منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.profvb.com/vb/f25.html)
-   -   الآداب المرعية في العطل و الإجازات الصيفية ...( خطبة جمعة ) (https://www.profvb.com/vb/t98591.html)

شاهد على العصر 2012-06-03 13:01

الآداب المرعية في العطل و الإجازات الصيفية ...( خطبة جمعة )
 
الآداب المرعية في العطل و الإجازات الصيفية

الحمدُ للهِ عالمِ السرِّ والخفِيَّاتِ, وفَّقَ مَنْ شاءَ إلى اغتنامِ الأوقاتِ في الباقياتِ الصالحاتِ, وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له شهادةً تُوصِلُنا إلى الجِنانِ الخالداتِ, وأشهدُ أنَّ نبيَّنا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ المؤيَّدُ بالآياتِ والمعجزاتِ, صلَّى اللهُ وسلَّمَ عليهِ وعلى آلهِ وصحبِهِ الأئمَّةِ الثِّقاتِ, وعلَى تابِعيِهمْ بإحسانٍ مادامَتِ الأرضُ والسماواتُ.

أمَّا بعدُ:

فأوصِيكُمْ - أيهُّا الناسُ ونفسِي - بتقوَى اللهِ الجليلِ, فإنَّها لِلْجَنَّةِ خيرُ سبيلٍ, واقْنَعُوا مِنْ دنياكُمْ بالقليلِ, واستعِدُّوا ليومِ الرحيلِ, يقولُ اللهُ سبحانَهُ وتعالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[1] .

لِلْمَوْتِ فاعملْ بجدًّ أيُّها الرجلُ …… واعلَمْ بأنَّكَ مِنْ دنياكَ مُرْتَحِلُ

إنَّ التَّقِيَّ جِنانُ الخُلْدِ مَسْكَـنُهُ …… ينالُ حُوراً عَلْيها التاجُ والحُلَلُ

والمجرمينَ بنارٍ لا خمُـودَ لهـا …… في كُلِّ وَقْتٍ مِنَ الأوقاتِ تشتَعِلُ

معاشِرَ المسلمينَ:

مِنَ الظواهِرِ الاجتماعيَّةِ التي تستوجِبُ التنوِيهَ والتذكيرَ، ما يحصُلُ في هذِهِ الأيامِ مِنْ كلِّ عامٍ, حينَ تشتدُّ حرارةُ الصيفِ,ويُلْقِي بِسَمُومِهِ اللافِحِ علَى بعضِ أقطارِ المعمورةِ, مما يحمِلُ الناسَ علَى الهروبِ إلى المصايفِ والمتنزَّهاتِ, والفِرارِ إلى الشواطِىءِ والمنتجعاتِ, والعزمِ على السفرِ والسياحةِ والرحلاتِ, يوافِقُ ذلِكَ فراغٌ مِنَ الشواغِلِ, وتمتُّعٌ بإِجازَةٍ صيفيَّةٍ بعدَ عَناءِ عامٍ دراسِيٍّ كاملٍ.

إخوةَ الإسلامِ:

إنِّ الكثيرَ مِنَ الناسِ قَدْ أعدَّ برامِجَ لِشُغْلِ إجازاتِهِمْ, وقضاءِ وقتِ فراغِهمْ, يترجِمُ ذلكَ التزاحمُ علَى مكاتِبِ الحجوزاتِ والمطاراتِ, للسفرِ عبْرَ الأجواءِ والمحيطاتِ, في مراكِبَ تمخرُ عُبابَ الجوِّ والبحرِ والفيافِي لِشتَّى القاراتِ, لِذا أستلطِفُكمْ- رعاكمُ اللهُ - لِنضعَ هذِهِ القضيَّةَ علَى الميزانِ الشرعيِّ, معَ تلميحٍ يسيرٍ إلى واقِعِ بعضِ الناسِ فيها, وبيانِ الآثارِ السلبيَّةِ, عِنْدَ غيابِ الضوابِطِ الشرعيَّةِ, في هذِهِ القضايا الواقِعيَّةِ.

