التعليم ويهم الرأي العام المغربي ألا وهو إضرابات رجال التعليم.
إيمانا مني بعدم نجاعة الإضرابات التي تدعو إليها مختلف النقابات وإيمانا مني بالفساد المستشري في الجسد النقابي المغربي -مع احترامي لكل النقابيين الشرفاء الذين يصرون على الاستمرار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه- وإدراكا لأحقية التلميذ في تمدرس جيد أينما وجد هذا التلميذ وكيفما كانت الأوضاع واعترافا مني بعظم المسؤولية الملقاة على كاهل كل أستاذ،كنت قد قررت مقاطعة الانخراط في أي نقابة وعدم المشاركة في كل إضرابات النقابات في قطاع التعليم.
بالمقابل،آمنت بمطالب التنسيقية الوطنية لأساتذة الابتدائي والإعدادي حاملي الإجازة وآمنت بشرف نضالاتها وبقانونية ومشروعية مطالبها والانخراط في كل أشكال نضالها التي تتجاوز الإضراب الذي عاد مسخرة في حقل التعليم المغربي،ويبقى السبب أن هذه التنسيقية المتواضعة أعطت نفسا جديدا لكل مناضل شريف وغيرت نوعا ما من نظرة المغربي إلى مفاهيم الإضراب الاعتصام الاحتجاج التصعيد والنضال مفردات تنتمي إلى الحقل اللغوي النقابي لكن التنسيقية نجحت في التعريف به في الأوساط خصوصا الثقافية ولم تنجح فيه نقابات منذ مدة طويلة من وجودها.
لن أهاجم هنا النقابات.لكن كل متتبع للشأن النقابي بالمغرب يقر بأن هناك أزمة في العمل النقابي تتعدد وتتعقد أسبابه لكنه يتجلى في انعدام فكر نقابي وثقافة نقابية من جهة ومن جهة أخرى الارتجالية والعشوائية في التدبير واتخاذ القرارات.ومن بين هذه القرارات :قرارات الإضرابات في القطاع العام والتي أصبحت لكثرتها شيئا عاديا بالنسبة للمواطن وافتقدت عنصر الفجائية الذي قد يربك الدولة وحساباتها.
وإن كان الإضراب حقا مشروعا دستوريا فإن غياب قانون يِطره بشكل منصف يجعل منه وسيلة غير ناجعة لتحقيق المطالب كما يجعل أداة للغش في العمل بامتياز، خصوصا في قطاع حيوي كالتعليم...مع احترامي لكل الشرفاء من رجال التعليم الذين يؤمنون بمطالبهم ويلتفون حول نقاباتهم.
لنكون منصفين،هناك من رجال التعليم من له حس نضالي،يؤمن بحقوقه المشروعة ومطالبه العادلة‘هذا الصنف لا خوف على أبناء الوطن منه،فالتجربة تثبت والتاريخ يشهد أن من يطالب بمصلحته هو الذي يستطيع أن يطالب بمصلحة غيره(هذا الغير هنا هو التلميذ) ،وأن الذين تبح حناجرهم من أجل حقوقهم هم الذين تبح حناجرهم أجل نقل الدرس والمعلومات لتلاميذهم ،والذين يصبرون لحر شمس الرباط وشتاءها في مختلف الاعتصامات والوقفات –اللهم إن لم نقل يصبرون حتى لهراوات المخزن في بعض المناسبات-هم نفسهم الذين يصبرون واقفين داخل حجرات منفية دون كلل ولا كسل كيفما كانت الظروف.
بالمقابل،هناك صنف آخر من رجال التعليم لا هم لهم سوى ترقب أزمنة العطل واعتبار زمن الإضراب من العطل ليستغله في قضاء أغراضه ومصالحه،هذا الصنف غالبا ما تجد لديه رصيدا معرفيا هزيلا وثقافة متدنية وانعدام الحس بالمسؤولية وهذا الصنف هو من يُخشى على أبناء هذا الوطن منه.
بقي أن أشير أنه من مصلحة الدولة التي سيست مسألة التعليم منذ عهد سنوات الرصاص أن يخوض رجال التعليم الإضرابات ذلك أنه الرأي العام أصبح -بسبب عدم تحلي المجتمع المغربي بثقافة النضال- أصبح يتجه بأصابع الاتهام للمعلم الذي هو في نهاية المطاف فرد من الشعب وهنا تكسب الدولة تمويها مجانيا بسبب فعل الإضراب، كما من مصلحتها تكثير سواد النقابات التي أصبحت لكثرتها تلقب بالنقابات الانشطارية أولا لأنها تخدم أجندات حزبية سواء بطريقة معلنة أو خفية،ثانيا لأنها تكرس مبدأ"فرق تسد" والذي أدى لا بالمواطن العادي ولا بالأستاذ إلى الحيرة والتيه في وسطها بعد أن تشابه البقر عليه.
لذلك برزت في الساحة التنسيقيات لا لسحب البساط من تحت النقابات التي تبقى كيانا قانونيا وإنما إيمانا بأفرادها بعجز النقابات عن تتبع ملفها أو عدم إعطائه الحظوة اللازمة،فقامت التنسيقية بحصر تلك المطالب و النزول بها للشارع والنضال من أجل تحقيقها.
|
: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=566449 |
|
|  |
فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ :
مسابقة استوقفتني آية
|
ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج
