الوزارة تعرض خطة إصلاح امتحانات الباكلوريا بأكادير

الخميس, 24 مايو 2012 11:42


الوفا: سنحصن وثيقة شهادة الباكلوريا بطابع للتأمين على غرار الأوراق النقدية
نعرض، في الورقة التالية، الخطوط العريضة لمشروع إصلاح امتحانات الباكلوريا، كما اقترحه محمد الوفا، وزير التربية الوطنية، بناء على طلب من الملك، كما ظل يردد الوزير الاستقلالي في عدد من المناسبات. والملاحظ أن الإصلاح الجديد ينطلق من المخطط السابق للوزارة السابقة، أو ما يسمى دفتر مساطر إجراء الباكلوريا، مع فارق جوهري أن الحكومة السابقة انطلقت في وضع هذا الإصلاح بناء على تقييم موضوعي لاستقرار الهندسة البيداغوجية السابقة، بينما يستند المشروع الجديد إلى الفراغ.
كشف محمد الوفا، وزير التربية الوطنية خلال لقائه الرابع والأخير بأكادير مع مديري ونواب ورؤساء مراكز الامتحانات والتصحيح بأكاديميات الجنوب، عن خارطة طريق تحصين مصداقية شهادة الباكلوريا الوطنية، وفق القرار الوزاري رقم 1727.12، الصادر بالجريدة الرسمية يوم 20 أبريل الماضي، والمتمم للقرار رقم 2385.06 بتاريخ 16 أكتوبر 2006 بشأن امتحانات الباكلوريا. وتم بموجب هذا القرار تعديل صيغة حساب معدل الدورة الاستدراكية، إذ أصبح هذا المعدل يحسب باعتماد أعلى نقطة حصل عليها المترشح المستدرك في كل اختبار على حدة من اختبارات الدورة العادية والدورة الاستدراكية.
وقال وزير التربية الوطنية، خلال لقائه مع ممثلي أكاديمية كل من جهة سوس ماسة درعة وكلميم السمارة والعيون بوجدور الساقية الحمراء ووادي الذهب لكويرة، إنه كان ينوي جعل امتحانات الباكلوريا تقتصر على الامتحان الوطني فقط، غير أن جلالة الملك طلب منه التريث إلى حين انتهاء الموسم الحالي.
وأوضح الوفا أن الوزارة ستعمل هذه السنة على تحصين وثيقة شهادة الباكلوريا بواسطة طابع للتأمين، لوضع حد للتزوير الذي قد يلحق بها، إذ ستحظى الشهادات بمعايير التأمين نفسها التي تتوفر عليها الأوراق المالية.
وأضاف أن المقرر الوزاري في شأن دفتر مساطر تنظيم امتحانات نيل شهادة الباكلوريا تضمن إجراءات ضبط حركية وهوية المتدخلين في امتحانات الباكلوريا داخل مراكز الامتحان وداخل مراكز التصحيح، وذلك بواسطة إجبارية حمل شارات خاصة بكل متدخل في عمليات الامتحانات "badge". كما ستعزز آليات التواصل مع المترشحين والمترشحات لامتحانات الباكلوريا، من خلال إحداث بريد إلكتروني خاص بكل مترشح يحمل الرقم الوطني للأخير.
وقال إن جميع مرافق الدولة تساند قطاع التعليم، واتخذوا جميع الاحتياطات الوقائية ابتداء من مراكز الامتحانات إلى مواقع الاعتكاف.
وركز الوزير في كلمته التوجيهية، تقول مصادر حضرت اللقاء، على القيمة الاعتبارية التي تحظى بها شهادة الباكلوريا المغربية على الصعيد الوطني والدولي، داعيا جميع نساء ورجال التعليم إلى حماية مؤسسة المدرسة وإعادة الاعتبار إليها والثقة فيها، وتحسين المؤسسات وضبطها، مذكرا بالإمكانيات المالية الهائلة المرصودة للوزارة، إذ تضخ فيها نصف ميزانية الدولة، كما أن المشتغلين بالقطاع يشكلون أكثر من نصف كتلة الأجور بالمغرب. وتعرف المسؤولون بالجهات الأربع على جميع الإجراءات التي حملها دفتر مساطر تنظيم امتحانات نيل شهادة الباكلوريا المتضمنة في المقرر الوزاري، في انتظار مباشرة إصلاح نظام الباكلوريا خلال الموسم 2012/2013.
وتتشكل بنية دفتر المساطر من تسعة أبواب موزعة على 88 مادة، خصص الأول للترشيح ومعالجة الترشيحات، فيما تحدث الباب الثاني عن ااقتراح وإعداد المواضيع، والثالث حدد إجراءات الاستنساخ، بينما فصل الباب الرابع في تسليم وتسلم المواضيع، وتطرق الباب الخامس بالتفصيل إلى مراكز الامتحانات وإجراء الاختبارات. وتناول الباب السادس عمليات التحضير للتصحيح وإنجازه، وتطرق الباب السابع لعمليات مسك النقط وتحضير النتائج والإعلان عنها، ثم إجراء المداولات، ليسرد الباب الثامن معالجة الشكايات وتصحيح الأخطاء الواردة في الشهادات، ليخصص الدفتر بابه الثامن والأخير للغش. وتتمثل إجراءات الحد من ظاهرة الغش بدفتر المساطر بإعلان النصوص القانونية المتعلقة بالغش عند مدخل مركز الامتحان، وتثبيت عبارة"يمنع كليا حيازة هاتف محمول داخل مركز الامتحان" عند مدخل مركز وقاعات الامتحان. كما يتم التقيد بالمساطر ذات الصلة بالحد من ظاهرة الغش في الامتحان الواردة في الدليل الوطني للإجراء، إذ يتولى رئيس المركز موافاة لائحة الغشاشين بعد استثمار تقارير الغش الواردة من طاقم الحراسة.
ويهدف المقرر الوزاري الجديد الخاص بدفتر مساطر تنظيم امتحانات الباكلوريا، حسب الوزارة إلى دعم آليات التصريف الأنجع لمبدأ تكافؤ الفرص بين مجموع المترشحين. وكذا ضبط وتوحيد وتأطير إجراء مجموع العمليات الامتحانية على المستوى المركزي والجهوي والإقليمي. إضافة إلى تجاوز الاختلالات المسجلة في السنوات الماضية عبر إرساء آليات إحكام تنظيم مختلف العمليات الامتحانية، من جهة، وتحسين ظروف تنظيم وإجراء وتحضير نتائج امتحانات الباكلوريا ورفع موثوقية تلك النتائج ومصداقيتها من جهة أخرى.
وأعد دفتر المساطر موضوع المقرر وفق مقاربة تشاركية عبر عدد من المحطات، ابتداء من وضع الخطوط العريضة لدفتر المساطر من طرف لجنة تقنية، ثم صياغة مشروع دفتر المساطر من طرف لجنة من خبراء مركزيين وجهويين، وعرض مشروع مقرر خاص بدفتر المساطر على أنظار مديري الأكاديميات، وإعداد الصيغة المعتمدة للمقرر في ضوء ملاحظات الأكاديميات الجهوية والمصالح المركزية المختصة.
محمد إبراهمي (أكادير)