واعلَموا أنَّ مهمَّةَ الإنسانِ في هذِهِ الحياةِ عبوديَّةُ اللهِ عزَّ وجلَّ, ومراقبتُهُ أينَما كانَ العبدُ وحيثُما حَلَّ, يقولُ اللهُ تعالَى: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}[2]، ويقولُ سبحاَنهُ: {وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ}[3]،فإذا فرَغَ الإنسانُ مِنْ شواغِلِ الدُّنيا, فَلْيَتزوَّدْ مِنْ غايَةِ وجودِهِ وهِيَ عبادةُ اللهِ تعالَى، وَلْنعلمْ أنَّ الوقتَ مادةُ الحياةِ, وأنَّ الزمنَ وِعاءُ العُمُرِ, فالواجبُ استغلالُهُ في مَرْضاةِ اللهِ, وشَغْلُهُ بطاعتِهِ سبحانَه, فإنَّ الإنسانَ مسؤولٌ عَنْ وقتِهِ فِيما أمضاهُ, وعَنْ عُمُرهِ فِيما أفناهُ, وعَنْ شبابِهِ فيما أبْلاهُ, فهل يستَوِي مَنْ يشغلُ وقتَهُ بالطاعَةِ بِمَنْ يدُنِّسهُ بالمعصيَةِ؟ كلاَّ، يقولُ اللهُ تعالَى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ}[4]ويقولُ سبحاَنهُ: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ}[5].

والوَقْتُ أنفَسُ ما عُنِيتَ بحفْظِهِ ....وأَراهُ أسْهَلَ ما عليكَ يَضِيعُ

يقولُ ابنُ القيِّمِ: السنةُ شجرةٌ, والشهورُ فروعُها, والأيامُ أغصانُها, والساعاتُ أوراقُها, والأنفاسُ ثِمارُها, فمَنْ كانَتْ أنفاسُهُ في طاعةٍ فثمرةُ شجرتِهِ طيِّبةٌ, ومَنْ كانَتْ أنفاسُهُ في معصِيَةٍ فثمرةُ شجرتِهِ حَنْظَلٌ, وإنَّما يكونُ الجِذاذُ يومَ الميعادِ, فعِنْدَ الجِذاذِ يتَبيَّنُ حُلْوُ الثمارِ مِنْ مُرِّها. وعَنِ ابنِ عباسٍ رضِيَ اللهُ عَنْهما أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "نِعْمَتانِ مغبونٌ فِيهما كثيرٌ مِنَ الناسِ: الصحَّةُ والفراغُ"أخرجَهُ البخاريُّ[6], وكَمْ كانَ الفراغُ سبباً للانحرافِ وسوءِ الحالِ, عِنْدَ عَدَمِ حُسْنِ الاستثمارِ والاستغلالِ, فهوَ مِنَّةٌ ونَعْماءُ, لكنْ إذا استُغِلَّ في معصيةِ اللهِ فهوَ نِقْمَةٌ وبلاءُ.

أَلا وإنَّ دينَكُمُ السَّمْحُ لا يحجُرُ علَى أتباعِهِ, أنْ يُروِّحوا عَنْ أنفسِهِمْ, أوْ يُدْخِلوا السرورَ علَى أهلِيهِمْ وأبنائِهمْ, فالترفِيهُ البريءُ والترويحُ المباحُ لاغَضاضَةَ علَى الإنسانِ فيهِ, بَلْ قَدْ يكونُ مطلوباً شرعاً,كما جاءَ في حديثِ حَنْظَلَةَ:"ولكنْ ساعةٌ وساعةٌ" أخرجَهُ مسلمٌ[7], يقولُ عليٌّ - رضي الله عنه -:"رَوِّحوا عَنْ قلوبِكمْ, فإنَّ القلوبَ إذا كلَّتْ ملَّتْ, وإذا ملَّتْ عَمِيَتْ", أمَّا أنْ يُسْتَغَلَّ ذلِكَ فيما يُضعِفُ الإيمانَ, ويوقِعُ في الذنوبِ والعصيانِ, ويجلِبُ سَخَطَ الديَّانِ, فذلِك هوَ الخُسْرانُ.

إخوةَ الإيمانِ:

إنَّ السفرَ لهُ فوائِدُهُ العِظامُ، في النفوسِ والعقولِ والأجسامِ, بَلْ قَدْ يكونُ مطلوباً لمقاصِدَ ومهامَّ, فالماءُ الدائمُ يَأْسَنُ, والشمسُ لَوْ بَقيَتْ في الأُفُقِِ واقِفةً لملَّتْ, والنفسُ لَوْ وُطِّدَتْ علَى مكانٍ ضاقَتْ وكلَّتْ, وعَنْ بديِع صُنْعِ اللهِ غفَلَتْ.

