مادامت السلاسة اللغوية ، قد نبعت من الخاطر ، فهي خاطرة ! حتى تظل الحكاية تحتفي باللقب الذي أحبت الساردة أن ترسمه...

لكن من خلال تتبعي للمشهد العام لفقرات النص ، أحببت بدوري أن أناديه بالقصة القصيرة ، لكونها تضمنت كتابة تجريبية انزاحت عن المسار التقليدي لإنجاز الحدث ...فقد ظل المتلقي يعيش التباسا و غموضا يلف نوع البطل و كنهه ، إلى حين النهاية أو المستجد ، أو المفاجأة ...وهذا في حدّ ذاته تجديد يتحقق عبر توسيع إمكانات التعبير .

فالقاصّة تأبطت رؤية فنية قبل الدخول إلى عالمها ، و اختارت تقمص لغة و خطاب الصوت الذي لا نسمعه !!! كما استطاعت التحكم في زمن الحدث و زمن الخطاب حتى ظهرا و كأنهما متلازمين .. بينما ظل زمن الكتابة مغايرا ، حتى ولو أن الأستاذة حاولت ايهامنا بقولها " صباح اليوم " .... (النص مفتوح على كل صباحات السنة الدراسية )

والكاتبة سجلت مهارة و مجهودا فنيا رائعا ، وهي تقص و تسرد مشاهد الظاهرة الأساسية ، مشاهد البؤس و الحرمان و الإستغلال و التحرش الذي تتعرض له المرأة العاملة ، وكل ذلك في ارتباط و طيد بعطالة الذكور ، و الإنقطاع عن الدراسة ، أو ما يسمى بالهدر المدرسي .

أستاذتنا طيف كلفت نفسها عناء التنظير لقصتها فنيا ، كما اهتمت بالإشتغال على الخطاب المناسب للبطل /ة ...وهذا أمر جعلنا ، نتلقى قصة تخلو من التجريد و الإلتباس ، و لكن تمثل نموذجا يخترق التقليد ، و ينضح بالحداثة .


مع جميل المودة .

أعود من جديد إلى المنتدى لأستنشق عبير عطر نص أدبي لعبت فيه البراعة اللغوية وسلاسة الأسلوب دورهما ,,, أسلوب متميز عهدناه من أختنا الكريمة والعزيزة طيف , الدرة الثمينة لهذا المنتدى ,,, طيف نستظل بظلال صوره الفنية الوارفة ، وبأنماط تصوير يخاطب كل الحواس للتلقي والترقي ...
نص اختارت صاحبته أن تدرجه في خانة النثر والخاطرة ، رغم أنه يستحق لأن يندرج في الأقصوصة بمراجعات فنية من لدن أديبتنا طيف ، وهي أعرف بنصها وإبداعها ...
نص جميل وبديع يفرض نفسه ويلهب الشوق للقراءة ، لأن طيفا متمكنة في نثرها الذي نلمس في شعرا وشاعرية ، لماذا ؟
لان طيفا شاعرة حتى في نصوصها النثرية ، وليس فقط في شعرها وخواطرها ...
نص يلامس أحزان الواقع ليس بانعكاس آلي ، وإنما بصيغة فنية مقتدرة وبتصور فني بديع وجديد يبعده عن المباشرية...
دمت مبدعمة متميزة أيتها الكريمة ، طيف فريد لهذا المنتدى .

أحبك في الله أختي وأشتاق إليك.