المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tagnaouite
نعم أختي الكريمة ياقوتة إن البحر مدرسة يتعلم منها الإنسان دروسا وعبرا... البحر من صنع الله البديع الذي يقف عنده أولو الألباب تأملا وتفكرا ، فيقولون ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك ... وشخصيا أنا تعلمت من البحر حين كنت أعمل مراقبا للشحن والتفريغ والإيداع بميناء أكادير ... كانت المهنة الأولى التي زاولتها بمجرد التخرج من كلية الآداب بالرباط ، وعلى الرغم من التخصص الجامعي لم يكن متناغما في الظاهر مع مهنة البحر ، لكنه في العمق كان منسجما أشد الانسجام ، ذلكم أنني وجدت عالم الميناء والصيد والبحر يرتبط بالأدب والفلسفة والتاريخ ، لأن عالم البحر وعالم مزاولة مهن البحر درست فيها ما لم أدرسه في الحياة الجامعية ، فكان للبحر فضل كبير في تنشيط الكتابة الإبداعية لدي ... فكتبت مذكرا ت عن الميناء ، وقصصا وشعرا ... أختي الكريمة يا قوتة أشكرك على عملك الراقي ، فقد أيقظت ذكريات جميلة بأكادير الساحرة خلال أواسط التسعينيات ، وأرجعتني إلى مهنة البحر التي مارستها مدة سنتين بأكادير الجميلة قبل مزاولة التدريس . ولا أجد ما أقوله عن البحر سوى ما أبدعه شعريا الشاعر الرومانسي إبراهيم ناجي في خواطر الغروب . تحيتي الخاصة والخالصة لهذا التميز من لدن ياقوتة المنتدى . قلتُ للبحر إِذ وقفتُ مساءَ
كمٍ أطلتَ الوقوفَ والإصغاءَ
لكأنّ الأضواءَ مختلفاتٍ
جَعَلَتْ منكَ رَوْضَةً غَنّاءَ
إِنما يفهم الشبيهُ شبيهاً
أيها البحر، نحن لسنا سواءَ
وعجيبُ إليك يممتُ وَجهي
إذ مللتُ الحياةَ والأحياءَ
ما تقول الأمواجُ! ما اَلَم الشمسَ
فولّت حزينةً صفراءَ
وعجيبُ إليك يممتُ وَجهي
إذ مللتُ الحياةَ والأحياءَ
ويح دَمعي وويح ذلة نفسي
لَم تدع لي أحداثهُ كبرياءَ!
كل يومٍ تساؤلٌ .. ليت شعري
من ينبِّي فيحسن الإِنباءَ؟!
ما تقول الأمواجُ! ما اَلَم الشمسَ
فولّت حزينةً صفراءَ
تركتنا وخلفتْ ليلَ شكٍّ
أبديٍّ والظلمةَ الخرساءَ
تركتنا وخلفتْ ليلَ شكٍّ
أبديٍّ والظلمةَ الخرساءَ
وكأنَّ القضاءَ يسخر مني
حين أبكي وما عرفتُ البكاءَ
أبتغي عندك التأسّي وما تملك
رَدّاً ولا تجيب نداءَ!
ويح دَمعي وويح ذلة نفسي
لَم تدع لي أحداثهُ كبرياءَ!
كل يومٍ تساؤلٌ .. ليت شعري
من ينبِّي فيحسن الإِنباءَ؟!
ما تقول الأمواجُ! ما اَلَم الشمسَ
فولّت حزينةً صفراءَ
تركتنا وخلفتْ ليلَ شكٍّ
أبديٍّ والظلمةَ الخرساءَ
وكأنَّ القضاءَ يسخر مني
حين أبكي وما عرفتُ البكاءَ
ويح دَمعي وويح ذلة نفسي
لَم تدع لي أحداثهُ كبرياءَ
إبراهيم ناجي- خواطر الغروب-