يقولُ بعضُ السلَفِ: "مِنْ فضائِلِ السَّفَرِ أنَّ صاحِبَهُ يرَى مِنْ عجائِبِ الأمصارِ, وبدائِعِ الأقطارِ, ومحاسِنِ الآثارِ, ما يزيدُهُ عِلْماً بِقُدْرةِ الواحِدِ القهَّارِ, ويَدْعوهُ شكراً علَى نِعَمِهِ الغِزارِ".

تِلْكَ الطبيعةُ قِفْ بِنا ياسَارِ .....حتَّى أُرِيكَ بَدِيعَ صُنْعِ البارِي

فالأرضُ حَوْلَكَ والسماءُ اهتزَّتا..... لِروائِعِ الآياتِ والآثارِ

وَليحذَرِ المسافِرُ أنْ يتَّجِهَ إلى أماكِنِ المنكراتِ الظاهِرَةِ, والفسادِ المُعْلَنِ، وهَلْ يُلْقَى الحَمَلُ الودِيعُ في غاباتِ الوحوشِ الكاسِرَةِ, والسِّباعِ الضارِيَةِ؟ وكَمْ كانَ أسلافُنا يَجوبونَ الأرضَ شَرْقاً وغرباً, جِهاداً في سبيلِ اللهِ, وطَلَباً لحديثِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -, ودعوةً إلى دينِ اللهِ, بأفواهِهِمْ وأفعالِهِمْ وسلوكِهِمْ، إنَّنَا جميعاً مَعَ السفرِ والسياحَةِ بمفهومِها النظيفِ, وبمقصودِها الحَسَنِ الشريفِ, وإِدْخالاً للسرورِ علَى الأهلِ والأولادِ، مَعَ اجتنابِ معصِيَةِ ربِّ العِبادِ, وَلْنحذَرْ أمراضَ الأُمَمِ المعاصِرَةِ, والولوغَ في مياهِهِمُ العَكِرَةِ، وهَذا لا يمكنُ أنْ يقبلَهُ أمثالُكُمْ مِنْ ذَوْي النفوسِ المؤمنَةِ, وأربابِ المجتمعاتِ المحافِظَةِ.

حياءَكَ فاحفظْهُ عَلَيْكَ فإنمَّا..... يَدُلُّ علَى وَجْهِ الكريمِ حياؤُهُ

حَذارِ أَنْ يَفْهَمَ العالَمُ عَنِ المسلمينَ وشبابِهمْ, أنَّهمْ أربابُ شهواتٍ, وصَرْعَى مَلَذَّاتٍ, بَلْ أَفْهِموهُمْ بِسلوكِكُمْ أنَّكمْ حَملَةُ رِسالَةٍ, وأربابُ شَرَفٍ وغايةٍ, وأصحابُ شريعةٍ خالدةٍ, ودِينٍ يَرْعَى العقيدةَ والأخلاقَ السامِيَةَ.

باركَ اللهُ لي ولكمْ في القرآنِ العظيمِ، ونفعَنِي وإيَّاكمْ بِهَدْيِ النبَّيِّ الكريمِ، عليهِ أفضلُ الصلاةِ وأزكَى التسليمِ، أقولُ قوليِ هَذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكمْ ولسائِرِ المسلمينَ فاستغفروهُ إنَّه هوَ الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ الذي أنعمَ وأسدَى, والشكرُ له على آلائِهِ التي لا نُحصِي لها عَدًّا, وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وحْدَهُ لا شريكَ له إلهاً واحداً أحداً فرداً صمداً, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ أكْرِمْ بهِ رسولاً وعبداً, صلَّى اللهُ وسلَّمَ عليهِ وعلَى آلهِ وصحبِهِ الذين أكسبَهُمْ شَرَفاً ومجداً, والتابعينَ ومَنْ تَبِعَهُمْ بأَمْثلِ طريقةٍ وأقومِ سبيلٍ وأهدَى.

أماَّ بعدُ:

فيا عِبادَ اللهِ: اتقوا اللهَ في أنفسِكمْ وأهليِكُمْ, وفي أولادِكمْ ومَنْ تَحْتَ أيدِيكُمْ, اتقوهُ فإنَّه للخيرِ يَهديكُمْ, ومَنِ الشرِّ يَقيكُمْ, وفي جِنانِ الخُلْدِ يُؤويكُمْ, يقولُ اللهُ سبحانَهُ: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً}[8].

معاشِرَ المسلمينَ

الشبابُ عِمادُ الأُمَّةِ, وقلبُها النابِضُ, هُمْ جيلُ اليومِ, ورجالُ المستقبلِ, وبناةُ الحضارَةِ, وصُنَّاعُ الأمجادِ, وثمراتُ الفؤادِ, وفلذاتُ الأكبادِ، فلابدَّ لنا مِنْ تربيتهِمْ تربيةً صحيِحةً, وشَغْلِ أوقاتِهمْ بطريقةٍ متوازِنَةٍ, فهذِهِ الأشهرُ التي يمرُّونَ بها في فَراغٍ مِنَ المشاغِلِ الدراسيَّةِ, لابدَّ أنْ يستثمِرَها أولياءُ أمورِهمْ في برامِجَ حافلَةٍ, تُكسِبُهمُ المهاراتِ, وتُنَمِّي فيهمُ القُدراتِ, تُقوِّيِ إيمانَهم, وتُصْقِلُ فِكرَهمْ, وُتثْرِي ثقافَتَهُم, حتىَّ لا يقَعوا فريسةَ الإنترْنِتِ وشبكاتِ المعلوماتِ, وضحايا لِسيِّءِ القَنواتِ والفضائِيَّاتِ.

أيُّها المسلمُ الكريمُ:

لِتعلَمْ أنَّك مراقَبٌ مِنْ قِبَلِ ربِّكَ ومولاكَ, فلا يَراكَ حيثُ نَهاكَ, ولاَ يفْتقِدُكَ حيثُ أمرَكَ, فاللهُ مُراقِبٌ لنا في الحِلِّ والتِرْحالِ, وعلَى كُلِّ حالٍ, ثُمَّ إنَّ شِدَّةَ الحرِّ في هذِهِ الدنيا, يجبُ أنْ تُذكِّرَ بحرِّ الآخرةِ، فشدةُ الحرِّ مِنْ فَيْحِ جهنَّمَ، فهلْ اعتَبْرنا ونحنُ مشغولونَ في هذِهِ الدارِ,عَنْ تِلكُمُ النَّارِ, فأخَذْنا بأسبابِ النَّجاةِ مِنْ دارِ البوارِ, وأحسنَّا الفِرارَ إلى العزيزِ الغَّفارِ؟.

ثُمَّ صَلُّوا وسلِّموا- رحِمَكمُ اللهُ - علَى خيرِ الورَى طُرّاً , وأفضلِ الخليقَةِ شَرَفاً وطُهْراً، صلاةً تكونُ لكمْ يومَ القيامةِ ذُخْراً،فقَدْ أمرَ ربُّكمْ تعالَى في تَنْزِيلٍ يُتْلَى ويُقْرَا، فقالَ عزَّ مِنْ قائلٍ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }[9].

اللهمَّ صَلِّ وسلِّمْ علَى محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحِبهِ أجمعينَ، وعلَى التابعينَ ومَنْ تَبعِهمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ، وعنِّا معهمْ برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمينَ، اللهمَّ اجعلْ خيرَ أعمارِنا أواخِرَها، وخيرَ أعمالِنا خواتِمَها، وخيرَ أيّامِنا يومَ نَلْقاكَ، اللهمَّ وفِّقْنا لاغتِنامِ الأوقاتِ بِالباقياتِ الصالحاتِ، ومُنَّ علينا مِنْ لَدُنْكَ بواسِعِ الرحَماتِ، واكتبْ لنا الدرجاتِ العُلَى في الجنَّاتِ، اللهمَّ اغفرْ لِلمؤمنينَ والمؤمناتِ، والمسلمينَ والمسلماتِ، الأحياءِ مِنْهم والأمواتِ إنَّكَ قريبٌ سميعٌ مجيبُ الدعواتِ ,
اللهمَّ وَفِّقْ أميرَ البلادِ وولِيَّ عهْدِهِ لِهُداكَ، واجعلْ عملَهُما في رِضاكَ، وألبسْهُما لِباسَ العافيةِ والإيمانِ، اللهمَّ اجعلْ هذا البلدَ آمنًا مُطْمئِنًّا سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلادِ المسلمينَ, وَتَقبَّلِ اللهمَّ شُهَداءَنا وَشُهَداءَ المسلمينَ أَجمعينَ، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

فطيمة الزهرة 2012-06-03 15:30

رد: الآداب المرعية في العطل و الإجازات الصيفية ...( خطبة جمعة )
 

شاهد على العصر 2012-06-03 19:54

رد: الآداب المرعية في العطل و الإجازات الصيفية ...( خطبة جمعة )
 
بارك الله فيك أختي الكريمة .

شاهد على العصر 2012-06-04 09:07

رد: الآداب المرعية في العطل و الإجازات الصيفية ...( خطبة جمعة )
 
في ظلال العطلة الصيفية

إنها أيام وأوقات ودقائق وساعات زفت إلى شبابنا وأهديت لهم مع بداية هذه الإجازة الصيفية .
إنها والله الغنيمة الباردة لمن خطط لها بالبرامج النافعة.. وهي التجارة الرابحة لمن جعلها مليئة بالخير والفائدة.
فهذا سافر مع أهله إلى بيت الله الحرام أو لزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذاك تذكر أنها فرصة لزيارة والده الذي انقطع عنه شهوراً متتابعة، وهذا علم أنها غنيمة لصلة أقاربه الذين انقعط عنهم سنوات متتابعة .. وآخر اعترف بتقصيره في طاعة ربه أيام دراسته وعمله فعزم على الإستزادة من الطاعات فاستدرك مافاته وعمل لما أمامه .

وهذا أب حرص على أبنائه في هذه الإجازة فأشركهم في مراكز صيفية وبرامج تدريبية فأشغل أوقاتهم وصرف طاقاتهم وصقل مواهبهم.. واستغل قدراتهم .


هنيئا والله لذلك الأب الذي شجع ابنه للالتحاق بدورة مكثفة لحفظ القرآن فختمت الإجازة بختمه للقرآن..

وهنيئا والله لذلك الشاب الذي حرص على الالتحاق بالدورات المكثفة في العلوم الشرعية فأصبح من طلبة العلم وأهله..

إنهم أقوام حرصوا على استغلال أوقاتهم كما كان سلفنا الصالح رحمهم الله..

فهذا عامر بن عبد قيس رحمه الله مر على جمع من الكسالى وهم جلوس يتحدثون ويثرثرون فقالوا له : تعال اجلس معنا. فقال لهم : أوقفوا الشمس حتى أكلمكم .
عجبا والله يصعب عليه أن يفرط في ثوان يسيرة وفي لحظات معدوددة فكانوا يهتمون حتى في الثواني واللحظات .

بل انظروا إلى ابن القيم رحمه الله وهو يصور لنا خطورة إضاعة الوقت فيقول : وإضاعة الوقت أعظم من الموت؛ لأن إضاعة الوقت يقطعك عن الله والدار الإخرة وأما الموت فيقطعك عن الدنيا وأهلها .

بل كان السلف الصالح يندمون على أوقات ذهبت.. وأيام مرت بدون علم نافع أو عمل صالح.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي" .
ولله در القائل :
إذا مر بي يوم ولم أستفد علماً ولم أقتبس أدبا فما ذاك من عمري.

بل إنك لتعجب أشد العجب من استغلال الغرب الكافر واغتنامهم لأوقاتهم فهاهم اليابانيون مثلاً يتفنون في ضبط الوقت واستغلاله لدرجة أنهم قاموا بتقسيم الثانية وليس الساعة أو الدقيقة بل الثانية الواحدة إلى عدة مئات من الأجزاء الدقيقة كل ذلك لأجل المزيد من ضبط الوقت.

فوأسفاً والله على أوقات بعض المسلمين التي ذهبت سدى في مشاهدة الأفلام السينمائية أو المسلسلات الدرامية .
بل إنه من المضحك المبكي مانشرته بعض الصحف أنه أقيمت مسابقة في فرنسا لاختيار صاحب أبشع وجه في العالم وفاز بهذه الجائزة رجل ألماني كان يتدرب يومياً ولمدة ثمان ساعات متواصلة ولمدة سنة كاملة يتدرب على تغيير وجهه باستخدام العقاقير والمستحضرات... فلا إله إلا الله ... رجل كافر يحفظ من وقته يومياً ثمان ساعات ولمدة سنة كاملة وعلى ماذا ؟؟؟ على أمر تافه حقير ومن أجل ماذا؟! من أجل حفنة من الدولارات .

فماذا قدمنا نحن إذن لأوقاتنا ؟! وبماذا أشغلنا فراغنا ؟!

ومن المسلمين من يعجز عن استغلال ساعة واحدة يومياً في حفظ كتاب الله أو حضور درس أو قيام ليل...

وختاماً: ما أروع تلك العبارة التي سطرت في قلوبنا ورسمت على محيانا قائلة : بأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك.


هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .


منقول للفائدة

aboukhaoula 2012-06-04 14:17

رد: الآداب المرعية في العطل و الإجازات الصيفية ...( خطبة جمعة )
 
جزاك الله خيرا أخي و أحسن إليك


الساعة الآن 14:07

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd